logo

logo

logo

logo

logo

الحثيون

حثيون

Hittites - Hittites

 ¢ الحثيون

الحثيون

المملكة الحثية الحديثة (١٣٨٠-١٢٠٠ق.م)

ممالك المدن الحثية الحديثة

الحضارة الحثية

المعتقدات الدينية والفنون والعمارة

اللغة والكتابة والآداب

 

يُعدّ الحثيون Hittites أقدم جماعة هندوأوربية معروفة، هاجرت إلى وسط هضبة الأناضول قادمة من الشمال الشرقي في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد، واستقرت في منطقة كبادوكيا عند منعطف نهر كيزيل إرماك (هاليس عند الإغريق) الكبير، حيث كانت تقيم جماعات محلية تسميها المصادر الآشورية القديمة «خاتيين»، وبلادهم «بلاد خاتي» mat Hatti، وهو الاسم الذي اشتق منه اسم الحثيين واسم مملكتهم «مملكة خاتي»، وهو اسم ليس هندوأوربياً.

تتحدث نصوص المستوطنة التجارية الآشورية كاروم كانيش [ر] الآشورية (حالياً كول تبه)- ومعظمها نصوص اقتصادية (تعود إلى القرنين ٢١ و ٢٠ق.م)- عن المنافسات التي كانت قائمة بين الأمراء المحليين في وسط الأناضول، والتي انتهت بسيطرة أنيتَّا Anitta الحثي حاكم إمارة كوشارا على الإمارات الأخرى. وسمَّى نفسه ملك كوشارا ونيشا Nesha. إن نيشا هذه لم تكن إلاَّ كاروم كانيش نفسها، التي اتخذها أنيتا مركزاً لحكمه والتي تعرضت لحريق في القرن السابع عشر أو السادس عشر خلال منافسات بين الأمراء الحثيين، ولم تُسكن بعد ذلك.

بدأ ظهور الحثيين قوة سياسية وعسكرية كبرى في الأناضول على يد لابارنا الأول Labarna I أو تابارنا Tabarne الذي أسس المملكة الحثية القديمة (١٦٨٠-١٤٨٠ق.م)، وحكم نحو ثلاثين عاماً (١٦٨٠-١٦٥٠ق.م)، واتخذ من حاتوساس (حالياً بوغازكوي [ر])- التي كان أنيتا قد سيطر عليها في عام ١٧٢٠ق.م- عاصمة له. وقد اكتسب أهمية كبيرة فيما بعد بحيث أصبح اسمه لقباً للملوك الحثيين اللاحقين.

سيطر لابارنا على وسط الأناضول كله تقريباً، ووسع نفوذه حتى سواحل بحر إيجة في الغرب. وقام خليفته حاتوسيلس الأول (١٦٥٠-١٦٢٠ق.م) بحملات متعددة على شمالي سورية، واحتل ألالاخ [ر] (تل عطشانة) وبعض المدن السورية الأخرى، إلا أنه أخفق في احتلال حلب؛ تاركاً مهمة تحقيق ذلك لخليفته مورسيلس الأول Murshili I (١٦٢٠-١٥٩٠ق.م) الذي لم يكتف بالسيطرة على شمالي سورية؛ بل سار من هناك باتجاه بابل؛ عاصمة المملكة البابلية القديمة، فاحتلها في عام ١٥٩٥ق.م؛ فاسحاً بذلك في المجال للكاشيين[ر] لتسلم السلطة هناك. لكن المملكة الحثية القديمة دخلت بعد اغتياله في عام ١٥٩٠ق.م في مرحلة ضعف نتيجة للفوضى والاضطرابات الداخلية؛ مما أجبرها على التخلي عن المناطق المحتلة خارج الأناضول.

تمكن تيليبينو Telipinu- آخر ملوك المملكة القديمة (١٥٢٥-١٥٠٠ق.م) -من القضاء على الاضطرابات الداخلية وإعادة الهدوء والنظام إلى الدولة من جديد؛ فقد أصدر قانوناً ينظم وراثة العرش، وأبقى على امتيازات النبلاء، وقام ببعض الحملات العسكرية على المناطق المجاورة.

مرت المملكة الحثية القديمة بعد تيليبينو بفترة مظلمة دامت نحو مئة عام تُعرف باسم المملكة الوسطى (نحو١٤٨٠–١٣٨٠ق.م) التي اعتلى فيها العرش ملوك ضعفاء لا يُعرف إلا أسماء بعضهم (خَنتيلي، زيداتانا الأول، أمُّونا، خوزِّيا). وتميزت فترات حكمهم بضعف داخلي، وخسارة النفوذ في الخارج لمصلحة مملكة حوري ميتاني التي نشأت في شمالي بلاد الرافدين، وسيطرت على شمالي سورية، وهجمات الكشكيين- سكان المناطق الجبلية الشمالية المطلة على البحر الأسود- على قلب المناطق الحثية بقصد السلب والنهب.

منحوتة لآلهة العالم السفلي (١٢ إلهاً) وجدت في معبد حاتوشا

المملكة الحثية الحديثة (١٣٨٠-١٢٠٠ق.م):

يُعدُّ شوبيلوليوما Shuppiluliuma (١٣٨٠-١٣٤٦ق.م) المؤسس الحقيقي لهذه المملكة. فبعد اغتصابه العرش (لم يكن الابن البكر لتوتخاليا الثالث، وابن زوجة ثانوية) قام بمجموعة من الحملات العسكرية في مختلف الاتجاهات للقضاء على أعدائه؛ ولا سيما ضد مملكة حوري ميتاني في شمالي بلاد الرافدين وشمالي سورية، حيث احتل عاصمتها واشّوكاني، وسيطر على كركميش[ر]. ووصل بحملاته على شمالي سورية إلى جبل لبنان، حيث كانت تبدأ منطقة النفوذ المصرية. ومما ساعده على تحقيق ذلك ضعف القوة المصرية خلال عهد الفرعون أمنحوتب الرابع (أخناتون). وهكذا أصبحت المملكة الحثية الحديثة بقيادة شوبيلوليوما امبراطورية عظمى تنافس الامبراطورية المصرية الحديثة ومملكة بابل الكاشية والمملكة الآشورية الوسطى.

القلعة الملكية

استمرت سياسة التوسع الحثية خلال عهدي مورسيلس الثاني (نحو ١٣٤٥-١٣١٥ق.م) وموواتالي Muwatalli (١٣١٥-١٢٩٠ق.م)؛ ولا سيَّما في سورية، وأدت في النهاية إلى الدخول في صراع مع مصر حول مناطق النفوذ في سورية، الذي وصل الأوج في معركة قادش [ر] Kadesh في سنة ١٢٧٥ ق.م. ومع أن الفرعون المصري رعمسيس الثاني ادعى انتصاراً عظيماً؛ فإن الحثيين استمروا في إبقاء شمالي سورية ووسطها تحت سيطرتهم. وبعد ذلك بعدة سنوات عقد الملك الحثي حاتوسيلس الثالث Hattushili III (١٢٨٩-١٢٦٥ق.م) معاهدة سلام وتحالف مع رعمسيس الثاني، وقدَّم له ابنته لتكون زوجة له.

أخذت قوة الحثيين بعد ذلك بالتراجع والانحدار، وانهارت امبراطوريتهم في بداية القرن الثاني عشر قبل الميلاد في عهد أرنوواندا الثالث (بعد سنة ١٢٠٠ق.م) نتيجة غزوات شعوب سمَّتها المصادر المصرية «شعوب البحر» Sea People، التي اقترنت بمشاكل واضطرابات داخلية، ومجاعات، وكوارث طبيعية في الامبراطورية الحثية.

بوابة في حائط في الجنوب الغربي من القلعة الملكية

ممالك المدن الحثية الحديثة:

بعد سقوط الامبراطورية الحثية الحديثة ظهر عدد من ممالك المدن الحثية Hittite City-States في جنوب شرقي الأناضول وشمالي سورية، أشهرها كركميش (حالياً جرابلس).

سكن هذه الممالك خليط من مجموعات عرقية دُعيت سورية - حثية. وتألفت أساساً من الحثيين؛ سكان الامبراطورية الحثية السابقة، ومن عناصر آرامية.

استخدم الحكام السوريون الحثيون اللغة اللوڤية Luwian، التي كُتبت بكتابة تصويرية. وقد قام الآراميون بالسيطرة على بعض ممالك المدن هذه. وبقيت سورية- حتى بعد احتلالها من قبل الآشوريين في بدايات الألف الأول قبل الميلاد- تدعى «بلاد خاتي».

بوابة الأسد أحد المداخل الكبرى للمدينة العليا

بوابة الملك جنوب المدينة المحصنة مع تمثال إله الحرب

الحضارة الحثية:

كانت المملكة الحثية دولة إقطاعية يشغل المركز الأول فيها ملك يحمل لقب «لابارنا» (أو تابارنا)، وهو اسم أول ملك حثي. كما أُطلقت على الملك ألقاب أخرى أيضاً كلقب «الملك الكبير» و«الشمس» في عهد الامبراطورية الحديثة. وربما أخذ الحثيون لقب «الشمس» من المصريين الذين كانت عبادة الشمس عندهم تأتي في المقام الأول. كان الملك يتحول إلى إله بعد موته، ويُدفن مع الملكة في ضريح واحد. وتُقام له عبادة خاصة.

كان الحكم وراثياً، فالملك يعين خليفته، ولكن لا يُعدّ هذا التعيين سارياً إلا بعد موافقة كبار رجالات البلاط والنبلاء الذين يشكلون مجلساً استشارياً يُدعى پانكوش Pankush. وكان على الملك أن يراعي قرارات هذا المجلس الذي يُعدُّ هيئة قضائية عليا لمحاكمة أعضاء العائلة المالكة وطبقة النبلاء. وتراجع دور البانكوش في عهد الامبراطورية الحديثة عندما كان الملوك أقوياء.

أدت الملكة- إلى جانب الملك- دوراً مهماً في الأمور الدينية والسياسية، وكانت تحمل لقب تاوانانَّا Tawananna، وهو اسم زوجة لابارنا أول ملك حثي. كان للملك زوجات أخريات أيضاً إلى جانب الملكة (الزوجة الأولى)، وقد رُتِّبت هؤلاء في مراتب معيّنة، ومرتبة الزوجة تحدد مرتبة ابنها، فيأتي أولاً أبناء الملكة ثم أبناء النساء الأخريات. ويشكل أبناء الملك مع أبناء الملك السابق العائلة المالكة التي ينتسب إليها أيضاً من يرتبط بها بمصاهرة. وتشكلت طبقة النبلاء الكبار من الملوك الصغار، وحكام المقاطعات، ووجهاء الامبراطورية الكبار. وكان على أصحاب الوظائف والإقطاعات الكبرى أن يؤدوا للملك وولي العهد يمين الولاء والخضوع.

أما على الصعيد الاجتماعي؛ فإن أبرز إنجازات الحثيين الحضارية تظهر في حقل القانون والقضاء، فقد عرفوا تشريعاً منذ بداية عصر المملكة القديمة (نحو ١٦٠٠ق.م)، وربما كان ذلك بتأثير الحضارة البابلية، فالتشريع الذي وضعوه يظهر تأثيراً بابلياً قوياً؛ لكنه تميز من التشريع البابلي بتجنب عقوبة الموت، وبإمكان التعويض المادي بدلاً من العقاب أو الانتقام. فعقوبة السرقة مثلاً كانت تعويض الشيء المسروق مع دفع مبلغ إضافي كجزاء.

وتعالج مواد التشريع المختلفة (نحو مئتي مادة) قضايا اجتماعية واقتصادية بالدرجة الأولى.

أما الحياة الاقتصادية فكان عمادها الزراعة؛ إذ زرع الحثيون القمح والشعير اللذين كانا أساسيين في إطعام السكان. وزرعوا من الأشجار التفاح والكرمة. وحظيت تربية الحيوانات باهتمامهم، فربوا الخيول التي كانت ضرورية للحروب؛ والأبقار والأغنام والماعز والحمير والخنازير والنحل. وقد حدَّد القانون الحثي أسعار هذه الحيوانات وأسعار المحاصيل الزراعية منعاً للتلاعب بها.

وكان للحثيين معرفة كبيرة بالمعادن كالنحاس والرصاص والذهب والفضة التي كانت وسيلة التعامل الأساسية في المعاملات التجارية، حيث كان يجري تبادلها بحسب نظام الأوزان البابلي كالشيقل والمينا والوزنة. وكانت تقنياتهم في التعدين متقدمة، وربما كانوا أول شعب يعرف استخراج الحديد وتصنيعه، الذي كان يسمى «معدن السماء»، واتصف بالندرة وغلاء الثمن في بداية اكتشافه بعد منتصف الألف الثاني قبل الميلاد.

إله العاصفة الحثي الحديث تارخونزاس (متحف حلب)

 

المعتقدات الدينية والفنون والعمارة:

عبد الحثيون- شأنهم شأن بقية شعوب الشرق القديم- قوى الطبيعة ممثلة بآلهة كثيرة موزعة إلى فئات كثيرة، كبيرة وصغيرة، مذكرة ومؤنثة، آلهة للسماء والأرض.

إناء كبير من الطين ذو أربع عراً

والعبارة التي ترد مراراً في النصوص الحثية هي التضرع إلى «آلهة خاتي الألف»، وهي على ما يظهر آلهة عُبدت في الأناضول قبل السيطرة الحثية وخلالها. ولاحظ الباحثون وجود تأثيرات دينية سومرية وبابلية وآشورية وحورية ولوڤية، وتأثيرات أجنبية أخرى في البانثيون الحثي. وهناك في معبد يزيليكايا Yazilikaya الصخري- الواقع بالقرب من بوغازكوي- مجموعة من المنحوتات الصخرية التي تصور موكبين طويلين من الآلهة والإلهات يتقدم كل منهما باتجاه الآخر. معظم الآلهة غير معروفة حتى الآن؛ ولكن الإلهين اللذين يترأسان الموكبين هما إله العاصفة والجو تارو Taru الذي كان يحمل لقب ملك، وزوجته إلهة الشمس، وهما الإلهان الرئيسان اللذان عُبدا من قبل الحثيين.

أوعية احتفالية على شكل ثيران مقدسة

ومن الآلهة الأخرى المشهورة تيليبينو Telipinu ابن إله العاصفة والجو، وهو الشخصية الرئيسة في الأسطورة التي تحمل اسمه، وتتحدث عن غيابه، ومن ثم عودته، وتعكس بالتالي تعاقب فصول السنة. وهي بذلك تشبه أسطورة بعل الأوغاريتية وغيرها من أساطير الشرق القديم التي تعكس تعاقب فصول السنة.

تابليت برونزي من بوغازكوي يؤرخ لـ ١٢٣٥ ق.م (متحف الأناضول)

وكان للزوج الإلهي الرئيس أولاد متعددون منهم إله الجو من مدينة نيريك Nerik، والإلهة ميزولا Mezulla.

وعبد الحثيون أيضاً آلهة شعوب أخرى مثل الإله تيشوب Teshup وزوجته الإلهة خيبات Khepat الحوريين. وكانت معبودات الشعوب المغلوبة تُدخَل في البانثيون الحثي كدليل على خضوعها للآلهة الحثية.

تأثر الحثيون في المجال الديني بالعبادات والطقوس البابلية خاصة. ويظهر ذلك واضحاً في الأساطير التي تتحدث عن أجيال متعاقبة من الآلهة التي حكمت الكون، كما هو الحال في أسطورة خلق الكون (عندما في العُلا) البابلية. وأثرت هذه بدورها في الأساطير الإغريقية الموجودة في «أنساب الآلهة» Theogony للشاعر الإغريقي هسيودوس Hesiodos (القرن الثامن قبل الميلاد).

توضاليا الرابع (منحوتة من حاتوشيا)

يُظهر الفن والعمارة الحثية تأثراً بكل حضارات الشرق القديم المعاصرة له؛ ولا سيما تأثير الحضارة البابلية. لم ينجز الحثيون نموذجاً فنياً ومعمارياً مستقلاً خاصاً بهم، وعموماً كانت مواد البناء لديهم الحجارة والطوب؛ لكنهم استخدموا أيضاً الأعمدة الخشبية. وغالباً ما زُخرفت قصورهم الضخمة ومعابدهم وتحصيناتهم بمشاهد منحوتة على الجدران والبوابات والمداخل.

وتعطي العاصمة حاتوساس بأبنيتها المختلفة صورة واضحة عن تطور فن العمارة عند الحثيين؛ فقد أُحيطت المدينة بسور متين شبه دائري طوله نحو ستة كيلومترات، وعرضه ٥م وارتفاعه ٦م. وتعلوه أبراج محصنة للدفاع، وتخترقه عدة بوابات. ويرتفع داخل المدينة القصر الملكي والعديد من المعابد.

عتبات كبيرة تحدد موقع المداخل بين غرف التخزين في المعبد

اللغة والكتابة والآداب:

أتت المعلومات الأولى عن الحثيين من المصادر المصرية القديمة؛ ولاسيّما وثائق الأسرة التاسعة عشرة. لكن في سنة ١٩٠٦م تم اكتشاف محفوظات ملكية حثية نتيجة حفريات جرت في موقع العاصمة حاتوساس على يد الألماني هوغو ڤينكلر H. Winckler، التي ضمت نحو عشرة آلاف لوح طينيّ، هي عبارة عن حوليات ملكية كحوليات مورسيلس الثاني وشوبيلوليوما، وعقود وتقارير ومعاهدات، كالمعاهدة مع رعمسيس الثاني عام ١٢٧٥ق.م، ومعاهدة مع حكام كيزو واتنا (كيليكيا)، ورسائل وغيرها تتحدث عن مختلف جوانب الحياة في الدولة الحثية.

وقد طرحت هذه المحفوظات شكاً حول بعض المعلومات الواردة في المصادر المصرية. مثلاً هناك حملات عسكرية محددة كمعركة قادش تذكرها المحفوظات الحثية بوصفها انتصارات للحثيين؛ في حين تذكرها المصادر المصرية هزائم حثية.

كُتبت معظم النصوص المكتشفة باللغة الحثية؛ لكن المعاهدات والرسائل الرسمية كُتبت باللغة الأكادية؛ اللغة العالمية المنتشرة في الشرق القديم في الألف الثاني قبل الميلاد. وهناك نصوص أخرى كُتبت باللغة الحورية، لغة جنوب شرقي الأناضول وأعالي بلاد الرافدين، وهي لغة لا تمت بصلة إلى أي مجموعة لغوية معروفة. غير أن أهمية المكتشفات تكمن في معرفة أقدم لغة هندوأوربية، ألا وهي اللغة الحثّيّة التي فك رموزها في عام ١٩١٥م العالم التشيكي بدريش هروزني B. Hrozny.

استخدم الحثيون لكتابة لغتهم التي سموها «نيشيلي» Neshili (نسبة إلى نيشا، عاصمتهم قبل حاتوساس) الكتابة المسمارية التي اقتبسوها من بلاد الرافدين. وترد في النصوص الحثية كلمات وتعابير سومرية وبابلية متعددة. ولكن يبدو أن هذه الكلمات والتعابير الأجنبية كانت تُقرأ باللغة الحثية.

كما استخدم الحثيون أيضاً ما يعرف بالهيروغليفية الحثية، وهي كتابة تصويرية؛ ولكن على نطاق محدود. وتعود معظم النقوش المكتوبة بالهيروغليفية إلى فترة ما بعد سقوط الامبراطورية الحثية.

عرف الحثيون آداباً متطورة على شكل كتابات وقصص تاريخية؛ غير أنهم تأثروا على نحو كبير بالأساطير الرافدية، فأخذوا أسطورة جلجامش السومرية، وأدخلوا عليها بعض التعديلات، واقتبسوا فكرة الإله الذي يغيب، ثم يعود حاملاً الخير والخصب للكائنات الحية.

عيد مرعي

مراجع للاستزادة:

- H. Klengel, Geschichte des hethitischen Reiches (Leiden, Boston, Köln: Brill 1999).

- T. Bryce, The Kingdom of the Hittites (Oxford 2005).

 


التصنيف : العصور التاريخية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 985
الكل : 45599354
اليوم : 37