logo

logo

logo

logo

logo

اليابان (جغرافيا)

يابان (جغرافيا)

Japan - Japon

اليابان

 

تمثل اليابان Japan أرخبيلاً من الجزر العديدة المنتمية إلى القارة الآسيوية بنيوياً وقارياً، والواقعة في شمال المحيط الهادئ الغربي قبالة الساحل الشرقي للبر الآسيوي. وهي تبعد عنه مسافة تراوح بين 800كم عبر بحر اليابان و100كم عبر مضيق كوريا في الجنوب و300كم؛ هي المسافة التي تفصل هوكايدو عن جزيرة سخالين، وهناك 16كم بين هوكايدو وجزر كوريل الروسية.

وتتكون اليابان من أربع جزر رئيسة كبرى وآلاف الجزر الصغرى، كما تشمل سلسلة جزر بونين Bonin الواقعة على بعد 970كم شرق اليابان، وتتألف من 27جزيرة بركانية وسلسلة جزر ريوكيو Ryukyu.

تضم جزر اليابان مايزيد على 100 جزيرة، الأربعة الرئيسة الكبرى هي: هونشو Honshu، هوكايدو Hokkaido، كيوشو Kyushu، شيكوكو Shikoku. وتتخذ تلك الجزر بامتدادها الشمالي الجنوبي شكل قوس تقعره نحو البر الآسيوي. وتمتد بين خطي عرض 30 ْـ45 ْ شمالاً بطول نحو 1900كم، كما تمتد بين خطي طول 821 ْـ146 ْ شرق غرينتش.

يبلغ إجمالي مساحة الجزر اليابانية نحو 377708كم2، موزعة على جزرها الأربع الكبرى، وبقية جزرها وفق الآتي: هونشو (227414كم2=62%)، هوكايدو (78073كم2=21%)، كيوشو (36554كم2=11%)، شيكوكو (18256كم2=5%)، كما تبلغ مساحة جزر ريوكيو (3120كم2)، ومساحة جزر بونين (106كم2). ويبلغ مجموع أطوال سواحل جزر اليابان الأربع الكبرى (7448كم).

ـ الجغرافيا الطبيعية

بحر اليابان

تشكل الجزر اليابانية جزءاً من حزام النار المحيط بالمحيط الهادئ، والذي يتصف بطبيعته البركانية وكثرة المخاريط البركانية القائمة فيه وعدم استقراره جيولوجياً، ومما يدل عليه كثرة الزلازل التي تتعرض لها الجزر، والتي تقدر بنحو 1500 زلزال سنوياً بشدات مختلفة، كان من أكثرها تدميراً زلزال عام 1923م، الذي ضرب إقليم طوكيو ـ يوكوهاما، وأدى إلى مقتل 143 ألف شخص، وزلزال عام 6991م الذي ضرب إقليم ريكوـ أوجو، وأودى بحياة 22 ألف شخص. ويعدّ الجزء الأوسط من جزيرة هونشو ـ ولاسيما منطقة فوساماغنا Fossamagna ـ مركز النشاط البركاني، وفيها يشمخ مخروط جبل فوجي ياما Fujiyama إلى ارتفاع 3776م، وهو أعلى ارتفاع في الجزر اليابانية. وهناك ستة مخروطات بركانية أخرى يزيد ارتفاع كل منها على 3000م، وتغطي المواد البركانية نحو ثلث سطح الجزر اليابانية.

ويغلب على الجزر اليابانية المظهر الجبلي، إذ إن نحو 80% من مساحتها جبال وهضاب وتلال، وما تبقى سهول، وتتصف التضاريس بكثرة تجزئها ووعورة السطح، متخذة شكل كتل جبلية منفصلة عن بعضها بحوضات وأودية جبلية.

وتتخذ الجبال اليابانية شكل سلسلتين: أولهما السلسلة الجبلية الشمالية الممتدة من هضبة هوكايدو المرتفعة (ارتفاع وسطي 1800م) حتى سهل ناغويا Nagoya في الجزء الجنوبي من هونشو، وثانيهما السلسلة الجبلية الجنوبية التي تبدأ من سهل ناغويا حتى جنوبي جزيرة كيوشو، متخذة شكل هضاب وكتل جبلية أقل ارتفاعاً من الجبال الشمالية مع اختفاء لتلك الجبال في الممرات البحرية الفاصلة بين الجزر.

جبل ياريغاتاكي Yarigatake

وتشغل السهول مساحة نحو 20% من إجمالي مساحة الجزر اليابانية متمثلة في السهول الساحلية والفيضية من أهمها: في جزيرة هونشو (سهل كوانتو Kwanto ويقع فيه إقليم طوكيو -يوكوهاما وسهل نوبي Nobi في إقليم ناغويا وسهل أوساكا وكما يعرف بسهل كانساي Kansai وسهل سينداي Sendai، وفي الغرب على بحر اليابان سهل ايشيغو Eshigo)، وفي جزيرة هوكايدو (سهل إشيكاري Ishikari في غربي الجزيرة، وسهل توكاجة Tokaje في شرقيها). وفي شماليّ كيوشو يمتد سهل تسوكوشي Tsukushi، وهناك سهل ضيق يمتد على الساحل الجنوبي من جزيرة شيكوكو.

يسود اليابان المناخ الموسمي المعتدل الدافئ والبارد. فأمطارها موسمية طوال السنة، فهي تتعرض شتاء للرياح الموسمية الشتوية الجافة والقارية المنشأ التي تترطب بعبورها بحر اليابان الدافئ المياه بفعل تيار كوروشيفو المائي الدافئ، ونتيجة لكون الأمطار تضريسية فإن الأجزاء الغربية من الجزر المواجهة للرياح الموسمية الشتوية الغربية تكون أوفر مطراً (أكثر من 50سم) من الأجزاء الشرقية الواقعة في الظل (20ـ50سم)، وتكون الرياح الموسمية الصيفية أكثر حرارة وأعلى رطوبة، وهي المصدر الرئيسي للأمطار اليابانية، وتهب من الجنوب والجنوب الشرقي معرضة الأجزاء الشرقية والجنوبية المواجهة لها إلى تأثيراتها الفعالة وأمطارها الغزيرة التي تزيد على 75سم مقابل أقل من 50سم في الأجزاء الغربية الواقعة في ظل تلك الرياح. وتراوح كمية الأمطار السنوية في اليابان بين أكثر من 300سم في الأجزاء الجنوبية الشرقية (يوكوهاما، ناغويا، كيوتو، أوساكا) و(200ـ250سم) في السواحل الشمالية الغربية، ونحو (150ـ200سم) في السواحل الجنوبية الغربية، وتقل إلى ما دون 100سم في الأجزاء الوسطى والداخلية من جزيرة هوكايدو.

جبل فوجي

ويقسم خط الصفر المئوي لحرارة شهر كانون الثاني/يناير الجزر اليابانية إلى نصفين: شمالي وحرارته أقل من الصفر، وجنوبي وحرارته أكبر من الصفر، لتصل حرارة شهر كانون الثاني/يناير إلى نحو 6 ْم في شيكوكو وكيوشو. أما شهر تموز/يوليو فتراوح درجة الحرارة المتوسطة بين 16ـ 20 ْم في هوكايدو، وبين 20ـ 24 ْم في هونشو، و24ـ26 ْم في شيكوكو وكيوشو. وتتعرض الجزر اليابانية ـ ولاسيما جزيرتي كيوشو وشيكوكو والنصف الجنوبي من هونشوـ للأعاصير المدارية بمعدل ثلاثة أعاصير سنوياً.

ويجري في الأراضي اليابانية عدد كبير من الأنهار القصيرة المجاري والسريعة الجريان والشديدة الغزارة ذات الأهمية الكبرى في توليد الكهرباء وري المزروعات، وهناك ثلاثة من تلك الأنهار يزيد طول كل منها على 200كم، من أطولها نهر شينانو Shinano بطول نحو 369كم الذي يجري في سهل نيغاتا Niigata، ويصب في بحر اليابان إلى الجنوب من مدينة نياتا. وتنتشر في جبال اليابان البحيرات المتعددة التي يشكل بعضها فوهات البراكين. كما تظهر الينابيع الحارة في مناطق مختلفة من اليابان.

وتغطي الغابات نحو 40% من مساحة الجزر اليابانية، نصفها عريض الأوراق دائم الخضرة (الكافور، الخيزران، الغار، الصنوبر)، وثلثها نفضي (بلوط، زان، شربين)، والمتبقي مختلط.

ـ الجغرافيا البشرية

شلالات مقاطعة توشيغي Tochigi

بلغ عدد سكان اليابان حسب تقديرات عام 2006 نحو 128مليون نسمة بعد أن كان نحو 60 مليون في عام 1925 و90 مليون في عام 1950، و113مليون عام 1976، ونحو 121 مليون في عام 1985م، وتعدّ اليابان من دول العالم المزدحمة بالسكان، بل هي من أعلى دول العالم كثافة سكانية، إذ يصل متوسط الكثافة العامة إلى 335ن/كم2، وتجاوز الكثافة 1500ن/كم2 في السهول الفيضية الساحلية الكبرى على أدناها في المناطق الجبلية المرتفعة وفي الأجزاء الشمالية (هوكايدو).

وتشكل المنطقة الممتدة من سهل كوانتو إلى شمال كيوشو أشد المناطق ازدحاماً بالسكان، فهي تضم جميع المدن المليونية بما فيها العاصمة طوكيو، حيث يعيش نحو 90% من السكان في السهول الساحلية التي تشكل نحو 20% من مساحة البلاد. ويتوزع سكان اليابان على جزرها وفق الآتي: جزيرة هونشو (80%)، كيوشو (11%)، هوكايدو (5%) وشيكوكو (3%)، كما يعيش في جزر ريوكيو نحو مليون نسمة معظمهم في جزيرة أوكيناوا، وفي جزر بونين نحو3000 نسمة.

وينتمي اليابانيون إلى العرق الآسيوي. ويعدّ الصينيون والكوريون أكبر الأقليات في اليابان، إذ يعيش فيها نحو 70 ألف صيني، ونحو 675 ألف كوري، بجانب نحو 15 ألفاً من الإينو Eno الذين يعيش معظمهم في جزيرة هوكايدو والذين يمثلون البقية من سكان اليابان القدماء. وقد بدأ إعمار اليابان بالسكان منذ منتصف الألف الخامسة قبل الميلاد، وذلك بوساطة موجات من الهجرات البشرية انتقلت إليها من شمال شرقي البر الآسيوي عبر شبه الجزيرة الكورية. يعيش نحو 80% من سكان اليابان في المدن. وفي أكبر مدن اليابان طوكيو 9.5 مليون نسمة. ومن المدن الأخرى الكبرى تذكر: يوكوهاما Yokohama ت(3.3مليون نسمة)، أوساكا Osaka ت(3.1مليون نسمة)، ناغويا (2.5 مليون نسمة)، سابورو Sapporo ت(1.8مليون نسمة)، كيوتو Kyoto ت(1.7مليون نسمة)، كوبِه Kobe ت(1.6مليون نسمة).

نموذج حديقة يابانية

يدين نحو 90% من اليابانيين بديانة الشِنتو[ر] (64% منهم يدينون بالشنتو والبوذية في آن واحد) و9% بالبوذية وأقل من 1% يدينون بالمسيحية. واللغة اليابانية هي اللغة الرسمية. ويجيد كثير من اليابانيين اللغة الإنكليزية، وتعدّ كتابة اللغة اليابانية من أصعب أنظمة الكتابة في العالم، والتعليم إلزامي في المرحلة الابتدائية (ست سنوات)، وفي اليابان نحو 460 جامعة و600 كلية فنية، أكبرها جامعة طوكيو. وعدد الجامعات الحكومية نحو 90 جامعة.

نظام الحكم امبراطوري برلماني ديمقراطي، والامبراطور هو الرئيس الرسمي للدولة، وهو يملك ولايحكم، وكان فيما مضى ذا صفة دينية مقدسة. ومصدر السلطة التشريعية هو «الدايت» الذي يتألف من مجلسي النواب والشيوخ. والسلطة التنفيذية بيد رئيس الوزراء والوزراء. وتقسم الدولة إلى 47 ولاية. وفي اليابان عدة أحزاب سياسية، من أكثرها جماهيرية الحزب الديمقراطي الليبرالي، يليه الحزب الاشتراكي الياباني، وهو حزب المعارضة. وعدة أحزاب أخرى صغيرة.

الجغرافيا الاقتصادية

أصبحت اليابان قوة اقتصادية كبرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. فهي ثانية دول العالم بعد الولايات المتحدة من حيث قيمة الناتج الوطني الإجمالي، وتتفوق عليها في العديد من الصناعات. وتعدّ الصناعة أهم نشاط اقتصادي في اليابان وأكبره إذ تسهم بنحو 28% من جملة الناتج القومي، ويعمل فيها نحو 25% من مجموع القوة العاملة.

ويعدّ معدل النمو الصناعي الياباني الأعلى في العالم. والصناعة اليابانية شاملة، تنتج كل شيء، بدءاً من الإلكترونيات الصغيرة حتى ناقلات النفط الكبيرة، ناهيك عن الصناعات الغذائية وسواها. وتتمثل الصناعات اليابانية في صناعة وسائط النقل (السيارات بأنواعها) إذ إنها الأولى في العالم بإنتاج السيارات بعدد يقارب عشرة ملايين سيارة سنوياً. وكذلك فهي الأولى في صناعة السفن، كما أنها متميزة وذات شهرة كبيرة في صناعة الآلات الكهربائية والإلكترونية كأجهزة الحاسوب والمذياع والتلفاز. وتأتي في طليعة الدول المنتجة للإسمنت والسيراميك والملابس والصناعات المعدنية ومنتجات الأخشاب، إضافة إلى الصناعات البتروكيمياوية المختلفة.

واليابان إحدى الدول الكبرى المنتجة للحديد والفولاذ الذي يصدر كثير منه إلى الخارج. على الرغم من كون اليابان فقيرة بمعادنها ومواد طاقتها، حيث تنتج كميات قليلة من الفحم والنحاس والمنغنيز والفضة والزنك؛ فإنها عوضت حاجتها الكبيرة للطاقة باستيراد النفط من دول الشرق الأوسط بالدرجة الأولى وإنتاجها للطاقة الكهرمائية والطاقة النووية.

وتسهم الزراعة بنحو 3% من إجمالي الناتج القومي، وتستخدم نحو 9% من القوى العاملة اليابانية. على الرغم من صغر المساحة الصالحة للزراعة (15% من إجمالي مساحة اليابان) فإنها تنتج نحو 75% من احتياجاتها الغذائية. ويعدّ الأرز المحصول الرئيس الذي يشغل أكثر من50% من الأراضي الزراعية، كما تزرع محاصيل أخرى (الشوندر السكري، الشاي، التبغ، القمح) وبعض أنواع الفاكهة (التفاح، البرتقال، الإجّاص والفريز) وخضراوات متنوعة، ومتوسط حجم المزرعة نحو هكتار، يربى فيها عدد من الخنازير والأبقار والدواجن.

وتعد اليابان الأولى في العالم في صيد الأسماك وتصنيعها، حيث تصطاد سنوياً نحو (12ـ15) مليون طن. ويعمل في صيد الأسماك نحو 1% من القوة العاملة. ويسهم نشاط الخدمات المتنوعة (العاملون في المشافي والمدارس والمؤسسات المالية وشركات التأمين والدعاية والإعلان… وغيرها) بنحو 60% من الناتج القومي، ويستخدم نحو 55% من القوة العاملة.

وتمتلك اليابان شبكة نقل واتصالات كبيرة، ففيها نحو 30 مليون سيارة ركاب، و تملك عدداً كبيراً من قطارات الأنفاق وغيرها من القطارات. وفيها عدد كبير من المطارات الحديثة؛ من أكثرها شهرة وازدحاماً مطارا طوكيو وأوساكا. ومن موانئها البحرية الكبرى: كوبه، تشيبا Chiba، ناغويا، يوكوهاما. وترتبط الجزر الكبرى مع بعضها بأنفاق بحرية، كما في النفق الذي يصل هوكايدو بهونشو (طوله 53.9كم) والنفق الذي يصل هونشو بشيكوكو.

وتعدّ اليابان في مقدمة الدول التجارية في العالم. وتتمثل صادراتها الرئيسة في: السيارات والحديد والفولاذ والمعدات الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والدراجات النارية والأجهزة الدقيقة والسفن. وإيراداتها الرئيسة تتمثل في النفط الذي يقدر بـ 35% من إجمالي وارداتها. ولقد حافظت اليابان على ميزانها التجاري الرابح منذ ستينيات القرن العشرين، والعملة اليابانية هي الين.

علي موسى

 

 

 


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الثاني والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 418
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 546
الكل : 31248700
اليوم : 73857

العقاب والثواب في التربية

العقاب والثواب في التربية   العقاب والثواب في التربية punishment and reward in education أسلوبان في التحكم بالسلوك عن طريق الألم واللذة، وقد يطلق عليهما أسماء أخرى مثل الترغيب والترهيب، والتعزيز الإيجابي والتعزيز السلبي والعقاب (الإيجابي والسلبي)، والجزاء والقصاص، والعصا والجزرة، وغير ذلك من الأساليب التي تتحكم بالسلوك بالقبول وبالرفض. ويستخدم هذان الأسلوبان بعد قيام الفرد بسلوك ما، فإذا كان مُرضياً للمعلم أو المربي يتبعه بالثواب وإلا فالعقاب. وهذا الربط والتناوب بين الأسلوبين شائع في معظم مظاهر الحياة بما فيها التربية الأسرية والتربية المدرسية، وأقل من ذلك في التربية غير المدرسية، أو العَرضية المستخدمة في تعليم الكبار، والتعلم من الحياة.
المزيد »