logo

logo

logo

logo

logo

مينا (فرعون)

مينا (فرعون)

Menes -

مينا (فرعون)

 

مينا Menes ملك مملكة الصعيد بمصر نحو 3200 ق.م، تمكن بجهوده الحربية من ضم مملكة الشمال في الدلتا إلى مملكة الصعيد في الجنوب. وبذلك يكون أول ملك في أول أسرة مصرية حكمت مصر الموحدة. وقد اعتمد الباحثون في تأريخ حروب الوحدة بين الجنوب والشمال على وثائق أثرية لايتسرب إليها الشكّ لوضوحها وهي:

ـ صلاية الملك نعرمر

الصلاية لوحة حجرية بيضية الشكل مصنوعة في أغلب الأحيان من حجر الأردواز المخضوضر. رسم عليها المصري القديم الأحداث المهمة التي وقعت بمصر، وكرسها في معابد الآلهة، والصلاية المقصودة هنا تتضمن أخبار الحروب التي خاضها الملك مينا (نعرمر) ضد مملكة الدلتا، وبها حقق هدفه في ضم مملكة الدلتا، وفيما يأتي تحليل موجز لرسومها:

ـ رسوم الوجه الأول: قسم هذا الوجه إلى ثلاثة أقسام؛ تضمن أعلاها رأسي البقرة التي تمثل الآلهة حاتحور على طرفي الصلاية، وقد رسم بين صورتي الإلهة واجهة القصر الملكي وفوقها اسم الملك (نعرمر)؛ بطل حروب الوحدة. وفي القسم الثاني نقش ملك مديد القامة، متوّج بتاج الصعيد الأبيض، يمسك بيده ناصية أسير جاث أمامه، ويرفع باليد الأخرى مقمعة ليحطم بها رأس الأسير، وفوق رأس الأسير رسم يمثل أرضاً إهليلجية الشكل، ينبت فيها ستة عيدان بردي، ويبرز من جانبها الأيسر- وفي مواجهة الملك - رأس أسير ملتح، رُبط أنفه بحبل ينتهي طرفه الآخر بقائمة صقر (الإله حورس) المنقوش فوق عيدان البردي حيث يقدم الأسير للملك. وفي القسم الثالث رُسم ثور يحطم بقرنيه الحادتين سور مدينة. من هذه الصورة الكتابية يُستنتج أن ملك الصعيد خاض حرباً ضد مملكة الدلتا التي أشير إليها بالبردي الذي ينبت بأرضها، وانتصر عليها، وأسر ستة آلاف رجل (كل عود بردي يرمز إلى العدد ألف بالكتابة الهيروغليفية). والذي نصره في هذه الحرب الإله حورس الذي رُمز إليه بالصقر.

ـ رسوم الوجه الثاني

وفي الوجه الثاني من الصلاية، هناك صورتا البقرة (الإلهة حاتحور) على طرفي الصلاية، وبينهما واجهة القصر التي نقش فوقها اسم الملك نعرمر. وفي القسم الثاني الملك نفسه متوجاً بالتاج الأحمر (تاج مملكة الدلتا) وهو يستعرض مع وزيره أعلام الصعيد المرفوعة، وعلى يمين المشهد جثث ممدودة على الأرض مقطوعة الرؤوس. وفي القسم الأخير من الصلاية، حيوانان ضخمان في حالة هياج، وقد التفّت رقبة الواحد منهما على رقبة الآخر. ومن دراسة نقوش هذا الوجه نستنتج ان الملك نعرمر حقق انتصاراً كاملاً على الدلتا، وضمها إلى مملكته، وبذلك حقق الوحدة بين المملكتين؛ ولذلك توّج بتاج الجنوب الأبيض وتاج الشمال الأحمر.

ـ مقمعة الملك نعرمر

نقش على هذه المقمعة رسم يمثل ملكاً متوجاً بتاج الشمال الأحمر، يجلس على عرش تحميه الآلهة نخبث (أنثى النسر)، ويصعد إليه بدرجات عديدة، يحيط به جنده المسلحون،وأمامه أعلام الصعيد المرفوعة، ورجال يتقدمون نحوه، وشخص جالس في محفة، وقد كتب اسمه نعرمر فوق واجهة القصر فوق صورته. وقد فسر علماء الآثار هذه المشاهد بأنها رمز لانتصار ملك الصعيد (نعرمر) على الشمال، وأنها مشاهد احتفالية؛ أقيمت بمناسبة زواج ملك الجنوب من أميرة الشمال، وبذلك تكون سلطته على الدلتا شرعية.

مينا ونعرمر

الملك مينا

كتب الملك المصري ـ بطل الوحدة ـ اسمه على وجهي الصلاية والمقمعة آنفة الذكر أربع مرات، حيث رمز للصوت الدال على اسمه بالسمكة والإزميل (نعرمر). ولكن مسرد أبيدوس من عهد ستي الأول من ملوك الأسرة 19 وبردية تورين من عهد رعمسيس الثاني من ملوك الأسرة 19 والمؤرخ المصري مانيتون فضلاً عن بعض المؤرخين من يونان ورومان، جاء فيها أن مينا هو الذي وحد مصر، وربما كان الاسم الثاني نعرمر هو الأقدم وهو الاسم الأصلي. والاسم الأول (مينا) لقب أطلق على الملك نعرمر بعد تحقيق الوحدة ويعني المثبت أوالخالد أو الراعي.

آثار الملك مينا

بنى الملك مينا (نعرمر) مقبرة له في أبيدوس بأقصى جنوبي الصعيد، أعطيت الرقم 10 من المجموعة الشمالية الغربية، وهي تتكون من حفرة كبيرة كسيت جوانبها باللبن والطين (11×9.4م)، وهي المقبرة الجنوبية، أما مقبرته الشمالية ـ التي يظن الباحثون أنها المكان الحقيقي الذي دفن فيه ـ فلم تكتشف إلى اليوم، وإن كان الظن يتجه إلى سقارة أو طرفان.

ومما يذكر بهذا الخصوص أنه أمر بنقل العاصمة المصرية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من مصر، حيث بنى مدينة عند رأس الدلتا، أطلق عليها اسم قلعة الجدار الأبيض (جنوب القاهرة الحالية بنحو 15كم)، وعندما بنى بيبي الأول من ملوك الأسرة السادسة هرماً على الهضبة المقابلة للمدينة أطلق عليه اسم «من نفر»، انتقلت التسمية هذه إلى المدينة حيث أصبح اسمها «من نفر»، وسماها الإغريق ممفيس، والعرب منف، وعند دخول العرب المسلمين إليها كان اسمها حصن بابليون.

وهكذا كان مينا (نعرمر) أول ملك مصري في أول سلالة مصرية حاكمة، وأول ملك حقق وحدة قطري مصر (الدلتا والصعيد). وبذلك بدأت مسيرة أمة موحدة، أبدعت كثيراً من المظاهر الحضارية في الدين واللغة والفنّ، وهي أركان الحضارة الإنسانية.

محمود عبد الحميد أحمد

مراجع للاستزادة:

 

ـ إمري، مصر في العصر العتيق، ترجمة راشد نوير (القاهرة 1976).

ـ جورج بوزنر وآخرون، معجم الحضارة المصرية القديمة الطبعة الثالثة (القاهرة 1996).

ـ محمود عبد الحميد أحمد، دراسات في تاريخ مصر الفرعونية (دمشق 1996).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 295
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 561
الكل : 31767293
اليوم : 42754

اتفاقيات بريتون وودز (1944)

اتفاقيات بريتون وودز (1944)   ارتبطت تسمية «اتفاقيات بريتون وودز» Bretteon Woods Conventions بالنظام النقدي الدولي لمرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية، حين خيمت على المجتمع الدولي حالة من الفوضى  السياسية والاقتصادية التي عرضت المبادلات الخارجية والنمو الاقتصادي الدولي للخطر، وأوقعته في حالة كساد لاسيما بعد تزايد القيود المفروضة على المدفوعات وحرب التخفيضات النقدية المستمرة وتعقد علاقات المديونية والدائنية.
المزيد »