logo

logo

logo

logo

logo

نيجيريا (تاريخيا)

نيجيريا (تاريخيا)

Nigeria - Nigeria

نيجيريا (تاريخياً)

 

تعدّ نيجيريا من البلاد الإفريقية العالية الكثافة حيث زاد عدد سكانها على 40 مليون نسمة، والقاسم المشترك بينهم أنهم ينتمون إلى العرق الأسود ويستوطنون بلداً واحداً، ويعاني السكان اختلافاً في الجنس واللغة والدين وخاصة بين سكان شمالي البلاد وجنوبيها وينقسمون اجتماعياً إلى عدد من القبائل يصل إلى 200 قبيلة أشهرها: اليوروبا، الداهومي، البحر، الهوسا، الكانوري.

ففي شمالي البلاد يعيش الزنوج الكبار أصحاب القامة الطويلة المتأثرين لغوياً باللغة العربية والبربرية مع ممارستهم عادات عربية واعتماد طراز بناء عربي واعتناقهم الديانة الإسلامية التي وصلت البلاد عن طريق دولة المرابطين، كما يعتمد سكان هذه المناطق على الزراعة والرعي وتربية الحيوان، إضافة إلى ممارسة التجارة وصناعة التعدين واستخراج القصدير.

وفي جنوبي البلاد يعيش الزنوج الصغار (البيغمه Pigmées) والمتأثرين لغوياً بلغة المستعمرين الإنكليز الذين أدخلوا الديانة المسيحية إليهم، ومع ذلك استمر قسم منهم على وثنيته.

وعلى هذا يمارس سكان الجنوب العادات الإنكليزية في الزواج والتشريع والقانون، ويعتمدون في معاشهم على قطع أشجار الغابة والاستفادة منها، وكذلك زراعة شجرة جوز الهند والكاكاو والنارجيل مع ممارسة قسم منهم الصيد البري والبحري.

يعتقد المؤرخون أن الإنسان استوطن نيجيريا منذ آلاف السنين؛ لعثورهم على بقايا أدوات حجرية تعود إلى 4000 سنة خلت؛ إضافة إلى العثور على هياكل بشرية تعود إلى فترة زمنية قديمة.

وفي فترة لاحقة تأسست في البلاد ممالك عدة من أشهرها مملكة كانم Kanem الإسلامية، ومملكة أويو Oyo التي اقامتها قبائل اليوروبا، إضافة إلى إمارات صغرى في كانو وكاسنا أقامتها قبائل الهوسا، عانت نيجيريا في العصر الحديث - مثلها مثل أقطار إفريقيا كافة- ويلات الاستعمار عندما وصلها البرتغاليون عام 1472 وتبعهم الهولنديون، وآخرهم الإنكليز الذين وصلوا عام 1553 ومارسوا تجارة الرقيق مثلما تاجروا مع المناطق الساحلية، واكتشفوا نهر النيجر والممرات المائية الأخرى بهدف تعرّف ثروات البلد.

تابع البريطانيون امتدادهم في نيجيريا وصولاً إلى ميناء لاغوس (1851) الذي أصبح مستعمرة بريطانية، وأنشؤوا عدداً من المحميات في أجزاء متعددة من جنوب مجرى النيجر، كما سيطرت شركات بريطانية خاصة على شمالي النيجر بدءاً من سنة 1900. وقد قاوم النيجيريون في كل المناطق السالفة الذكر الاستعمار الإنكليزي، مما دفع بريطانيا إلى العمل على توحيد شمالي نيجيريا مع جنوبيها في وحدة سُميت محمية اتحاد نيجيريا تسهيلاً للسيطرة عليها.

استهل الشعب نضاله السياسي ضد الإنكليز منذ عام 1923؛ عندما بدأت الأحزاب الوطنية المتعددة ممارسة نشاطها السياسي. ومن أهم هذه الأحزاب: الحزب القومي الديمقراطي، الاتحاد الشعبي، اتحاد الشباب النيجيري، شباب نيجيريا، حزب اتحاد العناصر الإسلامية، هيئة مؤتمر الشباب. وقد أثمر نضال هذه الأحزاب في تحوّل نيجيريا إلى دولة اتحادية عام 1957م، ومن ثم حصولها على استقلالها في 16تشرين الثاني/نوڤمبر1960، وانتخاب نامدي ازيكيوي N.Azikiwe رئيساً للجمهورية، وأبو بكر تفاوه A.Tafawa رئيساً للوزارة الاتحادية، وحصولها على عضوية هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية.

لم تهدأ الصراعات المختلفة بين المجموعات العرقية مما أدى إلى انفصال بعض الأقاليم عن السلطة المركزية (الإقليم الغربي)، ومطالبة سكان الإقليمين الشمالي والشرقي بتشكيل وحدات سياسية منفصلة مع استياء سكان الجنوب من القوة السياسية لسكان الشمال، وقد دفعت هذه التناقضات بعض العسكريين إلى محاولة تصويب الوضع لمصلحة مجموعة ما، وكان أول انقلاب عسكري في كانون الثاني/يناير1966، وقد قام بإلغاء النظام الاتحادي وإقامة حكم مركزي، وقد أدت هذه القرارات إلى ثورات في الشمال والشرق؛ إذ نجحت ثورة الشمال بإقامة جمهورية بيافرا Biafra عام 1967 ومن ثم اصطدمت في حرب أهلية مع حكومة لاغوس استمرت حتى عام 1980.

استمر الصراع على الحكم بين العسكريين حتى عام 1979 حينما اتفق الفرقاء على انتخاب حكومة مدنية وتنصيب شيخو شاغاري Shehu Shagari رئيساً للجمهورية، وعمدت هذه الحكومة إلى إنشاء مدينة جديدة وسط البلاد عُرفت باسم أبوجا؛ لتحل محل مدينة لاغوس، ونُقلت إليها المكاتب الحكومية.

لم يطل العمر بهذه الحكومة المدنية؛ إذ أُطيح بها بانقلاب عسكري عام 1983، وتبعه آخر عام 1985، ومن ثم قام الجنرال ساني أباشا S.Abacha بحل كل الهيئات الديمقراطية المدنية في انقلابه عام 1993.

محمد زهير مارديني

 

 

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 194
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 482
الكل : 31177676
اليوم : 2833

غنام النجدي (حسين ابن )

ابن غنّام النجدي (حسين -) (… -1225هـ/… -1810م)   حسين بن أبي بكر بن غنَّام، مؤرخ ينتمي إلى قبيلة تميم. ولدفي بلدة «المُبَرَّز» بمنطقة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية في القرن الثاني عشر للهجرة، من دون معرفة للعام الذي ولد فيه؛ وكانت الأحساء حينئذٍ مركزاً من مراكز العلم في الجزيرة العربية، ونشأ في ذلك المناخ العلمي الذي صاحب قدراته الذاتية، فأصبح عالم شريعة، ومعلم لغة عربية، وناظم شعر.
المزيد »