logo

logo

logo

logo

logo

هرابال (بوهوميل-)

هرابال (بوهوميل)

Hrabal (Bohumil-) - Hrabal (Bohumil-)

هرابال (بوهوميل ـ)

(1914 ـ 1997)

 

يُعد بوهوميل هرابال Bohumil Hrabal أبرز أديب تشيكي في القرن العشرين. ولد في مدينة برنو Brno نتيجة علاقة عابرة بين أمه ماري Marie وأحد شباب المدينة، ثم تزوجت فرانتيشك Frantisek هرابال محاسب مصنع «البيرة» في مدينة بولنا Polnà، فوجد فيه نعم الأب. وانتقلت العائلة الجديدة إلى مدينة نيمبورك Nymburk على نهر إلْبِه Elbe، حيث تلقى بوهوميل تعليمه وأمضى سنوات يفاعته. وقد ظهرت تجارب هذه المرحلة في ثلاثيته القصصية «بلدة على شاطئ النهر» A Town on the Riverside ت(1962) وفي «البلدة التي توقف فيها الزمن» The Town Where Time Stood Still ت(1963).

لم يبدِ هرابال كبير اهتمام بالمدرسة وواجباتها، بقدر ما اهتم بالحياة الملونة في معمل «البيرة» وبجوزيف Josef (المدعو عم پيپن Pepin) شقيق زوج أمه الذي أتى بقصد الزيارة، فبقي أربعين سنة حتى وفاته، والذي أطلق هرابال على أسلوبه في الحديث صفة «النهر المتدفق» واتّبعه في معظم كتاباته، ولاسيما في قصته الطويلة «آلام العجوز ڤرتر» التي غير عنوانها ونشرها في عام 1964 بعنوان «دروس رقص للكبار والمتقدمين» Dancing Lessons for Seniors and the Advanced. بعد حصوله على الشهادة الثانوية عام 1935 انتسب هرابال إلى كلية الحقوق، وصار يحضر في الوقت نفسه محاضرات تاريخ الأدب والفن والفلسفة، ولم يتمكن من إنهاء دراسته حتى عام 1946 بسبب إقفال الجامعة في فترة الاحتلال النازي لبلده، فعمل في أثناء الحرب في الخطوط الحديدية وفي شركة للتأمين وبائعاً متجولاً، ثم في معمل لصهر الحديد منذ عام 1949. وتعرّض في عام 1953 لحادث مؤلم اضطره إلى الانتقال إلى مستودع لجمع الورق القديم. وقد تجلت تجارب هذه المرحلة في بعض أبرز أعماله القصصية مثل «عزلة صاخبة جداً» Too Loud a Solitude ت(1977)، وفي الجزء الأول من سيرته الذاتية الثلاثية «أعراس في البيت» Weddings in the House ت(1988)، وفي «خدمتُ ملك إنكلترا» I Served the King of England ت(1980).

بدأ هرابال الكتابة الأدبية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، لكنه لم ينشر أياً من كتاباته حتى الخمسينيات، ولم يتفرغ كلياً للأدب حتى عام 1963. لكن السلطات السوڤييتية في تشيكوسلوڤاكيا منعته من النشر  منذ عام 1970 فصار ينشر بعض أعماله في مجلات المهجر ودور نشره. نشر في عام 1975 مقالة في النقد الذاتي في مجلة «تڤوربا» Tvorba في براغ، أدت إلى التساهل معه رقابياً، ولكن بحذر بالغ. وبعد تفكك المنظومة الاشتراكية عام 1989 وقيام جمهورية تشيكيا صدرت مؤلفاته الكاملة  بين 1991-1997 في تسعة عشر مجلداً عن دار نشر «خيال براغ» Prager Imagination، وبلغ مجموع ما طُبع من مؤلفاته باللغة التشيكية حتى اليوم ثلاثة ملايين نسخة، كما تُرجمت بعض مؤلفاته البارزة إلى ثلاثين لغة، وكان أحد أسباب شهرته عالمياً هو تحويل روايته «قطاراتٌ مراقبة جيداً» Closely Watched Trains ت(1965) إلى فيلم سينمائي نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في عام 1967. كما أعيد اقتباس الرواية للسينما مرة ثانية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971.

اعتمد هرابال في موضوعات رواياته وقصصه على أحداث من الحياة اليومية يتورط فيها أناس عاديون من دون أن تكون لهم سلطة على سير الأمور أو قدرة على استيعاب ما يجري. ويتسم أسلوبه بقدرة تعبيرية بصرية عالية، وبميل إلى الجمل الطويلة المتدفقة، إلى جانب حس فكاهي ساخر وساحر، يعتمد كثيراً على شخصية (الأحمق الحكيم) الذي تبدر عنه في اللحظات الحرجة أفكار في غاية العمق.

توفي هرابال في أحد مستشفيات براغ ساقطاً من شرفة الطابق الخامس عندما كان على ما يبدو يطعم الحمام البري. وقد شك بعضهم في كون سقوطه انتحاراً وليس حادثاً، ولاسيما أن الأسلوب قد ورد في مشهدين من أعماله.

رضوان القضماني، نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

تشيكية ـ الفكاهة في الأدب.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- ALEXANDER  GÖTZ, Bilder aus der Tiefe der Zeit. Erennerungen und Selbststilisierung als ästhetische Funktionen im Werk B. Hrabals (Frankfurt a.M.1998).

- MONIKA ZGUSTOVÁ, Im Paradiesgarten der bitteren Früchte, Bohumil Hrabal, Leben und Werk (Frankfurt a.M.2001).


التصنيف : الآداب الأخرى
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 420
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 666
الكل : 31928175
اليوم : 48205

الرَّمَّية

الرمية   الرمية saprophytism هي أحد أنماط التغذية في الكائنات الحية المستمدة أقواتها من فضلات الكائنات الأخرى أو جثثها الميتة أو العفنة.  فالرمية تقابل من ناحية أولى بالطفيلية التي تتغذى كائناتها على حساب كائنات أخرى منتزعةً منها موادها الهضمية المعدة لاستعمالها الخاص كما هي الحال في تطفل الكشوث Cuscuta على الفصفصاء في نموذج أول، أو مستعملةً مادتها الحية ذاتها كما هي الحال في تطفل بعض الجراثيم والفيروسات التي تعيش داخل الخلايا الحية في نموذج آخر. وتقابل الرمية من ناحية ثانية بذاتية التغذية autotrophism التي تتغذى بها النباتات الخضراء أو بعض الجراثيم معتمدة فقط في إنتاج مكوناتها العضوية انطلاقاً من مواد معدنية.
المزيد »