logo

logo

logo

logo

logo

الملائكة (نازك-)

ملايكه (نازك)

Al-Mala’ika (Nazik-) - Al-Mala’ika (Nazik-)

الملائكة (نازك ـ)

(1923 ـ 2007)

 

نازك الملائكة شاعرة وناقدة أدبية، وقاصة وأستاذة جامعية، ولدت في بغداد بالعراق، والملائكة ليس لقبها بل أحدث ألقاب العائلة، سمّاها والدها بنازك على اسم الثائرة السورية نازك العابد، إذ كان معجبا بشخصيتها الوطنية، عاشت في منزل جدها حتى عام 1938م، وقد تزوجت من عبد الهادي حبوبة عام1961م، وأنجبت منه وحيدها «البراق» بعد تمنعها عن الزواج فترة من الزمن، وتشكيلها في مرحلة مبكرة من عمرها مجموعة ضد الزواج، وكانت متشددة في علاقتها مع الرجل.

نشأت في أسرة مولعة بالعلم والأدب، فأمها سليمة الملائكة كانت تكتب الشعر وتنشره، وأبوها صادق الملائكة المثقف الموسوعي ألف موسوعة أسماها «دائرة معارف الناس»، وأختها إحسان كانت تشاركها الكتابة والاهتمام.

أكملت دراستها الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية في بغداد، وعُرفت بنشاطاتها المسرحية وحبها المبكر للموسيقى، وحب المطالعة.

حصلت عام1939م على الثانوية ثم دخلت دار المعلمين العالية - فرع اللغة العربية، وتعلمت الإنكليزية وقرأت الشعر الإنكليزي، وكذلك تعلمت الفرنسية.

ابتُعثت أكثر من مرة إلى بريطانيا والولايات المتحدة حيث حصلت على الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكونسن 1956م، ونشرت عدداً من القصائد والمقالات بالإنكليزية، ونشرت كثيراً من نصوصها ونصوص أختها إحسان في مجلة الآداب وكان الصراع مشتداً بين نمطين من التفكير في فهم الشعر، ونشرت المقال والقصة أيضاً.

عملت في مجال التدريس الجامعي في بغداد والبصرة والكويت، ومنحتها جامعة البصرة الدكتوراه الفخرية عام 1992م. وشاركت في مؤتمر الأدباء العرب الأول الذي انعقد في بلودان عام 1957م.

عاشت في دول عديدة إضافة إلى بلدها الأصلي العراق فترات طويلة من عمرها مثل الكويت ومصر والأردن، وفترات متقطعة مثل : إنكلترا ولبنان، ثم استقرت في القاهرة إلى أن توفيت في 21 حزيران/ يونيو بعد مرض طويل، وقد اختارت أن تختفي عن الحياة مدة طويلة من أواخر عمرها معتزلة الحياة الثقافية والشعرية.

بدأت رحلتها مع الشعر منذ وقت مبكر، من العقد الأول من حياتها؛ قالت: «سمعت أبويَّ وجدي يقولون عني إنني شاعرة قبل أن أعرف معنى هذه الكلمة» لكنها أغفلت نشر كثيراً منه «غير أنني أهملت هذا النتاج المبكر ولم أدرج منه شيئاً في مجموعاتي الشعرية المطبوعة، لأنني بقيت أنظر إليه على أنه شعر الصبا قبل مرحلة النضج».

وتعدّ قصيدتها الشهيرة «الكوليرا» عام1947م الإعلان الأبرز عن تجربتها، إذ أعلنت فيها عن تفاعلها مع ما حدث من ذلك الوباء في مصر مضفية على تعبيرها أبعادا إنسانية كبيرة، وكانت القصيدة المنطلق الفعلي لتجربتها الشعرية «ومنذ ذلك التاريخ انطلقت في نظم الشعر الحر، وإن كنت لم أتطرف إلى درجة نبذ شعر الشطرين نبذا تاما، أو مهاجمته كما فعل كثير من الزملاء المندفعين الذين أحبّوا الشعر الحر».

في مطلع القصيدة تقول:

سكَنَ الليلُ

اصغِ إلى وقعِ صدى الأنَّات

في عمقِ الظلمةِ

تحت الصمتِ على الأمواتِ

خاضت معركة شعر التفعيلة وقيلت أقاويل حول موقفها منها وعدها كثير من المهتمين أنها رائدة شعر التفعيلة، إذ يرى إحسان عباس مثلاً  أنها رائدة الشعر الحديث، ويقول عن ذلك موازنا بمحاولات السياب «ذلك أن للسياب قصيدة واحدة نظمها قبل عام 1948م يزعم أنه اهتدى إلى شكل جديد، ولكنها قصيدة لم تنبثق عن الشكل القديم إلا انشقاقاً جزئياً خفيفاً لا يوحي لأحد من الناس بالجدة ، بينما أصدرت نازك عام 1949 ديواناً يجري على هذا الشكل الجديد، وفيه مقدمة نقدية تدل على وعي بأبعاد طريقة جديدة».

تعد نازك الملائكة  ـ على الرغم من اختلاف وجهات النظر في تجربتها ـ واحدة من أساطين حركة الشعر الحر التي ارتبط بها استلهام الموروث الديني والأسطوري استلهاماً فنياً ناجحاً في الأدب العربي المعاصر، وقد استلهمت كثيراً من الرموز والحكايات الأسطورية في شعرها شِأنها في ذلك شأن سائر أعلام الشعر الحر، غير أنها من دون غيرها توقفت منذ سنة 1952م عن استلهام هذا الموروث، ولم يعد يمثل رافداً ذا بال في تجربتها الأدبية أو رؤيتها الشعرية. وما لفت الأنظار في شعرها هو الجانب الإنساني في تلقيها لما يدور في العالم ، كما حضرت بقوة في شعرها الأسئلة الإنسانية حول المآل والمصير بلغة بسيطة  قريبة من مختلف أنواع المتلقين.

غدا حضور نازك الملائكة ميداناً خصباً لاختلاف الآراء وتنوعها، وعاشت هي همومها الشعرية والنقدية متمسكة بدورها التأسيسي، وكانت مواقفها النقدية حول الشعر الحر قد بدأت تثير الجدل منذ الستينات، إذ شاهدت كيف أن قصيدة التفعيلة قد أسهمت في التخفيف من وهج القصيدة العمودية وهو مالم ترده الملائكة، ولذلك كان لها آراء في كتاباتها الأخيرة توحي بتراجعها عن كثير من آرائها السابقة في الشعر الحر.

واختلفت دوافع الإعجاب بشعرها بين المهتمين، فالباحث إحسان النص يقول «منذ قراءتي لديوان الشاعرة أحسست أن في قيثارتها وتراً لا يوقع إلا أنغاماً حزينة تبعث الشجن في النفس، ويشف عن نفسية تنضح بالكآبة والقلق، وعن نظرات قاتمة متشائمة لا ترى من الوجود إلا الجانب الأسود الكالح، ويومئذ لم أتساءل عن سر هذه الأنغام الحزينة المنبعثة من شعرها، بل لعلي استقبلتها بكثير من الرضا والاستحسان».

والباحث هاشم ياغي يقرّ بخصوصية تجربتها «نازك الملائكة علم من أعلام الشعر والكتابة في عصرنا الحديث تصدت لقضايا أدبية متعددة في كتب لها معروفة وأنتجت دواوين شعرية لها مكانتها في شعرنا الحديث».

أما الباحث محمد مصطفى هدارة فلفت نظره حضور الإنسان في شعرها «إن الإنسان في شعر نازك الملائكة ماثل ببدئه وانتهائه، بخيره وشره، بمثله وانحطاطه، وهو ليس إنسانا مطلقا مجرداً في كل حين، وليس دائماً إنساناً محدداً ذا واقع مادي، ولكنه الإنسان الذي أحسته الشاعرة في نفسها»؛ ففي قصيدتها «النائمة في الشارع» أثار اهتمامها الجانب المأساوي في حياة الفقراء الذين يموتون جوعاً في زوايا الطرقات فقالت:

في «الكَرّادة»، في ليلة أمطارٍ ورياحْ

                                والظلمةُ سقفٌ مُدَّ وسترٌ ليس يُزاحْ

انتصف الليلُ وملءُ الظُلْمةِ أمطارُ

                                وسكونٌ رطبُ يصرُخُ فيه الإعصارُ

كان البرقُ يمرّ ويكشفُ جسمَ صَبِيّه

                                رفَدْت يلسَعُها سوطُ الريحِ الشتويّه

الإحدى عشرة ناطقةٌ في خدَّيها

                                في رقّة هيكلها وبراءةِ عينَيها..

حُضِّرت عن نازك الملائكة مجموعة كبيرة من رسائل الماجستير والدكتوراه، وصدر عن تجربتها ما يزيد على عشرة كتب بصفتها أحد أبرز رواد شعر التفعيلة ومنظريه الذين اشتهرت أشعارهم بالتعبير عن هموم الناس، والتجديد غير المبتذل، ومن هذه الكتب:

1ـ «نازك الملائكة: دراسات في الشعر والشاعرة»، إعداد عبدالله أحمد المهنا، بقلم نخبة من أساتذة الجامعات  1985

2ـ «صفحات من حياة نازك الملائكة»، حياة شرارة ، 1994

3 ـ «نازك الملائكة والتغيرات الزمنية»، إيمان يوسف بقاعي، 1995

4 ـ«نازك الملائكة الناقدة»، عبد الرضا علي، 1995

5 ـ «جدلية الزمن واللون في ديوان عاشقة الليل لنازك الملائكة»، صاحب خليل إبراهيم، 2002

تبدّت كتاباتها في أربعة حقول: الشعر والنقد والقصة والقضايا الاجتماعية

ففي القضايا الاجتماعية نشرت: «مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية» و«التجزيئية في المجتمع العربي»، وفي القصة نشرت: «الشمس التي وراء القمة» قصص قصيرة، وفي النقد نشرت «الصومعة والشرفة الحمراء» وهي دراسة نقدية في شعر علي محمود طه، و«قضايا الشعر المعاصر»، وفي الشعر صدرت لها في ستين عاماً المجموعات الشعرية: «عاشقة الليل» و«شظايا ورماد» و«قرارة الموجة» و«شجرة القمر» و«مأساة الحياة وأغنية الإنسان» و«ديوان نازك الملائكة» و«يغير ألوانه البحر» و«الصلاة والثورة».

وقد تُرجمت أشعارها إلى عدد من اللغات من مثل الإنكليزية والفرنسية والروسية

 

 

أحمد جاسم الحسين

مراجع للاستزادة:

 

ـ بقلم نخبة من أساتذة الجامعات، إعداد عبدالله أحمد المهنا، نازك الملائكة: دراسات في الشعر والشاعرة (شركة الربيعان،الكويت 1985).

ـ حياة شرارة، صفحات من حياة نازك الملائكة (رياض الريس للكتب، لندن 1994).

ـ إيمان يوسف بقاعي، نازك الملائكة والتغيرات الزمنية (دار الكتب العلمية، بيروت 1995).

ـ عبد الرضا علي، نازك الملائكة الناقدة (المؤسسة العربية للدراسات، بيروت 1995).

ـ صاحب خليل إبراهيم، جدلية الزمن واللون في ديوان عاشقة الليل لنازك الملائكة (مركز عبادي للدراسات، صنعاء 2002).

ـ تيسير النجار، رسائل نازك الملائكة (دار مجدلاوي، عمان 2002).

 


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد التاسع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد : 420
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1104
الكل : 40571442
اليوم : 101257

التصنيف والتسمية التصنيفية

التصنيف والتسمية التصنيفية   يهدف التصنيف الحيوي، الذي يشمل النبات والحيوان والإنسان، إلى وصف الكائنات الحية التي ظهرت منذ بدء الخليقة حتى اليوم وتسميتها وترتيبها. والإنسان العاقل مصنف بفطرته، يدرك الوقائع، ويسميها، ويرتبها وفق أهدافه المباشرة حيناً، وغير المباشرة حيناً آخر. بدأ الإنسان بتصنيف ما يحيط به من نبات وحيوان، وفقاً لحاجاته اليومية فصنف النبات إلى نافع وضار، وغذائي وكسائي، وشاف وممرض وسام، وتزييني وجمالي، وإلى غير ذلك.
المزيد »