logo

logo

logo

logo

logo

مالي (جمهورية-)

مالي (جمهوريه)

Mali - Mali

مالي (جمهورية ـ)

 

مالي Mali إحدى دول غربي إفريقيا الكبرى، تبلغ مساحتها 1241231كم2، وهي دولة داخلية لامنفذ لها على البحر، تحيط بها الجزائر، والنيجر، وساحل العاج (كوت ديفوار Côte d’Ivoire) وغينيا، والسنغال وموريتانيا، وبوركينا فاسو، أطول مسافة بين شرق البلاد وغربها 1851كم، وبين الشمال والجنوب 1609كم.

لمحة تاريخية:

مالي أرض حضارات قديمة، وقد نشأت في داخل الأراضي التي تشكل جمهورية مالي الحالية ثلاث ممالك، من أهم الممالك التي عرفتها إفريقيا السوداء، وهي مملكة ماندينكا Mandinka، ومملكة غانا، ومملكة سونغاي Songhaï، واعتمدت هذه الممالك في اقتصادها وثرواتها على حركة التجارة التي كانت تعبر الصحراء الإفريقية. وقد سيطرت مملكة مالي (ماندينكا) على الأراضي الممتدة على طول نهر النيجر ووصلت إلى أوج قوتها وثرائها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، ثم أخذت تتراجع تدريجياً تاركة المجال أمام مملكة سونغاي، وكانت قبائل ماندينكا نواة إمبراطورية مالي التي عُرفت منذ القرن الحادي عشر، وقد انتشر الإسلام في هذه الامبراطورية.

هوجمت إمبراطورية مالي في القرن الخامس عشر من قبل قبائل موسي Mossi وقبائل سونغاي، فحكم زعيم السونغاي سوني علي Sanni Ali في الفترة 1462-1492، وأرسى دعائم امبراطورية غاو Gao، واستولى على مراكز التجارة في تومبوكتو ودجني Djenné وقاتل قبائل الموسي والطوارق وقبائل  بول Peul، وتزعم الامبراطورية أسكيا محمد Askia (1492- 1528) بعد سوني علي.

ولدت (جمهورية مالي) في 22 أيلول/سبتمبر 1960، وانسحبت من المجموعة الفرنسية وأعلنت استقلالها التام، وانـتخب موديبـو كيتا Modibo Keita (1915-1977) رئيساً للجمهورية، وحكم حتى عام 1968. وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1968 أطيح به بانقلاب عسكري ثم نصب الملازم الأول موسى تراوري Moussa Traoré زعيماً للدولة، ثم أصبح رئيساً للجمهورية ورئيساً لمجلس الوزراء معاً، ثم نحي تراوري عن السلطة على أثر اضطرابات داخلية في البلاد، ثم حكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1997. وفي حزيران/يونيو من عام 1992 انتخب ألفا عمر كوناري Alpha Oumar Konaré رئيساً للجمهورية، وقد شهدت البلاد استقراراً سياسياً ونمواً اقتصادياً في فترة رئاسته التي انتهت في عام 2002، ثم دخلت البلاد في دوامة الاضطرابات وتدخلات الدول الأوربية الاستعمارية.

نهر باني

 تتألف أراضي جمهورية مالي من هضبة مكونة من الغرانيت والصخور الرملية، ولايزيد ارتفاعها بوجه عام على 500م، تستوي في أقسامها الشمالية والشمالية الغربية، فتبدو سهلاً فسيحاً منبسطً تسوده الكثبان الرملية والأراضي الحصوية، في حين ترتفع في أجزائها الشمالية الشرقية قرب حدود الجزائر والنيجر، وتعد هنا امتداداً لمرتفعات الهقار ويطلق عليها اسم هضبة ادرار Adrar، وكذلك ترتفع في جهاتها الجنوبية والجنوبية الغربية قرب حدود غينيا وساحل العاج حيث تكون نهاية السفوح الشمالية لمرتفعات فوتاجالون Fouta Djalon المشهورة في غربي إفريقيا. ويفصل بين هذين القسمين من المرتفعات الجزء الأوسط من الهضبة المستوية المعروفة بهضبة ماندينغ Mandingue، التي يجري فيها نهر النيجر. وتنحدر نحوه المياه من كلا الجانبين، وتكون أخفض في الوسط عند مدينة تومبوكتو Tombouctou تقريباً، ثم تنحدر باتجاه الجنوب الشرقي مع مجرى النهر، وفي المنطقة المنخفضة تكثر المستنقعات وخاصة في الصيف، وتختلط مياه نهر النيجر مع رافده نهر باني Bani، وتشكل بحيرات أو بركاً تشغل مساحات واسعة مثل دابو Dabo  ودو Dou وكورارو Koraro وفاغيبيني Faguibuine، وكلها جنوب غربي تومبوكتو. ويجري نهر السنغال نحو الشمال الغربي مع انحدار قليل للأرض، ويكون بين المجريين مرتفع من الأرض، هو جزء من هضبة ماندينغ.

بعض المناطق المنخفضة في الشمال والمغلقة تؤول إليها بعض السيول، في المثلث الواقع بين الجزائر وموريتانيا، وهي جزء من سهول تانزروفت Tanezrouft الممتدة على مساحات واسعة في شمالي البلاد وجنوبي الجزائر.

أما جنوبي الصحراء فهناك سهول الأسواق Azouak شمال حدود النيجر حيث وادي الأسواق الذي يجري من هضبة إير Eir في النيجر ومرتفعات الهقار في الجزائر، ثم سهول أزواد Azouad شمالي مدينة تومبوكتو.

تمتد جمهورية مالي بين خطي عرض 10 ْ- 25 ْ شمالاً، أي إنها تقع ضمن نطاقين كـبيرين هما النطاق السوداني 10 ْ- 18 ْ، والنطاق الصحراوي 18 ْ- 25 ْ. يمتد النطاق السوداني على قسم كبير من البلاد، ويقسم هذا النطاق إلى قسمين بخط العرض 15 ْ وهما:

- شمالي: متاخم للصحراء، ويمتاز بشدة الحرارة وقلة الأمطار التي لايزيد متوسطها على 250مم، تهطل في فصل الصيف، وتتناقص كلما اتجهنا شمالاً، وتقل مدتها فلا يهطل في مدينة تومبوكتو أكثر من100مم في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس فقط.

- جنوبي: ويشمل الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، إذ إن مالي تتألف من جزأين يشبه كل منهما مثلثاً ويلتقي رأساهما في الوسط، حيث تضيق البلاد بين موريتانيا وبوركينافاسو: الأول منهما في الجنوب الشرقي ويشمل هذا القسم أعالي النيجر والسنغال، كما أنه يؤلف الجزء الجنوبي من الإقليم السوداني أي جنوبي خط العرض15 ْ، وتراوح كمية المطر بين 250-500مم تهطل في سبعة أشهر تمتد من نيسان/أبريل إلى نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وتكون الأشهر الأخرى جافة. والحرارة مرتفعة دائماً تقريباً، ولكن تبلغ شدتها في أواخر مدة الجفاف في نهاية شباط/فبراير وآذار/مارس. تزداد الأمطار في الأقسام الجنوبية والجنوبية الغربية، فيبلغ معدلها من750 -1200مم، حيث تكون المنطقة مرتفعة نسبياً، وكذلك تزداد الأمطار في جزء من المناطق الغربية إلى الغرب من مدينة كايس Kayes حيث تكون بلاد السنغال منخفضة فتصل إليها التأثيرات البحرية مباشرة.

كما يتسم مناخ مالي بوجود ثلاثة فصول؛ إذ يكون الطقس حاراً جافاً من آذار/مارس حتى أيار/مايو ويكون حاراً ممطراً من حزيران/يونيو حتى تشرين الأول/أكتوبر، ويكون بارداً جافاً من تشرين الثاني/نوفمبر إلى شباط/فبراير. ويبلغ معدل الحرارة السنوية مابين 27 ْم -29 ْم في معظم أنحاء البلاد، ولكن قد ترتفع درجة الحرارة قليلاً عن 38 ْم بين شهري آذار/مارس - حزيران/يونيو، وفي المناطق الصحراوية ترتفع درجات الحرارة في أثناء النهار إلى 43 ْم، ويبلغ متوسط الهطل 250مم في السنة في المناطق الصحراوية، في حين يصل إلى 890مم في السنة في جنوبي البلاد.

يرتبط نظام الشبكة المائية وغزارته في مالي بالأمطار ارتباطاً واضحاً، إذ تزداد هذه الغزارة في فصل الأمطار وهو الصيف، وتشح حتى تكاد تنعدم في فصل الشتاء.

نهر النيجر الذي يعد أهم مجرى مائي في البلاد، تبلغ غزارته في مدينة تومبوكتو في الصيف 10000م3/ثا، في حين لايزيد في فصل الجـفاف على 100م3/ثا.

ينبع نهر النيجر من مرتفعات فوتاجالون في غينيا، غير بعيد من حدود سيراليون، ويتجه نحو الشمال والشمال الشرقي، وما إن يدخل حدود مالي حتى يتلقى مياه رافده الأول. ويتابع النهر جريانه نحو الشمال الشرقي فيمر بالعاصمة باماكو Bamako ثم مدينة سيغو Ségou، ويكون بدءاً من باماكو موازياً لرافده نهر باني، وتشكل مياه النهرين عدداً من البحيرات والمستنقعات جنوب غربي مدينة تومبوكتو، وتزداد مساحة هذه المستنقعات والبحيرات في فصل الأمطار.

يبلغ طول نهر النيجر من منبعه إلى مصبه 1500كم، يجري نصف هذه المسافة في جمهورية مالي، وتذهب مياه البحيرات والمستنقعات بالتبخر، ولا يجري من مياه الفيضانات إلى النيجر إلا القليل. ويوجد على نهر النيجر خزان كبير لتنظيم مياه الفيضانات وتوفير مياه الري، يقع شمال شرقي مدينة سيغو، ثم أقيم سد آخر عند مدينة ماركالا Markala، ولا تزيد المسافة بين المشروعين على 10كم.

أما النهر الثاني فهو نهر السنغال الذي ينبع من هضبة فوتاجالون في غينيا، ويسير نحو الشمال الشرقي فيدخل أراضي مالي، ويمر بمدينة كايس متجهاً نحو الشمال الغربي، ترفده مياه قادمة من مالي وموريتانيا، وبعد ذلك يدخل في أراضي السنغال.

النبات والحيوان:

تنمو نباتات شوكية في المنطقة الصحراوية، كما تنمو في منطقة باماكو - وخاصة في المنطقة الفاصلة بين النهرين - نباتات عشبية هزيلة، تنقلب إلى شجيرات تلتهمها الحرائق في نهاية الفصل الجاف، وتتجمع أحياناً بعضها مع بعض لتشكل شبه غابة يبدو عليها أثر الجفاف، وتكثر فيها الحيوانات والحشرات الكبيرة.

أما على امتداد المجاري المائية فتنمو غابات كثيفة تشكل ما يعرف بالغابات الرواقية، وتنتشر كذلك أشجار كبيرة مبعثرة ومتنوعة وخاصة أشجار النخيل والطلح والسنط والأكاسيا والطرفاء - التي يؤكل ثمرها ويستخرج من بذورها مواد دهنية - وغيرها من الشجيرات الشوكية.

تبلغ مساحة الغابات نحو 5.3% من مساحة البلاد، وهي في تناقص بسبب الاحتطاب والحصول على الأخشاب الضرورية لبناء المنازل والأكواخ في مناطق الأرياف والصحاري وحول المدن، وللاحتياجات الأخرى.

تكثر الحيوانات البرية في جنوبي البلاد، حيث توجد الأفيال والغزلان وأبقار الوحش والزراف والضباع والنمور والأسود، كما توجد التماسيح وأفراس البحر في الأنهار.

نماذج الأكواخ الريفية في قرى مالي

السكان:

بلغ عدد سكان مالي 11.957 مليون نسمة حسب تقديرات عام 2004، يعيش أربعة أخماس سكان البلاد في المناطق الريفية، في حين يقطن المدن خمس السكان فقط. ومعظم السكان الأصليين يقطنون في قرى صغيرة في الجزء الجنوبي من البلاد، ويعتمدون في معاشهم على الزراعة، وأهم محاصيلهم الذرة الصفراء والدخن والرز والذرة الرفيعة والقطن والفول السوداني وقصب السكر وغيرها.

معظم السكان في مالي من الأفارقة الأصليين، ويكوّن الفولاني وأقاربهم التكرور أكبر مجموعة سكانية، ويتحدر أصل الفولاني من الأفارقة والبيض. أما المجموعة الثانية من حيث الحجم فهم الماندينغو، وهم ينقسمون إلى ثلاث مجموعات ثانوية. وتقدر العناصر البيضاء 5% من مجموع السكان، وهم من العرب والأوربيين، وخاصة الفرنسيين والطوارق والمغاربة.

يتحدث السكان الأصليون لغة البمبارا Bambara  أحد قبائل الماندينغو، إضافة إلى لغات محلية متعددة أخرى. ويتحدث العرب اللغة العربية، ويتحدث الطوارق لغة بربرية قديمة، أما اللغة الفرنسية فهي لغة التخاطب عند الأوربيين وفي دواوين الدولة وفي المدارس، بل هي اللغة الرسمية في البلاد.

الإسلام هو الدين الرئيس في مالي، إذ إن مايزيد على 85% من السكان مسلمون، أما السكان الأفارقة الأصليون فهم يمارسون الديانات الإفريقية التقليدية، وهناك 5% ممن يعتنقون الديانة المسيحية.

وأهم الصفات التي يمتاز بها شعب مالي القامة الطويلة - إذ إن المعدل الوسطي لطول الفرد 172سم - والبشرة السوداء الرمادية، والرأس الضيق، والشعر الأجعد، والجبهة البارزة،  والأنف المفلطح، والشفاه الغليظة المقلوبة مع قلة في شعر الوجه والرأس.

تبلغ الكثافة العامة للسكان 9.3 نسمة/كم2. وقد بلغ عدد سكان العاصمة باماكو 1240140 نسمة حسب تقديرات عام 2004، أي ما يقارب 1/12 من مجمل سكان البلاد. ومن المدن المهمة سيغو وسيكاسو Sikasso وموبتي Mopti وغاو Gao، وكايس وتومبوكتو.

وتعد مالي من أفقر بلدان العالم وأكثرها تخلفاً، ويشتغل 73% من اليد العاملة في الزراعة (تسهم بـ 44% من الناتج الإجمالي في البلاد)، ويعمل 6% في الصناعة و20% في الخدمات و1% في المناجم.

سوق مدينة سيغو

النشاط الاقتصادي:

تعتمد مالي في اقتصادها على الزراعة، وإن كانت تعاني مشكلات كثيرة، منها الجفاف الذي يحل بها، ومنها إيجاد السوق لبيع الفائض من المواد الغذائية التي كانت تصدرها إلى السنغال، ومنها المواصلات لنقل البضائع، إذ إنها دولة داخلية، وكل اتصال مع العالم الخارجي يجب أن يتم عبر أراضي جارة من جاراتها، ومنها الحاجة إلى رؤوس أموال لإقامة المشروعات المختلفة والنهوض بالاقتصاد. تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة 1.8% من مساحة البلاد، وتبلغ مساحة الأرض المروية 9.5% من مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. ويشتغل أكثر من ثلاثة أرباع السكان بالزراعة والرعي. يرعى البدو الرحل قطعاناً كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز، كما يعد صيد الأسماك من الأنشطة الاقتصادية المهمة، وتأتي معظم الثروة السمكية من نهر النيجر ونهر باني وبحيرة ديبو Débo.

يوجد في مالي ثروة معدنية مهمة، وخاصة خامات الحديد والبوكسيت والنحاس والذهب والفوسفات واليورانيوم. ويعد استخراج الملح أكبر إنتاج شبه معدني في البلاد.

يعدّ القطن المحصول الرئيس للتصدير، وتعمل مالي على تصدير الأسماك والجلود والماشية واللحوم والفول السوداني.وتتمثل أهم الواردات في المواد الكيمياوية والمواد الغذائية والآلات والبترول والمنسوجات. وعلاقاتها التجارية أساساً مع دول غربي إفريقيا وفرنسا وبعض دول غربي أوربا.

محمد الحمادي

مراجع للاستزادة:

ـ محمد رياض وكوثر عبد الرسول، إفريقية، دراسة لمقومات القارة (دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1973).

ـ أنور عبد الغني العقاد، الوجيز في إقليمية القارة الإفريقية (دار المريخ، الرياض، السعودية 1983).

ـ محمد محمد سطيحة، الجغرافية الإقليمية - دراسة لمناطق العالم الكبرى (دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت 1974).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 546
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1095
الكل : 40504286
اليوم : 34101

الولودية

الوَلودِية   الوَلودِية viviparité هي الطريقة التي تتوالد بها الأنواع التي تتنامى (تتطور جنينياً) développe فيها الأجنة داخل رحم الأم، وتستمد غذاءها من الأم عن طريق الحبل السري، وتلد الأم صغاراً أو يرقاتٍ بالغة تستطيع العيش مستقلة، ومن ثم لا تظهر للعين مرحلة البيض، وإنما يبقى البيض داخلَ المجاري التناسلية حيث يُخْصَب، ثم يتنامى (يتطور جنينياً) بشكل كامل داخل الرحم. ويلاحظ هذا النمط من التوالد عند الثدييات[ر] مثل الإنسان، وعند بعض الزواحف[ر] reptiles وبعض البرمائيات[ر] batraciens وبعض الأسماك[ر] poissons والعقارب scorpions.
المزيد »