الأدب الأمريكي American Literature (أو أدب الولايات المتحدة) هو كل ما كُتب باللغة الإنكليزية التي أتى بها المهاجرون الأوائل إلى القارة الأمريكية الشمالية، وخضعت ـ عبر القرون اللاحقة ـ 

"/>
ولايات متحده امريكيه (ادب في)
United States of America - Etats-Unis d'Amérique

الأدب

الأدب

 

الأدب الأمريكي American Literature (أو أدب الولايات المتحدة) هو كل ما كُتب باللغة الإنكليزية التي أتى بها المهاجرون الأوائل إلى القارة الأمريكية الشمالية، وخضعت ـ عبر القرون اللاحقة ـ لبعض التأثيرات الإقليمية الطفيفة من حيث النطق والكتابة، وصارت تُعرف بالإنكليزية الأمريكية American English. قَدِمَت غالبية هؤلاء المهاجرين إلى العالم الجديد من الجزر البريطانية مع حملات الهجرة المنظمة الأولى على ظهر السفينة ميفلاور Mayflower عام 1620 ومع حملة وِنثروب Winthrop عام 1630 وحملات أخرى غيرها. وكان هؤلاء المهاجرون قد غادروا موطنهم بسبب الاضطهاد الديني والسياسي، وكان الأدب الذي حملوه معهم امتداداً للأدب الإنكليزي[ر] في ذلك الوقت، وتميز بنزعة بيوريتانية[ر] أو تطهرية، وتسجيلياً لحلولهم في العالم الجديد ولقائهم سكانه الهنود الحمر وللصعوبات التي واجهوها لتثبيت أقدامهم فيه.

ظهرت ـ ضمن هذا الإطار التسجيلي ـ كتابات جون سميثJohn Smith ت(1580ـ1631) قائد المجموعة التي استوطنت الساحل الشرقي فيما يعرف اليوم بإنكلترا الجديدة (نيو إنغلند) New England، وكانت النواة لما صار لاحقاً الولايات المتحدة. وقد كتب سميث مؤلفات نشرت في لندن منها «سرد واقعي» A True Relationت(1608) و«وصف لإنكلترا الجديدة» A Description of New Englandت(1620). ثم ظهرت كتابات كوتن ماذر Cotton Mather  ت(1663ـ1728) الذي كتب عدداً من التراجم وجوناثان إدواردز Jonathan Edwards  ت(1703ـ1758) وإدوارد تيلر Edward Taylor  ت( 1644ـ1729) ضمن توجه ديني مقلدين النثر والشعر الميتافيزيقي لدى دَن[ر] ومارڤِل[ر]، وآن برادستريت Anne Bradstreet  ت(1612ـ1672) إنكليزية المولد التي كتبت شعراً دينياً وحميمياً فخوراً بوطنه الجديد كما في ديوانها «ربة الفنون العاشرة التي ظهرت حديثاً في أمريكا» The Tenth Muse Lately Sprung in America الذي نُشر في لندن أيضاً عام 1650.

انتقلت تداعيات عصر التنوير[ر] في أوربا عبر الأطلسي، فظهر في الولايات المتحدة كتّاب مثل بنجامين فرانكلين[ر. فرنكلين] الذي كان عالماً وصحفياً ودبلوماسياً أسس العديد من الدوريات وكتب فيها، وتوماس پين Thomas Paineت(1737ـ1809) الإنكليزي المولد في مؤلفات مثل «الحس السليم» Common Senseت(1776) دافع فيه عن الثورة ضد الحكم البريطاني و«عصر العقل» The Age of Reasonت(1794) حول مسؤولية الإنسان، وجويل بارلو[ر]، وتوماس جفرسون[ر] الذي كتب «إعلان الاستقلال» The Declaration of Independence ت(1776)، وصار لاحقاً رئيساً للبلاد، وفيليس ويتلي Phillis Wheatley  ت(1753ـ1784) التي كانت أولى الشاعرات من أصول إفريقية، وكتبت شعراً نشر في كل من بوسطن (1770) ولندن (1773).

بدأت ملامح أدب أمريكي وطني تتبلور مع كتابات واشنطن أُرفنغ[ر. إيرفينغ] وجيمس فنيمور كوبر[ر] اللذين كتبا عن موضوعات وشخصيات خيالية مستمدة من المحيط القريب؛ مثل شخصية رِب ڤان وينكل Rip van Winkle التي صارت نموذجاً للحكاية الطويلة tall tale التي يخترعها الراوي، وتمتد وتطول ولا تنتهي، وكانت بداياتها في المبالغات التي اتصفت بها الكتابات الأولى حول العالم الجديد، والشخصيات التي ابتدعها كوبر في رواياته المتعددة حول الغرب الأوسط الأمريكي البكر، مثل ناتي بمبو Natty Bumppo الكشاف الأبيض وصديقه الهندي تشينغاتشغوك Chingachgook. ثم تطور هذا الأدب مع كتّاب ومفكرين مثل رالف وولدو إمرسون[ر] الذي أرسى دعامات حركة التعالي[ر] في الفكر والأدب الأمريكيين في كتابات مثل «العالِم الأمريكي»The American Scholar  ت(1837) وبمشاركة من الكاتبة مرغريت فولَّر[ر]، وهنري ديفيد ثورو[ر] الذي كتب «العصيان المدني» Civil Disobedience  ت(1849)، وإدغار آلن بو[ر] في روايات مثل «سقوط عائلة أشر» The Fall of the House of Usher ت(1845) وفي شعره الغزير. وقد كان لجميع هؤلاء الدور المؤسس لتحقيق الاستقلالية للأدب الأمريكي عن مثيله الإنكليزي، وفي التأسيس للإبداعية[ر] أو الرومنسية فيه.

كان للكتّاب الإبداعيين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر النصيب الأكبر من النجاح مع ظهور روايات «الحرف القرمزي» The Scarlet Letter لهوثورن[ر] و«موبي ديك» Moby Dick و«بيلي بَد» Billy Budd لملڤيل[ر] وقصائد إميلي ديكنسون[ر] التأملية، وديوان وولت ويتمَن[ر] «أوراق من العشب» Leaves of Grass. وحقق شعر هنري وادزوورث لونغفيلو H.W.Longfellow ـ صديق هوثورن وزميله في الدراسة ـ نجاحاً كبيراً بقصائد مثل «أغنية هياواثا» The Song of Hiawathaت(1855) وبترجمته «الكوميديا الإلهية» لدانتي[ر] مثلما حقق شعر جيمس رَسل لوويل James Russell Lowell ت(1819ـ1891).

مع مؤلفات الروائي الشاب ستيفن كرين Stephen Craneت(1871ـ1900) في أواخر القرن التاسع عشر بدأت بوادر الطليعية والمدرسة الطبيعية[ر] بالظهور في الأدب الأمريكي. فقد نشر كرين رواية «ماغي: فتاة الشوارع» Maggie: A Girl of the Streets  ت(1893)، وكانت أول رواية في هذا الاتجاه، وبحثت في التخلف والبؤس السائد في ذلك الوقت في أحياء نيويورك الفقيرة. ونتيجة لعمله مراسلاً صحفياً في أوربا ناقلاً أخبار حروب البلقان، وأيضاً في أمريكا ناقلاً أخبار الحرب الإسبانية ـ الأمريكية؛ كتب في القصة القصيرة «القارب المفتوح وحكايات مغامرات أخرى» The Open Boat and Other Tales of Adventure ت(1898)، وهي إحدى أفضل القصص القصيرة في الأدب الأمريكي، وكذلك كانت روايته «شارة الشجاعة الحمراء» The Red Badge of Courageت(1895) ـ عن مأساة الحرب الأهلية الأمريكية (1861 ـ 1865) ـ أول رواية انطباعية[ر] في هذا الأدب. أما تأثير الواقعية[ر] فقد ظهر في مؤلفات كتّاب مثل مارك توين[ر] ووليم دين هاولز William Dean Howells  ت(1837ـ1920) الذي أراد تبني أسلوب جديد في الواقعية كما في رواية «مثال حديث» A Modern Instanceت(1882). بيد أن هنري جيمس[ر] كان المحرك الأول في الرواية الأمريكية الواقعية، إذ كتب عن المشكلات التي تواجه الأمريكيين في المنفى مبرزاً الجانب النفسي لشخصياته، كما له تنظيرات مهمة في فن الرواية. كتب فرانك نوريس[ر] روايات حول الجانب المظلم والمتوحش في الإنسان، مثلما فعل كاتب مهم آخر هو جاك لندن[ر].

مع حلول القرن العشرين وتوسع الرقعة الجغرافية للولايات المتحدة من المحيط إلى المحيط ومن الحدود الكندية شمالاً حتى تخوم القارة الأمريكية الوسطى وحدود المكسيك الحالية جنوباً، وتهميش ما تبقى من سكان البلاد الأصليين من الهنود الحمر في محميات Reservations، ومع التقدم الصناعي والتقاني (التكنولوجي)؛ ظهر كتّاب بحثوا في المشكلات التي تواجه الإنسان الأمريكي في هذا العالم المتغير، مثل هنري آدامز Henry Adams  ت(1843ـ1916) في كتابه «تربية هنري آدامز» The Education of Henry Adams  ت(1907)، وثيودور درايسر[ر] الذي يعد مع ستيـڤن كرين الممثل الأبرز للحركة الطبيعية في مؤلفات مثل «الأخت كاري» Sister Carrieت(1900) و«مأساة أمريكية» An American Tragedy  ت(1925) التي تعد إدانة للمادية التي استحوذت على الإنسان الأمريكي. ومع تطور علم النفس الحديث شاعت ظاهرة البحث في القلق angst والسأم ennui والوحدة والغربة، وظهر كتّاب أرادوا سبر أغوار النفس البشرية، مثل شروود أندرسون[ر] وروايته المهمة «واينزبرغ، أوهايو» Winesburg, Ohioت(1919)، وكونراد إيكن[ر] ونيوتن بوث تاركنغتون[ر]، ونثانيال وِست Nathaniel West في رواياته القصيرة مثل «يوم الجـراد» The Day of the Locust  ت(1933)، حيث صار الغرب الأوسط والغرب الأمريكي مسرحـاً لأحـداثها. كذلك ظهـر في تلك الفتـرة كتّاب قصـة قصيرة كثـر منهم أو. هنري O.Henry  ت(1862ـ1910)، وهو الاسم المستعار لوليم سيدني بورتـر William Sydney Porter. كتبت إيديث وورتـن Edith Whartonت(1862ـ1937) روايات في النقد الاجتماعي مثل «عصر البراءة» The Age of Innocenceت(1920) التي حصدت جائزة بوليتزر، وأيضاً «العانس» The Old Maid ت(1935) التي حصدت الجائزة مرة أخرى. أما في الشعر فقد كان إدوين آرلنغتون روبنسون[ر] أبرز شعراء الحقبة، وحصل على تلك الجائزة ثلاث مرات، وقد جاراه روبرت فروست[ر] وكارل ساندبرغ[ر] كل بنَفَسٍ مختلف.

فتحت كارثة الحرب العالمية الأولى الباب على مصراعيه أمام الولايات المتحدة على العالم، وخرج الكتّاب الأمريكيون من عزلتهم، ومن هؤلاء فرانسيس سكوت فتزجيرالد[ر]. كذلك خرج كل من باوند[ر] وإليوت[ر] إلى العالم الواسع فتأثروا وأثروا فيه؛ باوند بتشجيعه الكتّاب الشباب وتحقيق بعض من نتاجهم وكتابة الشعر، وإليوت بإسهاماته في الشعر الحديث وبتمثيله لجيل أوائل القرن العشرين وجيل ما بين الحربين الضائع وبتنظيره في الأدب والنقد. كذلك كان وليم كارلوس وليمز[ر] ـ الذي ظل في بلدته الوادعة ـ قد كتب شعراًَ مشابهاً لشعر زميليه الاثنين ومختلفاً عنه في الوقت ذاته ومعبراً عن خصوصية بلاده. وصار شاعر آخر مختلف عن كل هؤلاء ـ وهو الشاعر العربي جبران خليل جبران[ر] ومؤلفه الأهم «النبي» The Prophet ـ من المعالم البارزة في الأدب الأمريكي، إضافة إلى أسماء أخرى في شعر تلك الحقبة، مثل إدنا سينت ڤِنسنت ميلاي Edna St.Vincent Millayت(1892ـ1950)، وماريان مور  Marianne Mooreت(1887ـ1972)، وإيمي لوويل Amy Lowell  ت(1874ـ1925) صاحبة النفوذ الواسع على النزعة الصورية[ر] Imagism بعد تخلي باوند عن ريادتها، وأيضاً آرتشِبَلد مَكليش A.MacLeishت(1892ـ1982) وإدوارد إستلين كمنغز E.E.Cummingsت(1894ـ1963) وروبرت لوويل R.Lowell ت (1917ـ1977). ويمكن عد هذه الحقبة على أنها الذهبية بلغ فيها الأدب الأمريكي سن الرشد في الأجناس الأدبية كافة؛ على الرغم من الركود الاقتصادي الكبير The Great Depression الذي كان كارثياً على البلاد. فبعد بدايات متلكئة لكتَّاب مثل سنكلير لويس[ر] بدأت عطاءات بيرل بَك[ر] وجون ستاينبك[ر] ووليم فوكنر[ر] وإرنست همنغواي[ر] الذين حصلوا جميعاً على جائزة نوبل[ر] للأدب. وفي الوقت ذاته كان هناك روائيون أقل نجاحاً مثل جون دوس باسوس[ر]، وتوماس وولف Thomas Wolfeت(1900ـ1938) في روايات كبيرة مثل «التفت نحو الوطن أيها الملاك» Look Homeward, Angelت(1929) و«عن الزمن والنهر» Of Time and the Riverت(1935)، وكاثرين آن بورتر[ر]، ومرغريت ميتشل M.Mitchell  ت(1900ـ1949) التي حصلت روايتها «ذهب مع الريح» Gone with the Wind على جائزة بوليتزر عام 1937، وهاملين غارلاند  Hamlin Garlandت(1860ـ1940) ورواية «ابنة من الحـدود الوسطى»Daughter of the Middle Border ت (1921)، والشاعـر والكاتب والناقد روبـرت بِن وورِن Robert Penn Warrenت(1905ـ1989) وروايته «جميـع رجـال الملـك»  All The King’s Menت(1947)، وويلا كاثـر[ر]، وأبتون سنكلير Upton Sinclairت(1878ـ1968) ورواية «أسنان التنين» The Dragon’s Teeth والحائزين جميعاً على الجائزة ذاتها. كذلك كان للمفكرين الكبار مثل وليم جيمس[ر] وجورج سانتيانا[ر] دورهم في هذا الأدب.

تابع الكتّاب العمالقـة عطاءاتهم الأدبية في ركـب الحداثة بعد الحرب العالمية الثانية، وظهر جيل جديد عرف بـ«جيل بيت» Beat Generation المنهك الخارج من الحرب ليعاني من نتائج التقدم الصناعي والغربة. كان هذا الجيل تجريبياً في كتاباته، وكان الروائي جـاك كيـرواك Jack Kerouacت(1922ـ1969) هو من خـط الطريق بروايات «على الطـريق» On the Road  ت(1957) و«القاطنـون في السراديب» The Subterraneansت(1958)، وكان ألَن غنزبرغ Allen Ginsbergت(1924ـ1997) شاعر الحركة التي ضمت أيضاً الروائي وليم بَروز W.Burroughsت(1914ـ1997) الذي كان تجريبياً مثل باقي أفراد جيله، لكنه فاقهم في أنه جرب في الكتابة مثلما جرب في الحياة البؤس واليأس والجريمة والعقاب والمخدرات. وانتمى كتاب آخرون ـ زمنياً ـ إلى الجيل ذاته؛ إلا أنهم كانوا أكثر وعياً والتزاماً مثل الشاعر ثيودور رِتكِه T. Roethke  ت(1908ـ1963) الذي حصل على جائزة بوليتزر ثلاث مرات وجائزة بولنغن Bollingen للشعر وجائزة الكتاب الوطنية وأحد أبرز أعلام الشعر الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، إضافة إلى لورنس فِرلنغِتيL.Ferlinghetti  ت(1919-)، والشاعرة والروائية سيلفيا بلاث[ر]، وزميلها ليروي جونز LeRoi Jonesت(1934-) الذي اتخذ اسم أميري إمامو بركـة Amiri Imamu Baraka ويمثل إلى جانب جيمس بولدويـن[ر] ويودورا ويلتي Eudora Welty ـ الحائزة جائزة بوليتزر عام 1973 على رواية «ابنة المتفائل» The Optimist’s Daughter ـ أبرز وجوه الكتّاب إفريقيي الأصل. ولاشك في أن توني موريسون Toni Morrisonت(1931-) الحائزة جائزة نوبل للأدب لعام 1993 هي أكبر هؤلاء من الكتاب السود ما بعد الحصول على الحقوق المدنية، ومن أهم رواياتها «المحبوب» Belovedت(1987) وعملها النقدي «اللعب في الظلام: البياض والخـيال الأدبي» Playing in the Dark: Whiteness and the Literary Imagination  ت(1992) حول أهمية الكتاب السود في الأدب الأمريكي.

أما النصف الثاني من القرن العشرين فقد حفل بروائيين مختلفي المشارب مثل جون أبدايك John Updikeت(1923-) الحائز جائزة بوليتزر مرتين، بيد أن مؤلفه الأخير «إرهابي» Terroristت(2006) يتردى إلى مستوى التحريض العنصري والإعلام «الديماغوجي»، ونورمان ميلر[ر] N.Mailerت(1932ـ2007) الذي حازت روايته «أغنية الجلاد» The Executioner’s Songت(19820) جائزة بوليتزر، وجيروم سالنجر J.D.Salinger  ت(1919-) وروايته الحداثية «الصياد بين السنابل» The Catcher in the Rye، وآرثر كوستلر[ر] الذي كتب «امبراطورية الخزر» The Khazar Empire أو «السبط الثالث عشر» The Thirteenth Tribe، حـول أصل اليهـود مناهضاً الادعاءات الصهيونية على خـلاف سول بِلو Saul Bellow (نوبـل 1976) المتعاطف معها، وأيضاً كل من جـوزيف هيلّـر Joseph Hellerت(1923-) في «الشرك 22» Catch 22ت(1961) وكُرت ڤونيغَت K.Vonnegut  ت(1922ـ2007) في «المسلخ رقم 5» Slaughterhouse-Fiveت(1969) في نقدهم الاجتماعي اللاذع واحتجاجهم الدائم على السلطة الفاسدة ورفضهم القاطع للحرب.

الكاتبة جويس كارول أوتس

يمكن عدّ جويس كارول أوتس Joyce Carol Oatesت(1938-) من أكبر الكتّاب الأمريكيين المعاصرين قاطبة ومن الطبيعيين؛ وهي أكاديمية بدأت تنشر مؤلفاتها في جميع الأجناس الأدبية منذ عام 1964، وحصلت على التكريم تلو الآخـر، وهي مرشحة لجائـزة نوبل على الدوام. من مؤلفاتها «جـنة المسرات الأرضية» Garden of Earthly Delights ت(1967) و«الانقلاب» Solsticeت(1985) و«فتذكر هذا» You Must Remember This  ت(1989) و«بعد الحادث نهضت ونشرت جناحي وطرت»After the Wreck, I Picked Myself up, Spread my Wings, And Flew Away  ت(2006)، ويضاف إليها كاتبة روائية وناقدة أخرى هي سوزان سونتاغ Susan Sontagت(1933-). وقد حصلت رواية مايكل كننغهام M.Cunningham «الساعات» The Hours حول الكاتبة الكبيرة فرجينيا وولف[ر] على جائزة بوليتزر لعام 1999، وصورت فيلما ناجحاً.

يعدّ الروائي سكوت موماداي Scott Momaday من أبرز الكتّاب الهنود الحمر، ومُنح جائزة بوليتزر لعام 1969 على روايته «منزل مادته الفجر» A House Made of Dawn، كما حصل عليها أوسكار هيخويلوس Oscar Hijuelos من المهاجرين الجدد على روايته «المامبو كنغز يعزفون أغاني الحب» The Mambo Kings Play Songs of Love عام 1990. ومن هذه الفئة الأخيرة ماكسين هونغ كنغستون Maxine Hong Kingston وبهاراتي موخرجي Bharati Mukherjee.

الشكل (1) منظر من فيلم: عام 2001،أوديسة الفضاء،

لستانلي كوبريك، آرثر كلارك (1968)

 

 الشكل (2) منظر من مسرحية إدوارد آلبي «منظر بحري»

ورث ستيـڤن كنغ Stephen King أسلوب قصة الرعب عن إدغار ألن بو، وقد كتب كثيراً منذ السبعينيات حتى اليوم، وأخـرج العديد من مؤلفاته سينمائياً، ومن رواياته «السطوع»The Shining  ت(1977) و«البـرج المظلم» The Dark Towerت(1982ـ2004) في سبعة أجزاء و«الشيء»  Itت(1984). وتفرعت من قصة الرعب هذه القصة «البوليسية» ومن أعلامها ريموند تشاندلر R.Chandler وداشيَل هامِت Dashiell Hammett وإد مَكبين Ed McBain. وفي الخيال العلمي يمكن تجاوزاً عد رواية سنكلير لويس «أروسميث» Arrowsmithت(1925) في هذا الجنس، أما روايات إسحق عظيموڤ I.Asimov فهي في صلبه. وقد برع الأمريكيون في اقتباس المؤلفات العالمية في هذا الجنس للسينما مثل كتابات زامياتين[ر] ويفريموف[ر] وجول فيرن[ر] وهربرت جورج ويلز[ر] وآلدوس هكسلي[ر] وري برادبري R.Bradbury وآرثر كلارك Arthur C. Clarke (مع ستانلي كوبريك S.Kubrick) (الشكل 1) وأنتوني برجس[ر]. كذلك كان للدوريات دور أساسي في الترويج لهذا الجنس الأدبي في بداياته.

تأخـر الكتّاب المسرحيـون في الولايات المتحدة حتى القرن العشرين وظهور يوجين أونيل[ر]، وثورنتون وايلدر Thornton Wilderت(1897ـ1975) في مسرحيات مثل «بلدتنا» Our Town  ت(1983) و«جسر سان لويس ري» The Bridge of San Luis Reyالتي حصلت على جائزة بوليتزر لعام 1928، وآرثر ميلر[ر]، وإلمر رايس Elmer Rice  ت(1892ـ1967) وكليفورد أودِتس  Clifford Odetsت(1906ـ1963)، وإدوارد آلبي Edward Albee  ت(1928-) في مسرحيات مثل «قصة حـديقة الحيـوان» The Zoo Storyت(1958) و«من يخاف ڤرجينيا وولف» Who’s Afraid of Virginia Woolfت(1962) و«منظـر بحـري» Seascape بأسلوب مسرح العبث[ر] (الشكل 2)، وحديثاً مرغريت إدسون M. Edson في مسرحيتها «الفطنة» Wit، حول الحياة والموت وما بينهما، ذات البعد الميتافيزيقي والتي حصلت على جائزة بوليتزر للمسرح لعام 1999 وأخرجت للسينما، ومؤلفات الممثل والمخرج أيضاً سام شِبرد Sam Shepard في مسرحيات تقدم على مسارح برودواي في نيويورك وخارج (على هامش) برودواي Off-Broadway وخارج خارج برودواي Off- Off- Broadway. منها «طفل مدفون» Buried Child الحائزة جائزة بوليتزر للمسرح لعام 1979، و«لا تأتِ طارقاً بابي» Don’t Come Knocking التي أخرجت فيلماً للسينما في عام 2005، وكتب لها السيناريو بالتعاون مع المخرج الألماني ڤيم ڤيندرز Wim Wenders، وبحثت في موضوعات التفكك والضياع والزوال والقلق، والانتماء والهوية اللذين غيبهما الزمن عن أمريكا.

أما في النقـد والنقـد الجديد[ر. النقد الأدبي] والنقد الأدبي والاجتماعي فالأسماء الأهم هي لأشخاص مثل ألن تيت[ر] وجون كرو رانسم John Crowe Ransomت(1888ـ1974) وروبرت بِن وورِن وكلينث بروكس Cleanth Brooksت(1906ـ1994) وهيليس ميلّر Hillis Miller ونعوم تشومسكي Noam Chomskyت(1928-) وإدوارد سعيد[ر].

    طارق علوش

 

 

 

 


- التصنيف : الآداب الجرمانية - النوع : موسيقى وسينما ومسرح - المجلد : المجلد الثاني والعشرون، طبعة 2008، دمشق - رقم الصفحة ضمن المجلد : 328 مشاركة :

متنوع

بحث ضمن الموسوعة