logo

logo

logo

logo

logo

النخيل

نخيل

Date palm - Dattier

النخيل

 

نخيل التمر date palm الذي يسمى أيضاً «شجرة العرب وشجرة الحياة في المناطق القاحلة» يعدّ من أقدم الأشجار المثمرة في العالم، مستديم الخضرة وطويل العمر، والعرب من الشعوب التي بينها وبين النخيل والتمر علاقة حميمة منذ قديم الزمن ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالحضارتين العربية والإسلامية وتراثهما، ليس لأن أراضيهم هي من أنسب الأراضي لزراعته، بل أيضاً لكثرة ذكره في القرآن الكريم والحديث الشريف، وللفوائد العديدة لثماره، إذْ يعدّ وجبة كاملة تضم ما يحتاج إليه جسم الإنسان من عناصر مختلفة. فقد ورد ذكر النخيل في ست وعشرين آية قرآنية موزعة على ست عشرة سورة، منها قوله تعالى: ]وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِين[(الأنعام 141)، والآيات الكريمة كثيرة في هذا الشأن تصف ثمرات النخيل بالرزق الحسن، كما جاء ذكره في الأحاديث النبوية مثبتاً أيضاً أهميته الغذائية وفوائده الطبية في حياة الإنسان، فهو غذاء ودواء، وقد قال رسول اللهr: «من تصبّح بسبع تمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سُمّ ولا سحر»، كما كان يحض على الإفطار في شهر رمضان بالتمر، وشبَّه النخلة بالمؤمن في شموخه وعلو همته وصلابته في الحق وخيره وعطائه الذي لا ينقطع طوال العام.

اختلفـت الآراء فـي موطنـه الأصلـي، يقـول العالـم الإيطالـي أوداردو بكـاري  Odardo Becari إن موطن النخيل هو الخليج العربي، ولا ينتعش نموه إلاّ في المناطق شبه الاستوائية حيث تندر الأمطار، وتتطلب جذوره وفرة الرطوبة، ويقاوم الملوحة إلى حد كبير، وتتوافر مثل هذه البيئة في غربي الهند وجنوبي إيران ولاسيما على سواحل الخليج العربي. ويشير العالم الفرنسي دي كاندول De Candol إلى أن النخيل نشأ منذ عصور ما قبل التاريخ في المنطقة شبه الحارة والجافة الواقعة بين خطي العرض 15ـ30 ْ شمال خط الاستواء، ومنها انتشر إلى الهند والشرق الأقصى حتى بلاد الصين، وغيرها.

حُظيت هذه الشجرة عبر قرون متعددة بأهمية كبرى، وتدل على ذلك الآثار التي تركتها أمم خلت على جدران المعابد والمقابر وفي صحائف وكتب كثيرة، فقد احتلت هذه الشجرة مكاناً مرموقاً في قائمة النباتات التزيينية المستخدمة في تنسيق الحدائق المصرية القديمة، وعرف المصريون القدماء طريقتي حفظ ثمارها مدة طويلة: تجفيفياً، أو في كتلة منها مضغوطة في أكياس من جلود الماعز والأرانب البرية، وتوجد في معابدهم صور ورسوم لتلقيح النخيل، وفي مدينة «ماري» القديمة الواقعة على بعد 13 كم غرب البوكمال في سورية كانت شجرة النخيل من الأشجار المزروعة بكثرة في النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. وقد ترك العموريون سكان هذه المدينة وما حولها آثاراً فنية كثيرة تدل عليها.

طوَّر البابليون غرس النخيل على ضفاف الفرات قبل الميلاد بنحو خمسة آلاف عام، ووصفوا نحو عشرين صنفاً بفوائدها المفضلة، إذ كان التمر يتصف بما لا يقل عن نحو 365 فائدة لديهم، ومنها مثلاً استخدام التمر على شكل لبخة لعلاج الرضوض والأورام والدمامل والقروح، وتؤكد الأهمية العظيمة للنخيل ما ورد في شريعة حمورابي التي نصّت على حمايته وتحديد طرائق غرسه وتلقيحه. كذلك اهتم الفينيقيون بنخيل البلح حتى وصل إلى فينيقيا وسورية وجنوبي البحر المتوسط، ولهذا سمي جنسه بالاسم العلمي phenix، كما كانت شجرته مقدسة لدى التدمريين في تدمر قبل الميلاد بعقود عدة من الزمن، وتؤكد أهميتها كلمة تدمر، فهي تحريف لـ (تاد ـ مور) أي بلد النخيل.

ذُكر النخيل في التوراة والإنجيل، وفي الطب القديم مادة طبية مهمة، وفي الأدب العربي أُعجب الشعراء والكتاب بجمال شجرته وروعتها ومنها بيت للمعري:  

كُنْ كالنخيلِ عنِ الأحقادِ مرتَفِعاً           يُرمى بحجرٍ فيعطي يافعَ الثمرِ

وقوله:

شربنا ماءَ دجلةَ خيرَ ماءٍ                 وزرْنا أشْرَفَ الشجرِ النخيلا

وتغنّى العرب في أشعارهم بالنخيل كثيراً وعدّوه أمير الحقول وطعام الغني والفقير، وزاد المسافر والمغترب.

وقد ثبت أن مدينة أريدو التي تقع على مسافة نحو 19 كم جنوبي آرر تعدّ من مدن ما قبل الطوفان، ومنطقة رئيسية لزراعة النخيل، وتدل النقوش السومرية التي وجدت في جنوبي العراق والخليج على انتشار النخيل في تلك المناطق منذ قديم الزمن. ووجد في القطع الطينية الأثرية في بلاد ما بين النهرين منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد ما يشير إلى عملية التلقيح، وأدركوا أن النخل ذكر وأنثى، فسّموا الذكر فحلاً والأنثى نخلة، كما عُثر في العراق على لوحة أثرية مسجّل عليها طريقة التلقيح الصنعي.

الأهمية الاقتصادية والبيئية

يقدر عدد أشجار النخيل في العالم بنحو 105 ملايين نخلة تنتشر على مساحة نحو 800 ألف هكتار، منها 62.5 مليون نخلة في الوطن العربي أي نحو ثلثي عدد أشجار النخيل في العالم، يعتمد اقتصاد دول الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا اعتماداً أساسياً على إنتاج التمر. كما يزرع بكثرة أيضاً في جنوبي إفريقيا وشرقيها، وجنوبي أمريكا ووسطها، وفي إسبانيا وإيطاليا. وتعدّ العراق من أهم البلاد المنتجة للتمور وتمثل المساحة المغطاة فيها نحو 37% من المساحة العالمية العامة عام 1985.

تُعدّ النخلة ملكة أشجار الزينة، بل ملكة المملكة النباتية، وتصدر الدول العربية نحو 87% من الإنتاج العالمي من التمور، ويشغل العراق الترتيب الأول (نحو 26% من إنتاج الوطن العربي) بين البلدان المصدّرة.

 

عدد الأشجار

 

المنطقة

المساحة (هكتار)

الإجمالي

المثمر منها

الإنتاج (طن)

تدمر

700

123000

60000

2200

دير الزور

263

75000

43000

1650

بقية المناطق

7

11000

2000

150

الإجمالي

1000 209000 105000 4000

الجدول (1) انتشار زراعة النخيل في سورية عام 2004

 

وفي سورية تنتشر زراعة النخيل اليوم في تدمر ودير الزور والميادين والبوكمال وتستحق التوسع ولاسيما في مناطق شرق نهر الفرات وغربه ـ وجنوبي تدمر وغربيها ـ والمنطقة الساحلية (الجدول 1).

وتعمل الجهة المختصة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سورية على حصر سلالات النخيل البذرية الأصل في المحافظات المختلفة وتوصيفها وتصنيفها ولاسيما في تدمر لاصطفاء الجيد منها إنتاجاً ونوعية وتسميتها بأسماء محلية لتصير أصنافاً سورية، إضافة إلى تطوير مختبر الإكثار بزراعة النسج علمياً وتقنياً في حلب.

تُستخدم أشجار النخيل مصدّات للرياح [ر] لحماية الحمضيات من أثر الصقيع والرياح الشديدة وغيرها من الزراعات التحميلية الخضرية والثمرية، إضافة إلى فوائدها البيئية والنفسية والحيوية، وفي حماية الترب من الانجراف وتشكيل واحات على الكثبات الرملية الجافة في الصحاري.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة المباشرة على امتداد الوطن العربي بتنفيذ خطط علمية مدروسة لتبقى شجرة النخيل موطنّة في موطنها الأصلي، وفي ذاكرة أبنائها ووعيهم لأهميتها البيئية والاقتصادية.

القيمة الغذائية والصحية

الشكل (1) نخلة ذات قطر ثابت

أثبتت أحدث التحاليل الكيمياوية الغذائية أن حبوب لقاح نخيل البلح تدخل في تركيبها مكونات متعددة مثل: سكر القصب وبروتينات الكلسيوم والفسفور والحديد وڤيتامين C وڤيتامين B والروثين والإيسترون estrone والهرمونات المنشطة للجنس gonadotropin وغيرها.

حبوب اللقاح مقوية للجسم والجنس عموماً وللشعيرات الدموية، تمنع النزيف الدموي الداخلي، وتعدّ علاجاً ناجحاً للعقم عند الرجال والنساء، ولالتهاب المرارة، كما تمنع العطش والإسهال والحميّات وتقوي المعدة وتهدئ الأعصاب وتفيد في علاج الكلى والمثانة وعسر البول والعشى الليلي وفي شد المفاصل الرخوة وتقوية القلب.

ويمكن طبخ الجمارة (وهي الجزء الغض الأبيض الحلو المذاق في قلب جذع النخلة) بالطريقة التي يعدّ بها الفطر والكمأة، أو تخليلها، أو أن تؤكل مباشرة.

وفيما يتعلق بثمار التمور فهي تحتوي على مكونات مغذية ومفيدة، ولاسيما بعد أداء التمرينات العنيفة جسميا،ً كما تبين أنها تفيد كثيراً في علاج البلاميرا وفقر الدم (الأنيميا)، وتساعد على إشاعة الهدوء النفسي.

تُعد ثمار البلح من أغنى الفواكه بالسكريات الطبيعية وأرخصها، إذ تبلغ نسبة السكريات فيها (الفركتوز fructose والغلوكوز glucose) نحو ء8.70% وهي سهلة التمثيل في الجسم، وتحتل الثمار المكانة الأولى بقيمتها الحرورية، تؤكل طازجة وجافة، ويعتمد عليها في الجزيرة العربية مادة غذائية أساسية، ونادراً ما يخلو منزل منها إلى جانب الدقيق والحليب. تصل قيمتها الحرورية إلى نحو 3400 كيلو كالوري/كغ (سعرة حرورية)، تدخل في تركيبها أيضاً المكونات الآتية (من الوزن الرطب):

ماء: 13ـ 26%، مادة جافة: 86.2%، بروتين: 6.2 ـ 9.1%، دهون: 2.5%، رماد: 1.9%.

لُقّب التمر «بالمنجم» لغناه بالمعادن، إذ تمدّ 100 غ من التمر/ يوم كامل احتياجات الجسم اليومية من كل من المغنزيوم (150 مغ)، والمنغنيز والنحاس (21 مغ) والكبريت نحو 65 مغ، ونصف احتياجه من الحديد (2 مغ) وربعه من الكلسيوم (70 مغ) والبوتاسيوم (790 مغ) إلى جانب عناصر الصوديوم نحو 9 مغ والفسفور (72 مغ) والكلوريد نحو 29 مغ والكلور نحو 3 مغ والسيلينيوم (300 مغ) وغيرها.

تحتوي التمور على ڤيتامينات A و D و E و C وهي من مضادات الأكسدة، إضافة إلى ڤيتامينات أخرى مثل B1 و B2 و B3 و B6 والبيوتين biotin المقوّي لمناعة الجسم، ومركبات فلاڤو نويدية التي تعمل محفزاً للقلب ومقوية لجدران الأوعية الدموية الشعرية، مما يفيد كثيراً في علاج حالات كثيرة عند النساء في أثناء نفاسهن، كما يمكن استخدامه علاجاً لفقر الدم لاحتوائه على الحديد والنحاس وڤيتامين B2.

وإلى جانب المكونات السابقة الذكر يعمل حمض الفوليك folic acid، وصبغة الأنثوسيانين anthocyanin في ثماره الحمراء مضادين للأكسدة، كما يعمل أيضاً مضادات للفطريات والبكتريا والڤيروسات، ولمنع الإصابة بالسرطان ولاسيما المركب 1 ـ 3 بيتاديغلوكان 1ـ 3ـ bβ- diglocane الذي ينشط جهاز المناعة والحماية من الإشعاعات الضارة المختلفة والهاتف الجوال وهو من مضادات الأكسدة المهمة، كما يمنع التمر تسوس الأسنان لاحتوائه على الفلور، ويقي من تصلب الشرايين ويخفّض نسبة الكوليسترول في الدم.

تُصنع من التمور أيضاً العصائر والمربيات و«الآيس كريم» وأطعمة الأطفال والمشروبات الروحية والشرابات العادية، كما تُصنع أوراق المناديل من جذع الشجرة وأوراقها، وبعض الآلات الزراعية والأواني من أوراق الجذع والحصر والمكانس والمراوح من خوص الأوراق، ومن ليفها الحبال والحشايا، وتستخدم نواها علفاً للإبل، وفي صناعة الأدوية.

ويعد الرطب من المواد الملينة التي تنظف القولون. تستعمل التمور في الحالة الطازجة أو معجونة أو مطحونة وفي صناعة الخمائر والمضادات الحيوية والكحول الطبي والمعجنات والحلويات المختلفة، وينتج منها شراب منعش ومقو للجسم، كما يستخدم عسل التمر (الدبس) في تركيب بعض الأدوية.

الشكل (2) المجموعتان الخضرية والجذرية

 

الشكل (3) شماريخ أنثوية وذكرية 1ـ شماريخ (بيضاء) قابلة للتلقيح

 2 ـ شماريخ (خضراء) غير قابلة للتلقيح  3 ـ شماريخ ذكرية

الوصف النباتي والخصائص الحيوية والتلقيح

المجموعة الخضرية: شجرة دائمة الخضرة ثنائية المسكن، أزهارها أحادية الجنس، تسمى الشجرة الذكر «الفحل» والمؤنثة «النخلة»، جذعها طويل أسطواني الشكل يندر تفرعه، مغطى بطبقة سميكة ليفية متكونة من قواعد السعف (الأوراق الريشية)، قطره ثابت لا يزداد حجماً لغياب الطبقة المولـدة (الشكل 1). يبلغ ارتفاع شجرة بعض الأنواع نحو 28م، لا تدخل الشجرة في مرحلة السبات وتستمر بنموها ما دامت تتوافر درجات الحرارة المناسبة، سعفها مركبة ريشية بطول نحو 4 م ذات عنق قصير ومشوك.

تنشأ النورات الزهرية من البراعم العرضية المتكونة في آباط السعف، تتفتح الجبابات أو الشماريخ المذكرة في فصل الربيع لتنشر طلعها الأصفر والذكي الرائحة، وهي أكثر انتفاخاً من الجبابات المؤنثة التي لا رائحة لأزهارها المتفتحة البيضاء اللون (الشكلان 2 و3).

التمرة عنبة داخلها نواة واحدة، وقد يكون غلافها جافاً في التمر أو نصف جاف في البلح العمري أو طرياً في بلح زغلول والأمهات والحياتي ودوقلة نور وغيرها.

تنمو الشجرة سنوياً نحو 45 سم مكونة نحو 20ـ25 سعفة عليها، ويكون نمو الشجرة المذكرة أسرع وأقوى بكثير من الشجرة المؤنثة. تثمر الشجرة في عمر 4ـ10 سنوات حسب الأصناف ونوع التربة وتستمر بالحمل الثمري حتى عمر 100 سنة.

تحمل الثمار عنقودياً على الشماريخ، فيصل وزن كل منها إلى نحو 25 كغ، ويمكن أن تحمل الشجرة الواحدة نحو 10ـ20 شمراخاً يبلغ طول كل منها نحو 30ـ80 سم في النخلة أو الفحل، تعيش السعفة 4ـ7 سنوات ويمكن أن يصل عددها إلى 100ـ125 سعفة في الشجرة الواحدة.

المجموعة الجذرية: تتكون من أربع مناطق وهي (الشكل 2):

ـ منطقة الجذور التنفسية (I) تنمو بدءاً من قاعدة الجذع وتصل حتى عمق 25 سم، ثم منطقة جذور التغذية أساساً (II) حتى عمق 75 سم، ثم المنطقة الثالثة (III) وهي منطقة الامتصاص الأساسي للماء، تتعمق بعيداً في التربة وتدياً لتكون الطبقة الرابعة الجذرية (IV).

التلقيح والإخصاب

يمكن أن تلقح أزهار النخلة طبيعياً بوساطة الرياح نقلاً من أزهار الفحل، ويتطلب هذا التلقيح توافر عدد من الفحول يساوي عدد النخلات، لذلك يعدّ التلقيح الطبيعي غير اقتصادي، ولا بد من إجراء التلقيح الاصطناعي يدوياً أو آلياً، وذلك بجمع الشماريخ الزهرية منذ انفتاح الشمراخ الذكري الناضج، إذ تؤخذ منه فريعات زهرية لتلقيح أزهار الشمراخ الأنثوي الناضج في حال كونه منفتحاً، وفي خلاف ذلك يقطع الجباب أو الإغريض الذكري قبل انشقاقه طبيعياً، وتحفظ شماريخه الزهرية المذكرة بعد تجفيفها إلى حين إزهار الشماريخ الأنثوية في مكان جاف ونظيف في درجة حرارة 4 ْم ورطوبة نسبية نحو 34%، وحين انشقاق شمراخ الأزهار المؤنثة على النخلة في بداية شباط/فبراير حتى منتصف نيسان/أبريل يتسلق عليها الملقّح ويضع يدوياً فيه عدة شماريخ مذكرة. وقد أمكن بنجاح إجراء التلقيح الآلي بديلاً من التلقيح اليدوي باستخدام الملقحات الآلية، مثل ملقحة بابل والإسكندرية واليابانية وحمورابي وعمر وغيرها، سواء كان استخدامها من الأرض أم في قمة النخلة (الشكل 4). ويمكن للعامل أن يلقح نحو 2000 نخلة آلياً في الموسم الواحد وأن يمر ثلاث مرات على كل نخلة وباستعمال غرام واحد من اللقاح لكل شمراخ مؤنث منفتح الأزهار. كما يُلف أو يُكيّس الإغريض المؤنث بعد تلقيحـه مدة 30ـ40 يومـاً لزيادة نسبة العقد الزهري (الشكلان 5 و6). ومن المهم جداً التحري عما يسمى بالتوافق الجنسي أو التزاوجي (ظاهرة اكزينيا xinia) لإخصاب النخلات، مثل الفحول الغنامي والسيوي في مصر وموسك mosque في كاليفورنيا وفحول محلية في تدمر (سورية).

الشكل (4) التلقيح الألي

الشكل (5) عملية التوزيع المنتظم للعذوق على النخلة

 بعد خف السيء منها والمزاحم

الشكل (6ـ أ) تكييس الشماريخ بعد تلقيحها

الشكل (6ـ ب) تكييس الأغاريض في أثناء نضجها

تمر الثمرة في أثناء نموها بعد الإخصاب الزهري بأربع مراحل مميزة تستغرق نحو 15ـ23 أسبوعاً هي:

1ـ مرحلة الحبابوك: تكون الثمار فيها بطيئة النمو، ولونها أخضر داكن. 2ـ مرحلة البلح أو الكمري الحجري: تصير الثمار خضراء اللون وتستطيل كثيراً وذات طعم حامض. 3ـ مرحلة الحلال أو البسر: يكتمل نمو الثمار فيها ويزداد تراكم السكريات فيها. 4ـ مرحلة التمر: يتماسك لحم الثمار في القوام وتتجعد قشرتها دليلاً على نضجها.

المتطلبات البيئية

تجود زراعة النخيل في المناطق الحارة الجافة صيفاً وذات الشتاء الدافئ الذي لا تنخفض فيه درجة الحرارة دون 9 ْم، ولا يتعرض للتجمد مدة طويلة. ولكي تصل الثمار إلى مرحلة النضج (التمر) لابد من صيف طويل وحار، ولاسيما في أثناء تحول الثمار من مرحلة الحلال إلى الرطب ثم إلى التمر. ولا تصل الثمار إلى مرحلة التمر في كثير من دول حوض البحر المتوسط، مما يؤدي إلى جني المحصول في مرحلة الرطب وتركه لينضج صنعياً. وهذا على خلاف مناطق زراعة النخيل في الجزيرة العربية والعراق وجنوب غربي إيران حيث تنضج الثمار وهي على نخلاتها.

يقاوم النخيل الصقيع بقواعد سعفه والليف في فصل الشتاء، وتقاوم قمته المحمية جيداً درجات الحرارة دون الصفر المئوي (حتى ـ 10 ْم)، وكذلك اختلافات درجات الحرارة مابين الليل والنهار، كما تختلف مقاومة النخيل لدرجات الحرارة المنخفضة حسب الأصناف، فثمة أصناف شديدة المقاومة مثل: الزهدي والخستاوي والأشرسي وحياني وسامير، وأصناف متوسطة المقاومة مثل: دوقلة نور والديري والبرحي والقنطار والخضراوي والمجهول والمكتوم، وأصناف ضعيفة المقاومة مثل: البريم والغرسي والحلاوي والخلاص والغرس وغيرها.

تزهر أشجار النخيل في درجة حرارة نحو 18 ْم على الأقل في الظل، ولا تثمر ما لم تتجاوز درجة الحرارة 25 ْم بين بداية أيار/مايو ولغاية تشرين الأول/أكتوبر، وتحدد مناطق زراعة أصناف النخيل كما يأتي:

للأصناف المبكرة والطرية: المناطق ذات المجموع الحراري بين 1205 و 1982 ْم.

للأصناف نصف الجافة والجافة: المناطق ذات المجموع الحراري بين: 1983ـ2593 ْم.

يخشى النخيل أمطار فصل الربيع في أثناء مرحلة الإزهار، وتسبب أمطار فصل الخريف سقوط الثمار، ولابد من توافر رطوبة نسبية جوية أقل من 40% للحصول على ثمار جيدة النوعية.

تقاوم شجرة النخيل الجفاف وملوحة التربة والرمال وتعيش في سائر أنواع الترب وتقاوم العواصف والأعاصير الشديدة، وتفضل الترب الخصبة والعميقة (75-90% رمل و 10ـ25% طين أوغضار)، تتحمل درجة ملوحة التربة حتى 10 مليموز/سم في التربة وحتى نسبة ملوحة 3% في مياه الري، وتموت الأشجار بريها بمياه تحتوي على 4.8% من الملوحة. وتستفيد من ماء التربة حتى عمق 6 م وأفضله ما بين 25ـ120 سم، ولابد من توفير الري اللازم في حينه وبمعدل 700 ل ماء/شجرة في كل رية، أو بغمره غمراً كافياً بالماء مرة واحدة في السنة.

نخيل التمر محب للنور المباشر والأشعة المباشرة للشمس، ولا تثمر هذه الشجرة في المناطق التي يزيد ارتفاعها على 1500 م فوق سطح البحر.

طرائق الإكثار والزراعة وخدماتها

يكاثر النخيل بذرياً أو خضرياً، وينحصر اليوم استخدام الإكثار البذري في إنتاج أصناف جديدة هجينة، أو لنقل بعض الصفات الوراثية المميزة، وتعطي هذه الطريقة نخلات وأفحلاً بنسبة 50% من كل منها، وتكون ثمارها أقل جودة من ثمار الأشجار المكاثرة خضرياً.

تعدّ طريقة الإكثار الخضري هي الأساسية والواجب اتباعها في الإكثار الاقتصادي والنوعي، تستعمل الخلائف (الفسائل) الكبيرة النامية حول جذع النخلة أو الفحل على مستوى سطح التربة وبقربه؛ وتكون في عمر 4 سنوات، وطول 1ـ2 م، وبوزن 12ـ25 كغ. تفصل الخلائف جزئياً في فصل الربيع وكلياً في أواخر فصل الصيف عن الشجرة الأم بعد تكوين جذور عرضية ومستقلة لها، وتزرع في مدة بين شهري آذار/مارس وأيار /مايو حسب الموقع، وذلك بعد قطع نحو ثلث طول السعف الخارجية ونحــو 10 سم من السعف الداخلية، ثم تربط أجزاؤها العلوية ربطاً ليناً بحبل ليفي يزال في بداية النمو الربيعي، أما إذا كانت الخلائف صغيرة الحجم فتزرع في المشتل حيث تربى مدة عامين لتقوية نموها جذرياً وخضرياً، وإخضاعها لعملية اصطفاء شديد حين اقتلاعها لتكون مناسبة للزراعة في أرضها الدائمة، وتبكر في الموعد التجاري لإثمارها. ولابد من معالجة سطوح القطع بمبيد فطري لحمايتها من الأمراض.

كما يمكن إكثار بعض الأصناف النادرة والمرغوب فيها تجارياً بالترقيد الهوائي للنموات الجذعية الجانبية (المسماة بالراكوب) وذلك بإحاطتها بأكياس لدائنية مملوءة بالخث peat-moss المرطب، وبعد تجذيرها تفصل عن الجذع الأم وتزرع في المشتل، ومن ثم في الأرض الدائمة بعد حصولها على الحجم المطلوب خضرياً وجذرياً.

وفيما يتعلق بإكثار غراس النخيل بزراعة الأنسجة فقد أمكن اليوم إنتاج أعداد كبيرة جداً من غراس نخيل التمور مماثلة وراثياً لأمهاتها وسليمة من الآفات المختلفة، ولاسيما الڤيروسية، فـي ثلاث سنوات، وهذا من أفضل الأصناف إنتاجاً ونوعية تجارية والتي تكاثر مباشرة من البراعم الطرفية أو الجانبية وليس من نسيج الكالس [ر: زراعة النسج النباتية].

زراعة النخيل وخدماته الزراعية

يُتّبع الترتيب الرباعي في زراعة الغراس، أو على خطوط متوازية، أو على خط واحد. تدفن الغرسة بالتراب حتى أسفل البرعم القمي في حفرة أبعادها 1×1 م، وعلى مسافات 9 × 9م أو 10×10م فيما بين الغراس أو على 4×4م في الزراعة الكثيفة [ر: الغراسة]. وتروى مباشرة بعد الغرس ويومياً إلى حين بدء النمو القمي، ومن ثم تُروى حسب قوة نمو الغراس والشروط المناخية والتربة. يفضل تغطية الغراس بخيش نظيف لفاً وربطاً خفيفاً وذلك إلى حين استطالة نمو السعف الحديثة من قلب قمة الغرسة. وتزرع الفحول على محيط الأرض والنخلات في وسطها بعد إقامة مصدات الرياح [ر].

كما لا بد من اتباع الخدمات الزراعية المختلفة لزيادة القيمة التسويقية للثمار يمكن تلخيصها كما يأتي:

ـ تنظيف واحات النخيل بالتعشيب والحراثة، وتستمر عمليات الخدمة طوال السنة تقريباً وحسب الحاجة للحصول على أشجار قوية النمو وذات مردود اقتصادي جيد.

ـ إزالة السعف الجافة والخفّ في المراحل الأولية للنمو والإثمار، وذلك بإزالة طبقتين أوثلاث من قواعد السعف إزالة كاملة وتقصير طبقة السعف الثالثة والمحافظة على قحوف (قواعد) طويلة من السعف يمكن استعمالها مسنداً لأغاريض التمر، كما لا بد من خفّ الثمار بقطع ربع طول الشمراخ الزهري المؤنث قبل تلقيحه للتخلص من أزهاره النهائية الضعيفة، أو إجراء خفّ في وسط الشماريخ الزهرية المتزاحمة وذلك في شهر حزيران/ يونيو، أو أيضاً الخفّ باستخدام محلول الإيثفون ethephon بتركيز 200 ـ 400 جزء من المليون بعد العقد، ويستحسن تغطية الشماريخ (العذوق) الملقحة بأكياس مثقبة لزيادة نسبة العقد والتبكير في النضج وزيادة حجم الثمار وجودتها، ولتسهيـل عمليـات التكييس (الشكل 6أ وب) وجمع الرطب والإضاءة والتهوية وتقليل سقوط الثمار بالرياح، كما يمكن خفّ عدد الأغاريض الثمرية (العذوق) المزاحم منها وغير الجيد بنسبة ربعها. وتقطع العذوق وهي في داخل أكياسها المشبكة وتُنقل إلى المكان المخصص لتجميع الثمار وتوضيبها.

ـ من المفيد جداً إزالة النموات الشرهة من على قواعد السعف وعلى الجذوع وإزالة بقية عذوق السنة السابقة والسعف المصفرة والجافة والمريضة، وأن يُترك على كل نخلة في طور إثمارها المليء نحو 100ـ125 سعفة، وان يحافظ على نحو 8ـ10 سعفات لكل أغريض (عرجون) ثمري سبيطة ثمرية مؤنثة.

العمر

 (سنة)

 N

     غ / نخلة

 P

     غ / نخلة

 K

     غ / نخلة

4 200 180 80
10 أو أكثر 320ـ600 500ـ800 200ـ700

الجدول (2)

ـ ينبغي استعمال السماد الأخضر (الفصفصة والبرسيم وغيرهما) بين الأشجار في طور الإثمار المليء، وإضافة 20 طناً من السماد العضوي المتخمر إلى الهكتار كل 3ـ4 سنوات في فصل الشتاء، وإضافة الأسمدة المركبة سنوياً كما يضاف السماد الآزوتي على ثلاث دفعات والفسفور والبوتاس (الجدول2) [ر. التسميد] في فصل الربيع أو فصل الخريف.

ويُراعى وضع الأسمدة بعيداً عن الجذع بنحو 50 سم، ويمكن الاستغناء عن التسميد الكيمياوي حين اتباع طريقة الزراعة البيئية لمحاصيل أخرى حولية أو أشجار مثمرة في الواحات المروية؛ يجري تسميدها أصولاً، وينصح باستعمال السماد المركب بالتراكيـز K10 -P10 -N20 بمعدل 6 كغ لكل نخلة مع إضافة 50 كغ من السماد العضوي في طور الإثمار المليء في الترب المتوسطة الخصوبة.

وفيما يتعلق بعملية الري فيمكن أن يتم بطريقة الأخاديد الموازية لخطوط الشجر أو على شكل حلقات حول الأشجار وبكميات كبيرة تراوح بين 15000 و28000 م3/سنوياً حسب العمر والتربة والطريقة. كما يمكن اتباع طرائق الري تحت السطحي أو الرذاذي أو بالتنقيط [ر. الري في الزراعة].

الأصنــاف

يبلغ عدد الأصناف عالمياً نحو 2500 صنف، منها أكثر من نحو 2000 صنف في الوطن العربي (نحو 600 صنف في العراق وأكثر من 400 صنف في المملكة العربية السعودية وأكثر من 450 صنفاً في شمالي إفريقيا وأكثر من 100 صنف في مصر والسودان، إضافة إلى الأصناف المنتشرة في عمان ودول الخليج واليمن الجنوبي والشمالي وغيرها). وتمثل الأصناف التجارية المهمة والمعروفة نسبة ضئيلة منها، ومن أهم الصفات المعتمدة في التمييز بين الأصناف لون الثمار وشكلها وحجمها ونواها وسمك القشرة ولونها وموعد نضج الثمار وقوام لحمها. ويعدّ تصنيف الأصناف حسب قوام لحم ثمارها من أهم الصفات من الناحية التجارية والجودة.

ومن أهم الأصناف المنتشرة في الوطن العربي (الشكل 7 ):

 

الشكل (7) أهم أصناف النخيل المنتشرة في سورية والوطن العربي

الحلاوي، الخضراوي، سامير، الخستاوي، الزاهدي، البرحي، المكتوم، الديري، الخلاص، نبوت سعفي، الشلبي الحلوة، الصفاوي، الزغلول، السيوي، السكوتي (البركاوي)، الحياني، البرتمودا، المجهول، دوقلة نور.

ومن أهم الأصناف في سورية: الخصاب والخلاص والبرحي واللولو والخنيزي وجش ربيع والبربن والأمهات والسماني وزغلول وزاهدي والخستاوي والأشرسي ومكتوم والمطواح وأصابع العروس وخياره. وهناك مجموعة كبيرة من سلالات النخيل البذرية الأصل في تدمر والبوكمال والميادين جرى ويجري حصرها وتوصيفها لاعتمادها أصنافاً سورية. وقد بلغ عدد أهمها نحو 25 صنفاً.

قطافه وتسويقه وإنضاجه

الشكل (8) القطاف اليدوي

تقطف الأغاريض كاملة في الأصناف التي تنضج ثمارها دفعة واحدة وبوقت واحد، أما الأصناف التي يتفاوت فيها موعد نضج ثمارها ويدوم مدة طويلة مثل مجدول ودوقلة نور فتُقطف قبل نضج ثمارها (ذات اللحم الجامد) الذي يُستكمل والثمار على عذوقها بعد القطف. وتُقطف ثمار أصناف التصدير على مراحل وحسب درجة نضج ثمارها التسويقي.

تجمع ثمار الاستهلاك المحلي حين تلينها وبلوغها طور الرطب أو طور التمر (فوق النضج)، وتكون ذات لون فاتح أو غامق، متغضنة القشرة لفقدها كمية كبيرة من مائها، وتقطع أغاريضها (سبائطها) كاملة وتنقل إلى مكان إنضاجها صنعياً.

تقطع الشماريخ يدوياً بالتسلق على الأشجار وبسكين حادة (الشكل 8) ومن ثم يرمي العامل بها على باشق إلى جانب الجذع، أو يجري تمرير الشماريخ من يد إلى أخرى للعمال، أو وضعها في سلل خاصة تنزل تدريجياً من يد إلى أخرى على الشجرة، وتتبع اليوم طريقة القطف الآلي بحيث يرفع عامل القطف آلياً إلى المستوى المطلوب على الأشجار لتسهيل عملية القطف والنقل.

يمكن تعبئة الثمار في الحقل بعد القطف في سلل أو صناديق خاصة محلية الصنع، أو تنقل الأغاريض إلى الأسواق لبيعها مباشرة، أو تفرط ثمارها الناضجة وتفرز وتستبعد الثمار المصابة واللا بذرية لتقديمها علفاً للحيوانات.

تخضع التمور في وحدة التوضيب قبل تعبئتها في علب ورقية و«كرتونية» أو لدائنية أو خشبية لعمليات عدة حسب نماذجها في أوعية مختلفة وحسب البلد المستورد بعد تجفيفها جيداً، وتصنف الثمار في ثلاثة نماذج وهي: البلح الجاف (يصدر في أكياس أو سلل نخيلية تزن نحو 50 كغ، والبلح الطري الذي يحول إلى معجون من دون نوى وبوزن 1ـ5 كغ، وبلح الأصناف الفاخرة (دوقلة نور ومجدول والمكتوم والمجهول وغيرها)، تعبأ ثمارها في صحون أو صناديق خشبية حسب طلب المستورد بوزن 250 غ إلى 30 كغ بعد فرزها إلى ثمار ممتازة و نموذجية وتجارية أو مخلوطة وغيرها، كما يمكن ترطيب الثمار بمحلول الغلوكوز للحفاظ على سكر الثمار، أو بتمرير الثمار في أفران بخارية خاصة، ومن ثم تبستر الثمار في درجة حرارة 70ْم للقضاء على العفنات وزيادة قدرتها على التخزين، وللتصدير البعيد المدى بعد تغليفها ووصولها إلى مرحلة اللزوجة والدبق.

وفيما يتعلق بالإنضاج الصنعي للثمار في مرحلة النضج غير التام فإنه يجري في حجرات خاصة في درجة حرارة 45ـ50 ْم ولمدة 3ـ5 أيام وفي نسبة رطوبة متوسطة، وبتدخينها بمركبات ثاني أكسيد الكبريت SO2 وخزنها في درجات حرارة منخفضة، كما يمكن استعمال غاز الإيتيلين لإنضاج الثمار في حجرات خاصة بها ومن ثم تعبئتها أصولاً.

الآفاق المستقبلية في سورية والوطن العربي

صار بديهياً اليوم حماية واحات النخيل وبساتينه وزراعة مساحات جديدة منها على نحو سريع وبأقل تكلفة للإسهام في وقف التصحر وحماية البيئة. ففي سورية تهتم الجهات المسؤولة بهذه الشجرة وتوليها الرعاية المميزة، وقد أحدثت تسعة مراكز لزراعة النخيل لتصير بساتين لأمهات ولتجمعات وراثية للسلالات والأصناف المحلية والمستوردة العالية الجودة والملائمة للحزام البيئي للنخيل في تدمر ودير الزور والرقة والبوكمال والحسكة واللاذقية وحماة وغيرها، وقد انضمت سورية إلى مشروع شبكة النخيل في أحد المراكز التخصصية في جامعة الدول العربية عام 1994 وإلى مشروع شبكة مكافحة البيوض في عام 2004. وشاركت في هذين المشروعين اثنتا عشرة دولة عربية. وقد اشتمل مشروع شبكة النخيل على برامج عدة حول بحوث النخيل وتطويرها، منها إدخال أهم الأصناف ذات الجودة العالية، وتحسين تقانات الإنتاج، ومعاملة الثمار بعد الحصاد، ونشر نتائج الأبحاث والدراسات في الأوساط المختلفة وإنشاء قاعدة معلومات حول بحوث النخيل وتطويرها وتبادل المعلومات بين الدول العربية وعلى مستوى العالم، وتوفير التجهيزات اللازمة لها في الحقل والمخبر، ومعرفة الآفات المختلفة على نحو دقيق ومعالجتها وتوفير الخبرة الجيدة لها ولاسيما للأمراض الاقتصادية مثل البيوض، ولتقليل الفاقد، وتحسين الإنتاج نوعاً وكماً.

وقد أنجزت بحوث ودراسات متعددة أعطت نتائج مهمة، إضافة إلى الدراسات التحليلية اقتصادياً واجتماعياً لتوضيح نشاطات الإنتاج المتبعة في كل دولة ومشكلاتها ومعوقاتها، ولتحسين التقانات الحديثة في مجال الزراعة النسيجية وتوحيد مصطلحات عمليات الإنتاج في جميع الدول العربية.

أهم الآفـــات

يصاب النخيل بآفات عديدة، فمن الأمراض الفطرية: الخامج أو خياس طلع النخيل، والوجام (تقزم الأشجار)، والفحمة السوداء وتعفن القمة النامية، وتبقع السعف، ونفض الثمار والبيوض. ومن الحشرات: حفار ساق النخيل ذو القرون الطويلة، والنمل الأبيض، وحشرة النخيل القشرية، والديدان السلكية، وحفار الأغاريض (العذوق)، وحفار جريد النخيل، ودوباس النخيل، وسوسة الطلع، ودودة الطلع، ودودة البلح، وعثة التمر، والخنفساء ذات الصدر المنشاري، وخنفساء الثمار الجافة، وسوسة النخيل الحمراء، وحلم الغبار.

هشام قطنا

 الموضوعات ذات الصلة:

 

 التسميد ـ التلقيح ـ الرياح (مصدات ـ) ـ الري في الزراعة ـ زراعة الأنسجة النباتية ـ الغراسة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

ـ هشام قطنا، ثمار الفاكهة إنتاجها وتداولها وتخزينها (جامعة دمشق1978).

ـ مازن محمد المدني، تحديد الخصائص الحيوية والإنتاجية لسلالات واعدة في منطقة تدمر لزراعتها (رسالة ماجستير بإشراف هشام قطنا وعوض عثمان، منشورات جامعة دمشق 2003)

ـ إكثار ورعاية النخيل في الوطن العربي (منشورات المنظمة العربية للتنمية الزراعية، العين 1988).

ـ محمد منذر البابا، النخيل (وزارة الزراعة في سورية 1994).

ـ عاطف محمد إبراهيم، محمد حجاج خليف، نخلة التمر ـ زراعتها ـ رعايتها ـ إنتاجها في الوطن العربي (منشأة المعارف الإسكندرية 1988).

ـ إسماعيل علي الحوسني، عمليات خدمة النخيل (شعبة الإرشاد الزراعي، أبو ظبي 2003).

- R.W.NIXON, Date Culture in Saudi Arabia (an. Date Growers, Inst. USA 1954).

- FAO, Date Palm Cultivation (No, 156,2000).

- A.M.SHAN, S.A.B. ANGOOD, Chemical Composition of Major Date Cultivars Grown in U.A.F, Date Palm Journal, No2,V3 1984).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 535
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 590
الكل : 31763845
اليوم : 39306

قصير بن سعد اللخمي

المزيد »