logo

logo

logo

logo

logo

المغربية (المملكة-) (جغرافيا)

مغربيه (مملكه) (جغرافيا)

Kingdom of Morocco - Royaume du Maroc

المملكة المغربية (جغرافياً)

 

المملكة المغربية هي إحدى الوحدات السياسية في شمال غربي إفريقيا، أو مايُعرف باسم المغرب العربي الكبير الذي يضم ليبيا وتونس والجزائر وموريتانيا إضافة للمغرب. وهي تمثل في الوقت نفسه جزءا ًمن الإقليم الطبيعي الأطلسي. ويتميز هذا الإقليم بوقوعه في العروض المعتدلة، وبنظام جبلي التوائي معقد، وبأمطار شتوية وجفاف صيفي.

ومن ناحية النشاط الاقتصادي يمثل إقليماً تشترك فيه زراعة الحبوب التقليدية لمنطقة البحر المتوسط وفواكهه المعروفة مع تربية الحيوان التقليدية التي تراوح بين البداوة الكاملة في المناطق الصحراوية والرعي المتنقل بين الوادي والجبل في الهضاب الداخلية. ومن الناحية البشرية تضم المملكة المغربية مجموعتين لغويتين وحضارتين في بيئتين مختلفتين تشتركان في إطار الحضارة والديانة الإسلامية، هاتان المجموعتان هما البربر، سكان شمالي إفريقيا القدامى، والعرب الذين قدموا إلى المنطقة بعد الفتوح الإسلامية. وبصورة عامة سكن البربر المناطق الجبلية، في حين يسكن العرب مناطق السهول الساحلية وبعض مناطق البادية.

تبلغ مساحة المملكة المغربية 712550 كم2، وبذلك تحتل المملكة المرتبة الرابعة بين دول المغرب العربي بعد الجزائر وليبيا وموريتانيا. وهي تطل على المحيط الأطلسي في الغرب بساحل طوله 2934 كم، كما تطل على البحر المتوسط بساحل طوله 512كم، ولايفصلها عن أوربا سوى مضيق جبل طارق. وللمملكة حدود مع الجزائر من جهة الشرق يبلغ امتدادها 1350كم، ولها حدود مع موريتانيا يبلغ طولها 650كم، وهناك أجزاء من الحدود المغربية مثار نزاع مع الجزائر، خاصة منطقة الحدود الجنوبية الشرقية قرب كولومب بشار ومنطقة عبادلة، ووادي درعة وتندوف. وهناك نزاع بين المغرب والجزائر حول ملكية الصحراء الغربية، أوما كان يعرف بالصحراء الإسبانية أو الساقية الحمراء ووادي الذهب، والتي كانت محمية إسبانية منذ القرن السادس عشر، وفي عام 1958 أعادت إسبانيا جزءاً من محميتها إلى المغرب، ثم تخلت عنها كلياً للمغرب وموريتانيا عام 1976. وفي 14 تشرين الثاني /نوفمبر عام 1975 دخلتها المغرب مباشرة فيما يُعرف بالمسيرة الخضراء، وفي عام 1979 تخلت موريتانيا عن نصيبها في الشراكة مع المغرب، وأُحيلت المشكلة عام 1984 إلى المنظمات الدولية والإقليمية والقومية، بعد أن احتدم الصراع المسلح بين جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر وجيوش المملكة المغربية.

التضاريس

تتنوع التضاريس المغربية بين السهول الساحلية الضيقة على ساحلي المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، والمساحات الواسعة التي تحتلها الهضاب وسلاسل الجبال العالية.

وتعد سلاسل جبال الأطلس أهم المظاهر التضاريسية، وقد تكونت هذه السلاسل على فترات جيولوجية مختلفة، أولها سلسلة الأطلس الخلفية التي نشأت في عصر ما قبل الكمبري، كما ظهرت في تلك الفترة حركة التواء هرسينية، ثم ظهرت سلاسل الأطلس في صورتها العظيمة الراهنة في التواءات الزمن الثالث الألبية التي طغت على التضاريس الهرسينية باستثناء هضبة الميزيتا المغربية الشاهدة على حركة الالتواء الهرسينية.

وأضخم السلاسل الأطلسية وأعلاها، هي الأطلس الكبرى أو العليا التي تمتد في محور شمالي شرقي-جنوبي غربي في الجزء الجنوبي والأوسط من الأراضي المغربية، وترتفع هذه السلسلة من الهضبة المراكشية إلى ارتفاعات عالية تزيد على 3500م. وأعلى قمة في السلسلة جبل طوبقال، وارتفاعه يصل إلى 4180م، ويقع على بعد 65كم جنوبي مدينة مراكش. وتمتد سلاسل الأطلس الكبرى من ساحل الأطلسي عند أغادير إلى كتلة جبل عياشي (3770متراً) مسافة 650 كم. وتغطي الثلوج معظم قمم هذه السلسلة في الشتاء حتى ارتفاع 2400م، وتنقشع في الصيف.

جبال طوبقال في سلسلة الأطلس الكبرى

تكوّن الأطلس الكبرى خط تقسيم مناخي، وتصريف نهري كبير الأهمية. فالسفوح الغربية كثيرة المطر والغابات، والسفوح الشرقية جافة صحراوية. تغذي ينابيع هذه الجبال عدة أودية نهرية تنحدر من السفوح الغربية، وأهمها نهر أم الربيع وهو من أطول أنهار المملكة، إذ يبلغ طوله 500 كم، ويصب هذا النهر في المحيط الأطلسي جنوب غرب الدار البيضاء عند مدينة أزمور. ولأهمية هذا النهر، فإن سكان البلاد يقسمون السهل الساحلي إلى قسمين: القسم الواقع إلى الشمال من نهر أم الربيع  ويسمى المغرب، والقسم الواقع جنوب أم الربيع، يسمى الحوز. ومدينة مراكش هي كبرى مدن إقليم الحوز، ويخترق الإقليم عدة أنهار أهمها نهر تانسيفت الذي ينبع من جبال طوبقال، ويمر بمدينة مراكش ويتجه غرباً ليصب في المحيط الأطلسي. وينبع من السفوح الشرقية للأطلس الكبرى وادي درعة الذي يتجه جنوباً بشرق ثم نحو الجنوب الغربي ليصب في المحيط الأطلسي جنوب إفني، ويعدّ هذا الوادي أطول أنهار المملكة، إذ يبلغ طوله 1200كم، لكنه يجف صيفاً. وإلى الشرق من الأطلس الكبرى تمتد سلاسل جبلية أقل ارتفاعاً هي بداية الأطلس الصحراوي. وإلى الشمال من الأطلس الكبرى تمتد الأطلس الوسطى في اتجاه الشمال، وتتألف هذه السلسلة من عدة سلاسل متوازية لكنها أقل ارتفاعاً من الأطلس الكبرى، ويبلغ متوسط ارتفاعها 1800م، وأعلى قممها يصل إلى 3300م. وللأطلس الوسطى أهمية كبيرة، إذ تفصل بين القسم الأطلسي من الأراضي المغربية والقسم الشرقي منها، وهي تمتاز بأمطارها الغزيرة وغناها النباتي والغابي، كما أنها تعد صلة الوصل بين المغرب والجزائر، وتنبع من السفوح الغربية للأطلس الوسطى عدة أنهار أهمها نهر سيبو الذي ينبع من جنوب شرق فاس، ويتجه شمالاً ثم غرباً ليصب في المحيط الأطلسي عند مدينة ميناء الحسن الثاني (مدينة القنيطرة سابقاً)، ولنهر سيبو روافد عديدة أهمها وادي فاس الذي يخترق مدينة فاس، إضافة إلى أودية الرمان وأناون وورغة. وقد ساعد وادي سيبو على تكوين سهل ساحلي هو أكبر سهول المملكة المغربية من حيث امتداده واتساعه وتعمقه في الداخل، لذلك كان من أهم مراكز العمران والتركز السكني. ويكون وادي سيبو مع ممر تازة الرابط الحقيقي بين الجزائر وسهول البحر المتوسط من ناحية والمغرب وسهول المحيط الأطلسي من ناحية ثانية. ويفصل وادي سيبو وممر تازة بين الأطلس الوسطى وسلسلة جبال أطلس الريف التي تمتد في محور عام من الغرب إلى الشرق بحذاء الساحل، وجبال أطلس الريف ليست عالية، وأعلى قمة فيها ترتفع إلى 2475م فوق مستوى سطح البحر، لكنها جبال شديدة الوعورة، وتنبع من هذه الجبال أنهار قصيرة وسريعة تصب في البحر المتوسط، وأنهار أطول تصب في المحيط الأطلسي. وبين فاس ومكناس في الشمال، ومراكش في الجنوب، تمتد الهضبة المسماة الميزيتا  Meseta المراكشية والتي ترتكز قاعدتها الشرقية على المنحدرات الغربية لسلاسل الأطلس الكبرى والوسطى، وتتدرج في الهبوط إلى السهل الساحلي غرباً. وهذه الهضبة أقدم من التواءات الأطلس. وتغطي الصخور الأركية فيها طبقات رسوبية أحدث. وتخترق الهضبة عدة أنهار أهمها وادي تنسيفت في الجنوب، وأم الربيع في الوسط، وأبو رقراق في الشمال.

المناخ

على الرغم من سيادة مناخ البحر المتوسط في المملكة المغربية، إلا أن تنوع التضاريس وارتفاع كثير منها، ومرور تيار كناريا البارد على سواحلها الأطلسية أدى إلى تنوع الظروف المناخية بين الساحل والداخل وبين الجبال الشاهقة والهضاب القليلة الارتفاع، والسهول الصحراوية في الجنوب والجنوب الشرقي. وبصورة أكثر تفصيلاً، فإن حرارة الإقليم الساحلي الغربي متوسطة في الصيف بتأثير مرور تيار كناريا، ومنخفضة نسبياً في الشتاء، وأقل درجة حرارة في الدار البيضاء على ساحل الأطلسي في كانون أول/ ديسمبر( 12 درجة مئوية)، وأعلى درجة حرارة تكون في شهر آب/ أغسطس (23 درجة مئوية). أما في الداخل وفي المناطق المرتفعة، فتبلغ درجة الحرارة في مراكش 11.5 ْم في كانون أول/ ديسمبر، وأعلاها في آب/ أغسطس 29 ْم، وفي المناطق الداخلية البعيدة عن التأثيرات البحرية يزداد المدى الفصلي بشدة يسبب ارتفاع حرارة الصيف، في حين يقل المدى في إقليم الريف الجبلي.

سلسلة جبال أطلس الكبرى

سلسلة جبال أطلس الريف

موسم الأمطار هو فصل الشتاء، تهطل على السواحل كمية مطر متوسطة، تزداد في القسم الشمالي من الساحل الأطلسي وتقل تدريجياً في الجنوب. يبلغ معدل الأمطار في الدار البيضاء 400مم سنويا،ً تهطل أغلبها في أشهر الشتاء وأوائل الربيع من شهر تشرين أول/ أكتوبر حتى شهر نيسان/ إبريل، وتصل قمة الهطل في شهر كانون أول/ ديسمبر، وتبلغ كمية الهطل في مدينة فاس 635مم، وتتناقص إلى 238مم في مدينة مراكش.

أدت غزارة التهطال نسبياً مع ارتفاع الجبال في إقليم الريف، وجبال الأطلس الوسطى، والأطلس العليا إلى نمو مساحات شاسعة من الغابات، من أشهر أشجارها الأرز الذي ينمو على مساحات كبيرة في إقليمي الريف والأطلس الوسطى، كما تكثر غابات العرعر ذات الأخشاب الجيدة لأعمال البناء، والبلوط الذي يستخرج من لحائه الفلين، والزان الأخضر والصنوبر وغيرها. كما أدت الاختلافات في كميات التهطال إلى تنوع نباتي كبير؛ فالإقليم الجاف وشبه الجاف أصبح موئلاً لرعاة البادية، ومناطق الجبال العالية تسودها أيضاً حركة التنقل الرعوي الموسمي، في حين استقر المزارعون في مناطق المرتفعات الوسطى وأقاليم السهول الساحلية. وفي أقصى الجنوب والجنوب الشرقي من البلاد يسود إقليم الصحراء، حيث ترتفع درجة الحرارة صيفاً إلى 31 ْم، وقد تزيد على ذلك، في حين تنخفض درجة الحرارة شتاءً إلى نحو 8ْم، والأمطار قليلة جداً، وتصل وسطياً إلى 100مم.

نهر بو رقرق قرب الرباط

ومن الواضح أن كمية التهطال تحدد أقاليم مناخية متميزة في المملكة هي:

ـ إقليم الريف وسهول الغرب والأطلس الوسطى: حيث تتجاوز كمية الهطل 500مم في السنة.

ـ إقليم وجدة: وهو إقليم شبه جاف، بسبب وقوعه في ظل الإقليم الأول، وكمية الهطل لاتتجاوز 300مم في السنة.

ـ إقليم الميزيتا الوسطى والشمالية والأطلس الكبرى، وساحل المحيط الأطلسي من الرباط إلى الصويرة أمطاره متوسطة، تراوح كميتها بين 300 ـ 500مم في السنة.

ـ إقليم الميزيتا الجنوبية والساحل الجنوبي والصحراء الغربية وجبل باني: أمطارها قليلة تراوح بين 150 ـ 200مم في السنة.

من المظاهر المثيرة للاهتمام، تناقص معدل الحرارة الوسطى على امتداد الساحل المغربي، حيث تتناقص الحرارة باتجاه الجنوب، بسبب تأثير تيار كناريا البارد، وهكذا فأن متوسط حرارة شهر آب/ أغسطس في طنجة 24 ْم،  في حين أنها في الرباط 23 ْم، وفي الصويرة جنوباً 20 ْم. يتلاشى أثر تيار كناريا بسرعة بالتقدم من الساحل باتجاه الداخل؛ ففي مدينة مراكش التي تقع على خط عرض الصويرة نفسه تقريباً، يصل معدل الحرارة الوسطى في آب/ أغسطس إلى 29 ْم. ومع جفاف الهواء يزداد المدى اتساعاً بين الحرارة الدنيا والعظمى.

تهطل معظم الأمطار في أشهر الشتاء وفقاً للنظام المطري المتوسطي السائد، وتكتسي بعض القمم المرتفعة في الأطلس الكبرى بالثلج طوال فصل الشتاء. وفي فصل الصيف تسود الرياح الشمالية التجارية منجذبة باتجاه الضغط المنخفض الصحراوي حاملة معها القليل من المطر. لكن الرياح تكون أكثر تعقيداً في ظروف الشتاء، حيث تتأثر المنطقة بحركة الأعاصير القادمة من المحيط الأطلسي والمتجهة نحو الشرق، على امتداد منطقة الضغط المنخفض المنتشر فوق البحر المتوسط. وتؤثر هذه المنخفضات تأثيراً كبيراً في الساحل المغربي المشرف على المحيط الأطلسي، لكن أثرها يصبح محدوداً في البر، بسبب وجود سلاسل جبال الأطلس، وغير أن المنحدرات المقابلة لاتجاه الرياح قد تتلقى كميات كبيرة من المطر، في حين أن المنحدرات المتجهة نحو الداخل تعاني نقصاً واضحاً في التهطال بسبب وقوعها في ظل المطر، وتكون الرياح المارة فوق المنطقة رياحاً جنوبية شديدة الجفاف ودافئة، وأحياناً حارة لأنها تهب من الصحراء الحارة من جهة، ومن جهة أخرى لأنها تتسخن فتشبه رياح الفوهن في أثناء انحدارها من الهضاب الداخلية نحو الساحل حاملة معها الغبار، ويطلق على هذا النوع من الرياح في إفريقيا اسم (السيروكو). ومع تقدم المنخفضات شرقاً تتحول الرياح الجنوبية تدريجياً لتصبح غربية أو شمالية ممطرة. وبصورة عامة تتناقص الأمطار باتجاه الجنوب، ويكون التناقص سريعاً في بادئ الأمر ثم يتباطأ، فمدينة طنجة مثلاً تتلقى من المطر نحو830مم في السنة، في حين لايزيد ماتتلقاه مدينة الدار البيضاء على 500مم، ويبلغ ماتتلقاه أغادير وهي الأبعد إلى الجنوب، مالايزيد على 250مم. ومعنى ذلك أن الزراعة لاتكون ممكنة من دون ري إلا في بعض المناطق الساحلية.

السكان

يتكون سكان المملكة المغربية في الأصل من مجموعتين لغويتين وسلالتين، هما البربر والعرب. ويسكن البربر معظم المناطق الجبلية في حين يسكن العرب السهول الساحلية والمناطق الجافة وشبه الجافة في وجدة وتافيلات ووادي درعة. ويُسمِّى البربر أنفسهم الأمازيغ، أو تامازرت، ومع أن بعض قبائلهم لم تندمج في العناصر العربية السامية مثل قبائل صنهاجة وكتامة ومصمودة، إلا أنهم أخذوا عن هذه العناصر اللغة والدين، واللغة البربرية ليست لغة واحدة، بل هي مجموع لهجات مختلفة وليس لها كتابة خاصة بها، بل تكتب بأحرف عربية. وتبلغ نسبة من يتكلمونها 30% من سكان المغرب. وقد اجتهد الفرنسيون في إيجاد تمايز لغوي وثقافي بين العرب والبربر، إذ صاغوا لغة أمازيغية مكتوبة بأحرف لاتينية.

بلغ عدد سكان المملكة المغربية نحو 31.1 مليون نسمة  حسب تقديرات عام 2004 فتكون الكثافة السكانية 40نسمة/كم2. وبلغت النسبة المئوية لمعدل النمو السكاني في الفترة (2000 ـ 2005) نحو1.6%، وبلغت النسبة المئوية لسكان الحضر 58% في عام 2003،  كما بلغ عدد السكان لكل هكتار من الأرض الصالحة للزراعة وأراضي المحاصيل الدائمة أربعة أشخاص أما الكثافة الزراعية فتبلغ 75 نسمة/كم2، والكثافة الإنتاجية أي توزيع السكان على مجموع المساحة المستثمرة فعلاً، فإنها تصل إلى 176 نسمة/كم2. وفي واقع الحال فإن توزع السكان في المملكة المغربية لافت لأنظار الباحثين، ففي الجزء الشمالي الغربي من البلاد والمطل على البحر المتوسط وعلى المحيط الأطلسي يوجد أكثر من ثلاثة أرباع عدد السكان في البلاد، وكل المدن الكبرى وغالبية المدن الصغرى، أما في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد والمطل على الصحراء الكبرى فلا يضم أكثر من ربع السكان. ويمكن القول إن المملكة المغربية تضم إقليمين متميزين على الصعيد البشري، أحدهما الإقليم المأهول بصورة كثيفة نسبياً والذي تكثر فيه المدن في الشمال الغربي من البلاد، وثانيهما الإقليم الجنوبي الشرقي القليل السكان والذي يغلب عليه الطابع الريفي والبدوي لقلة مدنه التي تكاد تقتصر على الوظيفة الإدارية أو التعدينية أو التجارية التوزيعية.

مدينة الرباط

وفي مطلع القرن العشرين عرفت المملكة المغربية وبلدان المغرب العربي الأخرى نسبة عالية في المواليد والوفيات، وبمرور الزمن انخفضت نسبة الوفيات بفعل المساعي والجهود التي بذلت لتحسين الواقع الصحي والوقاية من الأمراض، مما أدى إلى زيادة السكان في المملكة على نحو سريع، خاصة لدى فئات السن التي تقل أعمارهم عن 20 سنة.

وهنا لابد من التذكير بظاهرة الهجرة الداخلية والخارجية قبل الاستقلال، إن عدم كفاية الموارد أدى إلى هجرة داخلية مؤقتة وأخرى نهائية، تتمثل الأولى بالهجرة من الأطلس الخلفي والواحات الصحراوية، وكانت هناك هجرة مؤقتة كثيفة باتجاه فرنسا وهجرة فصلية باتجاه الجزائر صادرة عن إقليم الريف أومن المنطقة الشرقية إلى منطقة وهران في الجزائر. وفي الوقت الحاضر هناك هجرة مؤقتة يقوم بها العمال المغاربة إلى دول أوربا الغربية، وخاصة فرنسا، وجلهم من أبناء منطقة السوس والأطلس الخلفي، أما المنطقة الثانية للهجرة فتقع في الريف الشرقي وشمال شرقي المغرب، ويتجه المهاجرون إلى ألمانيا وبلجيكا وهولندا ولكسمبورغ وغيرها. وهناك الهجرات النهائية الداخلية في المملكة المغربية نفسها من مناطق الزراعة التقليدية نحو المناطق المستصلحة أو التي قامت فيها مشروعات حديثة أو زراعات نقدية تصديرية، كالهجرات التي تتم باتجاه الغرب وتادلة والشاوية.

تضم المملكة المغربية عدداً مهماً من المدن الكبيرة والعريقة، ويقطن في هذه المدن نحو 60% من سكان البلاد. وأكبر هذه المدن الدار البيضاء التي تضم 5.25 مليون نسمة حسب تقديرات 2002، وكانت عاصمة البلاد قبل الرباط، وهي اليوم العاصمة الاقتصادية للمغرب، وهي أكبر مجمع مدني صناعي، إذ تضم كبريات المؤسسات الصناعية، بل تضم نحو ثلثي مجمل المؤسسات المغربية في مختلف القطاعات الصناعية الغذائية والنسيجية والكيمياوية والنفطية والميكانيكية. أما مدينة الرباط فهي عاصمة المملكة المغربية منذ عام 1912 ويبلغ عدد سكانها نحو 1.759000مليون نسمة حسب تقديرات عام 2004. وتأتي بعد ذلك مدينة فاس ومدينة مراكش وهما مدينتان تاريخيتان مهمتان، وتضم كل مدينة منهما 1.2 مليون نسمة من سكان البلاد. وتأتي بعد ذلك مدينة مكناس ويبلغ عدد سكانها نحو 900 ألف نسمة حسب تقديرات عام 2002، ثم مدينة طنجة التاريخية ويبلغ عدد سكانها نحو 800 ألف نسمة وأغادير 700 ألف نسمة ومدينة تطوان نحو نصف مليون نسمة.

النشاط الاقتصادي

تصل نسبة القوة العاملة في المملكة المغربية إلى 33% من مجموع السكان، وتبلغ نسبة النساء ضمن قوة العمل 26%، يعمل في الزراعة 35.3% من القوة العاملة، وفي الصناعة 20% وفي الخدمات 41% والمناجم 4%.

بلغ إنتاج المملكة من الحبوب نحو 5283 ألف طن  حسب تقديرات 2002 منها 3357 ألف طن من القمح. ولا تتميز الزراعة المغربية بظهور محصول نقدي، وإنما غالبية المحاصيل للاستهلاك المحلي. وأهم مناطق الإنتاج الزراعي هي السهول الساحلية ووادي سيبو التي تزرع حبوباً، ومنطقة الميزيتا الجنوبية التي تنتشر فيها زراعة الزيتون، وكذلك في وادي سوس حول أغادير. أما الكروم فمنتشرة في مناطق محدودة، غالباً حول المدن الكبرى. كما تتزايد زراعة الحمضيات والتبغ والبطاطا والبلح والشوندر السكري، وقصب السكر وغيرها، وتزداد أهمية قطاع صيد الأسماك. كما اكتشف في البلاد كميات كبيرة من النفط والغاز في جنوب شرقي البلاد، قريبة من الحدود الجزائرية. ويعدّ الفوسفات ومشتقاته أحد أهم الثروات الطبيعية في المغرب، ويمتلك المغرب ثلاثة أرباع الاحتياطي العالمي من الفوسفات والمقدر بنحو 70 مليار طن ويتوزع على مناطق خريبكة واليوسفية، وآسفي وبوكراع. وتمتلك المملكة ثروات معدنية أخرى، وخاصة الرصاص والفضة والمنغنيز والحديد والنحاس والزنك.

أهم صناعات البلاد: الأسمدة والإسمنت وتكرير النفط والصناعات النسيجية والسكر وحفظ المواد الغذائية.

 

                                               محمد الحمادي


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 176
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1085
الكل : 40523071
اليوم : 52886

هودون (جان أنطوان-)

هودون (جان أنطوان ـ) (1741 ـ 1828)   جان أنطوان هودون Jean-Antoine Houdon نحات فرنسي ولد في فرساي القريبة من باريس وكان ابناً لحاجب المدرسة الأكاديمية. في الخامسة عشرة من عمره التحق بأكاديمية الفنون الجميلة في باريس حيث تعلم النحت بإشراف أساتذة عظام أمثال لوموان J.B.Lemoyne وبيغال Pigalle. وقد حصل على جائزة توجت بمنحة إلى روما في الفترة ما بين 1764- 1768، وفيها تأثر بدعوات فنكلمان[ر] إلى التشديد على إطار المنحوتة وطمس الجانب التشريحي في دراساته. كما سافر إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وأنجز مجموعة كبيرة من الأعمال النحتية توزع معظمها في المتاحف الروسية، كما نشط في أواخر حياته في المجال التربوي حتى وفاته.
المزيد »