logo

logo

logo

logo

logo

النروج (الفنون في-)

نروج (فنون في)

Norway - Norvège

الفنون

 

يتداخل تطور الحياة الثقافية في الممالك الثلاث ـ النروج والسويد [ر] والدنمارك [ر] ـ حتى الانفصال السياسي ثم اللغوي والثقافي. وإضافة إلى ذلك ينتشر شعب اللاب ـ أو السامِه Samefolk ـ في شمالي شبه الجزيرة الاسكندناڤية وفنلندا وشبه جزيرة كولا Kola في الاتحاد الروسي ـ وهو أول من قطن تلك الأصقاع، وينتمي إلى إثنية مختلفة، وهو ذو لغة وإرث ثقافي خاص به، وتعدّ مدينة كاوتوكينو Kautokeino في أقصى شمالي لابلَند Lappland عاصمته التراثية.

مقدمة سفينة من عصر الفيكنغ

(متحف سفن الفيكنغ في أوسلو)

 

خرج الڤيكنغ [ر. الڤايكنغ] في العصور الوسطى في غزواتهم البحرية إلى سواحل بريطانيا الشرقية والأراضي المنخفضة وفرنسا فأثروا وتأثروا بثقافة تلك البلاد. اعتنق ملك النروج أولاڤ هارالدسون Olav Haraldsson (حكم بين الأعوام 1030ـ 1061) الديانة المسيحية، فصارت ديانة البلاد الرسمية. ومع انتصار ملك إنكلترا والدنمارك كنوت Knute (أو Canute) ذي الأصول الاسكندناڤية على هارالدسون ومقتل هذا الأخير توحدت الممالك الثلاث ـ الدنمارك وإنكلترا والنروج ـ تحت تاج واحد، وصار هارالدسون بطلاً وطنياً وقديساً. وتكتمل حلقة الغزو والغزو المضاد هذه مع النورمنديين في فرنسا حيث كان لهم باع طويل هناك وفي إنكلترا التي غزوها مع وليم الفاتح عام 1066، وهو ما دوّن في منسوجة بايو Bayeux أو الملكة ماتيلده Matilde.

العمارة: كان الڤيكنغ بحارة ومحاربين، فلم تتمتع مجتمعاتهم بالاستقرار، ومن ثم كان ما أقاموه من صروح معمارية باقية قليلاً. كان زعيمهم أو ملكهم يقيم مع حاشيته في قاعات كبيرة قائمة على أعمدة خشبية ومسقوفة باللحاء، مما جعلها عرضة للحريق، وكانت مركزاً للحكم ومكاناً للاحتفال والمتعة. وهذا الأسلوب المعماري استمر مع بناء الكنائس الخشبية stavkirke التي عدّت بالمئات، لكن المتبقّي منها اليوم لا يتجاوز العشرين، ومنها تلك الموجودة في أورنيس Ørnes من القرن الحادي عشر وفي بورغُند Borgund من القرن الثاني عشر. ثم بنيت الكنائس الحجرية على الطراز الرومي (اللاتيني) والقوطي، وانتشرت في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة، وزينت بالرسوم الجدارية والإفريزات والمنحوتات الغرائبية والكتابات بالأبجدية الرونية، فنتج من ذلك مزيج من الفن المحلي الوثني والمستقدم المسيحي.

كنيسة بورغند الخشبية (نحو 1150م)

 

لا تتوافر في النروج سوى شواهد قليلة على أسلوب عصر النهضة [ر] والباروك [ر] والروكوكو [ر] في فن العمارة، منها: برج روزنكرانتس Rosenkrantz وروزندال Rosendal من أواسط القرن السابع عشر. وشهد القرن التاسع عشر نهضة معمارية واسعة تشهد عليها أبنية القصر الملكي في أوسلو التي قام بتشييدها هانس لنستوڤ Hans Linstow، والجامعة لكريستيان غروش C.Grosch. وتشهد أبنية بلدية أوسلو (آرنستين أرنبِرغ A.Arneberg وماغنس بولسون M.Poulsson)، والأبنية الحكومية وكنيسة باكِّهاوغن Bakkehaugen (إرلنغ ڤيكشو E.Viksjo)، وبناء بلدية آسكر Asker (شيل لُند Lund ونيلز سلاتو N.Slaatto)، وأيضاً الأبنية الخاصة على الصبغة الطليعية لفن العمارة.

التصوير: يعدّ يوهان دال  Johan Dahl ت(1788ـ1857) في أول فناني الطبيعة ومؤسساً لفن التصوير النروجي الحديث، وتميزت أعماله بنزعة رومنسية، وتلاه كل من أدولف تيدمَند A.Tidemand ت(1814ـ1876) وهرمَن كبِّلين H.Cappelen ت(1827ـ1852). ثم تحرر هذا الفن من النزعة الرومنسية على يد كريستيان كروغ C.Krogh ت(1852ـ1925)، ونادى فريتس تولوڤ F.Thaulow ت(1847ـ1906) بالطبيعية [ر] والانطباعية[ر] التي التزم بها أيضاً غرهارد مُنتِه G.Munthe ت(1849ـ1929) الذي اعتمد الفولكلور الاسكندناڤي في تصويره. بيد أن الفنان الأبرز في هذه المرحلة كان إدڤارد مونك [ر. مونش (إدفارد ـ)] الذي اعتمد أسلوباً تعبيرياً أصيلاً متأثراً بأدباء تلك الحقبة، مثل إبسن [ر] وسترندبرغ [ر]. واستلهم الفنانان تورڤالد إريكسن T.Erichsen ت(1868ـ1939) وآكسل ريڤولد A.Revold ت(1887ـ1962) أسلوب المدرسة الوحشية [ر]. وقد جذبت أعمال الفريسك والرسومات الضخمة كلاً من بير كروغ P.Krogh ت(1889ـ1965) وهنريك سورينسن H.Sörensen ت(1884ـ1962) في حين جذب التصوير البصري Op art غنَّار غندرسن G.Gundersen، والدادائية المحدثة رولف نيش R.Nesch. أما في التصوير المعاصر فقد اعتمدت أنِّه كارين فورونيس A.K.Furunes الصورة الفوتوغرافية منطلقاً لفنها، ويمكن عدّ الفنانين شيل توريسيت Torriset وكيارتان سليتيمارك K.Slettemark تجريبيين مجددين في فن التصوير النروجي والاسكندناڤي.

منحوتة «دورة الحياة» لغوستاف فيغلند في حديقة فروغنر بأوسلو

 

النحت: أما في فن النحت فإن أبرز ممثليه غوستاف ڤيغِلند G.Vigeland ت(1889ـ1943) الذي تأثر بالنحات رودان [ر]، مع احتفاظه بصبغته الاسكندناڤية، وأخذت منحوتاته مكانها في حديقة فروغنر Frogner في أوسلو؛ إضافة إلى منحوتاته الأخرى التي تتداخل على شكل مسلة ضخمة، وإنغبريت ڤيك Ingebrigt Vik [(1867ـ1927) ومنحوتاتها التجريدية، وأيضاً آرنولد هاوكِلنَد A.Haukeland  ت(1920)

السينما: أسست في النروج أول شركة سينمائية في عام 1904، وكان أول فيلم بعنوان «مخاطر حياة الصيادين» Fiskerlivets farer، وكان بيتر ليكّه ـ سيست  Peter Lykkeـ Seest أول المنتجين. ثم اعتمد المنتجون الآخرون مثل ڤكتور شوستروم V.Sjöström السويدي وكارل دريَر Carl Dreyer الدنماركي على درر الأدب النروجي، فجرى تصوير بعض روايات بيورنسون [ر] عام 1919. وكان حفيد بيورنسون وإبسن ـ واسمه تنكريد إبسن  Tancred Ibsenـ مخرج أول فيلم نروجي ناطق عام 1931، ثم تتالت أفلامه، وظل المخرج الأبرز في الثلاثينيات، وقدّم للسينما مسرحية جده إبسن «البطة البرية» Vildanden عام 1963. ويبدو هذا التأثير المتبادل بين الأدب والفن جلياً حين قدمت مسرحية لودڤيغ هولبرغ L.Holberg «يبّه على الجبل» Jeppe på bjerget ت(1933)، وأخرجت رواية هَمْسُن [ر] «الجوع» Sult ت(1966)، وروايات تارييه فيساس Tarjei Vesaas «الحريق» Brannen ت(1973)، من قبل هوكون ساندوي H.Sandøy، التي يحمل بطلها سمات شخصية لوحة مونك «الصرخة» و«كيمن» Kimen ت(1974) من قبل إريك سولباكِّن E.Solbakken الذي أخرج أيضاً «ليلة ربيعية» Vårnatt ت(1976)، و«قصر الجليد» Isslottet ت(1987) التي أخرجها بير بلوم Per Blom، ورواية سيغريد أوندسيت [ر. أونسيت] «كريستين لاڤرانسداتر» Kristin Lavransdatter ت(1995).

ظهر بعد الحرب العالمية الثانية مخرجون كبار، منهم أرنِه سكوينْس Arne Skouens، ورشح فيلم «تسع حيوات» Ni liv لأوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 1957، وكان آخر أفلامه «آن ـ ماغريت» Anـ Magritt ت(1969) الذي مثلت فيه ليڤ أولمَن Liv Ullmann الدور الرئيس. وتعدّ أولمَن إحدى أكبر نجوم السينما النروجية بل الاسكندناڤية؛ إذ كان لها حضور متكرر في أفلام المخرج السويدي إنغمار برغمان I.Bergman، وكانت قد قامت ببطولة آخر أفلام المخرجة إيديت كارلمَر E.Carlmar «هروب الشباب»  Ung flukt ت(1959). وكانت كارلمر قد تألقت مخرجة في السينما النروجية منذ الخمسينيات، وكُرمت عام 1994 في مهرجان السينما النروجية بجائزة «أماندا» Amanda. ويبدو أن المخرجات هن الأبرز على الساحة النروجية؛ فقد قدمت أنيا بريين Anja Breien أول أفلامها الطويلة «الاغتصاب» Voldtekt ت(1971)، وكتبت له السيناريو، وتلا ذلك فيلم «زوجات» Hustruer الذي عرض في مهرجان لندن السينمائي، كما شاركت بفيلم «الإرث» Arven في المنافسة الرئيسية في مهرجان كان لعام 1979. أما ڤيبكِه لوكِّبرغ Vibeke Løkkeberg فقد بدأت الإخراج في مؤسسة السينما النروجية عام 1977، فقدمت وكتبت سيناريو فيلم «الكشف» Åpenbaringen ت(1977)، ثم فيلم «العدَّاءة»  Løperjenten الذي حاز شهرة خارج حدود بلادها.

أخرج أولا سولوم O.Solum «كوكبة الصياد» Orions belte ت(1985)، وهو فيلم سياسي ـ بوليسي ـ جاسوسي ناجح، مسرح أحداثه جزر سڤالبارد النروجية إبان الحرب الباردة، وحصد عدة جوائز «أماندا» في أول توزيع لها عام 1985. كذلك قدّم أودڤار إينارسون O.Einarson فيلم «إكس» X الذي حاز جائزة المحلفين الخاصة في مهرجان ڤينيسيا عام 1986، ورُشح فيلم نيلز غاوب N.Gaup «دليل الطريق»  Veiviseren ت(1987) ـ الذي اعتمد حكاية سامية (لابية) ـ لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، وهو ما لم يحدث منذ عام 1957. واستمرت هذه الترشيحات مع فيلم بيريت نيسهيم B.Nesheim «ملائكة الأحد»   Søndagsengler ت(1997)، وفيلم بيتر نيس P.Næss «إلِّنغ»  Elling ت(2001).

هناك جيل جديد من المخرجين النروجيين الشباب، منهم مونا هويل M.Hoel وماريوس هولست M.Holst، وهناك اختراق جديد للسينما النروجية عالمياً كما في فيلم بول سليتاونِس Pål Sletaunes «الرسول» Budbringeren ت(1997) وفيلم إريك شولدبيرغ E.Skjoldbærg «الأرق»  Insomniaت(1998).

توجد معاهد عليا للسينما في مدن نروجية عدة، مثل ليلِهامر Lillehammer وفي جامعة ستاڤانغر Stavanger، كما تقام مهرجانات للسينما بأنواعها كافة (أفلام قصيرة، طويلة، وثائقية، أطفال) وللسينما الاسكندناڤية ـ السامية في مدينة كاوتوكينو.

    طارق علوش

 

 


التصنيف : العمارة و الفنون التشكيلية والزخرفية
النوع : عمارة وفنون تشكيلية
المجلد: المجلد العشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 567
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 560
الكل : 31760154
اليوم : 35615

الدعابة

الدعابة   الدعابة humor استجابة أو حالة نفسية ذات مظهر انفعالي محدد يبدو في الضحك والابتسام. وتشير الدعابة أيضاً إلى كل موقف يبعث على الضحك أو الابتسام يصنعه الإنسان في الغالب عندما يطلق نكتة مثيرة، أو يتحدث حديثاً مرحاً. وبكلا المعنيين تستخدم الدعابة والتسلية لإدخال المسرة على النفس شأنها في ذلك شأن مرادفاتها كالفكاهة والمزاح والأملوحة والملحة وغير ذلك. وتعرف القدرة على توليد الدعابة بـ «حس الدعابة»، في حين يعرف الشخص الذي يمتلك هذه القدرة بالفكه وغالباً ما يتسم بالذكاء الحاد والقدرة على خلق المواقف الضاحكة.
المزيد »