logo

logo

logo

logo

logo

المكسيك (أدب-)

مكسيك (ادب)

Mexico - Mexique

المكسيك (أدب ـ)

 

لم يبق من تراث المكسيك القديمة بلاد شعب الأزتيك Aztec أي أثر سوى بعض القصص والأساطير التي نقلها عنهم المبشرون اليسوعيون. لذا يبدأ الأدب المكسيكي منذ الاستيطان الإسباني حين كانت المكسيك جزءاً من ولاية إسبانيا الجديدة Nueva España التي شملت أيضاً بلاد حضارة المايا Maya الواقعة في غواتيمالا Guatemala.

كانت ولاية إسبانيا الجديدة من أولى الأقطار في أمريكا اللاتينية وأهمها، ويمكن عد رسائل القائد إيرنان كورتيث Hernلn Cortéz ت(1485-1547) إلى الملك كارلوس الخامسCarlos V أول نتاج أدبي في أرض المكسيك. يصف كورتيث في هذه الرسائل حرقه كل سفنه وانتصاره على مملكة الأزتيك العظيمة. والأسلوب الأدبي في هذه الرسائل بسيط لكنه جذاب بسرده العفوي المباشر للأحداث. أراد برنال دياث دِل كاستييو Bernal Dïaz del Castillo ت(1492- 1584)، الذي شارك في غزو المكسيك، أن يرد على مبالغات كورتيث ومعاونيه فكتب «القصة الحقيقية لغزو إسبانيا الجديدة»  Verdadera Historia de la Conquista de Nueva España وهو أول كتاب أدبي ملحمي يمكن عده مكسيكياً. أما أول كاتب و شاعر تغنى بروعة المكسيك فهو برناردو دي بالبوينا Bernardo de Valbuena ت(1562-1627) الذي ألف كتاب «العظمة المكسيكية» La Grandeza Mexicana.

كان الأدب الإسباني في أوربا في القرن اللاحق لغزو المكسيك يمر بمرحلة ازدهار عرفت بالعصر الذهبي La Edad de Oro، وتأثر الأدباء الإسبان في أمريكا اللاتينية بنتاجه إذ كان معظمهم رجال دين أتوا من إسبانيا للتبشير أو أبناء أسر ثرية يكملون دراستهم الجامعية في الوطن الأم إسبانيا. لذا كان الأدب في المكسيك وأمريكا اللاتينية (عدا البرازيل البرتغالية)  تابعاً كلياً للأدب في إسبانيا.  فقد أسهم المسرحي المكسيكي خوان رويث دي ألاركون[ر] Juan Ruiz de Alarcَn ت(1581-1639) في إغناء أدب اللغة الإسبانية بمسرحياته «الحقيقة المشبوهة» La verdad sospecha، و«الجدران لها آذان» Las paredes oyen، و«كيف تكسب الأصدقاء» Ganarse amigos التي عرضت على مسارح إسبانيا والمكسيك  على السواء.  كذلك تعرف القراء على طرفي الأطلسي الشاعرة المكسيكية  خوانا إينيس دي لا كروث Juana Inés de la Cruz ت(1651-1695) التي جسدت في كتابها «الحلم الأول»  Primero sueño رؤيتها الشخصية للكون، كما كتبت المسرحية الساخرة «تعقيدات بيت»  Los enredos de una casa ومسرحية «الحب متاهة أكبر» Amor es mas laberinto فكانت أهم شخصية مكسيكية أدبية في عصرها وتميزت بأناقة الأسلوب و سعة الإطلاع.

تأثر الأدب المكسيكي في القرن الثامن عشر بالمبادئ التنويرية الإنسانية، فعمل المثقفون على نشر المعرفة، فألف كارلوس دي سيغوينثا إي غونغورا Carlos de Siguenza y Gongora عدة كتب عن آخر الاكتشافات العلمية في عصره. وفي بداية القرن التاسع عشر كتب المفكر خوسِه فرنانديث دي ليثاردي José Fernلndez de Lizardi ت(1776- 1827) روايات «الكيشوتة الصغيرة وابنة عمها» La Quijotita y su prima ت(1819) في تعليم المرأة، ورواية «الغلام سارنيينتو» El Periquillo Sarniento ت(1816) التي كانت الرواية الأولى في أدب أمريكا اللاتينية عن شريحة الشطار والعياريين. وقد كان ليثاردي رائد النثر الرومنسي في أمريكا اللاتينية بكتابه «الليالي الحزينة والأيام المرحة» Las noches tristes y dias alegres  ت(1823)، أما روايته «السيد فشيندا» Don Fachenda فقد صورت الحياة المكسيكية في تلك الحقبة. سجنت السلطات الملكية الإسبانية ليثاردي لمبادئه الاستقلالية وكفَّرته الكنيسة لأفكاره السياسية المتأثرة بالثورة الفرنسية.

كسبت المكسيك استقلالها في عام 1821 وعاشت قرناًً مضطرباً من الانقلابات والصراعات استغلتها الولايات المتحدة الأمريكية لتستولي على جنوبي القارة الأمريكية الشمالية كله الذي كان تابعاً للمكسيك عدا لويزيانا Louisiana التي اشترتها من فرنسا. انعكست هذه الأحداث في النتاج الأدبي فكان غزيراً ملتزماً سياسياً ووطنياً لكنه بقي أسير تأثير التيار الرومنسي [ر: الإبداعية] السائد حينئذ في أوربا. ومن أدباء هذه الفترة إغناسيو رودريغيث غلبان Ignacio Rodriguez Galvلn ت(1816-1842) الذي جمع أساطير السكان الأصليين؛ والشعراء الرومنسيون إغناسيو مانويل ألتاميرانو[ر] Ignacio Manuel Altamirano ت(1834-1893)، ومانويل أكونيا Manuel Acuٌa ت(1849-1873) الذي اشتهر في كل أمريكا اللاتينية بقصيدته «ترنيمة ليلية من أجل روسايرو» Nocturno a Rosario، وأخيراً الشاعر خوستو سييرا Justo Sierra ت(1848-1912) الذي ختم المرحلة الرومنسية ومهد للكاتب مانويل غوتييريث ناخيرا [ر: غوتييرز ناخيرا] Gutiérrez Nájera أول كتّاب الحداثة[ر] المكسيكيين.

إن أهم ممثل للحداثة في المكسيك هو الشاعر أمادو نربو[ر] Amado Nervo ت(1870 -1919) الذي نظم قصيدة في حبيبته المتوفاة «الحبيبة الساكنة» La amada inmovil ووفق بين إيمانه المسيحي ومعتقدات الوسطاء الروحانيين في كتابه «بركة  اللوتس» El estanque de los lotos. إلا أن الشاعر إنريكه غونزالس مارتينيث [ر: غونزاليس مارتينز] Enrique Gonzلlez Martيnez ت(1871-1952) أعلن في عام 1918 موت الحداثة، فنشأ في المكسيك ما عرف باسم مجموعة المعاصرين Los Contemporaneos تيمناً باسم المجلة الأدبية التي نشرت أعمالهم الأولى. ومن هؤلاء الشاعر خوسيه غوروستيثا Jose Gorostiza ت(1910- 1973) صاحب قصيدة «الموت بلا نهاية» La muerte sin fin، والروائي والشاعر الطليعي  خايمه توريس بوديت [ر] Jaime Torres Bodet ت(1902- 1974) الذي ألف القصيدة التأملية «شاهدة القبر» Cripta ت(1937) ورواية «الظلال» Sombras. ومن كبار روائيي هذه المرحلة أيضاً الطبيب ماريانو أثويلا Mariano Azuela ت(1873- 1952) الذي كتب «القابعون تحت» Los de abajo وهي من أبرز الإبداعات الروائية في أمريكا اللاتينية وقد ترجمت إلى عدة لغات، ومارتين لويس غوثمان Martin Luis Guzmلn ت(1887) الذي روى بطولات الثائر المكسيكي بانشو بييا (ڤييا) Pancho Villa في رواية «النسر والأفعى» El لguila y la serpiente ت(1928)، ثم ظهر جيل شعراء مجلة «تايير» Taller ت(1938- 1941) الذي انتمى إليه الكاتب الكبير أوكتابيو (أوكتافيو) باث[ر] Octavio Paz الحاصل على جائزة نوبل للأدب عام 1990.

برز في القرن العشرين الروائي غريغوريو لوبيث إي فوينتيس Gregorio Lopez y Fuentes ت(1897) بروايته «الهندي» El indio ت(1935)، وخوان رولفو[ر] Juan Rulfo ت(1918- 1986) الذي كتب «بيدرو بارامو» Pedro Pلramo ت(1955)، وخابيير بياوروتيا[ر] Xavier Villaurrutia ت(1903- 1950).

لا بد في فن المسرح من ذكر الكاتبة  لويسا خوسيفينا إيرنانديث Luisa Josefina Hernandez، وفي فن المقالة الأدبية خوسيه باسكونثيلوس[ر] Jose Vasconcelos ت(1882)، و ألفونسو رييس[ر] Alfonso Reyes ت(1889-1959).

ويذكر من كتاب المكسيك الحديثين كارلوس فوينتيس Carlos Fuentes الذي نال شهرة عالمية بروايته «موت أرتيميو كروس» La muerte de Artemio Cruz ت(1962) وحصل على جائزة ثربانتس عام 1987 وهي أهم جائزة أدبية إسبانية.

                                                     ناصر العقاد

 

التصنيف : الآداب اللاتينية
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 345
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 536
الكل : 29649896
اليوم : 29906

بيران (جان-)

بيرّان (جان ـ) (1870 ـ 1942)   جان بيرّان Jean Perrin فيزيائي فرنسي ولد في مدينة ليل (فرنسة) وتوفي في نيويورك. كان والده ضابطاً في المدفعية توفي حين كان جان بيران صغيراً فنشأ تحت رعاية أختيه الكبيرتين اللتين ألحقتاه بعد دراسته الابتدائية بالقسم الداخلي في إحدى ثانويات مدينة ليون Lyon، ثم انتقل بعدئذ إلى إحدى ثانويات باريس حيث أظهر تفوقاً في العلوم والآداب. وفي عام 1891 التحق بدار المعلمين العليا لدراسة العلوم، وعمل فيها محضِّراً فور تخرجه في عام 1895. وتزوج أخت أحد زملائه، وكانت من القليلات اللواتي حملن الشهادة الثانوية.
المزيد »