logo

logo

logo

logo

logo

نظامي الكنجوي (إلياس-)

نظامي كنجوي (الياس)

Al-Nizami al-Kanjawi (Ilyas-) - Al-Nizami al-Kanjawi (Ilyas-)

النظامي الكنجوي (إلياس ـ)

(1126 ـ 1207م)

 

يُعدّ إلياس النظامي الكنجوي واحداً من أركان الشعر الفارسي وأساتذته الكبار. ولد في مدينة كنجه في ولاية داران في أذربيجان التي لم يغادرها طوال حياته وتوفي فيها. لا تتوافر معلومات دقيقة عن حياته سوى أن اسم أبيه آفاق، وأمه كانت من الأكراد، وأنه حصّل العلوم الرائجة في عصره وأتقنها، وكان متديناً لم يشرب الخمر ولم يلوث نفسه بالمعاصي، حتى إن الملوك كانوا يخفون الشراب حين يزورهم إكراماً واحتراماً له.

كتب النظامي «مخزن الأسرار» (1164) الذي يتألف من 2288 بيتاً موزوناً على البحر السريع، وهو قطوف فكرية تحدث فيها الشاعر عن جوانب الحياة كافة وقدم أفكاراً جديدة وطرح أسرار المعرفة كما تلقاها في سنوات عزلته وتأملاته، أما الخاتمة فكانت في الزهد والعرفان.

كتب النظامي أيضاً «خسرو وشيرين» (1175) في ستة آلاف وخمسمئة بيت في بحر الهزج، وهي قصة عشق خسرو برويز الأمير الإيراني لشيرين بنت أخ ملكة أرمنستان اللذين لا يلتقيان إلا بعد سلسلة من الأحداث تنتهي بمقتل خسرو وانتحار شيرين على قبر حبيبها. وقد اعتمد النظامي فيها على مصادر كثيرة مثل «أخبار ملوك الفرس» و«الأضداد» و«الشاهنامه» للفردوسي. أما «ليلى والمجنون» (1182) فتضم أربعة آلاف وسبعمئة بيت كتبها في أقل من أربعة أشهر على بحر الهزج، ومضمونها عشق المجنون قيس من قبيلة بني عامر لليلى بنت سعد من القبيلة نفسها. وبعد نحو عقدين كتب النظامي «هفت بيكر» أو «سبعة أجساد» أو «سبع قبب» (1201) على البحر الخفيف في خمسة آلاف بيت، وتتحدث عن بهرام الساساني الخامس المشهور بـ«بهرام كور» (420ـ 438م) الذي تربّى عند النعمان العربي، وحين توفي والده سحب التاج من بين أسدين وتربع على عرش الملك، وتزوج من سبع فتيات هن بنات ملوك الأقاليم السبعة، أسكن كل واحدة منهن في بناء ذي سبع قبب بألوان مختلفة، وكان يستمع في كل ليلة إلى إحدى زوجاته وهي تقص عليه قصة من ماضيها. وتتربع هذه القصص السبعة الحكمية بحق على قمم الشعر الفارسي. أما «إسكندر نامه» (1186ـ1202) فتشتمل على كتابي «شرف نامه» وفيه نحو ستة آلاف وثمانمئة بيت، و«إقبال نامه» (خردنامه) وفيه نحو ثلاثة آلاف وسبعمئة بيت وجميعها منظومة على البحر المتقارب. ومضمون هذين الكتابين هو قصة الإسكندر المقدوني الذي قدمه النظامي ليس بطلاً محارباً وحسب؛ بل نبياً يذهب إلى الكعبة ويؤدي شعائر الحج ويخالط الزهاد والعباد ويطالع المدونات وترجمة الكتب ويطوف في العالم ويتعظ بكل ما يراه. وبهذا أعطى الشاعر بمهارته الفائقة والنادرة صورة الإسكندر الحكيم السائح في البلاد ومزجها بشخصية القائد الفاتح للعالم.

لاشك في أن النظامي هو أحد أركان الشعر الفارسي وأكبر أساتذة هذه اللغة المعترف بهم، ويعدّ من العباقرة في اختياره الكلمات والمفردات المناسبة وتقديم تراكيب خاصة جديدة يموج فيها الإبداع والتألق الأدبي، فقد استطاع أن يبدع مدرسته الخاصة وأوصل الشعر الدرامي الفارسي إلى أوجه، وكان له تأثير كبير في كثير من الشعراء الذين صاغوا شعرهم على شاكلة ما كتب.

علي أنصاريان

 مراجع للاستزادة:

 

ـ برات زنجاني، أحوال و آثار مخزن الأسرار النظامي الكنجوي وشرحه (نشر جامعة طهران، 1381هـ).

ـ ذبيح الله صفا، تاريخ الأدب في إيران، ج2 (دار النشر فردوسي، طهران 1373هـ).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 722
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 550
الكل : 31277337
اليوم : 25525

بالي (شارل-)

بالي (شارل ـ) (1865 ـ 1947)   شارل بالي Charles Bally لغوي سويسري ولد في جنيف، ودرس فقه اللغة اليونانية ثم السنسكريتية وتلمذ لأستاذه فرديناند دي سوسور[ر] F.de Saussure، وكان واحداً من أبرز طلابه ولازمه طوال ثلاثين عاماً، ثم خلفه عام 1913 في تدريس النحو المقارن واللسانيات العامة في جامعة جنيف. ولمّا كان بالي الوريث العلمي لسوسور، فقد قام بالتعاون مع زميله سيشهاي Séchaye، بجمع محاضرات أستاذهما ونشرها عام 1916 تحت عنوان «منهج في اللسانيات العامة» Cours de linguistique générale وأضافا إليها ملاحظاتهما التي كانا يسجلانها حين كانا طالبين عنده.
المزيد »