logo

logo

logo

logo

logo

حصار تبه

حصار تبه

Hisar tepe - Hisar tepe

 ¢ حصار تبه

حصار تبه

 

يقع تل حصار تبه HISSAR TEPE في شمالي إيران على بعد ٣ كم إلى الجنوب الشرقي من مدينة دمغان. أبعاده ٣٠٠×٢٠٠م، ومساحته ١٢ هكتاراً، وارتفاعه نحو١٣٠٠م، ويبلغ ارتفاعه نحو ٤٠٠٠ قدم فوق مستوى سطح البحر. ويتكون من مجموعة من الروابي التي تفصل بينها أراضٍ منبسطة. تأتي أهمية الموقع من وجوده في منطقة دمغان الغنية بالخامات الأولية والثروات الطبيعية اللازمة للعديد من الصناعات التي تم تعرّفها في الموقع، كان مركزاً مهماً للتجارة لوقوعه في مكان استراتيجي على الطرق التجارية بين الشرق والغرب ولاسيما في تجارة اللازورد.

بدأ التنقيب في الموقع فريق من متحف جامعة بنسلايا بإشراف إيريش شميدت Erich F. Schmidt الذي أجرى حفرياته في موسمين بين عامي ١٩٣١-١٩٣٢م. وفي عام ١٩٥٦م قام روبرت ديسون Robert H. Dyson بدراسة بسيطة للموقع، ثم قام بُلغاريلي Bulgarelli بعملية مسح محدودة للمنطقة عام ١٩٧٢م، ثم أُعيدت دراسة مشروع حصار تبه ونُفذت حفريات وأسبار جديدة من قبل بعثة من متحف جامعة بنسلاڤيا ومن جامعة طهران ومركز الأبحاث الأثرية في إيران عام ١٩٧٦م. كما قام إسماعيل يغماعي Esmaiil Yaghmaii من نفس المركز بحملات إنقاذ للموقع منذ عام ١٩٩٥ إثر إنشاء سكة حديدية في المنطقة.

حصار تبه

يعد حصار تبه من أهم مواقع الهضبة الإيرانية، ويمتد تاريخ الاستيطان فيه من بداية الألف الرابع حتى الألف الثاني ق.م. اعتمد النظام الاقتصادي للمستوطنة على الزراعة ورعي المواشي، وتشير اللقى الأثرية فيه إلى تطور العديد من الصناعات والنشاطات الحرفية مثل التعدين وصناعة الحلي والفخار. وهو معاصر لموقع تبه سيالك ويُظهر الإنتاج الحضاري في كلا الموقعين وجود تشابه وصلات حضارية بينهما.

مبنى المرحلة الثالثة

مر الموقع بثلاث مراحل استيطان رئيسية I-II-III، تضم كل منها عدة طبقات أثرية.

-المرحلة الأولى I : تقسم إلى ثلاث طبقات أثرية من الأسفل إلى الأعلى: IC IA, IB,، ئؤرخ نهايتها (IC/IIA) من 3980 - 3856 ق.م.

 
بقايا معمارية - النصف الثاني من الألف الثالث ق.م  

-المرحلة الثانية II : تنقسم إلى طبقتين أثريتينIIB IIA, تؤرخ من ٣٣٦٥-٣٠٣٠ ق.م.

 
بقايا معمارية - النصف الثاني من الألف الثالث ق.م  

- المرحلة الثالثة III : تنقسم إلى ثلاث طبقات IIIA, IIIB, IIIC، تؤرخ من ٢٤٠٠-٢١٧٠ ق.م.

 
تماثيل برونزية مع خليط فضة - نهاية الألف الثالث ق.م 

اقتصرت العمارة العائدة إلى أقدم مراحل الاستيطان على بقايا معمارية لأبنية سكنية غير منتظمة شُيدت من اللبن، وعلى بعض التجهيزات المطبخية كالأفران لتحضير الطعام، وعلى القبور التي بلغ عددها ما يقارب ٢٠٩ قبور. كانت الأواني الفخارية في الطبقة IA يدوية الصنع، بسيطة ومزخرفة بزينات هندسية ملونة بلون رمادي على أرضية بنية حمراء. تنوعت أشكالها بين الأكواب والأقداح والطاسات والسلطانيات، وقد كانت الكؤوس ذات القاعدة المخروطية من أكثر الأشكال تمييزاً لفخار هذه المرحلة، واستمر وجودها حتى آخر المراحل الحضارية، كما عثر أيضاً على بعض الأدوات النحاسية كرؤوس السهام. تطورت صناعة الفخار في الطبقة الأثرية الثانية IB، وقد صنع بوساطة الدولاب، ولوّنت زخارفه بلون بني فوق أرضية بيج فاتحة، وكانت الزخارف متنوعة؛ هندسية وإنسانية ونباتية وحيوانية كالطيور.

 
فخار حصار تبه 

في الطبقة الثالثة IC استمرت الأشكال السابقة ذاتها لكنها أصبحت أكثر تنوعاً، وطليت الأواني بلون بني أو رمادي فاتح وزُينت بزخارف هندسية وأشكال إنسانية وحيوانية ملونة بالبني الغامق. عُثر في هذه الطبقة على الكثير من الأدوات والقطع الحجرية من فؤوس ونصال وشظايا ومشاحذ ومطاحن وثقالات حجرية. تتعاصر هذه الطبقة مع نهاية عصر أوروك وعصر جمدة نصر في بلاد الرافدين. ظهر الكثير من الأختام المسطحة في قبور الطبقتين IB- ICوكانت تزينها زخارف هندسية، وهناك أختام على شكل الزر، وتدل كثرة عددها في القبور ذاتها على أنها استخدمت لأغراض الزينة، فأحياناً كان القبر الواحد يحتوي على ستة أختام. أصبحت الأدوات النحاسية أكثر تنوعاً في هاتين الطبقتين من الطبقة IA، ومنها الدبابيس والخناجر والفؤوس والسكاكين مما يدل على معرفة الإنسان باستخدام النحاس في فترات مبكرة من تاريخ الاستيطان. قدمت هذه المرحلة مجموعة من الأدوات العظمية كالمخارز والمثاقب إضافة إلى دمى طينية حيوانية صغيرة تعكس أهمية حرفة الرعي في اقتصاد المستوطنة.

 
آنية من العصر الحجري النحاسي - الطبقة 1  

عرفت المرحلة II فترة استيطان أقصر من المرحلة السابقة، وليس ثمة اختلافات كبيرة بينهما من ناحية العمارة التي تتكون من صفوف من الحجرات المستطيلة المنتظمة بطريقة عشوائية والمشيدة من اللبن. ومن المظاهر الحضارية المميزة لهذه المرحلة الفخار الرمادي الذي يختلف بعجينته وألوانه عن فخار المرحلة السابقة، كما صنعت أشكال جديدة كالجرار بلا عنق والطاسات الطويلة إلى جانب استمرار بعض الأشكال كالطاسات والجرار والكؤوس بمختلف أنواعها، وقد كانت زخارف الفخار الرمادي مشابهة لزخارف الفخار الملون في المرحلة I لكنه تميّز منه بزخارف الغزلان. وظهرت لأول مرة دمى طينية إنسانية وحيوانية ملونة، واستمر ظهور الأختام التي لا تختلف عن الأختام السابقة، وكان بعضها مصنوعاً من النحاس وأصبحت أكبر حجماً في نهاية المرحلة IIB. أبرزت الصناعات النحاسية تطوراً ملحوظاً من الناحية التقنية والنوعية، فقد عُثر على رؤوس صولجان وحلي مثل الأساور والأقراط والخواتم والعقود والدبابيس. كما قدمت هذه المرحلة الكثير من الحلي الفضية كالقلادات والأقراط والخواتم التي تعدّ من أقدم ما عُثر عليه من مصنوعات فضية في الهضبة الإيرانية، إضافة إلى بعض القطع المصنوعة من الذهب والرصاص. كما اكتشف لوح طيني نُقشت عليه بعض العلامات والرموز.

فخار من العصر الحجري النحاسي - الطبقة 1

كانت أبنية المرحلة الثالثة III من أكثر أبنية الموقع أهميةً، فقد تم الكشف عن البناء المحروق الذي شُيد في الطبقة IIIB، وهو مبنى كبير أبعاده ١٠×٢٣م، يحتوي على غرفة رئيسية وغرف أخرى للخدمة والطبخ والتخزين، وزوّد بتجهيزات كالمواقد والأفران والسلالم والمراحيض. يرى الباحثون أنه مبنى غير عادي له وظيفة خاصة ربما كان لأحد أبناء النخبة أو أنه مبنى ديني. وقد عُثر على عدد كبير من القبور التي تميزت بغنى محتوياتها في الطبقة IIIC.

قطع من الحلي 

فيما يخص المنتجات الفخارية اختفى الفخار الملون مع استمرار وجود بعض الأواني الفخارية السابقة، وظهرت أشكال جديدة خاصة بهذه الفترة في الطبقة IIIB كالأباريق والأقداح والطاسات المخروطية الشكل أو النصف كروية. كانت هذه الأواني ملونة باللون الرمادي أو الرمادي الداكن. ظهرت في نهاية هذه المرحلة أوانٍ مصنوعة من الرخام ونوع آخر من الأواني الحمراء إلى جانب الفخار الرمادي ولاسيما في الطبقة IIIC التي كثرت فيها القوارير والأواني الكروية الشكل ذات المصبات الطويلة والمزينة بزخارف حراشف السمك. ومن اللقى الأكثر أهمية خلال المرحلة IIIC مجموعة متنوعة من أدوات وقطع مصنوعة من الألباستر، وأسلحة وأدوات وأوانٍ من النحاس وحلي ذهبية وفضية. كما عُثر على الكثير من الدمى الإنسانية والحيوانية المصنوعة من مواد مختلفة- الطين المشوي والمعدن والعظم والحجر- والصولجانات النحاسية التي كثر وجودها في هذه المرحلة ولاسيما في القبور. تنوعت كذلك مواد صنع الأختام المسطحة التي ظهرت في الطبقتين الأثريتين IIIB, IIIC، فهي مصنوعة من النحاس والرصاص والألباستر وحجر الأفعى والطين المشوي، ويبدو أنها لم تكن فقط للزينة. تشير الأدوات المصنوعة من النحاس والفضة والذهب والرصاص إلى ازدهار صناعة المعادن خلال هذه المرحلة، وهي تشمل الأواني والسهام والخناجر والفؤوس والأزاميل والرماح والسكاكين والمسامير والحلي بأنواعها من قلادات وأساور وخواتم وأقراط؛ ومن الخرز والتيجان. كانت بعض قطع الحلي مصنوعة من العقيق الأبيض والكهرمان الذي لم يستخدم إلا في الطبقة IIIC، وتعد الأدوات المعدنية التي عثر عليها في حصار تبه من أهم ما قدمته مواقع الهضبة الإيرانية.

سوزان ديبو

مراجع للاستزادة:

- R.H. Dyson, Jr. & S.M. Howard, (eds.): Tappeh Hesar: Preliminary Reports of the Tappeh Hesar Restudy Project, 1976, Monografi di Mesopotamia 2, (Florence, 1989).

- R.H. Dyson, Jr.: The Relative and Absolute Chronology of Hissar II and the Proto-Elamite Horizon of Northern Iran. In: O. Aurenche, J. Evin & F. Hours (eds.), Chronologies in the Near East/Chronologies du Proche Orient, BAR International Series 379 (ii), Archaeological Reports,(Oxford 1987), pp. 647-678.

- K. Roustaei, Tappeh Hesar: ein wichtiges Produktionszentrum auf dem Zentralplateau: in R. Slotta, T. Stöllner, R. Vatandoust (eds), Persiens Antike Pracht. Katalog der Ausstellung des Deutscher Bergbau- Museum Bochum in Verbindung mit der Iranischen Kulturerbe Organisation (ICHO), vom 28.11.2004 bis 28.05.2005, Bochum,(2004), pp. 211-223

- E. F. Schmidt, “The Tepe Hissar Excavations 1931” Museum Journal of Philadelphia 23/4 (1933), pp. 322-485 .

 


التصنيف : عصور ما قبل التاريخ
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 486
الكل : 31266037
اليوم : 14225