logo

logo

logo

logo

logo

نوبل (جائزة-)

نوبل (جايزه)

Nobel Prize - Prix Nobel

نوبِل (جائزة ـ)

 

توزع جوائز نوبِل في العاشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام في احتفال كبير في ستوكهولم مسقط رأس مؤسسها السويدي ألفريد نوبِلAlfred Nobel  ت(1833-1896) في ذكرى وفاته في سان ريمو في إيطاليا. وكان نوبِل قد وضع في وصيته المبادئ التي يجب اتباعها في توزيع الجوائز ومنها أن تكون للإسهام «الأبرز في توجهه المثالي» و«اللاعنف» و«لمن قدموا الفائدة الأعظم للإنسانية»، وأيضاً مبدأ منح الجوائز للإنجاز الأبرز في أثناء العام وليس لمجمل الإنجازات. وقد عُدِّلت هذه المبادئ فانحرفت عن المسار الذي كان واضعها قد حدده. وكان غرضه من كل ذلك التغلب على الشعور بالندم والذنب وتأنيب الضمير لما خلقته يداه من وسائل دمار في العالم؛ من النيتروغليسيرين المتفجر (الديناميت) الذي راح ضحيته أخوه وآخرون عندما انفجر المصنع الذي كانوا يعملون فيه عام 1864، إلى المتفجر الأقوى وهو الجيلاتين الناسف ومن ثم الباليستيت، وأيضاً لتوزيع الثروة الطائلة التي جناها من وراء كل ذلك. إلا أن الكثير قد تغير في هذا العالم منذ تلك الاختراعات ومنذ تأسيس الجائزة عام 1901.

قُسمت جوائز نوبِل في بدايتها إلى خمسة اختصاصات هي: الفيزيولوجيا أو الطب والكيمياء والفيزياء والأدب والسلام. ويقدّم معهد كارولينسكا Karolinska Institutet للبحوث الطبية جائزة الفيزيولوجيا أو الطب، وتقدّم أكاديمية العلوم السويدية جوائز كل من الكيمياء والفيزياء، إضافة إلى العلوم الاقتصادية التي أسسها المصرف المركزي السويدي عام 1968 ومُنحت أول مرة عام 1969، في حين رُفضت فكرة تأسيس جائزة للبيئة في هذا الكوكب المهدد وتقدم الأكاديمية السويدية جائزة الأدب. أما جائزة نوبِل للسلام فتوزعها لجنة نوبِل النروجية؛ إذ إنها أُسست في وقت كان الاتحاد بين السويد والنروج لايزال قائماً.

أثار توزيع جوائز نوبِل - وخاصة جوائز الأدب والسلام - كثيراً من الجدل لدى جمهور العامة ولدى الهيئات المانحة، وسَّبب انشقاقات كثيرة في الأكاديميات الموزعة لها منذ بدايتها حتى الوقت الراهن. فالجوائز - على الرغم من كل الادعاءات - إقليمية ومُسيَّسة بامتياز. فالأوربيون والأمريكيون يستأثرون بأغلبها، وفي المجالات كافة، لا لتفوقهم على غيرهم بل لقربهم الجغرافي والأيديولوجي ولاطِّلاعهم على آلية الترشيح والتوزيع. وإحصائياً فإن لليهودي ـ الصهيوني الغربي الفرصة الأكبر في الحصول على الجائزة، يليه الأمريكي فالبريطاني فالجنسيات الأوربية الأخرى، ويأتي ما تبقى من العالم في أسفل القائمة. وتمنح الجوائز لخدمات قُدمت أو ستقدم لهذا العالم المجزأ جغرافياً وأيديولوجياً. فقد منحت جائزة الأدب عام 1907 للإنكليزي رديارد كبلنغ[ر] الذي آمن بتفوق عرقه على بقية الأعراق وعليه تقع مهمة تحضير هذا العالم، وأيضاً لونستون تشرشل[ر] الذي لم تكن له علاقة بالأدب لا من قريب ولا من بعيد. تسارع صعود العنصر اليهودي الصهيوني في النصف الثاني من القرن العشرين فمنحت هذه الجائزة لأشخاص مثل شموئيل يوسف آغنون S.Y.Agnon ونيلي ساكس N.Sachs وسول بيلو S.Bellow وإسحاق سنغر I.Singer وياروسلاف سايفرت[ر] وإلياس كانتي[ر] وجوزيف برودسكي J.Brodsky ونادين غوردِمر[ر] وحديثاً هارولد بنتر[ر] وإلفريده يلينك E.Jelinek، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. ومثلما حاول نوبِل التكفير عن اختراعه الديناميت عن طريق الجائزة، كذلك تحاول أوربا التكفير عن «المحرقة» بتقديم الدعم المادي والمعنوي لإسرائيل التي تبتز العالم عن طريقها، ومن صور هذا الدعم تكريم مواطنيها بالجائزة. وربما كان نجيب محفوظ الاستثناء عندما مُنح الجائزة عام 1988، بعد سنوات من توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية في «كامب ديفيد». وقد رفض الجائزة عددٌ من الأدباء والمفكرين، ومنهم الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر[ر].

منحت جائزة الأدب للعديد من الأدباء العالميين الكبار، مثل: طاغور[ر] وشو[ر] وتوماس مَن[ر] وبيراندللو[ر] وإليوت[ر] ورَسل[ر] وفوكنر[ر] وهمنغواي[ر] وكامو[ر] وبيكيت[ر] ونيرودا[ر]، إلا انها حُجبت عن عدد أكبر من عمالقة الأدب العالمي، مثل: تولستوي[ر] وتشيخوف[ر] وغوركي[ر] وإبسن[ر] وسترندبرغ[ر] وجويس[ر] وبروست[ر] وكافكا[ر] ولوركا[ر] وفرجينيا وولف[ر] وأونامونو[ر] وكثيرين آخرين. أما في عام 2006 فقد مُنحت جائزة الأدب للتركي أورهان باموق Orhan Pamuk ليس فقط لأدبه بل لآرائه السياسية أيضاً، وقد استأثر الأمريكيون بباقي الجوائز كافة. ومُنحت جائزة الأدب لعام 2007 للكاتبة الإنكليزية دوريس لِسنغ Doris Lesing.

أما جائزة نوبِل للسلام فهي التي تسبّب الجدل الأكبر على الدوام عندما تمنح للرئيس الأمريكي ثيودور روزفلت[ر] «بطل» الحرب الإسبانية - الأمريكية الاستعمارية وتُحجب عن المهاتما غاندي[ر]، ولوزير الخارجية الأمريكية إليهو روت E.Root، وللجنرال جورج مارشال[ر] رئيس أركان الجيوش الأمريكية، ولهنري كيسنجر H.Kissinger سفاح هانوي وهايفونغ، ولأندريه سخاروڤ[ر] المعارض الروسي، ولمناحيم بيغن M.Begin الإرهابي مناصفة مع أنور السادات[ر] عام 1978 بعد توقيع اتفاقية «كامب ديفيد»، ولإيلي ويزل E.Wiesel الذي كان قد أعلن على الملأ أسفه على الضحايا الإسرائيليين «فقط» عند اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، ولميخائيل غورباتشوڤ الذي قدم للغرب خدمات جلى في تفكيك الاتحاد السوڤييتي، ولشمعون بيريز S.Perez وإسحاق رابين Y.Rabin مشاركة مع ياسر عرفات[ر] عام 1994 نتيجة اتفاقية أوسلو، وللحقوقية الإيرانية شيرين عبادي لمجرد أنها ناشطة سياسية ضد نظام الحكم في بلادها. إلا أن الجائزة منحت أيضاً لأشخاص استحقوها بجدارة مثل ألبرت شفايتزر A.Schweitzer ونلسون مانديلا[ر] ودالاي لاما Dalai Lama والأم تيريزا Teresa ومارتن لوثر كنغ[ر] وداغ هامرشولد[ر]، ولمنظمات إنسانية ودولية مثل: «أطباء بلا حدود» و«العفو الدولية» و«المفوضية العليا للاجئين» و«الصليب الأحمر» و«اليونيسيف» و«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» مناصفة مع مديرها محمد البرادعي. وراحت جائزة السلام لعام 2007 إلى نائب الرئيس الأمريكي الأسبق آل غور Al Gore مناصفة مع راجندرا باشاوري Rajendra Pachauri رئيس الهيئة الاستشارية حول التغير المناخي IPCC التابعة لأمم المتحدة لإسهاماتها في مجال الحفاظ على البيئة.

أما جائزة العلوم الاقتصادية فتذهب على الأغلب إلى منظِّرين اقتصاديين أمريكيين وغربيين رأسماليين متطرفين، مثل: اليهودي ملتون فريدمان M.Friedman عام 1976، والإسرائيليين دانيال كانمان D.Kahneman عام 2002 وروبرت أومان R.Aumann عام 2005. أما في بقية العلوم فإن الجدل حولها أقل بكثير، إلا أن التفوق الأمريكي لا يخفى؛ وذلك بسبب استنزاف العقول العالمي brain drain لتصب في الولايات المتحدة، وما حصول أحمد زويل على جائزة الكيمياء عام 1999 سوى مثال على ذلك؛ إذ حصل عليها بوصفه أمريكياً أكثر منه مصرياً.

ويمكن النظر إلى مؤسسة نوبل منظومة تجارية بحتة وتدار على هذا الأساس؛ ما يدرّ عليها الأرباح ويمكنها توزيع تلك المبالغ الطائلة على الفائزين، فالجائزة تقدر بنحو مليون ونصف من الدولارات لكل فائز إضافة إلى شهادة وميدالية ذهبية شخصية، ويخضع هذا المبلغ للتعديل سنوياً وفق نسبة التضخم المالي؛ لذلك نشأت جوائز معنوية بديلة وموازية تعكس الواقع الراهن، أو تسخر من الجائزة الأصلية مثل جائزة «نوبل الوضيعة» IG NOBEL.

طارق علوش

 

مراجع للاستزادة:

 

- NOBEL FOUNDATION, Prize Library (Swedish Academy Hardcover 1971).


التصنيف : الأدب
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 113
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 571
الكل : 31769030
اليوم : 44491

برونتيير (فرديناند-)

برونُتيير (فرديناند ـ) (1849-1906)   فرديناند برونُتيير Ferdinand  Brunetière  ناقد فرنسي ولد في مدينة طولون Toulon، وتوفي في باريس. مارس مهنة التدريس في مدرسة المعلمين العليا Ecole normale supérieure في باريس ثم في جامعة السوربون بدءاً من 1886. وقد اشتهر برونُتيير ناقداً مختصاً بكتابة تاريخ الأدب وتاريخ النقد.
المزيد »