logo

logo

logo

logo

logo

النيبلونغن (قصيدة-)

نيبلونغن (قصيده)

Nibelungenlied - La Chanson des Nibelungen

النيبلونغن (قصيدة ـ)

 

قصيدة النيبلونْغِن Das Nibelungenlied ملحمة بطولية جرمانية تعود إلى القرن الثاني عشر، منظومة باللغة الألمانية الفصحى الوسيطة (Mhd) Mittelhochdeutsch [ر: ألمانيا (اللغة -)]، على البحر الطويل Langzeilenstrophe الذي يستند في توزيع أوزانه على الشطرين إلى تقاليد الشعر الجرماني القديم. تُنسب الملحمة إلى شاعر غزير المعرفة، عميق الثقافة، وعلى صلة وثيقة بأجواء البلاط، لكنه أبقى اسمه مستترا  اقتداء بالتقاليد الملحمية المتبعة منذ القدم. وترجح الدراسات النقدية أن يكون كنسياً ذا مرتبة عالية في أسقفية پاساو Passau في الجزء النمساوي من بڤاريا Bayern. وقد عُثر في المنطقة بين پاساو وڤيينا على ست وثلاثين نسخة عن الأصل المفقود، وهذا يشير إلى مدى تداول الملحمة في حينها، علماً بأن تداولها وتناقلها كان يتم فعلياً عن طريق روايتها غناءً بمصاحبة آلة وترية وأخرى نفخية في بلاطات متنوعة المستويات وفي حلقات السمر الشعبية. بيد أنها عادت إلى حالة كمون طويلة امتدت حتى النصف الثاني من القرن الثامن عشر عندما أعاد إحياءها مجدداً الأديب الباحث السويسري يوهان ياكوب بودْمَر J.J.Bodmer في سياق بحوثه في أدب العصر الوسيط ومن ثم في أول ترجمة كاملة إلى الفصحى الحديثة المبكرة Fnhd. عام 1782 بقلم كريستوف هاينريش مولَّر Ch. H. Myller.

تُوحد قصيدة النيبلونغن في متنها بين مصدرين تاريخيين بطوليين، أولهما جرماني germanisch وثانيهما فرَنْكي fränkisch (فرنجي): قصة سيغفريد Siegfried وبرونهيلد Brünhild التاريخية المشوبة بسماتٍ حكائية خرافية، وذلك في الجزء الأول من الملحمة؛ ثم القضاء على السلالة البورغوندية Burgunden (النيبلونغية) المرتبط بأحداث تاريخية تعود إلى عصر هجرات الشعوب في أغاني الإدَّا[ر] Edda وأناشيدها الإسكندنافية القديمة وكذلك في ساغا ڤولسونغا Volsunga Saga[ر: ساغا] الإيسلندية بين القرنين العاشر والثاني عشر للميلاد. إلا أن الملحمة ليست من البقايا الأدبية للأخلاقيات البطولية الجرمانية، بل هي تصوير شعري يقارب الواقع في إطار أدب البلاط بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد. وعلى نقيض روايات البلاط التي تمجد وتُجمِّل انسجام أركان الحياة حينذاك بين الحاكم والمحكوم متجاوزة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، تصور الملحمة على نحو مأساوي مؤثر تفكك بلاطٍ كان في ذروة ازدهاره ومن ثم اندثاره، علماً أن الشاعر لم يركز نقده على القيم الحياتية لبنية المجتمع الإقطاعي، بل انطلاقاً من المفهوم المسيحي أن الكل زائل مهما عظم. ولذلك فإن تصوير الأحداث وعواقبها على نحو متتالٍ من دون هوادة - بدءاً بالخطوبة المخادعة بين الملك غونتر Gunther والملكة برونهيلد وتدخل سيغفريد سرياً وسحرياً لإنجاحها حتى القضاء على البورغونديين كافة في بلاط الملك أتيلا[ر] Attila الهوني في مجزرة مروعة - لا يوحي بأي أمل مستقبلي، ولا يشوبه أيّ شعور بالذنب أو الإدانة الذاتية. وعلى هذا الصعيد لابدّ من الإشارة إلى ملحق الملحمة الذي يحمل عنوان «مرثية» Klage والمرفق بجميع النسخ المخطوطة بعد عام 1200م. فهذه المرثية المنظومة بأسلوب القافية الثنائية تحاول إزالة الخلط بين المصير والذنب الذي قد يُستنتج من سياق الملحمة، مؤكدة البنية المأساوية المتصاعدة للملحمة حتى وقوع الكارثة في الختام.

تعد ملحمة «النيبلونغن» أبرز نموذج في الأدب البطولي بالألمانية الفصحى الوسيطة، وأحد أهم الأعمال الألمانية عامة من حيث قيمتها الجمالية. ومنذ إعادة اكتشافها وتأكيد غوته[ر] قيمتها المعنوية والجمالية- على أثر استخفاف الملك فريدريش الكبير Friedrich der Grosse بها - صارت الملحمة مادة ثرة لاقتباسات عديدة في مختلف الأجناس الأدبية والموسيقية وفي الفنون التشكيلية والسينما. وأبرزها اقتباسات فريدريش فوكيه Friedrich Fouqué وفريدريش هِبِّل[ر] F.Hebbel مسرحياً وريشارد ڤاغنر أوبرالياً وفريتس لانغ[ر] F.Lang سينمائياً. وفي عام 1971 قدم الشاعر الألماني فرانتس فومَن Franz Fühmann صياغة شعرية لغوية معاصرة للملحمة تعدّ الأبرز بعد محاولات سابقة عديدة.

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الشعر ـ الملحمة.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- OTFRIED EHRISMANN, Nibelungenlied. Epoche, Werk, Wirkung (München 2002).

- JAN-DIRK MÜLLER, Spielregeln für den Untergang- Die Welt des Nibelungen- liedes, (Tübingen 1998).

- JOHN EVER HÄRD, Das Nibelungenepos. Wertung und Wirkung (Tübingen-Basel 1996).


التصنيف : الآداب الجرمانية
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 182
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 484
الكل : 31659224
اليوم : 13806

الطالوي (درويش محمد-)

الطالوي (درويش محمد ـ) (950 ـ 1014هـ/1543ـ 1606م)   أبو المعالي درويش محمد، أو محمد درويش بن أحمد، أو ابن محمد الطالوي، نسبة إلى جده لأمه علي بن طالو الأرتقي الدمشقي التركي الأصل. قدم والده مع جيش السلطان سليم عند دخوله دمشق، ومنح إقطاعاً فيها، ثم هرب منها عندما عجز عن تسديد المال المترتب على إقطاعه.
المزيد »