logo

logo

logo

logo

logo

المينا (طلاء-)

مينا (طلاء)

Enamel - Email

المينا (طلاء ـ)

 

المينا enamel مادة زجاجية معتمة مخلوطة بالرصاص تسحق جيداً، وتمزج بأكاسيد المعادن الملونة، فيمنحها أكسيد النحاس اللون الأخضر (الشكل1)، ويضفي عليها أكسيد الحديد اللون الأحمر، ويعطيها حامض الانتيموان اللون الأصفر. أما اللون الأبيض فيكون معتماً تماماً من أكسيد القصدير، وأما المينا الزرقاء التي كان لها دور مهم في زخرفة الزجاج وصناعة الخزف؛ فكانت تصنع من مسحوق اللازورد مع زجاج شفاف عديم اللون. وتطلى بها الأوعية المزججة والقاشاني والخزف وأدوات الزينة وغيرها، فتمنحها مظهراً جمالياً ووقاية من عوامل الطبيعة.

لمحة تاريخية

الشكل (1) جرة من الفخار المزجج المطلي بالمينا الخضراء من العصر العباسي

عُرفت المينا في مصر وبلاد الشام وبلاد الرافدين منذ الألف الثاني ق.م، وكان يُطلى بها الفخار، كما استعملت أيضاً في تزيين المعادن. وقد جاء اكتشافها مصادفة حين كان الصناع المصريون القدماء يصهرون فلزات النحاس المخلوطة بالسيليس، وكان السيليس يتحد بأكسيد النحاس ويطفو خبثاً على السطح، فيرميه الصناع في بادئ الأمر، وقد لوحظ تجمد هذه المادة وتبلورها بعد تبردها، فجربوا أن يطلوا بها الأواني الفخارية وهي في الحالة المائعة، وقد استعملت هذه المادة كذلك في فارس وبيزنطة.

وفي العصور الإسلامية استخدمت هذه المادة في تزجيج الأوعية خاصة في العصر العباسي. وقد ذكرها القزويني في كتابه «عجائب المخلوقات»، في معرض حديثه عن مادة المرداسنج نقلاً عن أرسطو [ر] فوصفها «بأنها حجر يتخذ من الرصاص«، ويذكر المقدسي أن المعتصم استعمل المينا في تغشية جدران المسجد الجامع في سامراء سنة 222هـ/836م». وقد استعملت المينا في جميع العصور الإسلامية على مواد مختلفة أهمها الزجاج.

تركيبها وأنواعها

المينا مزيج زجاجي مسحوق قابل للتذويب والتلوين، يدخل في تركيبه السيلكا والقليل من البوتاس ومكونات أخرى، أما اللون فيختلف بحسب ما يضاف إليه من أكاسيد المعادن، ويُصهر المزيج على النار.

هناك نوعان من المينا بحسب طريقة تحضيرها: المينا السائلة (المائعة) والمينا الصلبة، ويتوقف ذلك على طريقة تحضير مادة السيليكا وأسلوب مزجها. وتتحول المينا عامة إلى طلاء صلب عندما تتعرض لدرجات حرارة عالية.

الشكل (2) مطرة مزججة مطلية

بالمينا الباردة

الشكل (3) كأس مججة مطلية

بالمينا المشوية من العصر المملوكي

وهناك كذلك نوع من المينا الباردة أي التي تثبت على القطعة من دون شيٍّ، وهذا النوع لا يثبت مدة طويلة بل يتفتت ويتآكل وتبقى آثاره، والمثال على ذلك المطرة الموجودة في المتحف الوطني بدمشق قسم الآثار الإسلامية (الشكل 2).

أما المينا التي تثبت عن طريق الشيّ، فيتم شيها في الفرن بعد طلاء الوعاء بها، ونتيجة الاختلاط والتداخل بين ذرات المينا ومادة الإناء من معدن أو زجاج أو فخار تثبت المينا، وتتزجج (الشكل3).

ومن أنواع الطلاء المزجج أيضاً المينا السميكة، وهي تبقى نافرة على سطح الإناء ويضاف إليها مادة تزيد من كثافتها كالجص أو كبريتات التوتياء أو غيرها؛ لتغدو نافرة على النحو المطلوب. وهناك أيضاً مينا رقيقة شافة تنفذ بها الزخارف الدقيقة.

يمكن طلاء المينا على القطع المطلوب زخرفتها بأساليب عديدة:

1 ـ التنزيل المباشر: وهذا أبسط أساليب الطلاء بالمينا (الشكل3).

2 ـ بحفر المهد: أي بنزع طبقة من الإناء كالفخار بحسب الزخارف المطلوبة، ثم تنزل فيها المينا.

3 ـ تكوين حواف بارزة للعنصر الزخرفي المراد تلوينه بالمينا.

4 ـ تشكيل طبقة شمعية ترسم عليها الزخارف، ثم تفرغ حسب المطلوب، وتنزل بالمينا.

الشكل (4) طاس مطلي بالمينا ومزين

بطلاء معدني ذهبي

5 ـ غمس القطعة في مادة المينا، ثم شيها، وتزيينها بألوان مختلفة، مثال ذلك طاس من تنقيبات الرقة مطلي بالمينا الخضراء ومزين بطلاء له بريق معدني ذهبي (الشكل 4).

 يذكر أبو الفرج العش أن تركيب المينا يختلف بين معلم صنعة وآخر، ومن قطر إلى قطر، ومن عصر إلى عصر؛ فهناك المينا الصينية والإيرانية والشامية والمصرية وغيرها، ولكل لون درجات، وكل درجة في كل لون تنتج عن مادة تختلف عن الأخرى: فمن درجات اللون الأزرق: الفيروزي واللازوردي والنيلي، ومن درجات الأحمر: الأحمر القاني الشائع والزرقوني والقرمزي والنبيذي، ولكل درجة من هذه الألوان مادة تختلف عن الأخرى، وكلها أكاسيد معدنية أو من مساحيق الأحجار الكريمة البلورية كالفيروز واللازورد وأضرابهما ممزوجة بمسحوق الزجاج الرصاصي، وربما استعمل الزئبق وسيطاً للمزج، ثم يتبخر في أثناء الشيّ، وتبقى مادة المينا ثابتة.

أما الأفران التي يُشوى بها الزجاج أو الفخار المزجج فتختلف عن الأفران العادية؛ إذ تحتاج المينا إلى أفران ذات درجات حرارة عالية، وفيها جيوب تتفاوت درجات حرارتها.

منى المؤذن

مراجع للاسـتزادة:

 

ـ أبو الفرج العش، الزجاج السوري المموه بالمينا والذهب في العصر الوسيط (مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، المجلد 17، دمشق 1967).

- S. CARBONI, Glass of the Sultans: Twelve Centuries of Master Works from Islamic World (Metropolitan Museum of Arts, 2001).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 293
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 707
الكل : 32164429
اليوم : 9675

بتي (مونغو)

بتي (مونغو ـ) (1932 ـ)   مونغو بتي Mongo Beti روائي وُلد في بلدة مبالامايو Mbalamayo القريبة من ياوندي في الكاميرون، اسمه الحقيقي ألكسندر بييدي أوالا Alexandre Biyidi Awala وقد اختار لنفسه اسماً مستعاراً عند الكتابة هو إزا بوتو Eza Boto، غيّره فيما بعد إلى مونغو بتي. بدأ تعليمه في المدارس التبشيرية الكاثوليكية ثم انتقل إلى المدارس الفرنسية في ياوندي. وسافر في عام 1957 إلى فرنسة حيث درس الأدب في جامعة إكس أُن بروفانس Aix-en- Provence.
المزيد »