logo

logo

logo

logo

logo

هودلر (فرديناند-)

هودلر (فرديناند)

Hodler (Ferdinand-) - Hodler (Ferdinand-)

هودلر (فرديناند ـ)

(1853 ـ 1918)

 

فرديناند هودلر Ferdinand Hodler رسام سويسري رمزي، ولد في مدينة بيرن Berne التي عاش فيها حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، انتقل بعدها إلى جنيڤ Genève التي توفي فيها. يصنف هودلر ضمن أشهر الفنانين التشكيليين السويسريين في نهايات القرن التاسع عشر، وهو أحد المبشرين الرئيسيين بالمذهب التعبيري في الفن.

فرديناند هودلر: "ضفاف بحيرة توون"(1905)

أحاط الفقر والمرض والموت بطفولته، إذ توفي والده بعد ولادته بفترة قصيرة، ثم والدته وهو في الثالثة عشرة. تدرب في البداية في ورشة زوج أمه، وفي العام 1867 بدأ تعلم الفن على يد فنان محلي، ثم تابع دراسته في جنيڤ ما بين عامي 1871- 1876 على يد الفنان بارثلمي مين Barthélemy Menn، كما تأثر كثيراً بأعمال الفنان هانس هولباين الابن Holbein le Jeune، وقام بدراسة نظريات الفنانَين ألبريشت دورر[ر] Dürer وليوناردو دافنشي[ر] Léonard de Vinci، واستفاد كثيراً- ولاسيما في لوحات الأشخاص - من أسلوب الفنان الفرنسي غوستاف كوربيه[ر] Courbet. اقتصرت أعماله في البداية على المناظر الطبيعيّة، والوجوه والشخصيات المنفذة بواقعيّة دقيقة، وحجوم كبيرة، ثم انتقل إلى نوع من الواقعيّة المبسطة، فالرمزيّة، ثم التعبيريّة، وفي منتصف العقد 1880 ظهر ميلٌ لديه لرسم نفسه، فقام بوضع مجموعة من اللوحات الشخصية الذاتية، غطت مراحل مختلفة من عمره، بحيث كوّنت هذه اللوحات وثيقة لتدرجه من الشباب إلى الكهولة، إضافة إلى الحالات النفسيّة التي تلبَّسته إبان هذه الفترة، كالوحدة، والتأمل، كما اتخذ هودلر موقفاً حازماً تجاه قيام الألمان بقصف مدينة (رايز) بالمدفعيّة، بقسوة وفظاظة، ما حمل المتاحف الألمانية على استبعاد أعماله منها، ومنع دخولها إلى صالاتها وأروقتها.

عالج هودلر في لوحاته موضوعات الطبيعة، والعمال، والوجوه، والمدن، والعاري، إضافة إلى رسم نفسه وحبيبته التي أصيبت بمرض السرطان عام 1914، وقد ألهمته الساعات الطويلة التي أمضاها إلى جانبها وهي على سرير المرض سلسلة من اللوحات المهمة والجديرة بالدراسة، أبرز فيها معاناتها هذا المرض الخبيث، وكان لرحيلها عام 1915 أثر كبير في نفسية هودلر.

فرديناند هودلر: "الإلهام"

أما على صعيد الأسلوب والصياغة فقد مرت تجربة هودلر بمراحل عدة انتقل فيها من الواقعيّة الدقيقة إلى الرمزية، فالتعبيريّة، فالواقعيّة المختزلة، كما انضم إلى حركة الفن الجديد التي ظهرت في أوربا وبلغت ذروتها في العقد الأخير من القرن التاسع عشر، وشملت الرسامين والمصممين وبعض الحرفيين، غير أن هودلر ظل في كل هذه المراحل قوي الرسم، نظيف الألوان، واضح الأشكال، متين التكوينات compositions.

تميز أسلوب هودلر عموماً بالدقة، والانسجام اللوني والشكلي، كما قام بتطوير أسلوب فني دعي (بارليليسم) Parallélisme ويعني التطابق أو التوازي، حيث كان يكرر الأشكال في عدد كبير من أعماله، وعلى نحو لافت, كما أولى الخطوط الخارجية في لوحاته اهتماماً كبيراً، ولجأ إلى اختزال الأشكال والعناصر في المناظر الطبيعيّة إلى الحد الذي مكنه من الوصول إلى جوهرها. كما عبرت أعماله الجداريّة الكبيرة عن استغراقه في هواجسه الروحيّة، وتوحده مع الطبيعة، وأزمات الإنسان المعاصر، مثال على ذلك: لوحته «الليل» المنفذة عام 1890 (متحف الفن في مدينة بيرن بسويسرا)، والتي صوّر فيها جملة من الهواجس الإنسانية بوساطة مزج بارع بين الأشكال الواقعية (القلعة، العاري) والرموز والإشارات الدالة على الكوابيس المنذرة بالسوء، والمعبرة بقوة عن قلق الإنسان وهواجسه تجاه المجهول، كما تضمنت فلسفته الروحيّة، ونظرته إلى الوجود.

أما في أعماله التي صوّر فيها نفسه مثل: اللوحة المنفذة عام 1891، والموجودة في متحف الفن بمدينة جنيڤ فقد أبرزت تأثره بالحركة «الوحشية» التي تحررت من قيود الاتجاهات التقليدية في الفن.

واهتم هودلر كثيراً بحياة العمال، فصوّر نشاطاتهم اليوميّة، واستغراقهم فيها، ومنها لوحة «الحطَّاب» الموجودة في متحف Orsay بباريس، وقد أخذت طريقها إلى ورقة نقدية (كمبيالة) من فئة 50 فرنكاً سويسرياً، أصدرها البنك الوطني السويسري.

محمود شاهين

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

سويسرا.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- MICHEL LACLOTTE, JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture (Librairie Larousse, Paris 1979).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 734
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 671
الكل : 32382933
اليوم : 29353

بلاث (سيلفيا-)

بلاث (سيلفيا ـ) (1932 ـ 1963)   سيلفيا بلاث Sylvia Plath شاعرة وروائية أمريكية، ولدت في بوسطن، وتوفيت في لندن، وهي ابنة لمهاجر ألماني عمل أستاذاً في علم الحشرات توفي وهي لا تزال في الثامنة من عمرها، فتركت وفاته أثراً عميقاً في نفسها. تلقت بلاث تعليمها في كلية سميث Smith College، التي عملت أستاذة فيها لاحقاً، وفي جامعة كامبريدج البريطانية. تزوجت من الشاعر والمسرحي الإنكليزي تيد هيوز[ر] Ted Hughes عام 1956. نشرت روايتها الأولى «الناقوس الزجاجي» The Bell Jar قبل شهر واحد من إقدامها على الانتحار بعد إصابتها باكتئاب شديد جراء خيانة زوجها لها.
المزيد »