logo

logo

logo

logo

logo

الحصن (قلعة-)

حصن (قلعه)

-

 ¢ الحصن

الحصن (قلعة -)

 

تحتل قلعة الحصن موقعاً استراتيجياً مهماً، حيث تشرف على قرية الحصن وسهل البقيعة، وتتربع على ذروة هضبة ارتفاعها 750م عن سطح البحر متشعبة من جبال اللاذقية وفي أواسط سورية، وعلى بعد 60كم غربي مدينة حمص في منتصف الطريق بين حمص وطرابلس. وهو موقع مهم وممر عبور معروف تحت اسم «فتحة حمص»، وأهميتها الاستراتيجية كانت سبباً لصراعات طويلة بين البيزنطيين والمسلمين بدايةً ثم بين الصليبيّين والمسلمين في فترة الحروب الصليبية 489 - 690هـ/1096 - 1291م.

صورة جوية للقلعة

إن إنشاء القلعة في حضن هضبة عالية تواجه سهل البقيعة كان ذا فائدتين: فمن جهة أولى يفيد باستحالة دخول الموقع بفضل الانحدار الشديد الذي يعوق الفرق المهاجمة بالسلاح، ويتعبها، ويبطئ تقدمها، ومن جهة ثانية يعطي القلعة مجال رؤية لمسافة عدة كيلومترات؛ مضاعفاً بذلك قدرة مراقبة السهل والطريق بين الدويلات الصليبية آنذاك والأراضي الإسلامية، فقد كانت القلعة قاعدة لعمليات فرسان الاسبتارية للقيام بغارات وحملات عسكرية ضد المواقع الإسلامية، كما كانت بالنسبة إلى الصليبيّين جزءاً من شبكة دفاعية وأبراج ثانوية بنيت في المنطقة الساحلية في النصف الثاني للقرن 6هـ/12م بهدف مراقبة الطرق الأساسية وحماية موانئ طرطوس وطرابلس.

منظر عام للقلعة

شُيِّدت القلعة بدايةً في سنة 422هـ/1031م من قبل أمير حلب شبل الدولة نصر بن مرداس، عندما أقام حصناً أسكن فيه حامية من الأكراد فأطلق عليه اسم «حصن الأكراد»، وأطلق عليه البيزنطيون اسم «كراتوم» cratum. وقد أطلق عليها البارون غيوم راي اسم حصن الفرسان krak des Chevaliers عندما زارها سنة 1277هـ/1860م، ولكنها تعرف اليوم بـ «قلعة الحصن».

مقطع طولي

وفي سنة 492هـ/1099م احتل الصليبيون الحصن للمرة الأولى ولفترة قصيرة في طريقهم إلى القدس خلال الحملة الصليبية الأولى. وفي سنة 503هـ/1109م استولى تنكريد كونت أنطاكية على الحصن، وفي سنة 506هـ/1112م ملك القلعة كونت طرابلس، ثم حاصرها ألب أرسلان سلطان حلب سنة 509هـ/1115م لفترة قصيرة، وانسحب من دون أن يدخلها.

في سنة 537هـ/1142م أُعطيت القلعة لفرسان الاسبتارية في إطار سياسة صليبية عامة لتدعيم الإقطاعيات المحكومة من قبلهم آنذاك ضد الممالك الإسلامية المنتشرة في الأقاليم غير البعيدة ومراقبتها.

احتفظ فرسان الاسبتارية بالقلعة أكثر من قرن؛ من سنة 537هـ/1142م حتى سنة 670هـ/1271م، ونفذوا فيها عدة حملات تدعيم للموقع تمتد على ثلاث مراحل، حولوا القلعة خلالها إلى مكان إقامة مهم لنخبة الاسبتارية وقاعدة عمليات ضد الممالك الإسلامية.

ففي المرحلة الأولى التي تمتد بين السنوات 537 - 586هـ/1142 - 1190م، وبعد زلزال سنة 1157م أُعيد بناء الدفاعات بعد أن أصبحت ملكيتها لصاحب طرابلس. وقد صدّت القلعة هجمات المسلمين بين سنتي 558 - 562هـ/1163 - 1167م، وحاصرها السلطان صلاح الدين في سنة 584هـ/1188م، ثم تخلى عن فكرة حصارها، واتجه لتحرير مدن الساحل، ثم بدأ الصليبيون بعد ذلك مباشرة المرحلة الثانية من إعمار القلعة بين السنوات (586 - 596هـ/1190 - 1200م).

بدأت المرحلة الثالثة من إعمار القلعة بين السنوات 596 - 669هـ/1200 - 1271م، وفي سنة 669هـ/1270م هاجم الظاهر بيبرس القلعة، وحاصرها حتى استسلمت حاميتها بعد سنة، فحقن دماءهم، وأعادهم سالمين إلى ديارهم، فصارت القلعة تحت سيطرة المسلمين، وحكمها صارم الدين قايماز الذي أمر بإقامة أعمال إصلاح واسعة فيها، فعلى الرغم من تضرر القلعة بعد قصف الظاهر بيبرس لها بأسلحة الحصار المتطورة آنذاك؛ لم يُهدم على يده منها سوى بعض الأجزاء الجنوبية والشرقية، فقد أدرك بيبرس الأهمية الاستراتيجية لهذه القلعة في دعم حملاته العسكرية ومساعدته على شن الحملات على الممالك الصليبية الباقية، فقرر ترميمها وتحسينها؛ ليجعلها قاعدة عملياته ضدهم.

وأصبحت القلعة منذ أن فتحها المسلمون سنة 670هـ/1271م حتى سنة 699هـ/1300م هدفاً لإصلاحات وتدعيمات أقامها المماليك بقصد زيادة مناعتها والاستفادة من موقعها المميز لمراقبة فتحة حمص، وإرسال غارات ضد آخر الممالك الصليبية على ساحل بلاد الشام، فعُيِّن لها حاكم وفرقة حماية كبيرة بهدف دعم الحملات العسكرية المملوكية الحاسمة ضد الصليبيّين، والتي لم تلبث أن آتت أُكُلها بتحرير المسلمين آخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام سنة 690هـ/1291م.

فقد تواصلت الأعمال تحت حكم السلطان المملوكي قلاوون الذي أعطى اللمسة الأخيرة للقدرة الدفاعية للقلعة التي أصبحت هدفاً لترميمات جديدة نهاية القرن 7هـ/13م وبداية القرن 8هـ/14م أيضاً بسبب سلسـلة من الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة آنذاك.

ولكن القلعة فقدت أهميتها الاستراتيجية في نهاية العصر العثماني، وهجرت مع الوقت حتى خلت من أي حامية في القرن 13هـ/19م، فاحتل سكان القرية التي كانت مجاورة لها الكثير من فراغاتها داخل السور، وسكنوا فيها حتى دخول الفرنسيين الذين اتخذوا من القلعة مقراً لهم طوال فترة استيلائهم على سورية.

صارت القلعة خلال فترة الاحتلال الفرنسي هدفاً لأعمال مهمة من إزالة التراب والتدعيم، فقد نقلت كميات كبيرة من الردم من الصالات والممرات والفراغات بهدف إعادة كشفها وإظهار ملامحها المعمارية والفنية، وأيضاً تمت إزالة مجمل الأعمال المضافة والمبنية على العناصر المعمارية والزخرفية القديمة داخل الأسوار، والتي نفّذها سكان القرية سابقاً. كما جرت في تلك الفترة بعض أعمال البناء التكميلية لبعض الجدران باستخدام أحجار الدبش، وتم صب بعض الأسقف العازلة لحماية الصالات والدروب الداخلية من الماء.

ومنذ الاستقلال عُهد بصيانة الموقع وترميمه إلى المديرية العامة للآثار والمتاحف، التي قامت بتنفيذ مشاريع متتالية للمحافظة على المفردات المعمارية والفنية للقلعة؛ ولا سيما بعد تسجيلها مع قلعة صلاح الدين [ر] على قائمة التراث العالمي سنة 1428هـ/2007م.

تتألف قلعة الحصن في شكلها العام من حصنين لهما سوران، أحدهما داخل الآخر وأعلى منه، ويشرف على جميع منشآته، وبينهما خندق، ويحيط بهما خندق ثانٍ خارجي تكمله أرض شديدة الانحدار.

الخندق الداخلي ويظهر أعلاه إسطبل الخيل

يشبه مخطط القلعة الذي فرضته طبيعة الأرض شبه منحرف، قاعدته الصغرى إلى جهة الشمال، ويمتد طوله الأعظمي من الشمال إلى الجنوب 220م بين طرفي السور، فإذا أضيف إليه طول التحصين الأمامي الذي يتقدم الواجهة الجنوبية يصبح طوله 275م. أما العرض الأعظمي للقلعة فيبلغ 135م، وذلك بمساحة تقريبية تبلغ 2.38 هكتار.

قناة نقل الماء

شُيّدت القلعة بحصنها الداخلي على قاعدة من الصخر البازلتي، قام الصليبيون بتوسيعها وإشادة أبراج ذات طوابق عديدة وأسوار سميكة، فصار الحصن الداخلي يتألف من قلعة قائمة بذاتها شُيِّدت فوق قاعدة مرتفعة يعزلها عن السور الخارجي خندق عريض في الصخر كُسيت سطوحه بالحجارة المنحوتة، ويُملأ قسم من الخندق بالجهة الجنوبية بالماء؛ فيدعى البركة.

القلعة الداخلية (أبراج القادة)

يتألف السور الخارجي للقلعة من جدار استنادي ضخم ذي انحدار في سطحه الخارجي، وهو مقاوم للزلازل ولأعمال التخريب والتلغيم. شُيّد من الحجارة المنحوتة بارتفاع 26م، وزُوِّد بأبراج ضخمة متقدمة شكلت حصناً أجمل وأقوى من الحصن الداخلي، فصار يحوي ثلاثة مداخل وثلاثة عشر برجاً دائرياً ومربعاً ومستطيلاً، فقد كانت القلعة تتسع لحامية من أربعة آلاف مقاتل مع جميع احتياجاتهم من المؤن والأعتدة والخيول والذخائر.

الفناء

يُدخل إلى القلعة اليوم عن طريق مدخل يتوسط الواجهة الشرقية للسور الخارجي، وقد تم إنشاؤه من قبل الملك الظاهر بيبرس، وهو مؤرخ سنة 669هـ/1271م، ويتألف من برج مستطيل بارز عن سمت الجدار، تتوسطه فتحة باب الدخول التي تكتنفها غرفتان للحرس، وينعطف الداخل منه يساراً عبر ممر طويل غُطِّي بسقف ضخم بهدف تحميل الطبقات العليا من الأبراج والقاعات التي أُحدثت آنذاك على عمارة القلعة من الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية التي كانت أكثر تأثراً وتدميراً من جراء الحصار المملوكي للقلعة. وتتألف أرضية هذا الممر الصاعد من 180 درجة عريضة توصل الصاعد بعد انعطافه يميناً إلى بوابة الدخول الرئيسية للحصن الداخلي للقلعة.

والواقع أن السور الخارجي للقلعة يأخذ اليوم طابع العمارة الإسلامية بعد الترميمات المختلفة التي أجريت عليه من قبل السلطان الظاهر بيبرس ومن تلاه من السلاطين المماليك بين سنوات 670 - 684هـ/1271 - 1285م، بداية من باب الدخول الحالي والممر الواقع خلفه ووصولاً لكامل الجهة الجنوبية للقلعة والأكثر تضرراً بآليات الرمي والخنادق خلال حصار سنة 669هـ/1270م، حيث بنى السلطان بيبرس-بالشكل نفسه- برجاً دائرياً في الزاوية الجنوبية الغربية مكان برج صليبي هدم خلال الحصار، إضافة إلى برج نصف دائري في الزاوية الجنوبية الغربية، وسور جديد بين البرجين.

برج الظاهر بيبرس

كما أضاف السلطان قلاوون في سنة 684هـ/1285م برجاً ضخماً مربعاً وسط الواجهة الجنوبية، وجعله نافراً جداً بالنسبة إلى السور؛ لتصبح هذه الجبهة الدفاعية التي ضعفت خلال الحصار المملوكي أقوى نقطة من القلعة، كما زود المماليك كامل الأسوار والأبراج بمرامٍ للسهام متطورة مختلفة التكوين والوظيفة.

وقد أرّخ سلاطين المماليك لإضافاتهم المهمة في السور الخارجي بنقوش كتابية محفورة بالواجهات العليا للأبراج والأسوار، مكتوبة بخط الثلث المملوكي، وتحمل أسماءهم وألقابهم وتاريخ حصول البناء أو الترميم، من أهمها ما نُقش فوق الباب الرئيسي للقلعة، نصّه:

«بسم الله الرحمن الرحيم أمر بتجديد هذا الحصن المبارك في دولة مولانا السلطان الملك الظاهر العالم العادل المجاهد المرابط المؤيد المظفر المنصور ركن الدنيا والدين أبو الفتح بيبرس قسيم أمير المؤمنين وذلك بتاريخ نهار الثلاثاء خامس وعشرين من شعبان سنة تسع وستين وستماية».

كما حافظ المماليك على الخندق الداخلي بين السورين وعلى قسم من الخندق المائي الجنوبي فيه، وكذلك شيدوا الحمام المبني في الزاوية الجنوبية الغربية بين السورين بمستوى أدنى من مستوى المرور الحالي، والذي يتألف من خمسة أقسام، أربعة منها كانت مسقوفة بقباب، والتي تعود إلى مراحل إنشاء متتالية حدثت في نهاية الفترة الصليبية وبداية الفترة الإسلامية وصولاً إلى بداية القرن 8هـ/14م. كما حافظوا على الإسطبل الملاصق للوجه الداخلي للسور الخارجي الجنوبي للقلعة والذي يمتد تحديداً اليوم خلف برج قلاوون وبين برجي الظاهر بيبرس المذكورين أعلاه، وهو مكوّن من قاعة طويلة مغطاة بقبوة ترتفع حتى خلفية الواجهة الجنوبية للسور، حيث يتصل هذا الإسطبل مع الباب الجنوبي، ويعمل معه عند دخول الخيالة وخروجهم، وما تزال التجاويف المتعددة في البناء والتي تمثل مرابط الخيل شاهدة على هذه الوظيفة المهمة.

درج داخلي

أما الحصن الداخلي الأعلى للقلعة والذي لم يتأثر بالحصار المملوكي، فقد حافظت مبانيه على طرازها المعماري الصليبي؛ من حيث المخطط والعناصر المعمارية والزخرفية حتى يمكن عدّه المثال الأصدق لهذا الطراز المعماري الوافد إلى عمارة الشرق، وقد تمثلت الإضافات المملوكية فيه بإنشاء عدة مبانٍ سكنية أضيفت على مستوى الأسطح، وكذلك بإنشاء مخزن مسقوف بأقواس مستندة إلى ركائز مربعة، وقد حُوّلت الكنيسة الواقعة بالزاوية الشمالية الشرقية لهذا الحصن إلى جامع بإنشاء محراب ومنبر حجري كما جرى في قلعة المرقب [ر] في الفترة ذاتها.

عقود مدببة

وتتألف مباني هذا الحصن -إضافة إلى السور والأبراج وممراتها الداخلية المسقوف أغلبها بقبوات متقاطعة- من عدة مبانٍ ضخمة تتوزع حول ساحة داخلية وسطى، وقد استخدم أغلبها مطعماً ومهاجع للفرسان، وقاعات للرهبان، ومساكن لرئيس طائفة الاسبتارية والنخب المرافقة له آنذاك، وأهمها:

قاعة المخازن:

تحتل هذه القاعة الضخمة كامل الجهة الجنوبية من الحصن الداخلي للقلعة، وهي القاعة الكبرى في كامل القلعة، تتألف من ستة أروقة شمالية جنوبية محمولة في الداخل على ستة صفوف من الدعامات المستطيلة بواقع أربع دعائم بكل صف، وتستند أرجلها الخارجية إلى الجدر المحيطة، ويغطي هذه القاعة سقف مؤلف من قبوات ترتكز على الدعامات المستطيلة، وتفتح الواجهة الشمالية للقاعة على الساحة الداخلية، وقد كانت هذه القاعة الكبيرة تلبي بآن واحد حاجة متزايدة إلى وظائف أخرى كمستودعات (مخازن-مخازن أسلحة) وغير ذلك.

قبوات القلعة

القاعة الكبرى (الفرسان):

تقع هذه القاعة بالجهة الغربية من الحصن، وهي قاعة مستطيلة شمالية جنوبية مغطاة بثلاث قبوات متقاطعة ذات عقود قوطية، تلتقي أرجلها مجتمعة لتُحمل على بروزات تستند إلى تفاريع نباتية ذات أوراق مشرشرة تخرج من مزهريات دائرية. يفتح بالجدار الشرقي للقاعة ثلاث نوافذ كبيرة وكتلة مدخل، ويتقدمها رواق مستعرض يفتح على الساحة الداخلية الوسطى للحصن بسلسلة من النوافذ التوائم يعلوها لوحة جبهية مع تزيينات محفورة بورود وأوراق ثلاثية الفصوص. ويغطي الرواق سبع قبوات متقاطعة بطراز قوطي، وقد كانت هذه القاعة تستخدم عقدة إدارية ودينية لاجتماعات النخبة من الاسبتارية لإدارة ممتلكاتهم في الشرق.

قاعة الفرسان

المسجد:

يقع في الزاوية الشمالية الشرقية للحصن الداخلي، ويُدخل إليه من باب بواجهته الغربية، وقد بُني في المرحلة الصليبية الأولى؛ ليكون كنيسة، ويتألف من قاعة مستطيلة شرقية غربية مغطاة بقبوة، وتُلفى بصدرها الشرقي حنية جدارية نصف دائرية ومسقوفة بنصف قبة كروية، كانت تمثل صدر الكنيسة، فُتح بجدرانها ثلاث نوافذ ضخمة. ويزين سطوح جدرانها آثار رسومات جدارية مؤرخة بنهاية القرن 6هـ/12م، يبدو أنها غطيت بالطلاء في العصر المملوكي، حين حولت الكنيسة إلى جامع، وصار محرابه يتوسط الجدار الجنوبي للحرم، وعن يمينه منبر حجري كلسي يُصعد عبر عدة درجات إلى جلسة الخطيب المغطاة بقبة حجرية صغيرة.

مسجد القلعة

إضافة إلى وجود عناصر وظيفية متعددة؛ كغرف الحرس وصهريج المياه ومعصرة الزيت وخوابي الزيت الحجرية والفرن والمراحيض وغير ذلك..

وعموماً فقد حملت كل الأبراج المستديرة والمستطيلة في هذه القلعة مبدأ التصميم الداخلي نفسه الشائع في العمارة الإسلامية عامةً، والأيوبية والمملوكية خاصة، حيث يتألف الفراغ الداخلي لكل منها من باحة مركزية تنفتح عليها إيوانات ومنابل صغيرة للرمي وبشكل إشعاعي، حيث أدت حنايا المنابل والحنايا المصمتة دوراً مهماً في إفراغ حمولة العقود وطوابقها على الجدران المكونة لها.

تُعدّ قلعة الحصن بميزاتها المعمارية الفريدة من أعظم قلاع العصور الوسطى وأشهرها، حيث تقدم من وجهة نظر تاريخ العمارة العسكرية والتحصينية مثالاً فريداً لتطور هندسة التحصين وطرزها التي تداخلت في هذه القلعة لتكون مدرسة استثنائية رائعة السمات تشكل تحولاتها والإضافات الظاهرة فيها شواهد أثرية كثيرة تؤرخ لمرحلة استثنائية في تاريخ المنطقة.

غزوان ياغي

مراجع للاستزادة:

- فولفغانغ مولر، القلاع أيام الحروب الصليبية، ترجمة محمد وليد الجلاد (دار الفكر، دمشق 1984م).

- محمود حسن أمين، القلاع الإسلامية في وجه المغول والصليبيين (دار البلعاس، دمشق 2006م).

- هيوج كندي، القلاع الصليبية، الجزء الثاني والخمسون من الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية، تحقيق وترجمة سهيل زكار (دمشق 2008م).

- عبد القادر الريحاوي، قلعة الحصن (مطبوعات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق 1960م).

- محمد وليد الجلاد، قلعة الحصن، حصن الأكراد (دار طلاس، دمشق 1990م).

 


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 562
الكل : 29663245
اليوم : 43255