logo

logo

logo

logo

logo

الخاتونية (مدرسة-)

خاتونيه (مدرسه)

-

 الخاتونية

الخاتونية (المدرسة -)

 

مدرسة دينية في مدينة طرابلس الشام من العصر المملوكي. تقع في أول الطريق المسمّاة قديماً بطريق «آق طَرَق»؛ وهي تسمية مملوكية تعني: «الـمشط الأبيض»، وتُعرف الطريق الآن باسم «طريق صفّ البلاط» في محلّة الحدّادين بالقرب من جامع أرغون شاه المملوكي أيضاً.

تُعرف بالخاتونية؛ لأنها تأسّست على يد نائب السلطنة بطرابلس الأمير عزّ الدين أَيْدَمُـرِ الأشرفي وزوجته خاتون، واسمها الأصلي «أرغون»، وقد أوصت بأن تُدفن بعد وفاتها في تربة المدرسة، ووقفت لها الأوقاف. ويؤكّد ذلك نصّ الوقفيّة المنقوشة على الباب الشمالي للمدرسة، وهي مؤرَّخة في 23 من شهر شعبان سنة 773هـ/1371م؛ إلا أن زوجها الأمير أَيْدَمُـر انتقل من طرابلس إلى مصر، فانتقلت معه، وتُوفِّيت هناك في سنة غير معروفة، وقد تُوفِّي الأمير أَيْدَمُر في القاهرة يوم الأربعاء 16 من ذي القعدة سنة 776هـ/1374م، ولهذا بقيت تربتها في المدرسة فارغة، وهي تقع داخل قاعة على يمين الداخل إلى المدرسة، وفي الجنوب منها قاعة الصلاة، وفيها المحراب.

المسقط الأفقي

إن أهمّ العناصر المعمارية التي تزيّن هذه المدرسة هو المدخل الذي نُقشت وقفية المدرسة عليه، وهي تُعَدّ أطول نصوص الوقفيّات المنقوشة على مدارس طرابلس المملوكية، وترتفع قبّة المدرسة فوق قاعة التربة عند الزاوية الشمالية منها. أمّا الجهة الغربية- التي تُعدّ واجهة المدرسة الـمُطِلّة على الطريق- فتنفتح فيها أربع نوافذ متماثلة: زوجان عن يمين، وزوجان عن يسار تنصفهما نافذة وسطية مماثلة، يعلوها زنّار أو شريط من الحجارة المزخرَفة باللونين الأبيض والأسود، وقد نُقش عليه ثماني كؤوس؛ أي رَنْك الساقي، وهو شعار الأمير أَيْدَمُـِر، الذي يدلّ على أنه كان في الأساس يعمل في مطبخ السلطان بالقاهرة قبل أن يُرقّى إلى رتبة أمير ويصبح نائباً للسلطان بطرابلس ثم حلب، ثم طرابلس ثانيةً، ثم أتابكاً؛ أي قائدًا لعساكر السلطنة في مصر. ويعلو النوافذ كلها شباكان صغيران معقودان بعقد نصف دائري.

وكان المشرف والمتولّي بناء المدرسة الأمير جمال الدين يوسف بن المرحوم العزّي غزّان السيفي حيث انتهى البناء في سنة 775هـ/1373م.

الواجهة الشمالية الغربية

والبوّابة الرئيسة للمدرسة هي تجويف مستطيل الشكل، ينتهي أعلاه بعقد يخلو من الزخرفة. أما جدرانها فزُيّنت بالحجارة البيضاء والسوداء (الأبلق)، وفوق ساكف الباب مباشرة نصّ كتابيّ من أربعة أسطر، يعلوه صف من الحجارة البيضاء والسوداء ذات صنج معشقة، وفوقها نصّ آخر من أربعة أسطُر أيضاً. وفوق هذه الكتابة لوحة ذات إطار بارز، مربّع الشكل، يحتوي على زخرفة هندسية دقيقة، وعلى جانبي هذه اللوحة المربّعة عمودان من كتابة الوقفية، يضمّ كل منهما عشرة أسطر منقوشة بالخط النسخي المملوكي، يرد فيها اسم منشئ المدرسة ومنشئتها وما أُوقف عليها من القيساريات والدور والحوانيت بطرابلس المحروسة، وتعيين الحفّاظ لقراءة القرآن الكريم على روحيهما والدعاء لهما، وتوزيع الطعام على الفقراء، وتعيين المعلمين لتدريس الأيتام بها مع ترتيب مصاريفهم، ثم ذكر من تولى عمارة هذه المدرسة، وهو الأمير جمال الدين يوسف بن غزان السيفي الذي أتمها سنة 775هـ/ 1373م.

منظر عام

تفاصيل زخرفية أعلى المدخل

رنك الأمير أيدمر

ويفتح المدخل على دركاه مؤلف من فراغين غُطّيا بقبوتين متقاطعتين. ويؤدي باب عن يمين الفراغ الأول إلى التربة ذات المسقط المربع، ويُفضي باب آخر عن يمين الفراغ الثاني إلى حرم المسجد المؤلف من قاعتين للصلاة مسقوفتين بقبوتين متقاطعتين ومفتوحتين على بعضهما عبر عقد واسع مرتفع. ويُنصّف الواجهة القبلية للحرم محراب قد انحرف بزاوية معيّنة سمحت بتوجيهه نحو القبلة، وتُلفى خزانتان جداريتان عميقتان عن يمينه ويساره. وأما صحن المدرسة فهو في صدر الدركاه الجنوبي، وتتوزع غرف التدريس وخدماتها على الضلع الشرقيّة للمدرسة من خلال أبواب تفتح على الدركاه والصحن.

عمر تدمري

مراجع للاستزادة:

- عمر تدمري، تاريخ وآثار مساجد ومدارس طرابلس في عصر المماليك (مطابع دار البلاد، طرابلس 1974م).

- عمر تدمري، تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، عصر المماليك (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1981م).

- Robert Saliba, Tripoli, the Old City (AUB Publications, Beirut 1992).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31247823
اليوم : 72980