logo

logo

logo

logo

logo

يونكند (يوهان بارتولد-)

يونكند (يوهان بارتولد)

Jongkind (Johan Barthold-) - Jongkind (Johan Barthold-)

يونكند (يوهان بارتولد ـ)

(1819ـ 1891)

 

يعد يوهان بارتولد يونكند Johan Barthold Jongkind من أكثر الشخصيات أصالة ومن أقواها في التصوير الهولندي على الرغم من انتمائه إلى الفنانين الذين غادروا موطنهم هولندا أكثر من انتمائه إلى أولئك الذين لم يغادروه؛ إذ كان لهذا الفنان دور مهم ومؤثر في تطور الحركة الانطباعية[ر] impressionnisme التي نمت وازدهرت في فرنسا ولاسيما تأثيره في كلود مونيه[ر] Claude Monet أحد أقطاب الانطباعية الكبار.

يونكند: «روتردام» (1856)

ولد يونكند في لاتروب Lattrop بالقرب من روتردام Rotterdam في الثالث من حزيران/يونيو. وحصل على منحة ملكية عام 1843، فالتحق في السابعة عشرة من عمره بأكاديمية لاهاي La Haye، وفيها درس على مصور المناظر الطبيعية أندرياس شلفهاوت Andreas Schelfhaut، وتعلم تقانة الرسم ولاسيما التصوير بالألوان المائية في الهواء الطلق. تأثر يونكند بفن جان باتيست كورو[ر] Jean- Baptiste Corot، واقتدى به إلى حد ما في تصوير المناظر الطبيعية والبحرية، وكان أول من صوّر الضوء وخلجاته والجو وتقلباته بلطخات من الألوان الفاتحة مستبقاً بذلك التقانة الانطباعية، وقد تجلت تلك التقانة في اللوحات التي صورها عن الطبيعة لضفاف السين في باريس، وشواطئ النورماندي في مدن هونفلور Honfleur وتروفيل Trouville، ومشاهد من نييڤر Nièvre ودوفينه Dauphiné، إضافة إلى تلك اللوحات التي صورها إبان إقامته في هولندا بين عامي 1855ـ1860 لريف روتردام ودوردرخت Dordrecht وضواحيهما: «مشهد من أوفرشي» (1856)، متحف دووه.

التقى يونكند في عام 1845 المصور يوجين إيزابي Eugéne Isabey، فارتبط معه بصداقة متينة، وأخذ عنه تقانة التلوين وتأثيرات الضوء في الشواطئ النورماندية، وفي عام 1846 توجه إلى باريس حيث عمل مع إيزابي وفرانسوا بيكو François Picot، وفي عام 1848 عرض في الصالون Salon، ثم عرض فيه ثانية عام 1852، فأعجب بألوانه كل من الشاعر والناقد الفرنسي المعروف شارل بودلير [ر] Charles Baudelaire والروائي إميل زولا [ر] Émile Zola، وخصصا له مقالات عدة في المجلات والصحف.

أمضى يونكند بضع سنوات متنقلاً بين لاهاي وباريس وشاطئ النورماندي، وفي المعرض الذي نظمه الكونت دوريا Doria عرضت أعماله إلى جانب لوحات المصور الكبير جان باتيست كورو والمصورين دوبيني Daubigny وتروايون Troyon.

عاش يونكند حياة قاسية، وعانى جنون الاضطهاد، وفي عام 1860 نظم كورو وتيودر روسو Théodore Rosseau وإيزابي وفرانسوا بونفان F.Bonvin معرضاً لبيع الأعمال الفنية رُصد ريعه ليونكند، وفي السنة نفسها كتب مونيه موضحاً في إحدى رسائله إلى يوجين بودان [ر] Eugène Boudin عن اضطرابات يونكند العقلية، وحينما كان يونكند يصور في الهافر تعرف مونيه الذي عرّفه إلى بودان عام 1862. وبودان هذا هو تلميذ إيزابي، وقد أدى دوراً مهماً في ولادة الانطباعية، فثمة ميل كان يجمع الاثنين معاً (يونكند وبودان) لتصوير المنظر الطبيعي اعتماداً على «الموتيف» (موضوع ـ صيغة) وإيثارهما لدراسة تأثيرات الضوء في السماء والماء، وقد فاق تأثير يونكند تأثير بودان في مونيه، بل كان هذا التأثير حاسماً في اكتشاف مونيه الشاب طاقاته وإمكاناته وفي النظر إلى الطبيعة من كثب ببصيرة نافذة وذهن صاف.

تطور أسلوب يونكند تطوراً ملحوظاً نحو عام 1860، وقد أنجز كثيراً من الدراسات الرائعة واللوحات المائية عن الطبيعة ساعياً على الدوام إلى استنساخ ما كان يراه بدقة. وفي عام 1863ـ وبعد مرحلة صعبة ـ استقر به المقام في هونفلور حيث بلغ تصويره المائي ذروة نضجه (مرفأ، ألوان مائية، متحف رينس). من الممكن القول: إن يونكند ـ في لوحاته المائية ـ وقف نفسه على نحو رئيس للمنظر الطبيعي، وبدا ملهماً ورائداً للانطباعية، فتقانته الجسورة وسرعته في التنفيذ وسلاسة لطخاته مكنته من التقاط تبدلات الجو وسيولة الماء وشفافية الغيوم (أعماله في متحف أورسي، باريس)، أما في لوحاته الزيتية فقد بدا وريثاً لفناني هولندا القرن السابع عشر، ومثال ذلك لوحته «طواحين روتردام» (1870، متحف الفنون الجميلة، ريمس)، وفي عام 1864 صور منظرين لكنيسة نوتردام دو باري Notre -Dame de Paris، الأولى أنجزها في صباح يوم شتوي، والثانية عند غروب الشمس. وهكذا فقد غدت الشروط الجوية والمناخية وضوء اللحظة المختارة والمحددة محط أنظاره وموضوع أعماله الرئيس، وليس الموضوع الذي يصوره.

زار يونكند ـ في وقت لاحق ـ البلدان المجاورة: فرنسا وبلجيكا وسويسرا مع صديقته وتلميذته السيدة فسّيه Madame Fesser التي استطاعت ـ إلى حد ما ـ أن تخفف بعض ما كان يعانيه من اضطرابات نفسية، وزارا معاً بحيرة جنيڤ والإيزير Isère حيث استقر يونكند فيها بعد عام 1880، وكان في إقامته يزور باريس بين الحين والآخر، وقد اتسمت أعمال يونكند في الفترة الأخيرة هذه ـ بما فيها الأعمال المنجزة في إيزيرـ بوضوح ألوانها وشاعريتها.

أنهى يونكند أيامه الأخيرة نهباً للجنون، وتُوفِّي في كوت ـ سان ـ أندره Côte- Saint- André في إيزير في التاسع من شباط/فبراير.

فائق دحدوح

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الانطباعية ـ مونيه (كلود ـ) ـ هولندا.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- PIERRE CABANNE, Dictionnaire international des arts, (Bordas, Paris 1979).

- MICHEL LACLOTTE, JEAN - PIERRE CUZIN, Petit Larousse de la peinture, (Librairie Larousse, Paris 1979).


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 662
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 562
الكل : 29662604
اليوم : 42614

الفتوق

الفتوق   الفتق hernia هو خروج عضو أو جزء من عضو في جسم الإنسان من المكان التشريحي الذي يحويه عادة. ويحدث بسبب ضعف أو خلل تشريحي في المنطقة أو الفوهة الطبيعية التي يخرج منها العضو أو الجزء المفتوق، وقد يكون لزيادة الجهد الفيزيائي أثر في ظهوره.
المزيد »