logo

logo

logo

logo

logo

الهليون

هليون

Asparagus - Asperge

الهليون

 

الهليون Asparagus officinalis من محاصيل الخضراوات المعمرة perennial، يتبع الفصيلة الهليونية Asparagaceae. عُرفت زراعة الهليون منذ أكثر من 2000 سنة، وعرفه قدماء المصريين منذ 300 سنة قبل الميلاد، وهو من المحاصيل الجذابة ذات الطعم اللذيذ والنكهة المميزة، يحتوي على بروتينات سهلة الهضم، ويُعد من المصادر المهمة لفيتامينات A وB1 وB2  وC، غني بالأملاح المعدنية؛ ولاسيما الكلسيوم والمغنزيوم والفسفور واليود والحديد، كما يُعدّ من أطعمة الحمية الرئيسة خاصة للمصابين بأمراض الكبد والكلية.

الشكل (1)

الجزء المأكول من النبات هو السوق الهوائية الغضة، وتسمى المهاميزspears (الشكل 1)، وتجمع من النبات بعد السنة الثانية من الزراعة، ويكون إنتاجها محدوداً في السنوات الخمس الأولى، ثم يزداد بعد ذلك. يستخدم بائعو الزهور السوق الهوائية المتفرعة، في مرحلة متقدمة من نمو النبات في تنسيق باقات الأزهار وتشكيلها.

موطنه الأصلي في الدول الواقعة على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في قارتي أوربا وآسيا، ومازال ينمو برياً في بعض الدول مثل اليونان وبولونيا وجنوبي روسيا، ويشاهد في سورية بالحالة البرية على جوانب بعض الأنهار والسواقي في المناطق الساحلية، وتنتشر زراعته حالياً في وسط أوربا وشماليّها وفي أمريكا الشمالية.

الوصف النباتي:

الهليون نبات عشبي معمر، تموت مجموعته الخضرية سنوياً في أوائل فصل الشتاء، ثم تتجدد في أوائل فصل الربيع، ويمكن أن  يستمر بالإنتاج سنوات عدة إذا ما أحسنت زراعته، وقدمت له العناية الكافية.

للنبات الناتج من إنبات البذور جذر وتدي، تتشكل عليه مجموعة من الجذور الجانبية الرفيعة، وبعد أشهر عدة يموت الجذر الوتدي، وتتكون مجموعة جذرية أرضية لحمية لبنية وثخينة واسعة الانتشار، تنتشر في التربة أفقياً لمسافة نحو 1.5- 3.5م، وتتعمق حتى 3م (الشكل 1)، وتمتد حياتها من سنة إلى عدة سنوات تبعاً لخصوبة التربة وعدد المهاميز المتشكلة في أثناء موسم النمو، وتظهر جذور لحمية جديدة بانتظام على الساق الأرضية فوق منطقة الجذور اللحمية القديمة الميتة، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع المجموعة الجذرية سنة بعد أخرى؛ مما يستوجب ردم التراب فوقها. تنمو على الجذور اللحمية جذور جانبية في أوائل موسم النمو وظيفتها امتصاص الماء والعناصر الغذائية من التربة، وتموت في نهاية موسم النمو في فصل الخريف.

- للنبات نوعان من السوق: أرضية وهوائية. تمتد السوق الأرضية تحت سطح التربة؛ وتدعى المدادات rhizomes، تتصل مع الجذور اللحمية، ويتشكل منها ما يسمى بتاج الهليون أو القرص الذي يستعمل عادة في الزراعة.

الشكل (2)

حين إكثاره خضرياً تتشكل على سوقه الأرضية براعم تنمو في بداية الربيع حينما تكون التربة دافئة والرطوبة فيها مناسبة؛ معتمدة على المدخرات الغذائية المخزنة في الجذور اللحمية، مشكِّلة المهاميز التي تؤكل، وتكون ذات لون أخضر، وتجري لها عملية تبييض بتغطيتها بطبقة من التراب لحجب الضوء عنها، ويكون عدد المهاميز أكبر في النباتات المذكرة، ونوعيتها أفضل، وهي تنتج نحو 80٪ من المحصول الاقتصادي، ويمكن إنتاج نباتات مذكرة بالكامل بزراعة حبوب الطلع والمآبر بتقانات زراعة الأنسجة النباتية. وحين ترك المهاميز على النبات فإنها تستطيل وتتطور مع تقدم النمو، وتظهر عليها الأوراق.

الأوراق الحقيقية حرشفية مختزلة في آباطها براعم تعطي سوقاً هوائية متحورة تقوم بعملية التمثيل الضوئي (الشكلان 1 و2)، وهي إبرية الشكل خضراء اللون، يعتمد النبات عليها لتشكيل المكونات الغذائية التي يدخرها في الجذور اللحمية، ويستخدمها في الموسم القادم لإعطاء مهاميز جديدة (الشكل 3).

النبات وحيد الجنس ثنائي المسكن؛ أي توجد نباتات مذكرة تحمل أزهاراً مذكرة، ونباتات مؤنثة تحمل أزهاراً مؤنثة. أزهاره صغيرة ذات لون أصفر مخضر، تخرج من آباط الأوراق الإبرية، والأزهار المؤنثة أصغر من المذكرة، تلقيحها خلطي بوساطة الحشرات.

الثمار عنبية خضراء اللون، بذورها كروية الشكل ذات لون أسود.

المتطلبات البيئية:

الهليون من محاصيل خضار الطقس البارد، ويفضل الحرارة المنخفضة من دون حدوث صقيع في فصل النمو؛ إلا أن المهاميز حساسة جداً للصقيع في بداية ظهورها في بداية الربيع.

يحتاج إلى فصل نمو طويل وأيام مشمسة، يزرع في الأماكن المحمية من التيارات الباردة أو الساخنة، وتراوح درجة الحرارة النهارية المثلى في فصل النمو بين 25- 28 ْم، والليلية بين 15-20 ْم.

الشكل (3)

تنجح زراعة الهليون على نحو أفضل في الترب الصفراء الرملية العميقة الخصبة والغنية بالمادة العضوية، الجيدة الصرف، ويفقد النبات قوته في الأراضي سيئة الصرف خاصة في المناطق ذات المواسم المطرية الطويلة، ويصبح عرضة للإصابة بتعفن الجذور أو تعفن التاج والموت. درجة الحموضة pH المثلى 6.5-6.8.

طرائق الزراعة والرعاية

تُحضر التربة في السنة الأولى قبل الزراعة تحضيراً جيداً بالحراثة العميقة عدة مرات، وتضاف في أثناء ذلك الأسمدة العضوية المتخمرة بنحو 12-15 طناً/دونم، كما تضاف الأسمدة الفوسفاتية بنحو 20كغ/دونم من سوبر فوسفات ثلاثي والبوتاسية بنحو30 كغ/دونم من سلفات بوتاسيوم.

تحتاج البذور قبل الزراعة إلى تسريع الإنبات، فتنقع بالماء الدافئ (25-30 ْم) مدة 3 أيام مع تجديده يومياً، ثم توضع على قطعة  قماش رطبة مدة 4-5 أيام في درجة حرارة 25-30 ْم، فتبدأ بالإنتاش. تزرع البذور المنتشة في الربيع في تربة حرارتها أعلى من 15ْم على عمق 3-4سم ومسافة 7سم فيما بينها، وعلى مسافة 25سم بين خطوطها، أو تزرع على سطور في مساطب. تروى البذور بعد الزراعة مباشرة، وتظهر البادرات بعد نحو أسبوعين من الزراعة. وفي هذه المرحلة يجب إجراء عزيق سطحي جداً لإزالة الأعشاب الضارة. وفي فصل الصيف يجري تفريد النباتات لتصبح على مسافات 15-20سم، وتروى على نحو دائم، وتضاف الأسمدة الآزوتية بمعدل 10-15كغ/دونم من نترات الأمونيوم 33٪ على دفعتين، وفي نهاية موسم النمو في الخريف تتشكل جذور لحمية عليها 3-4 سوق هوائية تقطع على ارتفاع 3-4سم من سطح التربة، وتعزق الأرض وتترك الجذور اللحمية حتى فصل الربيع؛ إذ تقلع في عمر سنة وبحذر شديد لتزرع مباشرة في الأرض الدائمة.

كما يمكن إنتاج الشتول بزراعة البذور في أصص بلاستيكية قطرها 5سم تحتوي مزيجاً من البيتموس والفيرميكيوليت على عمق 2سم وبمعدل بذرتين في الأصيص الواحد، كما يمكن استعمال صواني ذات عيون، عمقها 5سم لزراعة البذور.

يحتاج إنبات البذور إلى درجة حرارة قدرها 25-28 ْم، وتنمو الشتول في درجة حرارة 24 ْم نهاراً و32 ْم ليلاً، ويجب ألا يقل طول النهار عن 12-14 ساعة إضاءة/يوم، ويفضل إنتاج الشتول من قبل المزارع تفادياً لانتقال الأمراض حين الزراعة بشتول أو أقراص غير موثوقة.

الزراعة في الأرض الدائمة:

يجري إعداد الأرض إعداداً جيداً بالحراثة العميقة ثم إضافة الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية. ولإنتاج مهاميز بيضاء تحفر خنادق للزراعة عمقها 30-40سم، وعرضها نحو 30سم وذات مسافات بينها 100-140سم، وتوضع الأقراص اللحمية في الخنادق، وتغطى بطبقة من الخلطة الترابية سماكتها 5- 8سم، أما إذا كان المطلوب إنتاج مهاميز خضراء فيكون عمق الخندق 20-25سم، وتروى الأقراص اللحمية مباشرة بعد الزراعة.

توجه العناية في السنة الأولى بإجراء عمليات عزق متتالية، وتردم خنادق الزراعة تدريجياً حتى تصير في مستوى سطح الأرض صيفاً؛ ولاسيما للري، كما تجري عمليات التسميد بالأسمدة المتكاملة N P K حسب النسبة 10: 10: 5 لتوفير نمو متوازن بين المجموعتين الخضرية والجذرية.

وفي السنة الثانية تحرث الأرض جيداً وتعزق لإزالة الأعشاب، ويكوم التراب فوق النباتات، وتبدأ المهاميز بالظهور في شهر آذار/مارس مع توفير الري المناسب والتسميد الضروري، وتقطع المجموعة الخضرية للنباتات، ويمنع الري في نهاية الخريف، وتغطى النباتات المتبقية بطبقة من التراب أو السماد البلدي المتخمر لحماية الجذور وتشجيع ظهور المهاميز البيضاء.

الشكل (4)

في السنة الثالثة وما بعدها تعاد العمليات الزراعية المذكورة في السنة الثانية، ويبدأ موسم جمع المهاميز وتكون المهاميز الظاهرة فوق سطح التربة خضراء اللون في حين تكون المهاميز تحت سطح التربة بيضاء اللون (الشكل 3).

تقطع المهاميز الغضة كل منها بطول  20- 25سم ووزن 40-50غ بسكين حادة على ارتفاع 4- 5سم من قمة القرص الجذري اللحمي مع مراعاة إزالة التراب بحذر شديد عن المهاميز الأرضية للحفاظ على البراعم الحساسة التي ستعطي الإنتاج في الموسم القادم.

يتم جمع المهاميز كل أسبوعين في السنة الثالثة، وكل أربع أسابيع في السنة الرابعة، وكل 8 أسابيع في السنة الخامسة وما بعدها، وتمتد مدة الجني إلى 3 أشهر، وتسوق المهاميز على شكل حزم (الشكل 4)  بوزن 5.0 - 1كغ وهي طازجة أو تخزن بحرارة 2-4 ْم.

الآفات:

أهم الحشرات التي تصيب الهليون حشرة خنفساء الهليون، وأهم الأمراض مرض الصدأ والذبول «الفيوزاريومي» وتعفن الجذور.

- أهم الأصناف المقاومة للأمراض: جرسي جيانت Jersey giant، جرسي  نايت Jersey knight، جرسي كينغ Jersey king، لاراك Larac، ماري واشنطن Mary Washington، كاليفورنيا California 500.

مروان حميدان

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ مروان حميدان، رياض زيدان، زراعة وإنتاج محاصيل الخضار (الجزء النظري والعملي) (منشورات جامعة تشرين، اللاذقية، سورية 2003).

- R.N.CHOPRA, S.L.NAYAR & I. C. CHOPRA, Glossary of Indian Medicinal Plants (Including the Supplement) (Council of Scientific and Industrial Research, New Delhi 1986).

- G. KUNKEL, Plants for Human Consumption (Koeltz Scientific Books 1984).


التصنيف : الزراعة و البيطرة
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 509
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31861622
اليوم : 61165

أناكريون

أناكريون (نحو582 ـ 485ق.م)   أناكريون Anacreon شاعر يوناني قديم ولد في تيوس (إيونية بآسيا الصغرى)، ويعد آخر شعراء الأغنية الشعبية الهلّينية البارزين في آسيا الصغرى واليونان قبل الميلاد. لم يعرف الكثير عن حياته ولم يبق من شعره إلا القليل. لما غزا الفرس اليونان نحو 540 ق.م أُبعد أناكريون إلى أبديرة Abdera في تراقية. قضى معظم حياته في بلاط بوليقراط بساموس، وانتقل بعد ذلك إلى أثينة، وبدأ يكتب تحت رعاية الطاغية هيباركوس Hipparchus حتى مقتل هذا الطاغية عام 514 ق.م، وأما ما بقي من حياة أناكريون فهو مجهول.
المزيد »