logo

logo

logo

logo

logo

الولودية

ولوديه

Viviparity - Viviparité

الوَلودِية

 

الوَلودِية viviparité هي الطريقة التي تتوالد بها الأنواع التي تتنامى (تتطور جنينياً) développe فيها الأجنة داخل رحم الأم، وتستمد غذاءها من الأم عن طريق الحبل السري، وتلد الأم صغاراً أو يرقاتٍ بالغة تستطيع العيش مستقلة، ومن ثم لا تظهر للعين مرحلة البيض، وإنما يبقى البيض داخلَ المجاري التناسلية حيث يُخْصَب، ثم يتنامى (يتطور جنينياً) بشكل كامل داخل الرحم. ويلاحظ هذا النمط من التوالد عند الثدييات[ر] مثل الإنسان، وعند بعض الزواحف[ر] reptiles وبعض البرمائيات[ر] batraciens وبعض الأسماك[ر] poissons والعقارب scorpions.

أنماط الوَلودِية

الشكل (1) تغذي جنين بعض الحيتان من الكيس المحي

الشكل (2) أنثى برغوث الماء تحضن بيوضها في جيبها الظهري

الشكل (3) حصان البحر

الشكل (4) القنغر

الشكل (5) فقس بيضة الزواحف وخروج الصغير من البيضة

الشكل (6)

الشكل (7) السمندل الأسود S. atra

الشكل (8) حامل الجذور الأسلي

يحتاج تطور الجنين إلى إمدادات دائمة من الغذاء والأكسجين، وإلى وسيلة للتخلص من الفضلات. وتُلَبى هذه الاحتياجات بطرائق مختلفة: فقد يبقى البيض المُخْصَب داخل جسم الأم، وتستمد الأجنة غذاءها عن طريق المشيمة placenta لتعطي صغاراً قادرة على الحياة على نحو مستقل، وهذا ما يسمى بالوَلُودِية الحقيقية viviparité proprement dite، أو يبقى البيض داخل جسم الأم حيث يتطور الجنين الذي لا يكون له أيّ اتصال مع الأم. تسمى هذه الطريقة من التوالد البَيُوضِِية الوُلودِِية ovoviviparité، أو تتطور الأجنة داخل رحم الأم، ثم تتابع تناميها (تطورها الجنيني) خارج جسم الأم، ولكن داخل جراب أو كيس عند الذكر أو الأنثى، وهذا ما يسمى الولودية الكاذبة paraviviparité، أو يُطْرَح البيض خارج جسم الأم ويجري التنامي الجنيني هناك، وتسمى هذه الطريقة بالبيوضية oviparité أو وضع البيض. يضاف إلى ذلك نمط آخر غريب يسمى الولودية المبيدة للأخوة viviparité fratricide.

1ـ الوَلودِية الحقيقية: تكون الوَلودِية حقيقية عندما يُحفَظ البيض أو الأجنة داخل المجاري التناسلية للأنثى مع وجود علاقات تبادل مع الأم؛ أي الحالة التي تتشكل فيها المشيمة التي تميز الثدييات.

يصادف مثل هذا النوع من الولودية عند بعض أسماك القرش، إذ يطرأ على الغشاء الكوريوني chorion المحيط بالجنين تعديلات يزداد معها عدد الأوعية الصادرة عن السِّقَاء allantoïde، وتتشكل مشيمة جنينية تخترق ظِهارة الرحم التي لا تستجيب دائماً على نحو واضح، وعلى الرغم من ذلك غالباً ما تتضخم وتتوسع، ويزداد عدد الأوعية الدموية فيها، فتتشكل مشـيمة «أمومية» maternel قبالة المشيمة الجنينية. وغالباً ما يطرأ على كلتيهما تعديلات تميز الأنواع. فقد تكون المشيمة منتشرة diffusé أو قرنية cornoid أو قرصية discoid. فالولودية الحقيقية تتطلب وجود مجموعة من الأعضاء تسمح بتطور الجنين داخل جسم الأم. وتتكون هذه المجموعة من الأعضاء عند الثدييات (باستثناء وحيدات الثقب[ر] ذات التوالد البَيْوضي ovipares) من الرحم والملحقات الجنينية (السلى amnios والسِّقاء allantoïde).

2ـ البَيُوضية الولودية: يسمى النوع بَيوضاً وَلوداً ovovivipare عندما تَحْضُن الأمُّ بيضَها داخل جسمها، ولا تطرحه إلى الخارج، فيبقى داخل قناة المبيض أو في الرحم أو حتى في المقذرة cloaque، حيث تستقر البيوض، وتتطور الأجنة من دون وجود أيّ علاقة تغذية مع الأم حتى مراحل متقدمة، فتضمن بذلك حمايةً أفضل، كما في بعض الأسماك (السمك الرعاد torpédo وسمك القرش) والبرمائيات والزواحف والحيتان وبعض اللافقاريات. فعلى سبيل المثال يحتوي بيض العظايا lézards والثعابين serpents كمية كبيرة من المح تفوق ما يحتويه بيض الزواحف الأخرى البَيوضة، تحيط بها قشرة رقيقة مقاومة للوسط المحيط، فتستفيد البيضة التي تبقى داخل جسم الأم من درجة حرارته التي تختلف قليلاً عن درجة الحرارة الخارجية. يستقر البيض في قناة المبيض فترة التنامي بكاملها، وتنقف هناك، وتخرج الصغار مترافقة مع بقايا قشرة البيضة كما في الأفعى vipère، أو تتخلص الصغار من بقايا القشرة قبل خروجها إلى خارج جسم الأم.

وتتوالد بعض الحيتان بهذه الطريقة أيضاً، إذ يتنامى البيض المُخْصَب داخل الرحم ويستمد كل جنين غذاءه من الكيس المحي المرتبط به (الشكل 1). وبعد أن يستهلك كامل المدخرات الغذائية يصبح الجنين قادراً على التحرر من الأم.

3ـ الولودية الكاذبة: وتتعلق بحالات متباينة إلى حد كبير، حيث تدخل البيضة في هذا النمط من التوالد مباشرة داخل تجويف للأنثى أو الذكر لتتابع تطورها فيه. ويمكن أن يكون هذا التجويف التجويف الغلصومي عند الأسماك من شائكات الزعانف Cichlidés، أو الكيس الصوتي عند ذكر الضفدع Rhinoderma، أو داخل تجويف تطور للقيام بهذه الوظيفة خصوصاً مثل الكيس الحامل للبيض الظهري عند إناث بعض القشريات (الشكل 2)، أو جيب الحَضْن البطني عند ذكور بعض الأسماك التي يمكن أن تكون دائمة كما هي الحال عند حصان البحر hippocampe (الشكل 3) أو مؤقتة عند زمارة البحر syngnathe. وعند الثدييات ذات الجراب (الجرابيات) (الشكل 4) يتم التنامي داخل الرحم في مدة قصيرة. فالتنامي الجنيني في هذه الحالات يتم في مرحلتين متتاليتين، الأولى حالة بيوضية والثانية ولودية غير حقيقية.

4ـ البيوضية: وفيها تطرح الإناث بيضها مُخْصَباً خارج جسمها ليُتِم التنامي الجنيني خارج جسم الأم كما في معظم البرمائيات والأسماك والزواحف (الشكل 5) والطيور.

وتختلف آلية وضع البيض في هذا النمط من التوالد حسب النوع. فقد تضع الإناث بيضها على التربة أو على الأشجار أو في الماء. وغالباً ما تهجر الأنثى البيض بعد وضعها إيّاه، كما في الحيوانات متبدلة الحرارة poikilothermes كالأسماك والبرمائيات والزواحف وفي غالبية اللافقاريات، وتترك الحضن لتتولاه عناية الطبيعة. وفي حالات أخرى يسهم الأبوان في حضن البيض لتوفير الحرارة المناسبة لنقفه، كما هي الحال في الحيوانات ثابتة درجة الحرارة homéotherme مثل الطيور وبعض الزواحف كالتمساحيات crocodiliens وبعض البرمائيات وبعض اللافقاريات مثل «أبو مقص» forficules (حشرة من مستقيمات الأجنحة) والعناكب الذئبية lycoses. علماً أن إناث بعض الحيتان تطرح بيضها خارج الجسم داخل محفظة، وتتطور الأجنة داخلها، وتستهلك جميع المدخرات المحية فيها لتعطي في النهاية صغاراً وسائلها الدفاعية ضعيفة في الوسط الذي تعيش فيه (الشكل 6).

5ـ الولودية المبيدة للإخوة: يمتاز بيض بعض البرمائيات التي لا تحاط مطلقاً بقشرةٍ قاسية مقاومة بطريقة توالد خاصة تسمى بالولودية المبيدة للإخوة. ففي هذا النوع من التوالد يبقى البيض على اتصال مع محتويات قناة المبيض التي تسهم في تغذية الجنين، وتتطور في النهاية بيضة واحدة فقط، ويشكل البيض الذي يتراجع تطوره لِيُفيد الجنين الذي تطور في البداية غذاءً ليتابع تناميه، فيبدو وكأن هذا الجنين يفترس الأجنة الأخرى (إخوته وأخواته) الأقل تطوراً. وهذا ما يسمى الولودية المبيدة للإخوة. ويعزى هذا السلوك إلى عملية اصطفاء طبيعي يتم في المراحل الأولى من الحياة، فتبقى فقط الأفراد القادرة على التكيف على نحو أفضل. فعلى سبيل المثال يحتفظ السَمَنْدَل المبقع Salamandra maculosa والسَمَنْدَل الأسود S. atra (الشكل 7) ببيضه داخل قناة المبيض، وتولد صغار السمندل المبقع مشابهة تماماً لأبويها، في حين تولد صغار السمندل الأسود على شكل يرقات يتوجب على الأم نقلها إلى الماء.

كذلك تُلاحَظ ـ عند الأجناس البرية من الرخويات بطنيات الأرجل[ر] - حالات ولودية متكيفة تترافق بتناقص مهم في عدد الصغار.

وتستطيع البرمائيات والرخويات بطنيات الأرجل ـ بفضل حياتها الولودية ـ أن تغير مكان حياتها. فالصغار التي تترك جسم الأم تستطيع العيش مباشرة على اليابسة متجاوزة الطور اليرقاني المائي، كما يمكنها العيش على المرتفعات.

الولودية عند النبات

الولودية عند النبات ـ كما في الحيوان ـ هي تَكَوُّن الجنين داخل عضو خاص يعرف باسم البذرة المزودة بالأغذية الضرورية لنمو الجنين مستقلاً عن النبات الذي وَلَّده. وتعدّ جميع النباتات مغلفات البذور ولودية.

من الأشجار ما تُمَكِّن بذورها من الإنتاش وهي محمولة على أمها، مثل أشجار المنغروف mangrove. وتظهر الولودية واضحة في أشجار الفصيلة حاملة الجذور Rhizophoraceae وفي نوع حامل الجذور الأسَلي Rhizophora mucronata (الشكل 8) وفي فصيلة نبات الشَّوْرى Avicenna maritima الذي تنمو بذوره وهي محمولة على أشجارها متحولةً إلى شتلة قوية قادرة على الانفصال عن النبتة الأم، ثم تسقط في وحل المنغروف لتشكل شجيرة جديدة.

أهمية الحضن في الولودية

يمثل الحضن أفضل أشكال الرعاية في العالم الحيواني، إذ إنه يوفر درجة حرارة منتظمة للتنامي الجنيني، وهذه هي حال الحضن في الطيور والحمل عند الثدييات. ويبدو أن لهذه الرعاية الوالدية أهمية بيولوجية. فالحضن عند الطيور والحمل عند الثدييات يُنْتِجُ صغاراً ذات تطور سوي. ويبدو أن درجات الحرارة الثابتة والمرتفعة قليلاً تحرض التنامي الجنيني، وتكون التشوهات في الصغار الناتجة أقل كثيراً عن تلك التي تظهر في الصغار التي تولد في ظروف متغيرة. مع أن للرعاية الوالدية ـ كما يبدو ـ فوائد تعود على الصغار، فإنها ليست ضرورية في بعض المجموعات الحيوانية، وقد يعود ذلك إلى أن عملية الحضن والحمل تتطلب الوقت والطاقة وبقاء الوالدين على قيد الحياة، في حين تعطي الأنواع التي تتخلص بسرعة من بيضها عدداً أكبر من الأجيال.

سعاد العقلة

الموضوعات ذات الصلة:

 

البيض ـ الثدييات ـ الرحم.

 

مراجع للاستزادة:

 

- P.H. RAVEN, G.B. JOHNSON, J.B. LOSAS, K.A. MASON, and S.R. SINGER, Biology (McGraw-Hill, 2006).

- S. S. MADER, Essentials of Biology (McGraw-Hill, 2007).

- S. S. MADER, Biology (McGraw-Hill, 2007).

- E. D. ENGER, F.C.ROSS and D.B.BAILEY, Concepts in Biology (McGraw-Hill, 2002).

 - C. P. HICKMANN Jr., L.S. ROBERTS and A. S.LARSON, Integrated Principles of Zoology (McGraw-Hill, 2001).


التصنيف : علم الحياة( الحيوان و النبات)
النوع : علوم
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 358
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 504
الكل : 31673537
اليوم : 28119

آرتو (أنطونان-)

أرتو (أنطونان -) (1896- 1948)   أنطونان أرتو Antonin Artaud شاعر مسرحي فرنسي، ولد في مرسيلية، وتوفي في إيفري - سور - سين Ivry- sur- seine. ترك أثراً كبيراً في الأدب الفرنسي المعاصر لطريقته في التعبير عن حياته الداخلية، من جهة، ولمفهومه للمسرح «مسرح القسوة» Théâtre de la cruauté من جهة ثانية. ظهرت على أرتو،منذ سن المراهقة، أعراض مرض عصبيّ غير معروف، وقد تنقَّل بين عدد من مشافي الأمراض العقلية، ثم تفرغ للرسم بعد شفائه.
المزيد »