logo

logo

logo

logo

logo

حاتوسيلس

حاتوسيلس

Hattusilis I-III - Hattusilis I-III

 ¢ حاتوسيليس

حاتوسيليس

 

حاتوسيليس أو خاتوسيليس Hattusilis اسم لثلاثة ملوك حثيين، يعني «الذي من خاتوشاش» عاصمة الدولة الحثية التي قامت في هضبة الأناضول في الألف الثاني قبل الميلاد.

حاتوسيليس الأول ( نحو ١٦٥٠- ١٦٢٠ ق.م) :هو ثاني ملوك الدولة الحثية القديمة، وربما كان ابن لابارنا الأولLabarna I. - مؤسس تلك المملكة (١٦٨٠- ١٦٥٠ ق.م)- وخليفته على العرش الحثي. يبدو أنه استخدم اسمه الجديد «حاتوسيليس» (اسمه القديم لابارنا الثاني) بعد أن نقل العاصمة من «نيشا Neša (على الأغلب كانيش، كولتبي حالياً)» إلى «حاتوساس Hattušaš» (حالياً بوغازكوي[ر] شرق أنقرة)، وذلك بعد أن اتسعت المملكة الحثية القديمة باتجاه الجنوب والشرق، الأمر الذي حتَّم قرب العاصمة من مسرح الأحداث. وبما أن والده كان قد وطَّد السيطرة الحثية على قلب بلاد الأناضول، قام هو بعبور جبال طوروس ومهاجمة مملكة يمحاض الأمورية التي كانت قائمة في شمالي سورية، بسبب غناها بالمنتجات المختلفة وموقعها الاستراتيجي المسيطر على طرق التجارة والمواصلات، إلا أنه أخفق في احتلال عاصمتها حلب. وقد تم العثور في سنة ١٩٥٧م على لوح ٍ مسماري، كُتب باللغتين الحثية والأكادية، يتحدث عن أحداث سنوات حكمه الست الأولى؛ فيدَّعي أنه قام في السنة الأولى بتوسيع السيطرة الحثية لتصل إلى حدود البحر. وقام في سنة حكمه الثانية بإخضاع ألالاخ [ر] (حالياً تل عطشانة) ومدن سورية أخرى في منطقة الفرات الأعلى (خاخوم وأورشوم وخاشوا)، ونقل من هناك إلى عاصمته حاتوساس غنائم كثيرة وأسرى وتماثيل آلهة ولا سيَّما تمثال إله الطقس الحلبي. وهاجم في السنة الثالثة «أرزاوا Arzawa» الواقعة جنوب غربي الأناضول. بعد ذلك عاد إلى شمالي سورية ليقضي السنوات الثلاث التالية في استعادة ممتلكاته السابقة هناك من الحوريّين الذين سيطروا عليها خلال فترة غيابه.

تخلل عهده العديد من الدسائس والمؤامرات التي جعلته يستبعد ثلاثة من أبنائه الذين خرجوا عليه؛ من ولاية العهد. وسمَّى حفيده «مورسيليس» الأول Muršiliš I خليفة له، وجعل أقاربه وكبار رجالات المملكة يُقسمون يمين الولاء والطاعة له.

أطلق على نفسه لقب «ملك حاتوساس»، ولقب «رجل كوشَّارا« Kuššara ، في إشارة إلى عاصمة الحثيين الأولى، قبل أن يسيطروا على «نيشا».

حاتوسيليس الثاني (نحو ١٣٧١-١٣٥٥ ق.م): أحد ملوك المملكة الحثية الوسطى، حكم في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وجوده مشكوك فيه؛ إذ لا توجد معلومات واضحة عنه، والإشارة الوحيدة التي يمكن أن تُشير إلى وجوده ترد في المعاهدة التي عُقدت بين الملك الحثي موواتالي Muwatali الثاني وأمير حلب الحثي «تالمي- شارَّوما».

حاتوسيليس الثالث (نحو ١٢٧٥-١٢٥٠ق.م): أحد أشهر ملوك المملكة الحثية الحديثة.

نحت حجري بارز لحاتوسيليس الثالث

هو الابن الأصغر لمورسيليس الثاني، اعتلى العرش الحثي بعد إقصاء ابن أخيه «أورخي-تيشوب» Urhi-Teshup (ابن مورسيليس الثالث ). إن هذا معروف من خلال «سيرته الذاتية» التي وضعت لتبرير أعماله. ولم يؤد ذلك إلى مشاكل سياسية في الدولة الحثية لأن «أورخي- تيشوب» كان قليل الخبرة وغير محبوب. باستثناء بعض العمليات العسكرية في بلاد أرزاوا في جنوب غربي الأناضول اتسم عهد حاتوسيليس الثالث بالسلمية والازدهار، فقد وسَّع العاصمة «حاتوساس»، وأجرى بعض الإصلاحات الإدارية. وتم في عهده (١٢٧٠ق.م) عقد معاهدة مع الفرعون المصري «رعمسيس الثاني»، في أعقاب معركة « قادش « (نحو ١٢٨٥ ق.م) التي خاضها «موواتالي»، والتي أعادت رسم حدود مناطق النفوذ الحثية والمصرية في سورية، وذلك نتيجة بروز خطر الآشوريّين على الطرفين آنذاك. نصَّت المعاهدة على ألاَّ تعتدي كل مملكة على ممتلكات المملكة الأخرى- ولاسيَّما في سورية التي كانت مقسمة بين الدولتين- وعلى المساعدة في حال تعرض أحد الطرفين لاعتداء طرف ثالث، وعلى عدم إيواء الفارين من إحدى المملكتين. ساد السلام بعد هذه المعاهدة بين الامبراطورية الحثية الحديثة والامبراطورية المصرية الحديثة، وتم تبادل رسائل الصداقة بين ملكي الدولتين. وتذكر الوثائق الحثية أن رعمسيس الثاني أرسل ما لايقل عن ثماني عشرة رسالة إلى حاتوسيليس الثالث، وإلى زوجته «پودوخيبا» Puduhepa التي يبدو أنه كان لها تأثير مهم في سياسة زوجها الداخلية والخارجية، علما ً أنها كانت قبل زواجها من حاتوسيليس الثالث كاهنة للإلهة عشتار، إلهة الحب والخصب والحرب. أراد حاتوسيليس أن يعزز علاقاته الطيبة مع مصر فأرسل في العام ١٢٥٧ ق.م ابنته الكبرى لتكون زوجة للفرعون المصري رعمسيس الثاني. ونُقشت أخبار هذا الزواج بأسلوب ٍ طريف على جدران معبدي الكرنك وأبي سمبل في مصر. يرد ذكر حاتوسيليس الثالث في بعض نصوص أوغاريت بوصفه سيداًً أعلى لها، تدخَّل لحل مشكلتها مع تجار مدينة «أورا» الكيليكية الذين قاموا بشراء أراض وبيوت وعقارات فيها، فحدد نشاطهم فيها. لكن على الرغم من عظمة حاتوسيليس الثالث وقوته فقد أخذت الأخطار تتهدد الامبراطورية الحثية الحديثة في أواخر عهده؛ وأبرزها خطر جماعات شعوب البحر في غربي الأناضول التي أدت فيما بعد إلى سقوط الامبراطورية في بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد.

عيد مرعي

مراجع للاستزادة:

- T. Bryce, The Kingdom of the Hittites, 2nd Edition, Oxford 2005.

- H. Otten, Hattušili, in: Reallexikon der Assyriologie, Band 4 1972-1975, S. 173- 175.

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 609
الكل : 31546746
اليوم : 63151