logo

logo

logo

logo

logo

منبج

منبج

Menbij - Menbij

منبج

 

مدينة عريقة تقع إلى الغرب من نهر الفرات وإلى الشمال الشرقي من مدينة حلب (81كم)، وهي واحدة من أقدم المدن السورية وإحدى مناطق محافظة حلب، ويتبعها ثلاث نواح، هي: أبو قلقل والخفسة ومسكنة، و285 قرية و351 مزرعة. تقع في أرض منبسطة تنحدر نحو الفرات شرقاً وباتجاه «أبو قلقل» في الجنوب ونهر الساجور في الشمال، ترتفع عن سطح البحر 475م، قدر عدد سكانها بنحو 3800 نسمة في عام 1931، وقدر عدد سكانها بنحو 85000 نسمة في عام 2005.

تتألف مدينة منبج من نواة قديمة شكلها بيضوي، تجاوزها العمران الحديث الموجه حسب المخطط التنظيمي الموضوع عام 1985 الذي أعطى المدينة شكلاً إهليلجياً.

منبج مدينة عريقة ازدهرت، واندثرت، ثم نهضت في العهد الحثي، ونمت في زمن الآراميين، ويرجع تاريخ تأسيسها إلى الألف الثاني قبل الميلاد، ووصل أوج تألقها في ظل معبدها القديم، ولا تزال آثاره مبعثرة في الحديقة العامة حتى اليوم، حيث كانت قبلة حج للناس آنذاك، وموطن الإلهة أتاركاتيس Atargatis ،وكانت المدينة تسمى آنذاك هيرابوليس Hierapolis أي المدينة المقدسة.

اسمها الحالي مشتق من كلمة مبوغ (في اللغة الحثية) الذي أطلق عليها منذ أقدم العصور، وأصبحت فيما بعد مدينة مقدسة وعاصمة الآراميين الدينية، دخلتها المسيحية مع حلب في منتصف القرن الثالث الميلادي، وفتحت في العام 15هـ على يد أبي عبيدة عياض بن غنم. وفيما بعد أصبحت إمارة حمدانية، ولي عليها الشاعر الفارس أبو فراس الحمداني، لتصبح منبج المدينة الأكثر أهمية في الدولة الحمدانية، فقد كانت تزود الدولة الحمدانية بكل مستلزماتها من الحبوب والقطن، كما اشتهرت في ظل الدولة الحمدانية بالصناعات اليدوية، مثل صناعة السجاد والحصر والملابس. 

أما اسمها الحالي فقد ظل يتواتر، ويتطور في الفترات الزمنية التي مرت بها، فقد سميت (نامبيجي) بالآشورية و(نابيجو) بالآرامية وفيما بعد(مابج) و(نابوج) بمعنى نبع، ولفظة منبج سريانية محرفة عن (منبغ) ومعناها المنبع، وسميت بهذا الاسم لوجود عين عظيمة تعرف باسم الروم.

من آثار منبج هناك قلعة منبج التي بقي منها اسمها فقط، وجثتها الهامدة وسط المدينة تشكل حيّاً يدعى (القبة)، هذه القلعة بناها السلوقيون بغرض دفاعي - أمني، وهناك سور منبج الذي ذكر في المراجع، وقد ذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان، فقال:

منبِج : بالفتح ثم السكون وباء موحدة مكسورة وجيم: وهو بلد قديم، وما أظنه إلا رومياً، وذكر بعضهم أن أول من بناها كسرى، لما غلب على الشام، وسماها (من به) أي أنا أجود، فعربت، فقيل منبج، وقال بطلميوس: مدينة منبج طولها إحدى وسبعون درجة وخمس عشرة دقيقة، وهي في الإقليم الرابع، قال صاحب الزيج: طولها ثلاث وثمانون درجة وعرضها خمس وثلاثون درجة، وهي مدينة واسعة ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة في فضاء من الأرض، كان عليها سور من الحجارة محكم، بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينها وبين حلب عشرة فراسخ، وشربهم من قني تسيح على الأرض، وفي دورهم آبار أكثر شربهم منها؛ لأنها عذبة صحيحة، ومنها البحتري، وخرج منها جماعة من الشعراء، وإياها عنى المتنبي بقوله:

قيلَ: بمنبجٍ مثواهُ ونائله ُ                  في الأفقِ يسألُ عمَّنْ غيرُهُ سألا

وظائفها عبر التاريخ

في العصور القديمة كان لها وظيفة دينية ، إذ أصبحت عاصمة الآراميين الدينية، وأقاموا فيها هيكل إله العواصف حدد وإلهة المياه أتاركاتيس، وقد كان تمثال أتاركاتيس يمثلها راكبة على مركبة تجرها الأسود، وفي يدها آلة موسيقية وعلى رأسها تاج.

- لكن وظيفتها الأساسية على الغالب كانت وظيفة حربية، فكانت من أهم قواعد الجيش الروماني التي يمر بها للإغارة على بلاد مابين النهرين وفارس، وقد أشاد فيها يوستنيانوس Justinianus أسواراً منيعة، كما تدل الأسوار البيزنطية على ماضي المدينة موقعاً محصناً تعاورته أيدي الفرس والبيزنطيين والعرب، وفي العصر الأموي كانت تابعة لجند قنسرين وحلب، وتابعت وظيفتها الحربية ثغراً من ثغور الإسلام ضد الروم.

مدينة منبج

- وظائف زراعية وصناعية في الأراضي المحيطة بها،حيث كانت سابقاً معروفة بزراعة أشجار التوت وتربية دودة القز، ومن ثم صناعة الحرير الطبيعي، وقد كانت نهاية تلك الصناعة عام 1241م ، وقد تحولت في القرن التاسع عشر- بعد تدميرها- إلى مراعٍ، وفي العهد الحديث توسعت الزراعات المروية فيها بعد تنظيف القنوات القديمة وبفضل المزارعين الجدد القادمين من الباب. وهي تتميز بشبكة من الجداول والأقنية الجوفية أكثر من أي منطقة أخرى في سورية. وبعد أن كانت مركزاً لإنتاج القنب تحولت إلى مركز لإنتاج القطن منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن التوسع في هذه الزراعة أدى إلى استنزاف رصيد الأرض من المياه الجوفية، مما أدى إلى جفاف بساتينها حتى أصبحت  تعتمد على مياه نهر الفرات.

- الوظيفة التجارية: انتعشت التجارة فيها بحكم موقعها الوسيط بين الجزيرة والفرات شرقاً وحلب و اللاذقية غرباً. كما كانت مركز تبادل تجاري بين مدينة حلب من جهة والبادية ووادي الفرات وسهول حلب الشرقية وعين العرب من جهة أخرى. ويستدل على فعاليتها التجارية من «بازار» المواشي الذي كان يستمر ثلاثة أيام متوالية؛ إذ كان يخصص يوم الأحد لسوق الخيل والبغال، ويوم الإثنين للغنم والماعز؛ ويوم الثلاثاء للأبقار والإبل ، وهي ظاهرة لا مثيل لها في المدن السورية.

ولعل أكثر من اشتهر من منبج الشعراء، ومنهم: البحتري[ر]  الشاعر العباسي المعروف، وأبو فراس الحمداني[ر] ، ودوقلة المنبجي واسمه يحيى بن نزار بن سعيد المنبجي أبو الفضل ولد ها سنة 486هـ وانتقل إلى دمشق فاتصل بالملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، ومدحه بقصائد أجاد فيها، ثم رحل إلى بغداد، فاستوطنها (توفي بها سنة 554هـ) وعمر أبو ريشة، وهو من الشعراء المشهورين في العصر الحديث.

 

 

فواز الموسى

مراجع للاستزادة:

ـ ياقوت الحموي، معجم البلدان، الجزء الخامس، (دار صادر، بيروت).

ـ عادل عبد السلام، عبد الكريم حليمة، محمد إسماعيل الشيخ، جغرافية سورية الإقليمية (منشورات جامعة تشرين 2003).

ـ عبد الرحمن حميدة، محافظة حلب (وزارة الثقافة، دمشق 1992).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 533
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1098
الكل : 40538909
اليوم : 68724

الذاتية

الذاتية   الذاتية subjectivism هي كل نزعة تهدف إلى إعطاء الذات أولوية على الموضوع ورد كل شيء إليها في الفن أو الأدب أو الفلسفة، وهي تقابل النزعة الموضوعية التي تميز العلم. والذاتية بهذا المعنى تتطابق مع الاتجاهات المثالية في الفلسفة الغربية التي ترجع كل مظاهر النشاط الإنساني إلى الذات، وترجع كل حكم سواء كان وجودياً (حكم الواقع) أم وجوبياً (الحكم الأخلاقي، أحكام القيمة)، إلى أحوال أو أفعال شعورية فردية؛ ووفقاً للرغبات والميول والأهواء والمنفعة، بمعنى أن الأحكام الذاتية هي أحكام فردية ناتجة عن ذات الفرد وشعوره وذوقه، ويقابلها الأحكام الموضوعية objective، وهي أحكام مستقلة عن عواطف الفرد وميوله ونزواته. فالذاتية تعد أساس الفكر الغربي بدءاً من سقراط[ر] الذي وجه انتباه الفلاسفة إلى ضرورة معرفة الذات، محولاً مجرى التفكير الفلسفي من السماء إلى الأرض، رافعاً شعار معبد دلفي «اعرف نفسك بنفسك».
المزيد »