logo

logo

logo

logo

logo

المركب البراد

مركب براد

Refrigerated vessel - Navire frigorifique

المركب البراد

 

يمكن أن يقال عن السفن عامة إنها جزء من منظومة النقل، وظيفتها الأساسية نقل الناس أو البضائع من مكان إلى آخر. وقد تأثرت أنواع السفن التي تطورت عبر السنين بنوع البضاعة التي تحملها. وأهمها: سفن الشحن العامة general cargo ships، وسفن البضائع المركومة (غير المعبأة) bulk ships، وناقلات الزيوت oil tankers، وسفن الحاويات container ships، وسفن الركاب passenger ships، وسفن التبريد refrigerated ships. وهذا البحث مخصص للمركب البراد refrigerated   vessel فقط.

سفن التبريد refrigerated ships

إن مركب السلع المبردة، أو المركب البراد، هو أساساً سفينة شحن كبيرة على خطوط دائمة، تبحر بين موانئ ثابتة، وبمواعيد محددة، فالسلع المبرَّدة جزء مهم من مصادر دخل بعض شركات الشحن. وهي سفينة مخصصة لنقل السلع القابلة للتلف وتتطلب التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة في عنابرها في أثناء النقل، وتقوم هذه السفن بنقل معظم الفواكه والخضر واللحوم والأسماك ومنتجات الألبان والمواد الغذائية القابلة للتلف وغيرها. تُزوَّد سفن التبريد بمكنات تبريد ضخمة تمكنها من توفير درجات البرودة اللازمة في العنابر لنقل البضاعة في درجات أقل من درجة حرارة الجو المحيط، وتُصمم جدران العنابر بحيث تكون عازلة حرارياً، وتكون عنابر هذه السفن عادة أصغر من مقاييس عنابر البضاعة العادية. وليس من المهم أن يكون العنبر عميقاً في هذا النوع من السفن، ولكن المهم أن يشتمل على سطوح متعددة، فالسعة الحجمية للسفينة هنا أهم من وزن الحمولة الإجمالي dead weight. ويمكن أن تكون العنابر مبرَّدة بدرجة برودة واحدة، أو تتفاوت درجات البرودة فيها حسب الضرورة.

الشكل (1) سفينة تبريد نموذج "سوبر 25" بسرعة 22 عقدة وحمولة 3400 طن

إن تزويد السفينة بمنشآت التبريد لنقل الأغذية القابلة للتلف بحراً مسألة حيوية لا غنى عنها في الوقت الحاضر. وتختلف سفن التبريد  في بنيتها قليلاً عن سفن البضائع العامة. فيمكن أن يكون لهذه السفن أكثر من سطح بيني، وتكون كل الفراغات بين العنابر معزولة لتقليل انتقال الحرارة. وسفن التبريد عادة أسرع من سفن البضائع العامة بسبب طبيعة البضاعة القابلة للتلف التي تحملها، وقد تصل سرعتها إلى 22 عقدة، ويمكن أن تزوّد بالتسهيلات اللازمة لحمل بعض الركاب إضافة إلى طاقمها (الشكل1).

أنواع سفن التبريد

تقسم سفن التبريد إلى مجموعتين:

أ- سفن ذات أبواب جانبية تنفتح حتى مستوى رصيف التحميل، وتستخدم ممرات للتحميل والتفريغ باستخدام الروافع الشوكية. وفي مؤخرة الباب الجانبي مصعد (منصة نقالة) مزدوج لرفع السلع إلى السطوح المتتالية وتنزيلها. وهذا التصميم يجعل هذا النوع من سفن التبريد مناسباً بصورة خاصة في النقل لمسافات قصيرة.

ب - سفن تقليدية بفتحات وروافع مناسبة للتعامل مع البضاعة غير المعبأة الموضوعة على منصات نقالة أو حاويات.

حاويات التبريد refrigerated containers

الشكل (2) سفينة شحن تحمل حاويات تبريد

استُخدمت أغلب عنابر سفن التبريد في نقل الموز، لكن قد تستبدل بهذه العنابر جزئياً حاويات تبريد منفصلة؛ مزودة بنظام تبريد يتلقى تغذيته من مآخذ في مؤخر الحاوية أو مقدمتها، لكن عدد حاويات التبريد التي يمكن أن تحملها السفن محدود، بسبب الحاجة إلى مآخذ تبريد بعددها أو عدم كفاية استطاعة مولد التبريد. ولكل حاوية تبريد مفتاح فصل خاص بها، يسمح بوصل الحاوية بمصدر الطاقة أو الانفصال عنه وفقاً لتقلب الطقس. تُحمل حاويات التبريد غالباً فوق السطح وتُضبط جيداً، ليتم التعامل معها بطريقة مناسبة، وبحيث يمكن رفعها وإنزالها بسرعة عن المركب في حالة الحريق. وهذا يعني بأنه لا يوجد ضمانات لوصلات الطاقة للحاويات المبردة عندما تكون تحت الأغطية التي تغلق الفتحات على ظهر السفينة، ففي مراكب الحاويات الحديثة، يتم ترتيب حاويات التبريد في خلايا موجَّهة، مع ترك ممرات جانبية تسمح بالكشف عليها، ونقل حاويات التبريد في العنابر (الشكل 2).

أنظمة التبريد refrigerating systems

تُستخدم حاويات التبريد في نقل السلع الحساسة بدرجات الحرارة. ولكل حاوية وحدة تبريد متكاملة، تعتمد على طاقة خارجية من مآخذ كهربائية لموقع أرضي معتمد أو من رصيف الميناء. وعندما تُنقل الحاويات بحراً تُزوَّد بالطاقة من مولدات ديزل على السفينة.

تُجهز بعض الحاويات بنظام تبريد يعتمد على الماء، ويمكن أن يُستخدم في إزالة الحرارة المتولدة عند تخزين الحاوية تحت سطح المركب من دون تهوية مناسبة. لكنّ بعض المراكب الحديثة تدمج نظام التبريد بالماء مع نظام التبريد الخاص بالحاوية، الذي يتم فصله عندما يكون غير كاف لتبريد السلع الموضوعة تحت السطح، بسبب كمية الحرارة العالية المتولدة من عملية التبريد. غير أنّ أنظمة التبريد بالماء مكلفة، لذلك يتراجع استخدامها، وتعتمد المراكب الحديثة على التهوية في إزالة الحرارة من عنابر الشحن. وهناك أيضاً أنظمة تبريد بضاغطين تمكّن من الحصول على درجات حرارة دقيقة جداً ومنخفضة لاستعمالها في حاويات نقل الدم في حالة الحرب والكوارث، أو المواد الأخرى السريعة التلف.

هناك نظام تبريد آخر يستخدم ثاني أكسيد الكربون المسيّل CO2 للتبريد. وقد طُوِّر مفهوم التبريد العالي استجابة لارتفاع تكاليف الوقود، وهو محاولة لإيجاد بديل لأنظمة التبريد الميكانيكية النظامية التي تتطلب صيانة واستهلاك وقود. إن نظام التبريد بثاني أكسيد الكربون المسيّل يمكّن الحاوية من الحفاظ على السلع بحالة صلبة متجمدة مدة ثلاثين يوماً.

تستخدم حاويات التبريد العالي الجديدة (المجمِّدات) في نقل المواد الغذائية المجمَّدة، لكنها حتى اليوم لم تلق قبولاً واسعاً (جزئياً بسبب كلفة ثاني أكسيد الكربون المسيّل). وثبت أن التبريد العالي صديق للبيئة، وهذا ما يبشر بانتشار استعمال الحاويات العالية التبريد في ظل ارتفاع أسعار الوقود والوفرة المتزايدة لثاني أكسيد الكربون وخاصة في التجارة البينية.

يمكن تخزين الحاويات العالية التبريد في أي مكان وتحميلها على أي مركب، وهي تماثل الحاويات غير المبردة التي تُنقل عبر المحيطات. ويمكن أن تستخدم هذه الطريقة للتبريد في مختلف وسائل النقل من دون مصدر خارجي للطاقة. وبما أن حاوية التبريد العالي لاتحتاج إلى مصدر للطاقة، فيمكن أن تشحن إلى أي مكان من دون كهرباء أو وقود. وقد استخدم غاز الفحم CO2 لسنين في تبريد عربات القطارات، وثبت أن هذا النظام آمن واقتصادي.

غالب أحمد

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

السفن ـ القارب.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- D.A.TAYLOR, Merchant Ship Construction (Marine Management 1992).


التصنيف : الصناعة
المجلد: المجلد الثامن عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 394
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1750
الكل : 56389301
اليوم : 61976

بيرس (أمبروز-)

بيرس (أمبروز ـ) (1842 ـ 1914)   أمبروز بيرس Ambrose Bierce صحفي وكاتب أمريكي، ولد في ولاية أوهايو Ohio، عمل في إحدى المطابع بعد عام من دخوله المدرسة الثانوية عام 1861. وفي المدَّة الواقعة بين (1861-1865) تطوَّع للمشاركة في الحرب الأهلية وخاض عدة معارك أُصيبَ في إحداها بجرح بليغ، ومُنح رتبة رائد فخرية عام 1867. عمل صحفياً ومحرراً في سان فرانسيسكو وأسهم في عدد من المجلات الدورية، ثم انتقل إلى إنكلترة منذ عام 1872 حتى 1875، وهناك كتب في عدد من المجلات اللندنية مثل «فن» Fun و«فيغارو» Figaro،
المزيد »