logo

logo

logo

logo

logo

المهتزات

مهتزات

Turbellaria - Turbellariés

المهتزات

 

المهتزات Turbellaria صفّ من الحيوانات تنتسب إلى شعبة الديدان المنبسطة[ر]، تضم مجموعة من الديدان غير المتطفلة التي يعيش معظمها حياة حرة. أغلبها بحرية تعيش بالقرب من الشواطئ الصخرية والسطوح الصلبة، لكن يعيش بعضها في المياه العذبة وفي الأراضي الرطبة.

من أشهرها بلاناريا المياه العذبة التي تسمى البلاناريا المبقعة Planaria maculata، وتسمى اليوم  Dugesia tigrina المنتشرة في أمريكا الشمالية؛ والتي انتقلت عبر الأحواض المائية إلى أوربا الشرقية حيث الشروط المناخية المناسبة.

يراوح طولها بين 13- 15مم؛ وعرضها بين 2- 3مم، يحمل رأسُها شفعاً من العيون أو بعض العيون الإضافية؛ وزائدتين صغيرتين تسمى الواحدة منهما الأذينة auricles. يقع البلعوم العضلي في منتصف الجسم أو بداية الثلث الخلفي منه. ظهرها مبقع، والبطن غير ملون (الشكل 1).

حياتها وبنيتها

تعدّ الديدان غير الطفيلية آكلة لحوم، تقتات بالحيوانات البحرية أو المائية الصغيرة كالقشريات[ر] والديدان الصغيرة. تقع الفتحة الفموية على الناحية البطنية من الجسم، ولا توجد لديها فتحة شرجية. ينتهي الفم إلى بلعوم عضلي قابلٍ لإخراجه خارج الجسم بشكل الخرطوم العضلي يُستخدم لثقب جلد الطريدة وامتصاص نسجها. يؤدي هذا البلعوم إلى معي، قد يكون بسيطاً أو يتفرع إلى فرعين أو ثلاثة، تشغل الجسم كله، يمتد أحدها إلى الأمام، ويتجه الفرعان الآخران إلى الخلف (الشكل 1). وتشكل هذه الفروع ردوباً جانبيةً مما يزيد من اتساع سطحها.

الشكل (1) الشكل الخارجي وبنية المهتزات

تمتاز المهتزات بمجموعة من الخلايا تسمى كل منها الخلية اللهبية flame cell، تبرز عنها استطالات رفيعة تسمى الزغيبات microvilli، بشكل قنيّات فارغة تتموج فيها مجموعة من السياط على شكل لهب الشمعة، وهو سبب تسميتها بالخلايا اللهبية. تتصل هذه الأجواف الأسطوانية (القُنَيّات المجوفة) مع مثيلاتها؛ لتكوِّن جميعها جهاز إطراح ينفتح إلى الخارج بثقوب خارجية. تمثل هذه الأعضاء كُلَيّات أولية أو ابتدائية protonephridia التي تسهم في التنظيم الحلولي (التناضحي)، حيث تعمل حركة أهداب الخلايا اللهبية على دفع السائل إلى أسفل القُنَيَّة الفارغة، وينتج من ذلك انخفاض في الضغط في جسم الخلية اللهبية، مما يستدعي سحب السائل من النسيج المجاور عبر غشاء الخلية؛ وبذلك تعدّ الزغيبات صمامات تستخدم عند انخفاض السائل في جسم الخلية أو ارتفاعه.

يتم طرح الفضلات عند المهتزات بوساطة خلايا خاصة مستقلة تنتشر في جدار المعي وخلايا النسيج المتوسط (البرانشيم) للحيوان، كما تسهم البشرة والبلعوم العضلي في عمليات الإطراح، أما الكليات الأولية فلا تقوم بالإطراح، بل بتصريف الماء الزائد فقط، لذا يُعَدّ تنظيمُ الضغط الحلولي (التناضحي) داخل الجسم الوظيفةَ الأساسية لها.

الشكل (2) التكاثر اللاجنسي لدى المهتزات

لا يوجد جهاز تنفس أو دوران خاص بالمهتزات، بل يحدث تبادل الغازات ونقل الغذاء من جزء إلى آخر في الجسم عبر سطحه بالانتشار.

يتألف جهازها العصبي من حبلين عصبيين يمتدان على جانبي الحيوان، متصلين بوصلات عرضية بشكل السلم، وتصل بين الحبلين في الأمام حلقةٌ عصبية تنتفخ مشكّلة ما يشبه العقدتين الدماغيتين. أما الجهاز الحسي فيتمثل ببقعتين صباغيتين تتحسسان بالضوء موجودتين في مقدمة الحيوان.

تكاثر المهتزات

المهتزات حيوانات خنثى؛ يتألف الجهاز التناسلي الذكري من عدة أشفاع من الخصى تنتهي بقناتين ناقلتين للنطاف تنتهيان بقضيب يبرز في أثناء الاقتران. كما يتألف الجهاز الأنثوي من مبيضين يتصل كل منهما بقناة ناقلة للبيوض، تمتدان نحو الخلف وتؤديان إلى مهبل يعمل مستودعاً للنطاف التي ترد من دودة أخرى في أثناء الاقتران. ينفتح هذا المهبل بدوره في جوف تناسلي يتم فيه إخصاب البيوض. كما تردف الجهازَ الأنثوي أقنيةٌ محّية متصلة بعدد كبير من الغدد المحّية التي تفرز مادة مغذية للبيوض.

يتم إخصاب البيض داخلياً؛ حيث يتم تبادل النطاف بين الدودتين، ويتم طرح البيض في الوسط المائي عبر الفتحة التناسلية؛ لتعطي كل بيضة، بعد أسبوعين أو ثلاثة، دودة صغيرة.

يقتصر التكاثر الجنسي على بعض المهتزات، مثل D. lugubris، لكن بعضها الآخر يتكاثر لاجنسياً؛ وذلك بتكوين حييوينات zooids متعددة ينفصل كل منها؛ لينتهي إلى فرد كامل (الشكل 2) مثل D.tigrina، لكن بعض المهتزات تتمكن من التكاثر جنسياً ولا جنسياً معاً.

التجديد regeneration والتجويع starving

الشكل (3) رسوم تخطيطية تمثل تجدد المهتزات بعد تقطيعها إلى قطع صغيرة

تعدّ المهتزات مادة علمية ممتازة، إذ تبين أنها تمتاز بمقدرة عجيبة على التجديد، بحيث يمكن تقطيع الدودة إلى أقسام مختلفة، فيقوم كل جزء بتجديد نفسه للوصول إلى دودة كاملة (الشكل 3).

كما تبين أنها تتحمل الجوع بصورة لامثيل لها، فيصغر جسم الدودة لكن تستطيع أن تقوم بنشاطاتها ووظائفها كافة دون أن تتمكن من أن تتكاثر جنسياً أو لا جنسياً، لكنها تحتفظ بقدرتها على التكاثر عند استئنافها تغذيها.

برهنت التجارب على أن لهذه الديدان مقدرة على التعلم وتذكُّر ماتعلمته، حيث تختزنه في الجملة العصبية؛ ما ساعد البيولوجيين في دراسة التشكل عند الحيوانات ليس فقط في الظروف الطبيعية؛ وإنما في ظروف أخرى كالجوع فترة طويلة.

موقع المهتزات بين اللافقاريات

تبين بدراسة الأجهزة والأعضاء والوظائف المختلفة لهذه الديدان أنها متطورة إلى حدّ ما عن حيوانات معائيات الجوف[ر]، ومن ثم عدَّها المصنِّفون أنها مشتقة من سلف يشبه معائيات الجوف، وتُعدّ الديدان عديمة الجوف الأقرب إلى هذا الأصل السفلي، ومن ثم طرأ عليها - عبر تاريخها النوعي - وتحوّل إلى التناظر الجانبي؛ مما استدعى انضغاط الجسم بالاتجاه الظهري - البطني، ورافق ذلك تطورٌ كبير على بنية هذه الديدان مقارنةً مع بنية معائيات الجوف، مثل الجملة العصبية والأعضاء الحسية وجهاز الإخراج.

أميرة أومري

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الديدان المنبسطة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ ستورد وزملاؤه، أساسيات علم الحيوان، ترجمة محمد عبد الواحد سليمان وآخرين (الدار الدولية للنشر والتوزيع، القاهرة 1992).

- E.B.KRICHINSKAYA & A.UMARI, Regeneration Abilities of Starving Planarians Dugesia tigrina (Ontogenez, Moscow 1987).

- S.MADER, Biology (McGROW-Hill, 2005).

- W.ROBERT HEGNER &G.  JOSEPH ENGRMANN, Invertebrate Zoology (The Macmillan Com, London 1968).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 770
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1065
الكل : 56478836
اليوم : 151511

مصطفى (إبراهيم-)

مصطفى (إبراهيم ـ) (1904 ـ 1968)   إبراهيم مصطفى واحد من أبرز المصارعين في العالم. ولد في مدينة الإسكندرية ودرس في مدارسها وتميز بين أقرانه بقوته البدنية. وظهر ميله إلى رياضة المصارعة مبكراً وبدأ التدرب عليها في الثانية عشرة من عمره في نادي الجامك الأرمني بالإسكندرية الذي كان قريباً من ورشة النجارة التي كان يعمل فيها في حي القرامدة. وظل هكذا حتى اكتشفه الأمير عباس حليم الذي أبدى إعجابه الكبير به فنقله إلى النادي الأولمبي وتابع رعايته هناك إلى أن أصبح بطل مصر لوزن خفيف الثقيل عام 1924. وفي العام نفسه وصل إلى مصر مدرب المصارعة الإيطالي الشهير أوبالدو بيانكي ليستلم مهام تدريب المنتخب القومي، فلفت انتباهه المصارع إبراهيم مصطفى فضمَّه إلى المنتخب القومي ووضع له برنامجاً تدريبياً خاصاً، ودفع به لتمثيل مصر في دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 في باريس، وهي أول دورة أولمبية تشارك فيها مصر واحتل إبراهيم المركز الرابع وكان بذلك أول مصري وعربي وإفريقي يحصل على هذا المركز.
المزيد »