logo

logo

logo

logo

logo

هونغ كونغ

هونغ كونغ

Hong Kong - Hong Kong

هونغ كونغ

 

هونغ كونغ Hong Kong وتعني بالصينية الميناء العطر، وهي تقع على الساحل الجنوبي الشرقي للصين، شرق مصب نهر اللؤلؤ (زهو Zhu)، متاخمة لمدينة شنتش في مقاطعة غوانغدونغ Kwangtung على بعد 140كم جنوب شرقي كانتون Canton الصينية.

ويشير اسم هونغ كونغ إلى المستعمرة كلها وأيضاً إلى الجزيرة الرئيسة؛ أي جزيرة هونغ كونغ التي تقع في الجهة المقابلة للميناء من كاولون Kowloon وهي تتصل بالجزء الرئيسي من البـر الصيني، وتبلغ مساحتها الإجمالية 1092كم2، مقسمة بين جزيرة هونغ كونغ الرئيسة بمساحة 75كم2 وشبه جزيرة كاولون في الجنوب من الجزيرة الرئيسة بمساحة 11كم2، وشينجية (الأراضي الجديدة New Territories) في الشمال بمساحة 975كم2.

ترتبط شبه جزيرة كاولون بالأراضي الجديدة في الشمال، والتي تتصل بأرض البر الصيني عبر نهر تشان تشون (نهر شينزين)، وتضم نحو 236 جزيرة، وتعدّ جزيرة لانتو Lantau الكبرى، تليها جزيرة هونغ كونغ.

تعدّ هونغ كونغ جزءاً من أراضي جمهورية الصين الشعبية، وقد احتلتها بريطانيا بعد حرب الأفيون عام 1841، ثم نزلت الصين عن حقها في الجزيرة بموجب «اتفاقية نانكين» بعد نهاية حرب الأفيون الثانية، حصلت بريطانيا على المزيد من التنازلات والمزيد من الأراضي (كاولون وغيرها) ومنذ الأول من شهر تموز/يوليو 1898 قامت بريطانيا باستئجار العديد من أراضي هونغ كونغ لمدة 99 عاماً.

ووفقاً للبيان المشترك الذي وقعته الحكومتان الصينية والبريطانية في أواخر عام 1984 أقامت الحكومتان مراسم تسلم سلطة هونغ كونغ وتسليمها في الأول من شهر تموز/يوليو 1997، وأعلنت حكومة الصين استئنافها لممارسة سيادتها على هونغ كونغ، وهكذا تمت إعادة هونغ كونغ إلى حضن الوطن الأم، وفي الوقت نفسه، تأسست رسمياً منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، وبدأ تنفيذ القانون الأساسي للمنطقة الذي أقرته الدورة الثالثة للمجلس الوطني السابع لنواب الشعب في شهر نيسان/أبريل من عام 1990، حيث حدد هذا القانون بوضوح صلاحية الحكم الذاتي من الدرجة العالية والأنظمة السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية وغيرها، هذا ما رسخ مبدأ «بلد واحد… نظامان» الذي يعني أنه في الصين الموحدة يطبق البر الصيني النظام الاشتراكي، وتحافظ هونغ كونغ على نظامها الرأسمالي ونمط حياتها السابق، من دون أيّ تدخل ولا أي محاولة للتغيير مدة خمسين سنة تالية.

منظر عام لجزيرة هونغ كونغ

تطبق منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة النظام السياسي الديمقراطي، وهذا يعني أن أهاليها يديرون أمورهم بأنفسهم، ولا ترسل الحكومة المركزية الصينية موظفين ليتولوا مناصب في حكومة المنطقة الإدارية الخاصة، مع التمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي لأنفسهم باستثناء الشؤون الخارجية والدفاعية التي تتولى الحكومة المركزية مسؤولية إدارتها، وهذا ما يجعل المنطقة تتمتع بالصلاحيات الكاملة لإدارة شؤونها الذاتية والتي تشمل الصلاحيات الإدارية والتشريعية والقضائية المستقلة وصلاحية الحكم النهائي.

تطبق منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة النظام الاقتصادي الحر، وتواصل دورها ميناء حرّاً ومركزاً مالياً عالميّاً، ولها حريتها في المعاملات الاقتصادية والمصرفية والأمنية والتجارية وأعمال أسواق الذهب والمال، و يتميز دولار هونغ كونغ بحريته وقيمته دون أي تدخل.

لمحة تاريخية: على الرغم من أن الأرض المعروفة اليوم باسم هونغ كونغ تم استيطانها منذ الفترة النيوليتيكية، وقد خضعت للنفوذ الصيني منذ نحو 220ق.م، فإنها كانت بمعزل عن الأحداث التي عاشتها الصين في الحقب التالية.

كانت هونغ كونغ (لؤلؤة الشرق) قبل أن تستأجرها بريطانيا مجرد قرية للصيادين تابعة لمقاطعة غوانغدونغ، في فترة حكم أسرتي تانغ (618ـ907م) وسونغ (960ـ1279م). مرَّ بها بعض التجار من العرب والفرس في طريقهم إلى مدينة غوانغتشو Guangzhou كانتون المدينة التي كانت القاعدة التجارية لطريق الحرير البحري (طريق البخور).

نهر شام تشن عند الحدود بين هونغ كونغ والأراضي الصينية

احتلت المملكة المتحدة هونغ كونغ في أثناء حرب الأفيون Opium War الأولى سنة 1841 ثم نزلت الصين عن حقها في الجزيرة بموجب اتفاقية نانكين بعد نهاية حرب الأفيون الثانية، وسيطرت بريطانيا على شبه جزيرة كاولون سنة 1860 عن طريق اتفاقات تم عقدها مع الصين. وفي عام 1898 استأجرت بريطانيا العديد من المناطق الجديدة من الصين مدة 99 عاماً.

وخلال أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت هونغ كونغ ميناءً للتجارة البريطانية مع الصين، ومنذ منتصف القرن التاسع عشر أصبحت هونغ كونغ من بين أهم المراكز التجارية والمالية في منطقة جنوب شرقيّ آسيا.

مورفولوجية المنطقة: يعدّ نهر شام تشن Sham Chun الحد الطبيعي الفاصل بين البر الصيني وأراضي هونغ كونغ. وتغطي معظم أراضيها الهضاب والتلال والجبال الوعرة التي يرتفع بعضها إلى أكثر من 910م فوق سطح البحر. وتصل الجبال القاحلة بين المناطق السكنية والتجارية في شبه جزيرة كاولون والأراضي الزراعية الضيقة في المناطق الجديدة، ولا تزيد المساحة الإجمالية للأراضي الصالحة للزراعة في الجزيرة عن 10٪ من المساحة العامة للبلاد والتي تنتشر على جوانب التلال والهضاب. وترتفع قمة ڤكتوريا Victoria في جزيرة هونغ كونغ إلى 554 متراً فوق سطح البحر والتي تحيط بها الأحياء السكنية والتجارية المهمة.

المناخ السائد في معظم المناطق بارد وجاف قليل الأمطار في فصل الشتاء، وهذا ما يؤدي إلى نقص كبير من احتياجات الجزيرة للمياه العذبة؛ الأمر الذي يدفعها إلى تعويض النقص عن طريق شراء ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة سنوياً من الصين.

السكان:  

جبل تاي مو شان Tai mo shan في هونغ كونغ

لم يكن عدد سكان هونغ كونغ قبل سيطرة الإنكليز عليها عام 1841 يزيد على خمسة آلاف نسمة، وقد تسببت موجات الهجرة الخمس الرئيسة في الارتفاع الكبير والمفاجئ بعدد سكان الجزيرة؛ إذ بدأت الموجة الأولى للمهاجرين سنة 1911 بعد قيام الثورة في الصين والإطاحة بأسرة مانشو الحاكمة وإرساء دعائم جمهورية الصين حيث زاد عدد السكان فيها ليصل إلى 500000 نسمة عام 1915، وبدأت الموجة الثانية للهجرة إلى الجزيرة سنة 1937 في أثناء غزو اليابان للصين، وهذا ما عمل على رفع عدد السكان ليصل إلى 1600000 نسمة، وفي الفترة الواقعة ما بين 1939-1945 احتلت القوات اليابانية هونغ كونغ، وهذا ما أدى إلى هجرة معاكسة باتجاه الصين، فانخفض عدد السكان إلى 600000 نسمة. وبدأت الموجة الثالثة للهجرة سنة 1949 عندما عاد الشيوعيون ليسيطروا على الصين، فهذا ما رفع من نسبة المهاجرين من الصين إلى هونغ كونغ ليصل عدد السكان إلى مليوني نسمة، وفي عام 1962ـ وتحت تهديد خطر مجاعة عارمة في الصين ـ بدأت الموجة الرابعة من المهاجرين ليرتفع عدد السكان مع حلول عام 1965 إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وحدثت الموجة الخامسة للمهاجرين في أواخر عام 1970 عندما فر كثير من الڤييتناميين إلى هونغ كونغ هرباً من الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على بلادهم. وتحاول حكومة هونغ كونغ اليوم وضع حد لتلك الهجرة وإعادة عدد منهم، وذلك وفق برنامج منظم لهذه الغاية.

وفي فترة السيادة البريطانية على الجزيرة كان لظاهرة الهجرة دور مؤثر في التركيبة السكانية، إذ بلغت نسبة المهاجرين نحو 40٪ من مجموع السكان، وتعدّ الصين المصدر الأول للمهاجرين، فيما جاءت موجات أخرى من دول شرق آسيا خاصة من ڤييتنام والفيليبين. ولوحظ أنه عند فترة اقتراب موعد تسلّم الصين للجزيرة عام 1997 غادر هونغ كونغ نحو 43000 نسمة من السكان، لكن بريطانيا عملت على تشديد القيود وتقليل عدد المسموح لهم للإقامة في بريطانيا.

وفي عام 2005 وصل عدد سكان هونغ كونغ إلى 6.943600 مليون نسمة، ووصلت الكثافة السكانية فيها إلى 6771 نسمة/كم2 وهي إحدى أعلى الكثافات في العالم.

أصل السكان: يعدّ الصينيون نحو 97٪ من نسبة السكان، وتشتمل الجنسيات الأخرى على البريطانيين والأمريكيين والأستراليين والهنود واليابانيين، ويعدّ الفيليبينيون نحو 150000 نسمة، وأغلبهم يعملون في خدمة البيوت.

اللغة والديانات: اللغتان الرسميتان في هونغ كونغ هما الإنكليزية والصينية، وكانت اللغة الإنكليزية اللغة الرسمية في البلاد حتى عام 1974؛ إذ كانت تستعمل في المجالين القضائي والسياسي، ومن بين اللهجات الصينية تستعمل هنا اللهجة الكانتونية (يورى) إلى جانب الماندرين Mandarin، ويكاد ينحصر استعمال الصينية في هاتين اللهجتين. وبعد انسحاب بريطانيا من الجزيرة تم اعتماد اللغة الصينية لغة رسمية في البلاد.

ويصعب تحديد الديانة التي يتبعها سكان الجزيرة، حيث تتداخل معتقداتهم بين التعاليم البوذية والطاوية والفلسفة الكونفشيوسية إلى جانب الديانات الشرقية، في هونغ كونغ نحو 500000 مسيحي، وأغلبهم من المذهب الكاثوليكي، إضافة إلى نحو 50000 مسلم، وبعض الجاليات المتفرقة التي تتبع بعض الديانات الأخرى كالهندوسية واليهودية والسيخية.

وظائف المنطقة (المقاطعة) وأهم معالمها: أصبحت هونغ كونغ في أثناء فترة الإدارة البريطانية من ركائز النظام الرأسمالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، فعززت الجزيرة دورها مستودعاً عالمياً للبضائع والمنتجات، كما عرفت الفترة استثمارات ضخمة في قطاع الصناعة. وقد جاءت النتائج سريعة عندما تزايد النمو الاقتصادي، وأصبحت هونغ كونغ من أقطاب الصناعة والمال والتجارة والسياحة في العالم.

يعمل نحو نصف سكان هونغ كونغ في الشركات الصناعية، في حين يعمل نحو 40٪ منهم بالتجارة أو الوظائف الحكومية، ويمثل الصيادون والفلاحون أقل من 3٪ من مجموع السكان. وهي تضم أكثر من مئة مصرف وأربعة أسواق للأوراق المالية، وتعمل المصارف على تمويل مشروعات الإسكان والصناعة والتجارة فيها وفي أجزاء أخرى من العالم.وتمتاز هونغ كونغ بأهميتها السياحية على مستوى العالم؛ إذ وصل عدد السياح إلى 25 مليون سائح عام 2006.

تعدّ منطقة هونغ كونغ من المناطق الغنية بالناتج المحلي الفردي الذي وصل إلى 27.200 دولار، وهو من المعدلات المرتفعة في العالم. اقتصادها منفتح على منطقة المحيط الهادئ، وفي عام 1994 بلغت نسبة العاملين في قطاع الخدمات فيها نحو 71.9٪ من مجموع القوى العاملة في البلاد، فيما تجاوزت مساهمة هذا القطاع نسبة 81٪ من الدخل المحلي الإجمالي.

تحتل هونغ كونغ موقعاً استراتيجياً مميزاً، ويعد ميناؤها مع ميناء شنغهاي في الصين أهم ميناءين في المنطقة من حيث المبادلات التجارية.

تأتي المنتجات الغذائية والمواد الأولية ومعدّات النقل والاتصالات والمواد الكيمياوية في قائمة أهم المستوردات إليها، وتقوم بتصدير المنتجات النسيجية والمواد والسلع المصنعة (ألعاب، ساعات، الأجهزة الكهربائية والإلكترونية) وغيرها.

وتتركز أهم علاقاتها التجارية مع منطقة المحيط الهادئ، ولاسيّما مع الصين واليابان والولايات المتحدة وتايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وكندا. وتأتي منطقة اليورو (القارة الأوربية) في المرتبة الثانية ولاسيما مع المملكة المتحدة وألمانيا.

يتركز معظم النشاط الاقتصادي لهونغ كونغ في الجزء الشمالي من الجزيرة حيث العاصمة فكتوريا، أو ما يعرف باسم المنطقة المركزية حيث يعيش معظم السكان، إضافة لمنطقة كاولون التي تعدّ كذلك من المناطق الحضرية المهمة، ويفصل بينها وبين المنطقة الأولى ميناء فكتوريا، أو كما يسميه الصينيون المرفأ العطري، وهنا يقع أيضاً المطار الرئيس للجزيرة المسمى مطار كاي تاك Kai Tak airport الدولي.                          

هيثم ناعس

مراجع للاستزادة:

 

ـ سليمان مظهر، سياحة في ربوع النمور الآسيوية: هونغ كونغ، سنغافورة، تايوان، كوريا الجنوبية (الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 1997).

ـ هونغ كونغ: مع رحلات إلى الصين ومكاو (الدار العربية للعلوم، بيروت 1993).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 15
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 599
الكل : 31790426
اليوم : 65887

بيستوم

بيستوم   بيستوم Peastum مدينة إغريقية ـ رومانية قديمة، وبلدة إيطالية حديثة Pesto، في منطقة كمبانيه، على بعد 98كم إلى الجنوب من مدينة نابولي، تضم أطلالها أشهر آثار الفن المعماري الإغريقي على البر الإيطالي. أسسها مستوطنون إغريق جاؤوا من مدينة سوباريس في أقصى جنوبي إيطالية نحو عام 600ق.م وسموها بوسيدونية Poseidonia، تكريماً لإله البحر بوسيدون، وسرعان ما ازدهرت وصارت إحدى مدن إغريقية العظمى في إيطالية،
المزيد »