logo

logo

logo

logo

logo

الموسوعة

موسوعه

Encyclopaedia - Encyclopédie

الموسوعة

 

الموسوعة Encyclopedia كلمة من أصل يوناني هي: Enkyklios Paideia، وتعني التعليم الذي يشمل المعارف كلها.

وتعرَّف اليوم بأنها المؤلَّف الذي يعرض مختلف فروع المعرفة البشرية، أو المؤلَّف الذي يتضمن كلّ مطلب من مطالب ثقافات الأمم ومقومات حضارتها مرتباً حسب حروف الهجاء أو وفق منهج يتصل بالبحوث. وتوصف مثل هذه الموسوعات بأنها عامة لتمييزها من الموسوعات المتخصصة التي تبحث في حيّز معرفي محدد أو في مجموعة حقول معرفية متقاربة. ولم تأخذ الكلمة اليونانية هذا المعنى الحاليّ إلا في أواخر القرن السابع عشر.

وتختلف الموسوعات عن المعجمات في انتقاء الموضوعات وطريقة عرضها. فغاية المعجمات شرح معاني كلمة لغة أو علم أو غير ذلك من دون إهمال أيّ مفردة، في حين تجمع الموسوعة المعارف في عدد محدد من الموضوعات، وتعرضها على نحو مفصّل؛ فتقدم أفكاراً ومعارف تعليمية عامة. وغالباً ما تذكر تاريخاً للموضوع وتوضيحاً لعلله وتبياناً لعلاقته بالموضوعات المتشابهة؛ على أن تكون المعلومات حديثة ذات أسلوب واضح وسهل التناول.

ولا يقتصر ظهور الموسوعات في هذا العصر على شكل مجلدات مطبوعة فحسب بل إن معظمها يسجل في أقراص مدمجة (C.D)؛ كما يخصص لها موقع على الشبكة العالمية «الإنترنت» بغية تسهيل الرجوع إليها.

وقد كان اختيار كلمة عربية تقابل الكلمة الأجنبية encyclopedia موضع جدل طويل. فقد وضع بطرس البستاني في البدء اسماً مفرداً هو «كوثر» حينما أصدر معجمه العربي «الجامع لكلّ علم ومطلب»، ثم استعاض عنها في عام 1876 باسم مركّب من كلمتين هو «دائرة معارف». وفي عام 1907 أطلق عليها فريد وجدي «كنـز العلوم واللغة»، لكنه عاد سنة 1923 إلى تسمية «دائرة معارف»؛ فقال: «دائرة معارف القرن العشرين». واقترح اللغوي الأب أنستاس الكرملي كلمة «مَعْلَمَة»؛ أي «وعاء العلم». ورأى إلياس القدسي عضو المجمع العلمي العربي في دمشق (مجمع اللغة العربية اليوم) أن كلمة «النون» هي التي تفي بالغرض مستدلاً على ذلك بأن أحد معاني كلمة «النون» هو خلاصة جميع العلوم. وأما كلمة موسوعة فقد وضعها اللغوي إبراهيم اليازجي.

وقد صدر قبل القرن الثامن عشر في أوربا العديد من التصانيف التي يرى بعض العلماء فيها صفة الموسوعة. لكن الأمر المؤكد أن كتاب «السيكلوبيديا» Cyclopaedia الذي طبع عام 1728 باللغة الإنكليزية لمؤلفه إفرايم تشيمبرز Ephraim Chambers هو أول مؤلَّف أسبغ على الكلمة اليونانية معناها الحاليّ؛ إذ انتقل فيه من العرض اللاهوتي أو الفلسفي إلى عرض تعليمي منهجي مفيد. وقد قسم هذا الكتاب إلى 47 فصلاً بحث فيه صاحبه مختلف مناهج الفكر، وأعيد طبعه ثماني مرات، وترجم إلى الإيطالية والفرنسية والألمانية. وجاءت بعده «الموسوعة الفرنسية» Encyclopédie أو «معجم العلوم والفنون والمهن» لديدرو Diderot ودآلمبير d’Alembert التي ظهر جزؤها الأول عام 1751 وجزؤها الأخير عام 1772، وقد أوحت بها «موسوعة تشيمبرز». اشترك في تحرير هذه الموسوعة نحو 150 أديباً وفيلسوفاً وعالماً؛ منهم ڤولتير Voltaire وروسو Rousseau ومونتسكيو Montesquieu، وظهرت بسبعة عشر جزءاً وثمانية عشر ملحقاً. وظلت تعدّ أشهر موسوعة حتى مطلع القرن العشرين لاقتران اسم المشاركين في تأليفها بتهيئة الأفكار لقيام الثورة الفرنسية، وهم الذين أطلق عليهم في المجتمعات الفكرية اسم الموسوعيين Les Encyclopédistes.

وتابعت فرنسا نشر الموسوعات؛ ففي عام 1781 أصدر الناشر الفرنسي بانكوك Panckouke «الموسوعة المنهجية» Enc. Méthodique بمئة وستة وستين مجلداً، يبحث كل جزء موضوعاً واحداً معيّناً. وازدادت في القرن التاسع عشر الموسوعات الفرنسية؛ ومنها «الموسوعة الحديثة» Enc. Moderne التي ظهرت بين عامي (1846ـ1851)، وتلتها «الموسوعة الكبرى» لبرتلو  Berthelotت(1885ـ1902)، و«موسوعة انفيرساليس»Universalis  ت(1968ـ1975)؛ و«الموسوعة الكبرى» للاروس (1971ـ 1976) مع ملحق ظهر عام 1981 وغيرها.

أما في إنكلترا فقد أسس سنة 1768 ثلاثة اسكتلنديين؛ وهم بيل Bell ومكفاركوار Macfarquhar وسميلي Smellie الموسوعة البريطانية Enc. Britannica، وانتهوا من نشرها بثلاثة مجلدات عام 1771 طرقت خمسة وأربعين موضوعاً أساسياً، وكانت معظم موضوعاتها منشورة ألّفها كتّاب آخرون. وأصبحت هذه الموسوعة بعشرة أجزاء عام 1784. وتعدّ في هذا العصر أكثر الموسوعات شهرة، وتضم طبعاتها الأخيرة ثلاثين مجلداً. وهناك موسوعات بريطانية أخرى منها موسوعة تشيمبرز Chambers’s التي طبعت بين عامي (1859ـ1868). ومن الموسوعات البريطانيةEnc. Londinensis، ت(1810ـ1829) بأربعة وعشرين مجلداً، ومتروبوليتانا Metropolitana ت(1817ـ1845) من خمسة وعشرين مجلداً وغيرها.

وانتقلت عدوى الموسوعات العامة بسرعة إلى ألمانيا؛ ولاسيما بعد ترجمة مؤلف تشيمبرز البريطاني. فقد طبع الناشر الألماني يوهان هنريش تسيدلر Y.H.Zedler مؤلفاً بأربعة وستين جزءاً (1732ـ1750). وفي عام 1808 نشر فريدريش أرنولد بروكهاوس Brockhaus أول موسوعة بجزء واحد، ثم تابع أبناؤه عمله حتى أصبحت هذه الموسوعة بعشرين مجلداً عام 1963، وأطلق عليها اسم بروكهاوس الكبيرة Der Grosse Brockhaus. وكانت مثالاً يحتذى لكثير من الموسوعات في البلاد الأوربية والولايات المتحدة. وفي أثناء ذلك (1818ـ 1890) ظهرت موسوعة سميت «الموسوعة العامة للعلوم والفنون» من قبل غروبر وإيرِش Gruber- Ersch. وأصدر مييرز Meyers ت(1840ـ1852)موسوعة تنافس موسوعة بروكهاوس.

وكانت بقية البلاد الأوربية في القرن التاسع عشر أقل نشاطاً في صناعة الموسوعات العامة من ألمانيا وإنكلترا؛ إذ اكتفى الإيطاليون بعمل موسوعة (1841ـ1851) مستخرجة من بروكهاوس. ولم يصدروا موسوعتهم الخاصة Nuva Ency. Popolar إلا في عام (1875)، وتلت الإيطاليين بولونيا (1868) وروسيا (1890ـ1907) ثم إسبانيا (1905) وهنغاريا (1911) وغيرها من البلاد الأوربية.

ولم تظهر الموسوعات في الولايات المتحدة إلا بعد ظهورها في أوربا؛ فقد أصدر الألماني المهاجر فرنسيس ليبر F.Lieber في بوسطن عام 1829 الموسوعة الأمريكية Enc.  Americana ت(1829ـ1833) ؛ وهي في جزء كبير منها ترجمة للطبعة السابعة من الموسوعة الألمانية بروكهاوس. ومن الموسوعات الأمريكية الأخرى موسوعة كوليرز Collie’r Ency. والموسوعة الدولية Enc. International وغيرهما. وامتدت هذه الحركة في القرن العشرين إلى آسيا؛ فأصدرت تركيا موسوعتها الخاصة عام 1946 وإندونيسيا عام 1954 واليابان 1958.

وأما فيما يتصل بالموسوعات العربية فإن كثيرين يعدون أبا نصر محمد بن محمد الفارابي في كتابه «إحصاء العلوم والتعريف بأغراضها» موسوعياً بالمفهوم الحاليّ. وقد ترجم كتابه هذا إلى اللاتينية عدّة مرات تحت أسماء مختلفة منها «حديقة العلوم». كما أن أبا عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي - الذي اتخذ كلمة علم لا للدلالة على العلوم الدينية فحسب بل للمعارف جميعها - كان موسوعياً في كتابه «مفاتيح العلوم» رتبه في مقالتين؛ ذكر في الأولى الكتابة والنحو والشعر والعروض والفقه والتاريخ والجغرافيا، وفي الثانية الطب وعلم العدد والهندسة والفلك والموسيقى والمنطق والفلسفة وعلم الحيل (الميكانيك) والكيمياء.

ويعدّ كثير من الباحثين في الموسوعات اليوم «رسائل إخوان الصفا» التي تبلغ اثنتين وخمسين رسالة إحدى الموسوعات النادرة التي ظهرت في عصرها؛ إذ طرقت بحوثاً متنوعة تناولت العلوم والفلسفة والدين حتى إن الباحث والكاتب الفرنسي ريمون كينو R.Queneau  ء(1903ـ1976)قال إن رسائل إخوان الصفا تجعل من مؤلفيها أول الموسوعيين الحقيقيين. ويضم القسم الأول الرسائل الرياضية التعليمية؛ ويشمل القسم الثاني الرسائل الجسمانية (الطبيعيات)؛ والقسم الثالث الرسائل النفسانية والعقلية؛ والرابع الرسائل الناموسية (الإلهية). وقد تصدت النصوص لفروع المعرفة جميعها في عصرهم، وألمت بالمعطيات العلمية والفلسفية والدينية المتداولة في زمانهم.

أما الموسوعات العربية في العصر الحديث فقد بدأها بطرس البستاني عام 1876، وقد نشر ستة مجلدات من «دائرة المعارف» عام 1883، ثم وافته المنية. وتابع ابنه سليم العمل؛ فنشر المجلدين السابع والثامن، ثم تابع بعده ابناه نجيب ونسيب مع نسيبهما سليمان؛ فنشروا المجلد التاسع والعاشر والحادي عشر، وتم ذلك عام 1900، ثم توقفت عند كلمة عثمانية (الدولة العثمانية).

وقرر فؤاد أفرام البستاني النظر في المجلدات المنشورة من «دائرة المعارف» هذه وتحديث بحوثها وإتمامها، فأصدر منها خمسة عشر جزءاً بين عامي (1956ـ1986)؛ غير أنه تُوفِّي سنة 1994، ومازال العمل متوقفاً عند كلمة «أقر».

وفي سنة 1923 أصدر فريد وجدي «موسوعة القرن العشرين» في عشرة أجزاء بعد أن بدأ بما سماه «كنز العلوم واللغة»، وأعيد طبعها عّدة مرات من دون تعديل. وهي موسوعة شاملة كاملة رتبت وفق أحرف الهجاء.

وفي سنة 1987 صدرت «الموسوعة العربية الميسّرة» بجزء واحد. وقد استعانت بموسوعتين لنقل المواد العلمية؛ هما «كولومبيا» و«كولومبيا فايكنغ ديسك»، وأضاف محرروها ما يتصل بالمواد العربية والإسلامية.

وفي سنة 1996 صدر عن المملكة العربية السعودية «الموسوعة العربية العالمية» في ثلاثين جزءاً، وهي موسوعة عامة مترجمة عن الطبعة الدولية لدائرة المعارف العالمية مع تعديل يتلاءم وتاريخ البلاد العربية وثقافة أهلها.

 وفي سنة 1998 صدر في دمشق المجلد الأول من «الموسوعة العربية» التي هي بين يدي القارىء.

ومن الموسوعات المتخصصة «الأعلام» لخير الدين الزركلي، وهو مؤلف طبع المرّة الأولى عام 1927 يضم ما في العربية من كتب التراجم مخطوطها ومطبوعها؛ قديمها وحديثها؛ وتراجم لأشهر الرجال والنساء العرب والمستعربين والمستشرقين. وقد طبع عدّة مرات، وكان التعديل يدخل عليه في كل طبعة حتى أصبح في طبعته الحادية عشرة (1995) بثمانية أجزاء ومستدركين.

وفي سنة 1984 أصدر عبد الرحمن بدوي «الموسوعة الفلسفية» في جزأين وملحق؛ وهي موسوعة متخصصة ذكر فيها مؤلفها «كلّ ذي شأن في الفلسفة وأمهات المذاهب الفلسفية والموضوعات الرئيسية التي تندمج في ميدانها».

وهناك موسوعة متخصصة أخرى ظهرت بين عامي (1913ـ1938) هي «دائرة المعارف الإسلامية» كتبت في أساسها بالإنكليزية والفرنسية والألمانية، وتمثّل ثمرة مجهودات نفر من المستشرقين. واقتصرت بحوثها على ناحية واحدة من المعرفة الإنسانية هي تراث الإسلام وما يتصل به. وقام بنقل جزء منها إلى العربية سنة 1933 محمد ثابت الفندي وأحمد الشنشاوي وإبراهيم زكي خورشيد وعبد الحميد يونس. وبدأت منذ 1954 عملية تجديدها تجديداً شاملاً بعد صدور ملاحق مكملة لها بإشراف لجنة من المستشرقين.

وهناك عدد من الموسوعات المخصصة للشباب ترجمت إلى العربية؛ منها «المعرفة»، وقد نقلت عن الإنكليزية بين عامي (1971ـ1975). وكانت تصدر بالعربية بأجزاء أسبوعية لتسهيل اقتنائها. وصنفت تبعاً لموضوعاتها التي شملت التاريخ والجغرافيا والنبات والحيوان وجسم الإنسان والفيزياء والكيمياء، كما ذكرت فيها بعض الشخصيات التاريخية. وهي مبسطة في معلوماتها مزينة بعدد كبير من الصور والمخططات. ومن الموسوعات المبسطة للناشئة «بهجة المعرفة»، وهي مترجمة عن الإنكليزية ظهرت بين عامي (1980ـ1983) بخمسة أجزاء. كما صدرت عام 1990 «موسوعة المورد العربية» في جزأين وتعدّ دائرة معارف ميسّرة.

عدنان تكريتي

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الموسوعة العربية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

للموسوعات غير العربية

- A.REY, Encyclopédies et Dictionnaires (Presses Universitaires de France 1982).


التصنيف : القانون
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 21
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 583
الكل : 31795564
اليوم : 71025

السحايا (تشريح-)

السحايا (تشريح ـ)   السحايا meninges (مفردها سحاءة) ثلاثة أغشية تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي هي الأم الجافية dura mater والأم العنكبوتية arachnoid mater والأم الحنون pia mater. توجد فوارق كثيرة بين توضّع السحايا المحيطة بالدماغ وتوضع السحايا المحيطة بالنخاع الشوكي، مما يوجب دراستها في قسمين: دماغي وشوكي، قبل الخوض في دلالتها الوظيفية.
المزيد »