logo

logo

logo

logo

logo

خالد العظم (بيت-)

خالد عظم (بيت)

-

 خالد العظم

خالد العظم (بيت -)

أ- الجناح الخارجي الجنوبي

ب- الجناح البرّاني (السلاملك)

ج- الجناح الجوّاني (الحرملك)

د- الجناح الخارجي الشمالي

 

يقع بيت خالد العظم في مدينة دمشق القديمة خارج أسوارها الشمالية الغربية؛ في منطقة سوق ساروجة وعلى الجزء الشرقي من شارعها الرئيسي المتقاطع مع شارع الثورة؛ شرق المدرسة الشامية البرانية [ر] وغرب حمام الخانجي [ر].

وُلد خالد العظم في حي سوق ساروجة بدمشق سنة ١٩٠٣م لأسرة غنية وجيهة، كان والده محمد فوزي باشا العظم من كبار أعيان دمشق في عهد السلطنة العثمانية. درس في إسطنبول ثم انتسب إلى كلية الحقوق بدمشق سنة ١٩١٩م.

وهو رجل دولة وسياسي محنك، سُمِّي وزيراً للعدلية والخارجية سنة ١٩٣٩م، وأصبح وزيراً للمالية فالإعاشة ثم الخارجية فالدفاع الوطني. تقلد منصب رئيس الوزراء خمس مرات، ثم عُيّن وزيراً مفوضاً لسورية في فرنسا سنة ١٩٤٧م.

أصبح رئيساً للوزراء مجدداً سنة ١٩٦٢م حتى سنة ١٩٦٣ حين رحل بعدها إلى بيروت وأقام فيها حتى وفاته سنة ١٩٦٥م.

 

 

والبيت مشيّدة عثمانية، يعود تاريخ بنائه إلى نهاية القرن ١٢هـ/١٨م وبداية القرن ١٣هـ/١٩م، تبلغ مساحته نحو ٣١٣٦م٢، ويتألف من ثلاثة أجنحة:

أ- الجناح الخارجي الجنوبي:

كانت داراً قديمة صغيرة تُطلّ على الجادة الرئيسية لسوق ساروجة وذات مسقط شبه مستطيل، اشتراها خالد العظم وجعلها مدخلاً جنوبياً لبيته؛ وتكوِّن قسماً برّانياً له. شُيّدت واجهة المدخل من مداميك الحجر الكلسي، ينصّفها المدخل ذو الساكف المستقيم، يعلوه مدماك من المقرنصات الحجرية، تعلوه قوس حجرية مدببة ذات صنجات من اللونين الطحيني والسماقي، تحوي ضمنها زخرفة نباتية بديعة. وتحوي كوشتا العقد مثلثات هندسية تتوسطهما دائرة زخرفية بارزة. ويؤطّر المدخل إفريز متدرّج ينتهي أعلاه بإفريز كبير من المقرنصات الحجرية.

وللمدخل باب خشبي ضخم ذو مصراعين مزخرفين بزخارف هندسية، يفتح على بهو صغير يُصعد منه عبر درجتين إلى الصحن المرصوفة أرضيته بالحجر المزي والبازلتي الأسود بأشكال هندسية والذي تتوزع على جوانبه النباتات المختلفة. وتنصّف الواجهة الشرقية لهذا الصحن بركة مياه رخامية ذات مسقط نصف دائري ضمن دخلة جدارية ذات زخارف ملونة معقودة بعقد نصف دائري. وقد فُتح في الجدار الشمالي للصحن باب خشبي ذو مصراعين يُصعد إليه عبر ست درجات يؤدي إلى الجناح البرّاني.

المدخل الجنوبي صحن الجناح الخارجي الجنوبي

ب- الجناح البرّاني (السلاملك):

١- الدهليز:

يفتح الباب المعقود بعقد وتري ذي صنجات مزخرفة ملونة على دهليز عريض مرتفع، رُصفت أرضيته بالرخام الأبيض والأسود بأشكال هندسية، وله سقف خشبي ذو سراويل ركنية من العجمي. وقد عُمل عن يمين الباب ويساره خزانتان جداريتان معقودتان بعقد مشابه لعقد الباب. وقد بُنيت واجهات الدهليز الثلاث من مداميك الحجر الأبلق (أبيض - أسود - سماقي) تنتهي بإفريز زخرفي ملون. أما الواجهة الغربية للدهليز فتحتوي على شباكين معقودين بعقود مشابهة أيضاً ومغطاة بالمشبكات المعدنية، ثم باب خشبي يفتح على قاعة صغيرة ذات ممر ضيق يفضي إلى حنية بسيطة ذات زخارف رخامية وحجرية نباتية ملونة، ويُصعد منه عبر درجة مرتفعة إلى مستوى أرضية القاعة التي تحتوي جدرانها الجنوبية والغربية على خزائن جدارية. وقد زُخرف سقفها برسومات نباتية ملونة. ولهذه القاعة واجهة شمالية تطلّ على الصحن مماثلة لواجهتها الأولى غير أن الباب في طرفها الغربي كان يؤدي إلى مدخل الدار الأساسي بوساطة دهليز طويل يفضي إلى حارة داور آغا. وتتماثل الواجهة الشرقية للدهليز مع الواجهة الغربية؛ غير أن بابها يفتح على قاعة بسيطة ذات سقف من الجذوع الخشبية. والدهليز مفتوح على صحن السلاملك عبر عقد مدبب مرتفع من الحجر الأبلق (أبيض وأسود) قد زُخرفت رجلاه وبعض صنجاته.

دهليز السلاملك

٢- صحن السلاملك:

ذو مسقط شبه مربع، رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي بأشكال هندسية متعددة، وتتوسّطها بركة مياه رخامية مزخرفة ضمن أرضية رخامية ملونة. وقد شغلت الواجهة الشرقية للصحن قوصرة بسيطة معقودة بعقد وتري من الحجر الأبلق تعلوه زخارف هندسية ونباتية ملونة، ويتوسّطها باب خشبي يؤدي إلى غرفة يُصعد منها إلى غرفة أخرى بالطابق العلوي، وعن يمينه مشكاة صغيرة معقودة بعقد نصف دائري، ثم قاعة السلاملك الرئيسية، ثم يشغل الواجهة الجنوبية للصحن رواق وقاعة ودهليز يتجه شمالاً.

صحن السلاملك

٣- قاعة السلاملك الرئيسية:

واجهتها بديعة مشيّدة من الحجر الأبلق (أبيض– أسود– سماقي)، وتتوزع عليها مشكاة أنيقة ذات عقد ثلاثي ثم أربعة شبابيك مماثلة لما سبق، ثم باب القاعة الذي تحفّه مشكاتان عن جنبيه والمعقود بعقد وتري حجري مزخرف تعلوه زخارف هندسية ونباتية ملونة، ثم شباك مماثل، وقد عُملت أمام الباب أرضية زخرفية رخامية ملونة. والباب خشبي ذو مصراعين يفتح على قاعة مستطيلة ذات عتبة وطزر واحد (إيوان)؛ زُخرفت أرضيتها بالرخام الملون بأشكال هندسية وغُطّي سقفها بسقف خشبي مشغول بالرسومات الملونة. أما العتبة فهي ذات واجهة شمالية مشغولة بالزخارف والرسومات النباتية الملونة، يتوسطها عقد زخرفي يحوي طاسة شعاعية ومقرنصات، وكذلك شغلت واجهتاها الباقيتان بالرسومات الجدارية. والعتبة مفتوحة على الإيوان المرتفع عبر عقد واسع مرتفع مدبب زُخرف باطنه برسومات نباتية ورجلاه بزخارف محفورة نباتية. وقد شغلت الزخارف العجمية واجهات الإيوان الثلاث من خزائن جدارية وشبابيك وجدران.

قاعة السلاملك الرئيسية زخارف قاعة السلاملك الرئيسية

٤- القاعة ذات الرواق:

هي قاعة ذات مسقط مستطيل، يتقدمها رواق مغطى بسقف خشبي ذو أربعة أعمدة أسطوانية خشبية تحمل عقوداً مدبّبة ترتكز عليها الغرف العلوية ذات الشبابيك الزجاجية المفتوحة على الجنوب والتي يُصعد إليها عبر درج خشبي في الجهة الشرقية. وقد شُيدت واجهاتها من الحجر الأبلق (الأسود والأبيض) واحتوت الجنوبية منها على شباكين معقودين بعقدين نصف دائريين يتوسطهما باب القاعة المستطيل الذي يعلوه عقد نصف دائري ضمنه فتحة زجاجية (مندلون)، ويفتح هذا الباب الخشبي ذو المصراعين على قاعة لطيفة ذات سقف مشغول بالرسومات والزخارف النباتية الملونة، وتتضمن واجهتها الداخلية الشمالية شباكين متماثلين يتوسّطهما تجويف جداري معقود بعقد نصف دائري يحوي زخارف نباتية بديعة، وله جلسة رخامية مشغولة بالمنحوتات النباتية.

وعن يسار القاعة دهليز مسقوف عريض معقود بعقد حجري مرتفع نصف دائري في بداية الدهليز ونهايته، وقد رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي بأشكال هندسية. ويفضي هذا الدهليز شمالاً إلى الصحن الأوسط.

القاعة ذات الرواق

٥- الصحن الأوسط:

ذو مسقط شبه مربع تتوسّطه بركة مياه مثمنة حجرية منخفضة وتحيط بها حديقة مزروعة بالأشجار والنباتات المتنوعة، يحدّها رواق جنوبي ذو دعامات حجرية بازلتية تحمل عقوداً معقودة بعقد نصف دائري تحمل غرفاً علوية. وأما جدار الصحن الشمالي فلا يميّزهُ سوى وجود سقاية بديعة في طرفه الغربي. والسقاية ذات واجهة مشيدة من الحجر الأبلق المزخرف، تحوي دخلة جدارية ذات حوض حجري نُقشت في صدره لوحة زخرفية نباتية، تعلوها طاسة شعاعية ملونة تنتهي بعقد مدبب مزخرف يرتكز على سويريتين أسطوانيتين. أما كوشتا العقد فقد زخرفتا بزخرفة نباتية تعلوها زخارف مشابهة ضمن عقد نصف دائري. ويحيط بالحديقة ممر غربي وشمالي رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي أيضاً؛ والذي يصل في نهايته الشرقية إلى باب خشبي ذي مصراعين معقود بعقد حجري زخرفت صنجاته بزخارف نباتية وهندسية، وهو يفتح على دهليز غرف الخدمات في الجناح الجوّاني.

سقاية الصحن الأوسط

ج- الجناح الجوّاني (الحرملك):

١- جناح الخدمات:

تتألف من غرفة ومطبخ شرقيين فتحت أبوابهما وشبابيكهما في جدار الدهليز الشرقي المغطى؛ والذي شُيدت واجهاته مع الجدران الباقية من الحجر الأبلق (أبيض– أسود– مزي). وعن يسار الباب المفضي إلى الصحن الأوسط ثمة فتحة جدارية استخدمت للمضياف؛ وهو عنصر خشبي أسطواني نصف مغلق يحوي رفوفاً خشبية تدور حول محور ثابت بحيث يُنقل الطعام بين دهليز المطبخ والصحن الأوسط بطريقة تكون سترة الحريم فيها محفوظة. وثمة أيضاً مطهرة في الزاوية الجنوبية الغربية للدهليز يُصعد إليها عبر درجتين حجريتين، وقد رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي أيضاً. وتفضي نهاية الدّهليز من الجهة الشمالية إلى صحن الحرملك عبر عقد حجري أبلق وتري.

مضياف الدهليز الجنوبي للحرملك حوض رخامي في صحن الحرملك

٢- صحن الحرملك:

هو صحن واسع ذو مسقط مستطيل شُيّدت واجهاته الداخلية من الحجر الأبلق (أبيض– أصفر– أسود) في قسمها السفلي وغُطيت باللياسة الكلسية في قسمها العلوي، ورُصفت معظم أرضيته بالحجر المزي والبازلتي في تشكيل هندسي متنوع وتوزعت عليها أحواض النباتات، وجُعلت بركتا مياه على المحور الموازي للضلع الطويلة (شرق– غرب) بشكل يقسم فراغ الصحن إلى ثلاثة أجزاء شبه متساوية؛ فأمّا البركة الشرقية فهي بيضوية رخامية صغيرة من اللونين الأبيض والسماقي تحيط بها أحواض الأشجار والنباتات؛ وأمّا البركة الغربية الرئيسية والتي تقع على محور الإيوان والقاعة الرئيسية (شمال– جنوب) فهي بيضوية متعرّجة ضخمة من الحجر المزي تحيط بها تشكيلات هندسية من الرخام الملون. وتتوزع القاعات المختلفة على جهات الصحن الأربع مطلّة عليه بوساطة أبواب ذات زخارف هندسية وشبابيك متماثلة مستطيلة معقودة بعقود وترية، زُخرفت صنجاتها بزخارف هندسية ونباتية ملونة، وغُطيت بالمشبّكات المعدنية. وتوزّعت شبابيك علوية خشبية مستطيلة بسيطة ومختلفة منصّفة القسم العلوي من الواجهات التي تنتهي بإفريز خشبي بسيط بارز قليلاً.

صحن الحرملك منظر علوي لصحن الحرملك

 

وبدءاً من الزاوية الشرقية الجنوبية للصحن هناك باب جنوبي؛ تعلوه فتحتان ضيّقتان مزخرفتان، يؤدي إلى درج حجري يُصعد عبره إلى الغرف العلوية. ويجاور هذا الباب شرقاً شباك يطلّ على المطبخ، وعند هذا الشباك وعلى الجدار الشرقي حوض مياه آية في الروعة؛ فقد حُفر من الرخام الأبيض بتشكيلات زخرفية نباتية، وخلفه جدارية رخامية مرتفعة معقودة بعقد نصف دائري؛ قد زُخرفت كلها بزخارف نباتية ملونة، يليها باب خشبي يفتح على حمام الدار، ثم يلي الحمام القاعة المعلّقة.

٣- القاعة المعلّقة:

أُقيمت هذه القاعة فوق القبو، يُصعد إليها عبر درج مزدوج من الحجر المزي والبازلتي يؤديان إلى بسطة رخامية أمام مدخل القاعة. وتحوي واجهة القاعة ستة شبابيك متماثلة ومتناظرة ينصّفها باب القاعة المعقود بعقد وتري حجري مزخرف تعلوه زخارف نباتية وهندسية في لوحات مؤطّرة مزخرفة. وتحوي الواجهة أيضاً شبابيك سفلية لإنارة القبو وتهويته. ويفتح الباب على قاعة مستطيلة كانت ذات عتبة وطزرين، وقد عُمل سقفها من الخشب العجمي. وتتوسّط جدارها الشرقي (العتبة) واجهة زخرفية بديعة من الحجر والرخام المزخرف الملون وقد نصّفها مصبّ رخامي ذو تشكيلات هندسية من الرخام الملون تعلوه مقرنصات متدرّجة يرتكز طرفاها على سويريتين رخاميتين تنتهي بطاسة نصف كروية مدببة، وقد زُخرفَ طرفاها بزخارف نباتية ملونة. وأحاط بالمصبّ خزانتان جداريتان معقودتان بعقد وتري حجري مزخرف. وقد عُملت مصاريع الشبابيك من الخشب العجمي. ثم يلي هذه القاعة شمالاً قاعة ذات طزرين (إيوانين).

القاعة المعلقة

٤- القاعة ذات الإيوانين:

تتشابه الواجهة الخارجية لهذه القاعة كما القاعات الباقية مع القاعة المعلّقة. وتتألف هذه القاعة من عتبة وإيوانين متعامدين ومرتفعين تفصل بينها عقود واسعة مرتفعة مدببة ترتكز على أنصاف تيجان مزخرفة، وقد زخرفت جميع أحجارها بزخارف ملونة متنوعة، وقد غُطيت جميعها بأسقف من الخشب العجمي، ورُصفت أرضياتها وواقفات درجاتها بالرخام ذي الزخارف الهندسية الملونة. وكذلك شُغلت جميع واجهاتها الداخلية بالخزائن الجدارية والشبابيك من الحجر الأبلق والمعقودة بعقود وترية زُخرفت جميع صنجاته بزخارف ملونة. وتعلو هذه العقود زخارف متنوعة نباتية وهندسية ملونة تنتهي بطنف خشبي كبير بارز مزخرف وملون تعلوها شبابيك زجاجية للإنارة. أما العتبة فإنها ذات مسقط مربع وتنصّف أرضيتها الرخامية المزخرفة الملونة فسقية (بركة مياه صغيرة) مثمنة رخامية قد زُخرفت أضلاعها بزخارف هندسية ملونة ونصّفتها نافورة رخامية.

ثم يلي هذه القاعة غرباً عقد وتري حجري مزخرف مفتوح على دهليز رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي بأشكال هندسية يؤدي عبر عقد نصف دائري مزخرف شمالاً إلى الصحن الشمالي الذي يؤدي إلى المدخل الشمالي للدار. ثم يلي هذا الدهليز قاعة الحرملك الرئيسية ذات الإيونات الثلاثة.

 
أسقف القاعة ذات الإيوانين زخارف في عتبة القاعة ذات الإيوانين
 
عتبة القاعة ذات الإيوانين   القاعة ذات الإيوانين

 

٥- قاعة الحرملك الرئيسية (ذات الإيوانات الثلاثة):

تماثل واجهة هذه القاعة القاعة المعلّقة في فتحاتها وزخارفها، ويفتح بابها على عتبة وثلاثة إيوانات تتشابه مع عتبة القاعة ذات الإيوانين وإيواناتها في زخارف أرضياتها وجدرانها وأسقفها وعناصرها المعمارية. ثم تتعامد على هذه القاعة قاعة غربية مرتفعة قليلاً ذات إيوان واحد.

الإيوان الشرقي في قاعة الحرملك الرئيسية عتبة قاعة الحرملك الرئيسية الإيوان الغربي في قاعة الحرملك الرئيسية

٦- القاعة ذات الإيوان:

تعد أقدم قاعة في هذه الدار، حيث تعلو واجهتها السفلية المماثلة لباقي الواجهات واجهة حجرية كلسية طحينية تنتهي بإفريز حجري زخرفي، وهي تختلف بذلك عن الأجزاء العلوية الباقية المغطاة كلها باللياسة الكلسية. وينصّف هذه الواجهة العلوية شباك مستطيل ضمن مدماكين من الحجر البازلتي قد قُسم إلى فتحتين زُخرف الفاصل بينهما وأعلاهما والإطار المحيط بهما بزخارف حجرية نباتية وهندسية بديعة. يُصعد إلى هذه القاعة عبر ثلاث درجات حجرية وباب يفتح على عتبة ذات مسقط مستطيل، زُخرفت أرضيتها بالرخام المشقف الملون وتوسطتها بركة مياه سداسية رخامية ملونة منخفضة عُمل حوضها بتشكيلات هندسية دائرية (متاهة). وتشابه واجهات العتبة سابقاتها غير أن الغربية منها تتميّز بفخامة زخارفها وألوانها المذهبّة، وخلف زاويتها الجنوبية الغربية غرفة مستطيلة صغيرة من طابقين تطلّ على الصحن وعلى الخارج عبر باب خشبي. أما الإيوان فهو يشابه سابقيه أيضاً سوى الاختلاف في تصميم الأشكال الزخرفية وألوانها. ثم يلي مدخل هذه القاعة مصطبة امتدت على الضلع الغربية للصحن؛ وحوت نباتات متعددة؛ وتعامدت في نهايتها على القاعة الغربية لإيوان الحرملك.

الواجهة الرئيسية للقاعة ذات الإيوان الشباك العلوي للقاعة ذات الإيوان زخارف في عتبة القاعة ذات الإيوان
بركة عتبة القاعة ذات الإيوان

 

٧- إيوان الحرملك:

يحتل هذا الإيوان وقاعتاه الجانبيتان الواجهة الجنوبية كلها للصحن. والإيوان مفتوح كلياً نحو الشمال عبر عقد واسع حجري مزخرف مدبب يرتكز على نصفي تاجين مزخرفين. تتألف أرضيته المرصوفة بالرخام المزخرف من مستويين؛ المستوى الأول متطاول ضيق يؤدي إلى القاعتين الجانبيتين؛ والمستوى الثاني واسع مرتفع بدرجة عالية. وقد زخرفت واجهاته وسقفه وكذلك قاعتاه بما يشابه القاعات الأخرى، غير أن صدر الإيوان الجنوبي تنصّفه دخلة جدارية رخامية زخرفية بديعة معقودة بعقد مزخرف من الستائر الرخامية، وقد زُيّن صدرها بزخرفة نباتية على شكل زهرية، تعلوها لوحة زخرفية ملونة معقودة بعقد نصف دائري حوله زخرفة كتابية «الله» محاطة بزخرفة نباتية.

واجهة إيوان الحرملك بركة إيوان الحرملك سقف إيوان الحرملك

٨- قاعة الإيوان الغربية:

هي قاعة ذات مسقط شبه مربع، تتألف من ممر ضيّق ينتهي في صدره الجنوبي بتجويف زخرفي كسابقاتها، ومن قاعة مرتفعة تتشابه عناصرها المعمارية والزخرفية مع القاعات السابقة.

٩- قاعة الإيوان الشرقية:

هي قاعة ذات عتبة وإيوان واحد. وتتشابه كذلك عناصرها المعمارية والزخرفية مع مثيلاتها؛ غير أن البركة التي تتوسّط العتبة ذات مسقط مثمن وحوض مثمن أيضاً تحيط به ثماني دوائر زخرفية ملونة.

زخارف قاعة الإيوان الغربية عتبة قاعة الإيوان الشرقية سقف قاعة الإيوان الغربية

د- الجناح الخارجي الشمالي:

يتألف من كتلة مدخل الدار والصحن الشماليين ومن كتلة المدخل والغرف الشرقية المضافة والتي لها علاقة ببيت اليوسف الملاصق. أما كتلة المدخل الشمالي فهي مقببة فُتح في ضلعها الغربية مدخل واسع معقود بعقد نصف دائري حجري مزخرف يرتكز على نصفي تاجين مزخرفين، وهو يؤدي إلى دهليز عريض رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي وشيدت واجهاته بالحجر الأبلق (أبيض– أسود– أصفر)؛ وقد فُتح في واجهته الشمالية فتحة مستطيلة تعلوها فتحة نصف دائرية (مندلون)، وسُقف بقبوات متقاطعة مدببة مغطاة باللياسة الكلسية. كما فُتح في جداره الجنوبي ثلاث فتحات؛ أوسطها أعرضها؛ معقودة بعقود وترية؛ تفضي إلى الصحن.

قاعة الإيوان الشرقية المدخل الشمالي زخارف عقد المدخل الشمالي

والصحن الشمالي ذو مسقط مستطيل تداخلت فيه جدران القاعة جنوبيه، وقد رُصفت أرضيته بالحجر المزي والبازلتي بأشكال هندسية متنوعة وزيّنتها لوحة رخامية بيضاء ذات زخارف نباتية وهندسية مؤطّرة بإطار أسود تقع على محور الدهليز المؤدي إلى صحن الحرملك. وفي صدر الجدار الشمالي للصحن بركة نصف مثمنة ذات جدار بزخارف هندسية باللونين الأبيض والأسود يعلوه عقد نصف دائري حجري بزخارف نباتية ومن ثمّ يعلوه عقد مشابه. وتتوسّط بركة حجرية كلسية مثمنة الفراغ الغربي لهذا الصحن. وعلى جداره الغربي مصب رخامي وباب يفتح إلى الخارج.

سقف قاعة الإيوان الشرقية دهليز المدخل الشمالي

وقد جعلت المديرية العامة للآثار والمتاحف السلاملك مركزاً للوثائق التاريخية، وجعلت الحرملك متحفاً يُدعى «بيت التراث الدمشقي»، وتقوم بأعمال ترميمه وتأهيله باستمرار ليُحافظ على حلّته الأثرية القشيبة جاهزاً لاستقبال الزوّار والسيّاح.

زكريا كبريت

 

 مراجع للاستزادة:

- محمود قصار بني المرجة، «دار خالد العظم»، الحوليات الأثرية العربية السورية منشورات المديرية العامة للآثار والمتاحف، دمشق ١٩٨٥م، مجلد ٣٥ «ص٤٥٥ إلى ٤٦٥».

- زكريا كبريت، البيت الدمشقي (مطبعة الصالحاني، دمشق ٢٠٠٠م).

- فلادا ميلنك، كنوز العمارة الدمشقية (دار الشرق، دمشق ٢٠٠٨م).

- قتيبة الشهابي، النقوش الكتابية في أوابد دمشق (منشورات وزارة الثقافة، دمشق ١٩٩٧م).


التصنيف : آثار إسلامية
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 597
الكل : 30970559
اليوم : 26360