logo

logo

logo

logo

logo

موسوليني (بنيتو)

موسوليني (بنيت)

Mussolini (Benito-) - Mussolini (Benito-)

موسوليني (بنيتو ـ)

(1883 ـ 1945)

 

بنيتو موسوليني Benito Mussolini، سياسي ومؤسس الحركة الفاشية في إيطاليا في النصف الأول من القرن العشرين (1922 ـ 1943)، ولد في بْرِدابيو Predappio قرب فورلي Forli شمالي إيطاليا، لأب اشتراكي النزعة يدعى اليساندرو Alessandro يعمل حداداً، وأم تعمل بالتدريس تدعى روزا Rosa، وفي مسقط رأسه أنهى المرحلة الابتدائية ومرحلة إعداد المعلمين سنة 1901، عمل بعدها معلماً في المرحلة الابتدائية، ويبدو أنه لم يستسغ هذا العمل فقرر الهجرة إلى سويسرا حيث عمل في عدد من المهن، لكن صداماته مع رجال الشرطة بسبب أفكاره المتطرفة أعادته إلى إيطاليا سنة 1904، حيث التحق بالجيش لتأدية خدمته الإلزامية. عاد بعدها إلى مهنة التدريس بين 1907 ـ 1908، وفي هذه الفترة استهوته مهنة الصحافة وعمل في صحيفة تصدر في مدينة ترنتو Trento النمساوية، كتب خلالها رواية أدبية بعنوان «عشيقة الكاردينال» The Cardinal’s Mistress.

ونظراً لتعصبه وكثرة مشكلاته أبعدته السلطات النمساوية إلى مدينته فورلي، حيث قام بتأسيس أول جريدة اشتراكية باسمه دعاها La Lotta di Classe «نضال الطبقات» أوصلته كتاباته فيها إلى منصب سكرتير الحزب الاشتراكي في فورلي، وبعد ذلك أصبح رئيساً لتحرير أكبر الصحف الاشتراكية في إيطاليا في ذلك الوقت وهي صحيفة أفانتي Avanti أي الطليعة. وقد اضطره منصبه الجديد إلى الانتقال إلى مدينة ميلانو Milano حيث أصبح أبرز زعماء الاشتراكية الإيطالية مما أتاح له بدء الدعوة لتوحيد الأمة الإيطالية تحت مظلة حزب جديد يحمل عنوان التوحيد باسم Fascio، ويرتكز على فكرة إحياء مجد الامبراطورية الرومانية.

ومع انطلاقة الحرب العالمية الأولى انضم موسوليني إلى أحزاب إيطاليا الاشتراكية في معارضة الحرب، لكنه ولسبب غير معروف أعلن بعد إنشاء جريدته الخاصة بعنوان شعب إيطاليا Il Popolo d’Italia تأييده لها وضرب مثلاً بنفسه عندما تطوع سنة 1915 في الجيش الإيطالي مما أعطاه مصداقية في أعين معاصريه، أسهمت مقالاته بعد عودته من الحرب إثر إصابته سنة 1917 في تدعيم أركان الحركة الفاشية التي غدت في سنة 1919 أقوى الحركات من حيث العدد، ولكن افتقارها إلى التنظيم الجيد أفشلت مخطط موسوليني للوصول إلى البرلمان سنة 1919، ولكنه نجح في ذلك سنة 1921، وفي أثناء عضويته في البرلمان دعا موسوليني إلى تأسيس رابطة للمحاربين القدماء إلى جانب ميليشيات مسلحة حملت اسم (القمصان السوداء) هدف منها إلى تهديد خصومه في بقية الحركات الاشتراكية ذات النزعة الإنسانية العالمية. وقد نجحت دعايته وأعماله حتى سنة 1922 في إكراه الملك فيكتور عمانوئيل [ر] Victor Emmanuel على تكليفه تشكيل الوزارة الإيطالية. وفي تلك الفترة أصدرت الوزارة عدة قرارات لتدعيم سلطة الحزب الفاشي وذلك بإلغاء تراخيص الأحزاب من اليمين واليسار، وأطلق على نفسه لقب الدوتشي Duce (المعلم) مع دعاية واسعة لهذا اللقب في وسائل الإعلام والمدارس لدرجة أصبح معها اللقب يعني الحلول المثالية لكل مشكلات إيطاليا السياسية والاقتصادية. واستناداً إلى ذلك أحكم الدوتشي قبضته على الإعلام والتعليم والنقابات واحتكر السيطرة على وزارات السيادة في إيطاليا (خارجية ودفاع) وبخاصة وزارة الداخلية التي نجحت في خنق حريات المواطنين قبل السياسيين المناوئين الذين عانوا الأمرين في تلك الفترة. ولعل أبرز إنجازات موسوليني الداخلية كان نجاحه في 1929 في التوصل إلى توقيع اتفاق لاتران Lattran مع الفاتيكان، حدد بموجبه معالم العلاقة بين الدولة الإيطالية والكنيسة الكاثوليكية، وهو أمر أخفقت في تحقيقه الحكومات السابقة، ونتيجة لذلك أعاد صياغة كثير من القوانين والإدارات بما يتلاءم مع توجهه الدكتاتوري، لعل من أبرزها إلزام أساتذة المدارس والجامعات القسم على الولاء للنظام الفاشي أوالانتساب إلى الحزب.

وفي مجال العلاقات الخارجية اقترف موسوليني مجموعة من الأعمال العدائية ضد جيرانه في حوض المتوسط، وخاصة ضد اليونان سنة 1923 وضد ألبانيا سنة 1924، وأخيراً ضد ليبيا (المستعمرة الإيطالية السابقة) التي عانى شعبها الأمرين إثر استلام الحزب الفاشي السلطة في إيطاليا، كل ذلك تحت شعار نحته قدامى الرومان لتسمية حوض المتوسط باسم Mare Nostrum وتعني (بحرنا). وعلى الرغم من أن إيطاليا موسوليني عارضت التوجه النازي لضم النمسا إلى الرايخ الألماني في مؤتمر ستريساStresa ت،1935 فإن حرب موسوليني الناجحة ضد إثيوبيا 1935ـ 1936 ـ التي اصطدمت بمعارضة عصبة الأمم ـ اضطرته تحت ضغط الظروف إلى تغيير موقفه والبحث عن حليف سبق وأن تمرد على عصبة الأمم، وانسحب منها سنة 1933 وهو أدولف هتلر A.Hitler.

وكان أول تحرك سياسي مشترك بين الحليفين قرارهما التدخل لمصلحة تمرد الجنرال فرانكو Franco في الحرب الأهلية الإسبانية، وهو التدخل الذي وضع حداً للعلاقة المتوترة بين موسوليني من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى اللتين كانتا تؤيدان الملكية الإسبانية، وكان رد موسوليني على الموقف الأنغلو فرنسي تأييد تدخل ألمانيا في النمسا 1938 وغزوها تشيكوسلوڤاكيا 1939، لكنه مع ذلك لم يقطع كل صلاته مع أوربا الغربية، وظهر في مؤتمر مونيخ في أيلول/سبتمبر 1939 وسيطاً من أجل السلام في أوربا، إلا أن بداية تحرك هتلر العسكري في شرقي أوربا أتاح له فرصة الإعلان عن غايته من دخول الحرب في حال نشوبها وهو ضم مالطا وتونس وكورسيكا لمتابعة تحقيق هدف (بحرنا) سابق الذكر. ومع أنه أكمل في هذه المرحلة احتلال ألبانيا فإنه لم يندفع في تأييد هتلر انتظاراً لما ستسفر عنه المعارك على الجبهة الفرنسية. وبعد سقوط فرنسا في حزيران/يونيو 1940 هاجم موسوليني جنوبي فرنسا متخيلاً أن الحرب لن تستمر طويلاً، كما أقدم على غزو اليونان في تشرين الأول/أكتوبر 1940، إضافة إلى دعم توجهات هتلر في غزو روسيا، وكذلك إعلان الحرب على الولايات المتحدة 1941.

وإثر الهزائم التي منيت بها جيوش موسوليني في إيطاليا واليونان وصقلية أصدر مجلس الفاشست الأعلى في تموز/يوليو 1943 قراراً بإزاحة موسوليني عن سلطة الحزب، أتبعه الملك فيكتور عمانوئيل الثالث بإصدار قرار بإيداعه السجن تمهيداً لمحاكمته، لكن عدداً من أتباعه مّكنوه من الفرار بمساعدة القوات الألمانية الخاصة وإنشاء دولة شكلية في ميلانو.

وعلى الرغم من هزالة سلطة هذه الدولة فقد تمكن موسوليني من إعدام عدد من معارضيه من القادة الفاشيين بمن فيهم صهره الكونت غاليازو شيانو Galeazzo Ciano، وفي نيسان/إبريل 1945 وقبل وصول قوات الحلفاء إلى ميلانو اعتُقل موسوليني في أثناء محاولته الهرب إلى سويسرا مع عشيقته كلارا بتاشي Clara Petacci، وأعدما رمياً بالرصاص في ميلانو.

خلف موسوليني زوجة هي راشيل Rachele وابنين هما فيتوريو Vittorioورومانو Romano وابنة هي ايدا Edda، وفقد ابنه برونو Bruno في أثناء حياته في حادث طيران.

مفيد رائف العابد

 الموضوعات ذات الصلة:

 

إيطالية، الحرب العالمية الثانية ـ الفاشية ـ هتلر.

 

مراجع للاستزادة:

 

- J. ANTHONY JOES, Mussolini (Watts 1982).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 26
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 597
الكل : 31831807
اليوم : 31350

الإدارة المالية

الإدارة المالية   تعد إدارة الشؤون المالية من أهم الوظائف الرئيسة في المشروعات الاقتصادية إذ لا تمكن ممارسة النشاطات المختلفة في المشروع إنتاجاً أو تسويقاً من دون توافر الأموال اللازمة للإنفاق على هذه النشاطات. وتتركز الوظيفة المالية في المشروع حول إدارة الأموال التي تتمثل في الحصول على الأموال اللازمة للمشروع من جهة، ثم استخدام هذه الأموال استخداماً اقتصادياً رشيداً من جهة أخرى. وهكذا يمكن تعريف الإدارة المالية la gestion financière بأنها الوظيفة التي تهدف إلى تحديد حاجات المشروع الاقتصادي من الأموال اللازمة لتوفير احتياجاته من التجهيزات ووسائل الإنتاج من جهة، ولتمويل عملياته الجارية من جهة أخرى. ولكي تتحقق الأهداف المتوخاة من توفير الأموال اللازمة للمشروع لابد من أن يتم ذلك في الوقت المناسب، وبأقل كلفة ممكنة، وألاّ يؤدي ذلك إلى التأثير في استقلال المشروع، أي إن على الإدارة المالية اختيار أفضل البدائل فيما يتعلق بتوقيت التمويل، ونوعه ومصادره المتاحة. ولا يقتصر دور الإدارة المالية على توفير الأموال، بل يتجاوز ذلك إلى السهر على سلامة استخدام هذه الأموال استخداماً اقتصادياً رشيداً فعالاً، وهذا يعني ممارسة دور الرقابة على استعمال الأموال.
المزيد »