logo

logo

logo

logo

logo

هرشل (آل-)

هرشل (ال)

Herschel - Herschel

هرشل (آل ـ)

 

وليَم هرشل (1738 ـ 1822)

وليَم هرشل

السير وليَم هرشل Sir William Herschel عالم فلك ألماني إنكليزي وُلد في هانوڤر بألمانيا، وتوفي في سلو باكنغهامشير Slough, Buckinghamshire في إنكلترا. وكانت هانوڤر عندئذٍ تابعة للملك جورج الثاني ملك إنكلترا مع أنها لم تكن فعلياً جزءاً من المملكة البريطانية.

كان والده موسيقياً في الجيش بهانوفر وكان هرشل يرغب في امتهان المهنة نفسها، لكن اندلاع حرب السبع سنوات نفّر العائلة من الجيش؛ فأرسله والداه إلى إنكلترا عام 1757 لتهريبه من الخدمة الإلزامية وبقي فيها بقية حياته إذ تأقلم في موطنه الجديد وغيَّر اسمه الألماني (فريدريش ڤيلهلم Friedrich Wilhelm) إلى وليَم، وساعدته موهبته الموسيقية على النجاح هناك.

وصل وليَم إلى ليدز عام 1757 وبحلول عام 1766 أصبح عازف أرغن مشهوراً وأستاذ موسيقى في منتجع باث Bath، وكان يعمل أستاذاً خاصاً لتعليم الموسيقى؛ ضمن له نجاحه المادي الفرصة لإشباع نهمه للتعلم فتعلّم اللغتين اللاتينية والإيطالية. وقادته نظرية السلم الموسيقي إلى الرياضيات التي قادته بدورها إلى علم البصريات. وقاده علم البصريات إلى مطالعة كتاب حول أعمال نيوتن[ر] وفجأة انتابته رغبة جامحة لمراقبة الفضاء عن قرب. وبما أنه لم يكن يستطيع دفع ثمن منظار فلكي ذي مواصفات جيدة قرّر أن يصقل العدسات بنفسه ليصنع آلاته الخاصة لمراقبة الفضاء، وقام بمئتي محاولة قبل أن يتمكن أخيراً من صنع منظار فلكي مناسب له.

عاد إلى هانوڤر عام 1772 ليصطحب شقيقته كارولين معه إلى إنكلترا. وتبيّن لاحقاً أن كارولين لا تقل حماساً عن أخيها في تشكيل العدسات وفي هواية حب علم الفلك، ومن غير المحتمل أن يكون هرشل قد تمكن من إنجاز ذلك العدد من الإنجازات من دون عون شقيقته المثابرة التي عُدّت لاحقاً أولَ عالمة فلك ذات شأن.

قاما سوية بتسطيح عدسات ممتازة، وكانت كارولين تقرأ لأخيها بصوت مرتفع وتطعمه في الوقت نفسه في حين كان يقوم هو بتشكيل العدسة طوال ساعات ليصنعا فيما بعد أفضل منظار فلكي وجد على الإطلاق في ذلك العصر. وقرر هرشل أن يراقب كل ما في الفضاء بطريقة منهجية.

وبحلول عام 1774 لم يصنع أفضل منظار فلكي انكساري في العالم فحسب، بل كان في ذلك العصر أيضاً أكثرها فعالية على الإطلاق وبالتالي أصبح لديه الأداة المناسبة لتحقيق هدفه.

راح هرشل يمطر العلماء والباحثين بوصف الجبال على سطح القمر وبملاحظاته حولها، وبمعلومات عن نجوم أخرى متنوعة، وعن احتمالات تأثير تغيرات البقع الشمسية في الزراعة في كوكب الأرض.

رصد عام 1781 - في أثناء انتقاله المنهجي من نجم إلى آخر باستخدام منظاره الفلكي الممتاز- جسماً بدا على شكل قرص أكثر منه مجرد بقعة ضوء. افترض تلقائياً أنه اكتشف مذنّباً جديداً وأبلغ عنه على ذلك الأساس.

لكن بعد رصد أكثر دقة تبين أن حدوده صلبة وواضحة كالكواكب وليست غامضة ومشوشة مثل المذنبات. علاوة على ذلك، وبعد رصد كافٍ للتمكن من قياس المدار وجد هو وآخرون ومنهم عالم الفلك الفرنسي لابلاس[ر] Laplace أن مداره كان شبه دائري مثل مدارات الكواكب وليس متطاولاً كمدار المذنّبات. أضف إلى ذلك أن مدار ذاك الجرم بعيد جداً عن زحل. والنتيجة التي وصل إليها هرشل هي أنه اكتشف كوكباً جديداً وضاعف بذلك من رقعة النظام الشمسي الذي كان معروفاً حتى ذلك الحين. وقد كان ذلك أول كوكب جديد يتم اكتشافه في التاريخ الحديث. وفي الحقيقة بالكاد يمكن رؤية ذلك الكوكب بالعين المجردة وقد تم رصده عدة مرات في الماضي، حتى إنه كان مذكوراً في خريطة النجوم التي وضعها  فلامستيد J.Flamsteed قبل قرن من الزمن، وأشار إليه ضمن مجموعة الثور وأعطاه الرقم 34. وفي عام 1764 رُصِد قرب كوكب الزهرة وأبلغ عنه إذ عُدَّ أحد أقمار الكوكب.

في النهاية تمكن هرشل بمنظاره من رصد القرص وكان هرشل نفسه قد عدّ ذلك الجرم كوكباً، وحاول إطلاق اسم «نجمة جورج» Star of Gorge عليه تيمناً بـ«جورج الثالث» King Goorge III ملك إنكلترا. وفي النهاية، تقرر إطلاق أسماء من علم الأساطير على الكواكب، فاقْتُرِح تسمية الكوكب الجديد باسم أورانوس[ر] Uranus وهو والد «ساتورن» Saturn إله الزراعة عند الرومان. وفي أواسط القرن التاسع عشر تم الاعتراف عالمياً بهذا الاسم.

أثار خبر اكتشاف أورانوس ضجة كبيرة، وكان علماء الفلك يعتقدون أن نيوتن كان قد اكتشف كل الكواكب الموجودة، وفريدريك الثاني ملك بروسيا الذي لم يكن عالماً وإنما كان يحتضن العلماء كان مؤمناً بأن كل الاكتشافات العلمية الممكنة قد تم اكتشافها. وكان اكتشاف هرشل بمنزلة نفحة من الهواء المنعش التي أكدت أن هناك المزيد من المجهول الذي يمكن اكتشافه. تكررت تلك الحادثة أيضاً بعد قرن من الزمن على يد الفيزيائي الأمريكي «مايكلسون» Michelson.

انتخب هرشل لعضوية الجمعية الملكية عام 1781 وفاز بجائزة كوبلي Copley. سرَّ الملك جورج الثالث - الذي كان من أصول هانوڤرية - جداً بإنجازات ابن وطنه؛ فأصدر عفواً عن هرشل لفراره من الخدمة العسكرية في جيش هانوفر أيام شبابه، وعيّنه الراصدَ الفلكيَ الخاصّ به.

انكب هرشل بجد على رصد الفلك، واستمر فترة قصيرة بتصنيع المناظير الفلكية لأن منحة الملك كانت قليلة، وفي عام 1788 تزوج أرملة ثرية وتفرّغ لرصد الفلك تماماً، أما كارولين فلم تتزوج أبداً، واستمرت بتسخير نفسها لعلم الفلك ولأخيها الذي أصبح مشهوراً.

أصبح هرشل أنجح عالم فلك في عصره وأهمهم ولم يرتق أحد إلى منزلته أبداً، حاول هرشل رصد التغير الظاهري في مواقع حركة النجوم وأخفق.

من ناحية أخرى، استخدم طريقة كان غاليليو[ر] Galileo أول من استخدمها، وتعتمد على التركيز على ربط النجوم كأزواج من حيث التقارب في المكان والزمان.

وفي عام 1805، وبوساطة تحليل الحركة الدقيقة لمجموعة كبيرة من النجوم اعتقد أنه يستطيع تفسير انتظام المقاييس التي لاحظها بافتراض أن الشمس ذاتها كانت تتحرك باتجاه نقطة في كوكبة الجاثي هيركوليس Hercules Constellaition، وهي فرضية توسّع بدراستها أرغيلاندر Argelander.

وكما أطاح كوبرنيكوس Copernicus[ر: كبرنيك (نيكولا ـ)] بالاعتقاد بأن الأرض مركز الكون، أطاح هرشل بالاعتقاد القائل إن الشمس مركز الكون - وضع صورة للنظام النجمي كله - عن طريق دراسة درب التبانة وحساب أماكن النجوم في عدة اتجاهات.

صّور الكونَ المنظورَ مجموعةً ضخمة من النجوم المتوضعة بشكل يشبه حجر الرحى تقريباً، وكان يعتقد أن الشمس التي نعرفها تتمركز بشكل تقريبي في مكان ما قرب مركز ذلك النظام، وأنه عند النظر باتجاه محاور حجر الرحى الطويلة تلك يُشاهد عدد ضخم من النجوم التعددية التي تتضاءل تدريجياً بفعل المسافة داخل الوميض الخافت لدرب التبانة. وأثبت عالم الفلك الأمريكي هارلو شابلي بعد قرن من الزمن أن موقع الشمس المفترض في هذا النظام كان وهماً.

لم يهمل هرشل المجموعة الشمسية تماماً بعد اكتشافه كوكب أورانوس، وعاد لدراسته بمنظار فلكي متطوِّر، وفي عام 1787 اكتشف قمرين من أقماره وهما «تيتانيا» Titania و«أوبرون» Oberon، وتخلى عن استخدام الأسماء المشتقة من الأساطير القديمة لتسمية النجوم لمصلحة أسماء من التراث الإنكليزي، كما أبلغ عن رصد أربعة أقمار أخرى لكن تبين خطأ ذلك فيما بعد.

مُنح هرشل لقب فارس عام 1816، وتوفي وهو في أوج شهرته وآخر رصد قام به كان عام 1819، وظل مستمراً بعمله حتى مماته، وكانت وفاته عن عمر يناهز 84 عاماً في عام سكن فيه أورانوس برج الشمس، مخلفاً ابناً اسمه جون هرشل الذي أصبح كأبيه عالم فلك مشهوراً.

جون هرشل (1792 ـ 1871)

جون هرشل

ولد السير جون هرشل Sir John Herschel في سلو- باكنغهامشير، وتوفي في كولنغوود، كنت Coolingwood, Kent.

نشط جون في حقول مختلفة، ففي أثناء دراسته في جامعة كامبردج كان مهتماً اهتماماً أساسياً في الرياضيات، وكان الأول على دفعته. وفي عام 1816 اتجه بتشجيع من لاستن إلى مهنة والده وأصبح عالم فلك. وبعد وفاة والده كرّس جون أعواماً لإكمال أعمال والده مستخدماً منظاراً فلكياً كان قد صنعه ووالده.

قام بوضع فهرس للنجوم الثنائية وللغيوم السديمية التي كان والده قد اكتشف بعضها، إضافة إلى التي اكتشفها جون بنفسه.

منح لقب فارس عام 1831، وفي عام 1833 قرر القيام بدراسة سماء نصف الكرة الأرضية الجنوبي كما فعل والدُه في النصف الشمالي. فتوجّه إلى الجنوب عام 1834، وطوال أربع سنوات كانت مستعمرة رأس الرجاء الصالح Cape of Good Hope في جنوب إفريقيا مقراً لعمله، وأكمل هناك العمل الذي كان إدموند هالي[ر] عالم الفلك البريطاني أول من بدأ به، ونشر نتائج عمله في بحث عام 1847، وكان أول من قام بقياس أحجام النجوم وسطوعها وحدّد سطوعها بدقة.

اكتشف أن سحابة ماجلان عناقيد كثيفة من النجوم، مثلما أثبت غاليلو أن درب التبانة كذلك قبل قرنين وربع.

استلهمت جريدة «نيويورك صن» New York Sun من أبحاثه في مستعمرة رأس الرجاء الصالح سلسلة من المقالات الخيالية المخادعة حول رصد كائنات حيّة على سطح القمر. وعند عودته إلى إنكلترا عام 1838 منحته الملكة فيكتوريا في أثناء حفل تتويجها لقب البارونيت، وهي رتبة شرف أدنى من البارون وأعلى من الفارس.

كان جون مولعاً بتقنية التصوير الضوئي، وكان من أوائل من حاول استخدامها في علم الفلك. ووضع أسس استخدام هيبوسلفيت (تحت كبريتيت) الصوديوم لإذابة نترات الفضة، وكان أول من طبّق استخدام الصورة السلبية والصورة الإيجابية في مجال التصوير الضوئي.

انتخب عام 1848 رئيساً للجمعية الفلكية الملكية، وفي عام 1850 تم تعيينه رئيس جمعية المخترعين. إلا أنه لم يكن سعيداً في عمله ذاك، وفي عام 1854 أصيب بانهيار عصبي، وأمضى شيخوخته بتأليف كتاب «تخوم الفلك» Outlines of Astronomy وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1849، وبعد وفاته بوقت قصير تم إصدار الطبعة الثانية عشرة منه، ولاقت نجاحاً كبيراً. وقد عمل أيضاً في مجال العلوم الثقافية وترجم جزءاً من الإلياذة.

تم دفنه في كنيسة وستمنستر (مقبرة العظماء) قرب قبر نيوتن.

كارولين هرشل

كارولين هرشل (1750 ـ 1848)

ولدت كارولين هرشل Caroline Herschel في هانوڤر- ألمانيا، وتوفيت فيها.

انضمت إلى أخيها وليم هرشل في إنكلترا عام 1772، عندما كان عازف أرغن وكانت تتدرب لتصبح مغنية. نجح كلاهما في مجال الموسيقى إلا أنهما تخليا عن مهنتيهما في الموسيقى من أجل إشباع اهتمامهما بعلم الفلك، لم تتزوج كارولين قط وانغمست تماماً في مساعدة أخيها بمهنته.

وفي أوقات فراغها القليلة كانت ترصد السماء بمنظار فلكي صغير صنعه لها أخوها. وقد حققت نجاحاً باهراً في علم الفلك وأصبحت أول عالمة فلك مشهورة، وكانت تهتم اهتماماً خاصاً باكتشاف المذنبات واكتشفت منها ثمانية.

عادت إلى هانوڤر بعد موت شقيقها لتشهد نجاح ابنه جون هرشل في علم الفلك، وتوفيت عن عمر يناهز 98 عاماً.

طالب عمران

 

 مراجع للاستزادة:

 

- JAMES MULLANEY, The Herschel Objects (Springer 1978).


التصنيف : الرياضيات و الفلك
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 430
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1774
الكل : 56255382
اليوم : 159572

إدارة المشروع

إدارة المشروع   الإدارة مصدر أدار، وأدار الشيء جعله يدور وتعاطاه وأحاط به. وقد اكتسب هذا الفعل في العصر الحديث معنى فيه بعض التوسع في المعنى الأول، وغدا القول «أدار شؤون الدائرة أو الوحدة الإنتاجية» يعني ساسها وتولى تصريف أمورها فهو مدير. فإذا تولت شؤون المؤسسة أو الوحدة الإنتاجية هيئة وقامت بإدارتها كان الحديث عنها على أنها الهيئة التي تتولى شؤون مشروع متكامل صناعي أو تجاري أو إنتاجي أو غير ذلك. ومن هنا يكون الحديث عن إدارة المشروع enterprise management للدلالة على من يتولى شؤون المشروع من حيث التوجيه والإشراف على العاملين والمعطيات الإنتاجية المتكاملة.
المزيد »