logo

logo

logo

logo

logo

خزامى (تل-)

خزامي (تل)

-

 الخزّامي

الخزّامي (تل -)

 

تعد حوضة دمشق من المناطق الغنية في سورية من حيث عدد المواقع التي جاءت منها اكتشافات مهمة كتلِّ أسود، وتل البحارية، وتل الغريفة، ويعد تل الخزّامى أحد أهم هذه المواقع، ويقع على مسافة ٢٥ كيلومتراً تقريباً إلى الجنوب الشرقي من مدينة دمشق، وإلى الشمال الغربي من تل أسود بنحو ٣ كيلومترات، في سهل غضاري مروي إلى حدٍ كافٍ لزراعة الحبوب؛ مما يدعو إلى الاعتقاد أن هذه المنطقة كانت مستثمرة منذ بداية حياة الاقتصاد الإنتاجي. وكان التل عند اكتشافه يرتفع عن مستوى السهل بنحو مترين تقريباً مشكلاً تحدباً بسيطاً، ويبلغ قطره نحو ١٥٠٠م. وقد أجرى الباحث هنري دو كونتنسون H. De Contenson مكتشف التل أربعة أسبار اختبارية خلال موسم التنقيب الوحيد الذي جرى في التل عام ١٩٦٧م، وذلك قبل أن تتم إزالته لبناء مطار دمشق الدولي عام ١٩٦٨م، وقد غطت هذه الأسبار مساحة ٩٢ متراً مربعاً، تراوح أعماقها بين متر وسبعين سنتيمتراً، وأظهرت الأسبار أن المساكن التي عثر عليها مؤلفة من عدة غرف متلاصقة، تراوح سماكة جدرانها بين ٦٠-٨٠ سم، مبنية من اللبن المصنوع بقوالب مستطيلة الشكل، أبعادها ٢٥ × ٣٥ × ١٠سم، ويغلب على الأدوات المكتشفة الأدوات الزراعية؛ حيث عثر على المناجل والنصال، والمخارز، ورؤوس السهام، إضافة إلى أدوات صناعة الجلود، و ملاعق مصنوعة من العظم.

 

أما المصنوعات الفخارية فقد توزعت بين الزبادي العميقة ذات القعر المستوي والشفاه الرقيقة المائلة قليلاً نحو الداخل، وقصعات ذات قعر مستو وحواف سميكة مائلة نحو الخارج. أما القدور فقد كانت ذات شفاه سميكة مستديرة أو مستوية، والجرار ذات رقبة أسطوانية تنتهي بشفة سميكة نحو الخارج. ويلاحظ على القدور والجرار حلقات دائرية الشكل، وتتصف هذه الأدوات عموماً بأنها ذات لون فاتح مطلي بطبقة خارجية رقيقة حمراء اللون ومصنوعة باليد غالباً، استخدمت الزخرفة النافرة في تزيينها، أو الزخرفة الهلالية المجوفة، وقد يُشاهد نوعا الزخرفة على الآنية نفسها، وتتشابه ميزات الفخار في تل خزّامي مع فخار جُبيل الذي ظهر أول الأمر في شمالي سورية في تل كردو ورأس الشمرا، ثم انتقل إلى جبيل ووادي الأردن.

كما صنع سكان تل الخزّامي دمى حيوانية متعددة الأنواع من الطين المجفف؛ كالكبش وحيوانين من ذوات الأربع من دون رأس وأجزاء من دمى كالرأس والقرن، كما صنع سكان تل خزّامي أوانيَ على شكل دمى حيوانية منها إناء على شكل بقرة.

   
أدوات صوانية من تل الخزّامي

 

فخار من تل الخزّامي

إن تقنية تصنيع الأدوات الحجرية وشكل الأبنية ومادتها المصنوعة من اللبن المقولب تدعو إلى نسبة تل الخزّامي إلى الثقافة الغسولية، وهي إحدى ثقافات العصر الحجري النحاسي في جنوبي سورية، حيث دخلت المنطقة في هذا العصر متأخرة عن الجزء الشمالي من سورية، والذي تماشى مع بلاد الرافدين بدخوله هذا العصر بداية الألف الخامس. وجاءت مواقع أخرى في سورية الجنوبية تعود إلى الثقافة الغسولية وبعضها في جنوبي الأردن ووسطه مثل: تليلات الغسول و»أبوحامد» وجاوا وسحاب، كما تعاصر تل خزّامي مع تل البحارية المجاور له الذي ظهرت فيه اكتشافات مشابهة؛ فقد عثر في تل البحارية -فضلاً عن البقايا العمرانية-على دمى إنسانية وحيوانية ولاسيما تلك التي تمثل رؤوس الطيور علاوة على الكرات والحصى التي يعتقد أنها استخدمت في عمليات الحساب التي تعد من الابتكارات الحضارية التي مهدت لظهور الكتابة ووضعت نهاية لعصور ما قبل التاريخ، حيث مثّل كل من موقعي تل الخزّامي وتل البحارية نهايات عصور ما قبل التاريخ في حوضة دمشق.

أحمد دياب

 

مراجع للاستزادة:

- H.de Contensoun,1968; Rapport Preliminaire sur les fouilles a Tell eL-Khazzami A.A.A.S. Vol. 18. –Tome 1-2. pp. 55-62.

- J. NASRALLAH, 1956; Le Ghassoulien de Der’a (Hauran) ;B. S.P. F. ,tome 53, N. 11-12. pp. 735-746.


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 534
الكل : 29582013
اليوم : 36929