logo

logo

logo

logo

logo

ميشيما (يوكيو)

ميشيما (يوكي)

Mishima (Yukio-) - Mishima (Yukio-)

ميشيما (يوكيو ـ)

(1925 ـ 1970)

 

يوكيو ميشيما Yukio Mishima هو الاسم المستعار الذي استخدمه هيراوكا كيميتاكِه Hiraoka Kimitake أبرز الروائيين اليابانيين في القرن العشرين، وهو إضافة إلى ذلك قاص ومسرحي وكاتب مقالات مجدد لغوياً وأسلوبياً.

ولد ميشيما في العاصمة طوكيو وتوفي فيها، وهو ينتمي إلى عائلة من كبار موظفي الدولة. تلقى تعليمه في مدرسة أبناء الأرستقراطيين. وفي الحرب العالمية الثانية تبين في الفحوص الطبية أنه لا يصلح مقاتلاً، فأدى خدمته العسكرية في مصنع لإنتاج الطائرات، ثم درس الحقوق وعمل مدة سنة في وزارة المالية. وعلى أثر نجاح روايته الأولى «اعترافات قناع» Kamen no Kokuhaku ت(1949) قرر ميشيما التفرغ كلياً للكتابة الأدبية. تحمل الرواية شيئاً من سمات السيرة الذاتية وتعالج بأسلوب التحليل النفسي معاناة شاب شاذ جنسياً في وسط اجتماعي يرفض هذه الظاهرة وينبذ مثل هؤلاء الأشخاص. وقد ركز الكاتب في رواياته اللاحقة على شخصيات تعاني إما مشكلة نفسية وإما علّة جسدية تعوقها عن الاستمتاع بالحياة والشعور بالسعادة. فكتب عام 1950 «توق إلى الحب» Ai no Kanaki، و«ألوان محظورة» Kinjiki (صدرت عام 1954) وكتب في العام نفسه «صوت الأمواج» Shiosai، ثم «معبد الجناح الذهبي»  Kinkaku-ji ت(1956) أما في روايته «بعد المأدبة» Utago no Ato ت(1960) فقد تناول ميشيما موضوعاً جديداً هو الحب في مرحلة الكهولة بين موظف وموظفة في وسطٍ من الفساد السياسي المستشري في دوائر الدولة.

في النصف الثاني من خمسينيات القرن العشرين أبدى ميشيما اهتماماً خاصاً بموضوعات المسرح الياباني التقليدي القديم، أي مسرح نو الذي يقارب المأساة بمفهومها الأوربي، فاستعاد خمس مسرحيات وقدمها بمعالجة جديدة ومن منظور الإنسان الياباني الحديث، وأصدرها في كتاب واحد بعنوان «خمس مسرحيات حديثة من مسرح نو» Kimdai nõgaku Shu ت(1956)، وعاد بعد عشر سنوات إلى المسرح، ولكن في صيغته الأوربية الحديثة في مسرحية «المركيزة دي ساد» Sado Kõshaku fujin ت(1965).

تعد الرباعية الروائية «بحر الخصوبة» Hõjõ no umi ت(1965ـ1970) أهم أعمال ميشيما وأكثرها نضجاً، ويمكن أن تقرأ على أنها مؤلفة من أربع روايات منفصلة، أولاها بعنوان «ثلج الربيع» Haru no yuki، والثانية بعنوان «الجياد الهاربة» Homma، والثالثة بعنوان «معبد الفجر» Akatsuki no tera والأخيرة هي «سقوط الملاك» Tennin gosui. وتقع أحداث الرباعية في اليابان في المسافة الزمنية بين 1912ـ1960. وفي كل جزء من الرباعية تتجلى الشخصية الرئيسية في حالة تقمص مختلفة، فهي شاب أرستقراطي في الأول، وسياسي متعصب في الثاني، ثم أميرة في البلاط الامبراطوري قبل الحرب العالمية الثانية وبعدها، ولتظهر في الجزء الأخير يتيماً شريراً في عقد الستينيات. ويرى النقد أن هذه الملحمة تصور في أحد جوانبها رفض الكاتب عقم العصر الحديث الذي غزت فيه الحضارة الغربية اليابان وتغلغلت فيها على جميع الأصعدة. ويتجلى فيها أيضاً عشق الكاتب للطبيعة واعتناؤه بوصف تفاصيلها.

في السنوات الأخيرة من حياته شكَّل ميشيما جيشاً مصغراً درّبه على أساليب قتال الساموراي، وبث فيه روح الوطنية وحب الامبراطور رمز اليابان الأصيلة في مواجهة مادية الغرب أو التطرف الشيوعي. وفي الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوڤمبر عام 1970 احتل الكاتب مع أربعة من أتباعه مكتب آمر القوات العسكرية في وسط طوكيو وخاطب من شرفته آلاف العسكريين المجتمعين مطالباً إياهم بمعارضة دستور ما بعد الحرب الذي يمنع اليابان عن بناء جيشها الحديث والقيام بأي حرب. ولما كانت استجابتهم سلبية انتحر ميشيما أمامهم بأسلوب سِبّوكو Seppuku التقليدي بأن بقر بطنه بسيفه ثم قام أحد أتباعه بقطع رأسه. وقد سبق للكاتب أن تنبأ بهذه الواقعة في قصته القصيرة «نضال وطني» Yukoku من مجموعة القصص القصيرة التي نشرها في عام 1966. وقد تُرجمت معظم أعماله إلى العربية.

نبيل الحفار

 الموضوعات ذات الصلة:

 

اليابان.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- H. SCOTT-STOKES, The Life and Death of Yukio Mishima (New York 1974).

- UEDA MAKOTO, Y.M. in “Modern Japanese Writers, (Stanford 1976).

- D. KEENE, Dawn to the West: Japanese Literature of the Modern Era (New York 1984).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 247
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 31693213
اليوم : 47795

السولوترية (الحضارة-)

السولوترية (الحضارة ـ)   السولوتري Solutréen، نسبة إلى موقع Solutré في منطقة السون ولوار Saône-et-Loire في فرنسا، الذي كشفت فيه، منذ منتصف القرن التاسع عشر، أدوات حجرية متميزة نسبت إلى ما صار يعرف باسم الحضارة السولوترية، استمر تنقيب هذا الموقع بفترات متقطعة على امتداد القرن العشرين. وجدت أقدم آثار الثقافة السولوترية في منطقة ايزيزي Les Eyzies في الدردون في جنوبي فرنسا، على يد كل من لارتيه E.Lartet وكريستي H.Christy.
المزيد »