logo

logo

logo

logo

logo

الموسيقى العسكرية

موسيقي عسكريه

Military band - Musique militaire

الموسيقى العسكرية

 

تستخدم الموسيقى العسكرية لإثارة الحماسة والنشاط العسكريين، وفي الاحتفالات الوطنية، إذ تركز بصورة أساسية على الإيقاع القوي، لتُسمَع من جميع الأرجاء. وهي مقترنة بتاريخ الجيوش وانتصاراتها الحربية، وبعاداتها التنظيمية. ويتميز إيقاعها بـ«لحن السير» (المارش) march، وهو تحديد إيقاع السير في تنظيم خطوات الجنود.

تعود مرافقة الموسيقى العسكرية للجيوش إلى زمن غابر، بجوقات غنائية حماسية مرافقة بقرع الطبول والنفخ بالأبواق ذات الصخب القوي مثل البوكسان buccin (أبواق طويلة تحمل على الكتف). وكان الإغريق يحاربون على صوت آلات نايات البان Pan pipes (السيرنكس) syrinx (وهي تتألف من قصبات عدة مختلفة الأطوال مرصوصة بعضها إلى جانب بعض بنظام مرتب حسب أطوالها). أما الجرمانيون فكانوا يفضلون الطبول التي كانوا يستقدمونها من الصين.

كانت بعض الآلات الموسيقية الوترية [ر. الآلات الموسيقية] مثل الهارب [ر] harp والسيتار cithara مستخدمة ـ قديما ًـ في الموسيقى العسكرية، إلا أنها سرعان ما أُهملت لضعف شدتها، واستعيض عنها بآلات النفخ النحاسية [ر. الآلات الموسيقية] مثل أبواق القرون cors والأبواق القصيرة من نوع الكورنيت cornette والترومب trompe والصنوج، إضافة إلى بعض أنواع الطبول. ومن أوائل الذين أشاروا إلى أهمية استخدام الموسيقى العسكرية، العالم الفرنسي مرسين  M.Mersenne ت(1588ـ1648)، وعازف البوق الإيطالي فانتيني G.Fantini الذي كان في خدمة الملك فرديناند الثاني، وذلك في كتابه «طريقة العزف بالبوق» (1638). وكانت الموسيقى العسكرية بإيحاءاتها الفنية، سواء كانت بجوقات غنائية أم بفرق موسيقية تماثل المعارك القتالية في ضوضائها وصخبها، مثل النفخ في الأبواق وقرع الطبول والهياج وضجيج تلاطم مختلف الأسلحة وغير ذلك من مواصفات القتال، فأوحت إلى كثير من مؤلفي القرنين 16و17 استلهام هذه المواصفات في بعض أعمالهم الموسيقية منهم: كليمان جانكان Cl. Janequin، والإيطاليان أندريا وحفيده جوفاني غابرييلي [ر] A.G.Gabrieli، والألماني جان سويلنك J.Sweelinck وغيرهم كثير. وكان جان باتيست لولي [ر] J.B.Lully  قد ألّف قطعاً موسيقية عسكرية عدة، جُمعت في مصنف خاص فيما بعد عام 1705. وتطورت ألحان الموسيقى العسكرية فصارت مصنفاتها تضم ألواناً عدة من أنواع الموسيقى الخفيفة والراقصة والسمفونية.

ومن المؤلفين الذين كتبوا موسيقى عسكرية ـ إضافة إلى أعمالهم التقليدية ـ سبونتيني G.Spontini، وكيروبيني [ر]  L.Cherubini، وغوسيك F.J.Gosseck، وفيليدور A.Philidor، وساريت B.Sarrette، وفيبرشت  F.Wieprecht الذي حاز عام 1843 مرتبة قيادة الفرق الموسيقية العسكرية العامة للملكية البروسية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية برز سوزا J.Ph. Sousa، قائداً لفرقة الموسيقى البحرية الأمريكية.

تنوعت الفرق العسكرية، إذ بدأت بإضافة آلات النفخ الخشبية [ر. الآلات الموسيقية] ثم بعض آلات أسرة الكمان [ر]، وأصبحت تتألف من أنواع مختلفة مثل «فرقة الهارموني» [ر. الفرقة الموسيقية] orchestre d’harmonie. وصارت الأعمال الموسيقية العسكرية تنمو باطّراد مع تطور فرقها الموسيقية. وكانت أول مؤسسة ظهرت في فرنسا لفرقة موسيقية عسكرية عام 1762 تابعة لـ«الحرس الوطني» و«الحرس السويسري»، أما فرقة «الحرس الوطني» فقد تأسست عام 1795. وكانت فرقة المشاة العسكرية تضم أربعين عازفاً لآلات النفخ والإيقاع. وفي عام 1875 صدر قانون عام يوحد نظام الفرق الموسيقية العسكرية الفرنسية كافة.

ومن أبرز الألحان التي تنتمي إلى الموسيقى العسكرية، الأناشيد الوطنية (القومية) مثل النشيد العربي السوري «حماة الديار» من كلمات خليل مردم[ر] وألحان الأخوين فليفل [ر]، والنشيد اللبناني «كلنا للوطن» من ألحان وديع صبرا [ر]، والنشيد المصري «بلادي بلادي» من ألحان سيد درويش [ر]. ومن الأناشيد الوطنية الغربية: «المارسييز» Marseillaise «هيا فتيان الوطن» ألف عام 1792، والإيطالي «هيا أشقاء إيطاليا» (1848)، والإنكليزي «ليحفظ الله الملك (الملكة)» من ألحان لولي وتعديل هندل [ر] G.Handel.

حسني الحريري

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الأغنية ـ الآلات الموسيقية ـ الفرقة الموسيقية.

 

مراجع للاستزادة: 

 

ـ كورت زاكس، تراث الموسيقى العالمية، ترجمة: سمحة الخولي (دار النهضة العربية، القاهرة 1994).

- ANTHONY BAINES, Musical Instruments Through the Ages (Pelican Books 1961).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 50
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 512
الكل : 31809865
اليوم : 9408

الأكدية (اللغة-)

الأَكَّديّة (اللغة ـ)   تنتمي اللغة الأَكَّدية Akkadian language إلى أسرة اللغات المسماة «الساميّة»، وتمثّل ـ بحسب التقسيم الجغرافي الشائع لها ـ المجموعة الشرقية منها. شاعت في بلاد الرافدين Mesopotamia منذ منتصف الألف الثالث ق.م، واستمر استخدامها حتى القرن الأول الميلادي. سميت بالأَكَّديّة نسبة إلى مدينة أَكَّد أو أَكّاد عاصمة أقدم مملكة ساميّة في بلاد الرافدين.
المزيد »