مقديشو
مقديشو
Mogadishu - Mogadiscio
مقديشـو
مقديشو Mogadishu عاصمة الصومال، وأكبر مدنها وموانئها، تقع على ساحل المحيط الهندي الغربي، إلى الشمال من خط الاستواء بنحو درجتين، وذلك في الجزء الجنوبي من الصومال، وتبعد عن الحدود الإثيوبية نحو 250كم وعن الحدود الكينية نحو 450كم. ويمتد عمران المدينة على ساحل المحيط الهندي مسافة نحو 8 كم تقريباً، ويمتد عمرانها غرباً في داخل البلاد بعيداً عن الساحل مسافة نحو 2.5كم، حتى تقترب بعض أبينتها من وادي نهر شبيلي Shabeelle الذي تنحدر مياهه من إثيوبيا نحو المحيط الهندي، وينعطف مجراه مقابل مقديشو مسايراً خط الساحل ليلتقي جنوب غرب مقديشو بنحو 300كم بنهر جوبا Juba وليصبان بعدها عبر مجرى واحد في المحيط الهندي. وتبلغ مساحة المنطقة التي يمتد عليها عمران مقديشو نحو 1600 هكتار .
لمحة تاريخية
يعود إنشاء مدينة مقديشو إلى الهجرات العربية التي استقرت على ساحل المحيط الهندي منذ القرن الثاني الهجري،ويذكر المسعودي أن الفضل في تأسيسها يرجع إلى المهاجرين العرب قبل القرن الرابع الهجري. وقد زارها الرحالة ابن بطوطة في القرن الثامن الهجري.
ظلت مقديشو مدينة مستقلة منذ أن أنشأها المهاجرون العرب حتى احتلها سلطان زنجبار عام 1871، ثم اشترتها إيطاليا وجعلتها عاصمة لما عرف بالصومال الإيطالي. وعندما استقلت الصومال وتم توحيد الصومال البريطاني والإيطالي في أول تموز/يوليو عام 1960 أصبحت مقديشو العاصمة. وفي سنة 1999، شهدت مقديشو اضطرابات داخلية عمت معظم الصومال، وكانت العاصمة مسرحاً للقتال بين فصائل من المعارضة والقوات الحكومية، ولم تتوقف النزاعات وتستقر الأوضاع استقراراً نهائياً حتى اليوم.
المظاهر الطبيعية
يراوح ارتفاع المنطقة التي تنتشر فوقها مقديشو- ذات الكثبان الرملية الساحلية في الأصل- بين 30-65م، وتنتشر في محيط المدينة بعض النباتات الطبيعية، معظمها من أشجار السنط. تطل مقديشو على ساحل جميل ذي رمال بيضاء، تتقاسمه مجموعة من الشواطئ، مثل شاطئ الجزيرة إلى الجنوب الغربي من مقديشو بنحو عشرة كيلو مترات. وأهم ما يميز الشواطئ وجود حاجز مرجاني على بعد يراوح بين 275-370م عن خط الساحل، يعمل على توفير نوع من الحماية من سمك القرش الذي يكثر أمام السواحل الصومالية.
والمناخ في مقديشو مداري شبه جاف، إذ إن معدل كمية الأمطار السنوية فيها نحو 400 مم، تهطل في فصلي الربيع الذي يسمى محلياً (غُو) والخريف (داير)، ومعظم أمطارها من النموذج الاستوائي الحملاني. ودرجة الحرارة في مقديشو أخفض مما هي في الأجزاء الداخلية، بسبب نسيم البحر الذي يهب نهاراً ونسيم البر الذي يهب ليلاً.
ويبلغ متوسط درجة حرارة أحر الشهور (تموز/يوليو) 31 ْم، ومتوسط حرارة أبرد الشهور (كانون الثاني/يناير) نحو 25 ْم، مع مدى حراري سنوي نحو 6 ْم.
مقديشو |
السكان
قُدّر عدد سكان مقديشو في عام 2005 بنحو 835 ألف نسمة، في حين أعطتهم التقديرات نحو 750 ألف نسمة في عام 1991، ونحو 250 ألف نسمة في عام 1970، ويعزى التزايد الكبير في الفترة 1970-1991، إلي الهجرة الريفية الكبيرة باتجاه العاصمة، وهناك هجرات دولية تناقصت تناقصاً كبيراً - إن لم توقف بعد عام 1991 -، بسبب الحرب الأهلية والاضطرابات الداخلية
يشمل عدد السكان الحالي جالية يمنية كبيرة تقدر بعشرات الألوف، كما تعيش مجموعات من الإيطاليين والهنود والباكستانيين وأقليات أجنبية أخرى. وتصل الكثافة السكانية إلى نحو 52000 نسمة/كم2، وهي بذلك من المدن شديدة الازدحام. ويُعد حي حمروين نواة مدينة مقديشو، وأقدم أحيائها، وهو قلب المنطقة التجارية. وأكثر الأحياء ازدحاماً هو حي المدينة. ومن الأحياء الأخرى، حي بلاج العرب ويسكنه أعداد كبيرة من الحضارمة، وحي بونديرا وحي هودو، وحي وابري، وحي حمر ججب، وحي كاران. وتنتشر المساجد بكثرة،و بعضها يعود إلى بضعة قرون خلت، ذلك أن نحو 99% من السكان يدينون بالدين الإسلامي، ومذهبهم الرئيس هو الشافعي. وتوجد نسبة ضئيلة من النصارى الروم الكاثوليك ولهم كنائسهم الخاصة بهم.
تضم مقديشو عدداً من الأندية والمسارح ودور السينما، ويعد المتحف الصومالي الوطني أهم المؤسسات الثقافية فيها، حيث يحتوي على أكثر من 3500 مجلد تتعلق بالثقافة الإفريقية والأدب الصومالي والتاريخ. وتوجد فيها عشرات المدارس الابتدائية والثانوية. والجامعة الصومالية التي لها أفرع في أفغوي كادو Afgooye Caddo وهرجيسة Hargeysa.
الاقتصاد
مقديشو ميناء الصومال الرئيسي ـ وهذا يظهر أهميتها التجارية - الذي فرض عليها الارتباط بشبكة من الطرق الجيدة مع جميع أنحاء البلاد والدول المجاورة، كما يوجد فيها مطار دولي. وتتركز فيها معظم صناعات الصومال، مثل: تعليب لحوم الأبقار وصناعة الصابون والمعكرونة والسجائر والاسمنت والسكاكر والعديد من الصناعات الكهربائية. وتشتهر مقديشو بأسواقها القديمة منها: سوق حليب الإبل، سوق دغج تور حيث حرفة نسج القش، وسوق حمروين.
وفي مقديشو العديد من المصارف، منها: المصرف الوطني، وبنك التنمية،وفيها مصلحة للسياحة والثقافة وعدد من الفنادق السياحية، كما تمتلك شواطئ للاستجمام وحمامات للشمس، والعديد من الأندية الساحلية، كما في النادي الأنغلو أمريكي على شاطئ الليدو، ونادي كازا الإيطالي، والنادي المصري، إلا أن جميع هذه المنشآت والأنشطة قد نقص كثيراً أو توقف بسبب الحرب الأهلية التي عصفت بالمدينة والصومال سنوات طويلة.
علي موسى
مراجع للاستزادة: |
- H.R. JARRETT, Africa,(London 1976).
- Merriam - Websters Geographical Dictionary (Springfield, Massachusetts, U.S.A 1997).
التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 266
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 57133545
اليوم : 89946
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
المجلد الثامن عشر
-
المجلد التاسع عشر
-
المجلد العشرون
-
المجلد الواحد والعشرون
-
المجلد الثاني والعشرون