logo

logo

logo

logo

logo

الحجر في العصور الكلاسيكية

حجر في عصور كلاسيكيه

-

 الحجر

الحجر

الحجر في العصور الكلاسيكية

 

اعتمد الإغريق على الحجر في تشييد المباني ونحت الأعمال الفنية، وكان للتأثير الشرقي الأثر البالغ في أعمالهم التي تركوها كنحت الألواح الحجرية وفن نحت التماثيل من مصر، كما اعتمد الإغريق على الحجارة الثمينة في بناء المعابد وتلبيس الأبنية المهمة منها بالرخام في حين بنيت المنازل من مواد أقل أهمية. وفي بدايات الحضارة الإغريقية تم استخدام الحجارة متوسطة الحجم غير المشذبة في بناء الجدران وفيما بعد- ولاسيما منذ القرن الخامس قبل الميلاد- بدأ استخدام الحجارة المنتظمة، وعموماً إن مواد البناء تخضع للمواد المتوفرة في المكان، وقد ساعدت الطبيعة في بلاد اليونان على توفر المواد الأولية ولاسيما الرخام المتوفر بكثرة قرب أثينا وفي جزيرة باروس Paros؛ والذي يتميز بدقة التنفيذ، كذلك استخدموا الغرانيت والحجارة الكلسية.

دلوزة تقنية بناء البيت

أما الرومان فقد اعتمدوا أكثر على الآجر ونوع من الخرسانة في عمليات البناء لكونها تساعد على إقامة مبانٍ أكثر وأضخم في وقت أقل، واعتمدوا في الفترة الامبراطورية على إكساء المباني المهمة بألواح الرخام من الداخل والخارج، ووصل استخدام الحجارة - ولاسيما الرخام- أوجه في عهد الامبراطور أوغسطس[ر]Augustus حيث شيدت المباني بكاملها من الحجارة كما في مذبح السلام المشيد من الرخام الأبيض،كما اعتمد في بناء العقود والقنوات على الحجارة، حيث عالجت العقود مشكلة تحديد المسافة بين الأعمدة في التسقيف الحجري من ستة أمتار إلى أكثر من خمسة وثلاثين متراً حتى لا تسقط الأعتاب الحاملة.

بيتان متقابلان في البارة

وعند الحديث عن الحجر ضمن العمارة الكلاسيكية فإن المقصود أيضاً النحت المنفذ على هذه الحجارة (النحت المعماري) كنحت الأعمدة وتيجانها والأفاريز والجبهات المثلثة وكذلك التماثيل التي تحمل السقف في بعض الأحيان(الكارياتيد Caryatid) كما في معبد الإرخيتون Erechtheion في أثينا، والنحت على الأعمدة الرومانية كاستخدام الغرانيت الأحمر في نحت عمود أنطونينوس بيوس Antoninus Pius، والرخام الرمادي carrara في عمود مارك أوريل [ر]Marcus Aurelius وهو من الرخام المستخدم بكثرة في العصر الروماني.

بيت شنشراح

وقد برع الإغريق في نحت التماثيل الرخامية معتمدين على أنواع الرخام المتعددة والمحلية مثل رخام باريان parian الأبيض والغالي الثمن أورخام بنتيليك pentelic القريب من أثينا والذي يصبح لونه مع مرور الزمن عسلياً لاحتوائه على الحديد، وفي حال التماثيل الضخمة اعتمد على الخشب في صنعها لكن في أماكن ظهور اللحم كالوجه واليدين كانت تنحت من الرخام الأبيض، وقد تمّ تعرف التماثيل الإغريقية من خلال التماثيل الرومانية الرخامية المنسوخة عن الإغريقية الأصلية، كذلك اعتمد الرومان في النحت على الأحجار الثمينة ذات الألوان المتعددة مثل الرخام الأبيض والأسود والأصفر والأرجواني والغرانيت الأحمر ولاسيما في تمييز أقسام الجسم في التماثيل.

الرويحة

وقد كانت التماثيل الحجرية أكثر أنواع التماثيل التي تم العثور عليها في سورية خلال الفترة الكلاسيكية لقدرتها على مواجهة الزمن على عكس التماثيل الخشبية المعرضة للتأَكل والفخارية المعرضة للكسر والتماثيل المعدنية المعرضة لإعادة الصهر. كذلك ساهم توفر الحجر بأنواعه المختلفة في سورية بتنوع هذه التماثيل بحسب المنطقة الجغرافية، فمثلاً اشتهرت جبال الكتلة الكلسية بحجارتها الكلسية التي من السهل نحتها والتعامل معها، كذلك كان الأمر بالنسبة إلى الحجر التدمري على عكس الحجارة البازلتية المنتشرة في جنوبي سورية؛ والتي كانت تحتاج إلى جهد كبير وكان من الصعب النحت عليها إلا بإزالة طبقة رقيقة، مما يظهر شكل النحت سطحياً وليس عميقاً. وتمت الاستعانة بالحجارة الأكثر جمالاً والتي من الممكن استيرادها من البلاد الأخرى مثل الشست وأعمدة الغرانيت الأحمر من مصر، والغرانيت الأزرق من الأناضول، والرخام الذي نحت منه عدد كبير من تماثيل الآلهة ولاسيما أفروديت [ر] Aphrodite.

بوابة معبد حصن سليمان

وفي تدمر استخدم الحجر الكلسي القاسي أو الطري المحلي،وكان ذا ألوان متعددة أحدها ذو لون ضارب إلى الصفار استُخدم في نحت اللوحات القديمة، وهناك الحجر الأبيض الناصع القاسي جداً والذي يشبه الرخام ولكنه خالٍ من اللمعان مثل تمثال الإله بعلشمين Baalshamine، أما النوع الثالث من الحجر فهو يشبه بقسوته الحجر الأبيض لكنَّ لونه ضارب إلى الوردي وهو قليل الاستعمال ونماذجه قليلة.

أما في دورا أوروبوس [ر] فكان هناك أربعة أنواع من الحجر للنحت: الرخام والألباسترAlabaster واستخدما في نحت تماثيل للإلهة أفروديت، والحجر الكلسي الأبيض واستخدم في المنحوتات المتوسطة الجودة، أما الحجر الذي كانت تنحت منه المنحوتات المهمة فقد كان يجلب من تدمر وينحت من قبل نحاتين تدمريين أو محليين؛ أو تستورد المنحوتات جاهزة من تدمر.

معبد بل - تدمر

أما في جنوبي سورية فقد تم الاعتماد في النحت على الحجر البازلتي المتوفر في المنطقة مثل تمثال «ذو الشرى دوساريس» Du-shara وأثينا اللات Athena-Allat، إلى جانب مواد أخرى ثمينة مثل الرخام والشست بسبب الدور التجاري لبصرى ووجود جنود فيها جلبوا عبادتهم معهم مثل رأس أبولوApollo الرخامي وتمثال سيرابيس Serapis المنحوت من الشست الأزرق، كما استخدم الشست الأخضر الغامق في نحت رأس لسيرابيس.

هيا الملكي

 

التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 579
الكل : 31631962
اليوم : 66817