logo

logo

logo

logo

logo

ميرتون (روبرت-)

ميرتون (روبرت)

Merton (Robert-) - Merton (Robert-)

ميرتون (روبرت ـ)

(1910 ـ 2003)

 

روبرت ميرتون Robert Merton عالم اجتماع أمريكي، ولد في جنوبي فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية لعائلة يهودية من أصل أوربي، ارتبط منذ صغره بالموسيقى والحياة الثقافية وتوجه نحو الفنون، تابع دراسته في جامعة هارفرد وأخذ بدراسة علم الاجتماع، وحصل على الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1936، وأصبح واحداً من أعضاء الهيئة التدريسية فيها، كما عمل في جامعة كولومبيا وأصبح أستاذاً فيها عام 1947، ومديراً لمركز الدراسات الاجتماعية المطبقة في الفترة (1942ـ1971).

عرف ميرتون مجموعة واسعة من الباحثين والمفكرين في مجالات عدة، أهمها في مجال علم الاجتماع، حيث كان على تواصل مع كل من بتيرم سوروكين Sorokin Pitirim وتالكوت بارسونز Talcott Parsons وغيرهم، وكانت له إسهامات كبيرة في تطوير التحليل البنائي الوظيفي في علم الاجتماع.

يميز ميرتون في التحليل الاجتماعي بين مستويين أساسيين يمكن للباحث الاجتماعي الاستفادة منهما إذا ما أراد تناول موضوعات مختلفة، فهو يميز مستوى الماكروسوسيولوجي Macrosociology الذي يولي اهتمامه بالقضايا العامة على المستوى الشمولي، كالقضايا الثقافية والحضارية، ومستوى الميكروسوسيولوجي Microsociology الذي يركز جلّ اهتمامه على القضايا الخاصة والمحدودة، وعلى المجموعات الصغيرة التي غالباً ما تكون تجريبية يمكن اختبار قضاياها ميدانياً كبحوث الطلاق والانحراف ودراسة الأدوار الأسرية والاجتماعية.

وتعرف نظرية ميرتون بأنها نظرية المدى المتوسط التي تسهم بتقديم فهماً أوسع للسلوك الإنساني والاجتماعي وللبنية الاجتماعية وللتغير الاجتماعي، ذلك أن البحث عن نظام كلي كما كانت الحال في الأنظمة الفلسفية الشاملة مصيره الإخفاق، وفي ذلك يعتقد ميرتون أنه لا يمكن بناء نظرية عامة لعدم وجود المعطيات الكافية لها، ولهذا من الأفضل تركيز الجهود لتنمية نظريات متوسطة المدى Middle Range Theory تساعد على اختيار مستوى من التحليل يمضي إلى ما وراء البحث عن الحوادث الجزئية، مع الحذر من الوقوع في تأملات نظرية مغامرة مقطوعة جذرياً عن الملاحظات.

ويعد تحليله للأدوار الاجتماعية واحداً من الإضافات التي قدمها ميرتون للتحليل الوظيفي، فالفرد في التنظيم الاجتماعي لا يؤدي دوراً واحداً، إنما مجموعة من الأدوار، فالأستاذ يعمل مع طلابه ومع المدير ومع الآباء، فهو أستاذ تارة وأب تارة ثانية وصديق تارة ثالثة وهكذا، ولكل دور من هذه الأدوار توقعات اجتماعية مختلفة وقد تتناقض في أحيان كثيرة، وقد حاول ميرتون أن يشرح مجموعة من الآليات التي يمكن أن تساعد على تجنب الصراعات وصولاً إلى مستوى من الاستقرار.

ويمكن رصد مجموعة من القضايا التي أضافها ميرتون إلى التحليل الوظيفي، منها بشكل أساسي تمييزه بين الوظائف العلنية والوظائف الكامنة للظاهرة الاجتماعية، وتحليله البدائل الوظيفية، ومعالجته الظواهر اللاوظيفية.

ففي إطار تمييزه الوظائف العلنية والكامنة أو المستترة للظاهرة الاجتماعية يجد ميرتون أن كل ظاهرة اجتماعية تحقق وظيفتين بآن واحد، إحداهما علنية وظاهرة، والأخرى كامنة ومستترة، ومثال ذلك ما تقوم به الجماعة من ممارسة للشعائر الدينية عند وقوع الأزمات الكبيرة فتتحقق بذلك وظيفتان أساسيتان، الأولى الوظيفية العقائدية، وهي وظيفة العبادة، وهذه الوظيفة الظاهرة العلنية، غير أن هذه الممارسات تعزز التضامن الاجتماعي، وتسهم في وحدة الجماعة، وهذه الوظيفة الكامنة، أو المستترة.

أما البدائل الوظيفية فيلاحظ ميرتون أن بنية الثقافة في كل مجتمع تسهم دائماً في تحقيق قدر كبير من التكيف الاجتماعي للأفراد من خلال ما يسميه بالبدائل الوظيفية، فالحاجة الإنسانية الواحدة يمكن أن تلبى في المجتمع الواحد بطرق عديدة، فإذا عجز الفرد عن تلبية حاجاته بهذه الطريقة أو تلك سرعان ما تنتج الثقافة طرقاً أخرى يستطيع الفرد من خلالها تحقيق حاجاته، ذلك أن كل عنصر ثقافي في المجتمع يمكن أن يؤدي أكثر من وظيفة واحدة، كما أن كل وظيفة يمكن أن تؤدى بطرق عديدة، وأن هذا التنوع في الوظائف التي تؤديها الأنساق الثقافية تساعد على عملية التكيف على نطاق واسع.

وأما الظواهر اللاوظيفية فيريد بها ميرتون تلك الظواهر المتعلقة بالانحرافات الاجتماعية والمشكلات والقضايا التي تعانيها شرائح اجتماعية مختلفة، كما هي الحال في مشكلات الطلاق والانحراف والجريمة وغيرها، فهي نتائج لخلل وظيفي في بنية التنظيم وليست لها وظائف محددة، ذلك أن بعض الأفراد لا يستطيع الوصول إلى أهدافه بالطرق المشروعة التي يرضاها المجتمع، لأسباب متعددة، الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن الطرق التي تساعده على تحقيق حاجاته بصرف النظر عن توافقها مع المجتمع، فتنتشر مظاهر الانحراف التي تعد في بعض أوجهها شكلاً من أشكال التكيف الاجتماعي.

أنجز ميرتون مجموعة من الدراسات والبحوث الاجتماعية المطبقة، أشهرها، «العلم والتقنية والمجتمع الإنكليزي في القرن السابع عشر 1938» Science,Technology and Society in Seventeenth Century England و«النظرية الاجتماعية والبنية الاجتماعية 1949» Social Theory and Social Structure.

بلال عرابي

الموضوعات ذات الصلة: 

 

بارسونز ـ البنيوية ـ سوركين ـ الماكروسوسيولوجية ـ الوظيفية.

 

 مراجع للاسـتزادة:

 

ـ غي روشيه، مقدمة في علم الاجتماع العام، ترجمة مصطفى دندشلي (مكتبة الفقيه، بيروت 2002).

ـ معن خليل عمر، معجم علم الاجتماع المعاصر (دار الشروق، الأردن 2000).

- RICHARD T. SCHAEFER and ROBERT Lam, Sociology, Academic Reviewers, (McGraw-hill 1995).


التصنيف : الفلسفة و علم الاجتماع و العقائد
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 216
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 527
الكل : 31811731
اليوم : 11274

برونر (جيروم-)

برونر (جيروم ـ)   جيروم برونر Jerome Bruner عالم نفس أمريكي، ولد في مدينة نيويورك عام 1915، وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد وعمل خبيراً في الإرشاد النفسي بالجيش الأمريكي إبان الحرب العالمية الثانية، ثم التحق بالكلية في هارفرد منذ عام 1945 وعمل أستاذاً لعلم النفس في جامعتي ديوك وهارفرد من عام 1952 حتى عام 1972، وأستاذاً في جامعة أوكسفورد في بريطانية من عام 1972 إلى 1980 وعمل كذلك معاون مدير مركز الدراسات المعرفية منذ عام 1961، ودرّس في المدرسة الحديثة للدراسات الاجتماعية بجامعة هربرت ميد في نيويورك في المدة ذاتها.
المزيد »