دي سـانكتِس (فرانشـيسـكو)
دي سانكتس (فرانشيسك)
De Sanctis (Francesco-) - De Sanctis (Francesco-)
دي سانكتِس (فرانشيسكو -)
(1817-1883)
فرانشيسكو دي سانكتِس Francesco De Sanctis كاتب ومؤسس النقد الأدبي الحديث في إيطاليا. ولد في مورّا إربينا Morra Irpina في إقليم أفلّينو Avellino جنوبي إيطاليا وتوفي في نابولي.تميزت دراسته في المرحلة الأولى بإنسانية غرسها في نفسه رجال الدين، وكان يتمتع بحساسية وثقافة قربته من أدباء القرن الثامن عشر.
شارك مع طلابه في تظاهرات وطنية ناصرت ثورة عام 1848 في إيطاليا وسجن ثلاث سنوات (1850-1853) ثم نفي إلى تورينو ومنها فرّ إلى زوريخ (سويسرا) حيث عمل مدرساً للغة الإيطالية. عاد إلى بلاده عام 1860 ونشط في مجالي السياسة والأدب، وأصبح حاكماً لإقليم أفلّينو ووزيراً للمعارف، وأستاذاً للأدب المقارن في جامعة نابولي (1871- 1877).
أسهمت عوامل مختلفة في توجيه فكر دي سانكتِس، منها مدرسته بووتي Puoti التي عُرفت باتجاهها البيوريتاني[ر. البيوريتانية] المتزمت أو المتمسك بالفضيلة، كذلك معرفته بالنقاد الفرنسيين أمثال كوزان Cousin وفيلمان[ر] Villemain وكينه Quinet، وتأثره بمدرسة هيغل[ر] الألمانية، إلا أن هذه التأثيرات أكسبت فكره أصالة، فبعد أن شعر بنقائص كل مدرسة وتيار فكري انفرد بفكر ناقد جمع بين النقد الفرنسي والألماني والإيطالي الإبداعي. وإذا رأى هيغل أن الشعر العاطفي أو شعر الخيال يتلاشى شيئاً فشيئاً ويضمحل مع نضج الفكر وتألق الفلسفة، يرى دي سانكتس من جانبه، متأثراً بالكاتب الألماني شيلر[ر] Schiller والكاتب الإيطالي ليوباردي[ر] Leopardi، أن ما يتغير بتقدم الثقافة والحضارة هو الأسلوب في التعبير عن الفن فقط ليصبح أسلوب العقل والتأملات.
تعرض دي سانكتِس لأزمة عاطفية أفقدته ثقته في العالم المحيط به، وعبّر في رسالة عن الوحدة التي يعاني منها قائلاً: «نتواجد في ظروف زائفة تعيق أي عمل وتقتل كل نبض، ونحن مرغمون على البقاء منطويين مع ذواتنا» إلا أنه خرج من أزمته بفضل نشاطه السياسي وكتب في زنزانته «السجن» La prigione معلناً إيمانه بالبشرية وبإمكانية ارتقائها. كان يجد نفسه في الأدب وفي السياسة معاً، وكتب عام 1867: «تتقاسم حياتي صفحتان، واحدة سياسية وأخرى أدبية، ولا يمكن أن أتخلى عن واجب من هذين الواجبين وسأتابعهما حتى النهاية».
أدار دي سانكتِس الصحيفة اليومية «إيطاليا» L’Italia ت(1863- 1865) وهي لسان اليساريين من الشباب كما له «مقالات نقدية» Saggi critici عام (1866) و«مقالة نقدية حول بتراركا» Saggio critico sul Petrarca عام (1869) و«مقالات نقدية حديثة» Nuovi Saggi عام (1872). أما مؤلفه الشهير فهو «تاريخ الأدب الإيطالي» Storia della letteratura italiana ت(1870-1871) الذي أراده مرجعاً لطلابه. فقد كان يرى في الأدب تعبيراً عن المجتمع. ومن أواخر أعماله «رحلة انتخابية» Viaggio elettoraleعام (1875).
حارب دي سانكتِس صراع الطبقات ونادى بالتحام شعبي وتطلع إلى أدب وطني موجه إلى الشعب بكل فئاته. كما تميز نقده بأخلاقية قابلة للتطبيق تتمثل بمحاسبة الضمير، ورفض النقد البلاغي، وكان يرى أن فن الأدب يشكل وحدة متماسكة بين الشكل والمضمون ولا يمكن فصلهما، فلا توجد شهرة لكاتب مجرد عن الحس الأخلاقي.
حنان المالكي
مراجع للاستزادة: |
- B.CROCE, Gli scritti di F. De Sanctis e la loro varia fortuna (Bari 1917).
- G.PETRONIO, L’ attività letteraria in Italia (Palermo 1969).
- l.RUSSO, Francesco De Sanctis e la cultura napoletana (Bari 1950).
- التصنيف : الآداب اللاتينية - النوع : أعلام ومشاهير - المجلد : المجلد التاسع - رقم الصفحة ضمن المجلد : 485 مشاركة :