logo

logo

logo

logo

logo

هاكس (بيتر-)

هاكس (بيتر)

Hacks (Peter-) - Hacks (Peter-)

هاكْس (بيتر ـ)

(1928 ـ 2003)

 

بيتر هاكس Peter Hacks مسرحي وشاعر وقاص وكاتب مقالات ألماني بارز في النصف الثاني من القرن العشرين، ومؤسس ما عُرف بالكلاسيكية الاشتراكية sozialistische Klassik، وكانت مسرحياته منذ خمسينيات القرن العشرين الأكثر عرضاً وشعبية في جزأي ألمانيا على حد سواء. ولد هاكس في مدينة برِسْلاو Breslau (حالياً ڤروكلاڤ Wroklaw في بولونيا) لعائلة ذات توجه اشتراكي مناهض للفاشية[ر]، وكان والده محامياً. تلقى تعليمه في مسقط رأسه، وبعد أن وضعت الحرب أوزارها هاجرت عائلته إلى مدينة ڤوبرتال Wuppertal في وسط غربي ألمانيا، حيث حصل على الشهادة الثانوية، ثم استقرت في دَخاو Dachau قرب مونيخ München حيث درس في جامعة لودڤيغ مكسيميليان Ludwig Maximilian الشهيرة الأدبَ الألماني الحديث والعلوم المسرحية والفلسفة وعلم الاجتماع، ونال درجة الدكتوراه بـأطروحة عن «الأدب المسرحي في مرحلة بيدَرْماير Biedermeier بين عام 1815 وثورة 1848 البرجوازية في ألمانيا» متأثراً بأفكار هيغل[ر] ولوكاتش[ر] وبريشت[ر]، ثم تفرغ للأدب وعمل بالتعاون مع الكاتب جيمس كروس James Krüss في الكتابة الدرامية للإذاعة ومسرح الكباريه السياسي Kabarett في مونيخ حتى عام 1955، وأقام علاقات صداقة مع الأدباء إريش كِسْتْنَر[ر] وبريشت وتوماس مَن[ر]، ونال في عام 1954 «جائزة مدينة مونيخ للمسرح» عن ملهاته الناجحة «افتتاح العصر الهندي» Eröffnung des indischen Zeitalters  التي اتكأ فيها على التاريخ من دون أن يلتزمه، إذ أوَّل اكتشاف كولومبُس أمريكا على أنه بداية انقلاب اجتماعي جذري، وقدم شخصية كولومبس عالماً يدرك مشروعه العلمي الصرف في شرطه الاجتماعي بحيث يصير اكتشاف العالم الجديد فاتحة لعصر برجوازي جديد يكسر هيمنة الأشراف الإقطاعيين وحلفائهم في المؤسسة الكنسية الكاثوليكية، ويفتح البوابة على مصراعيها لقوى الإنتاج الرأسمالي بكل تناقضاتها، كما يسمح بازدهار الفنون والعلوم؛ فيتطور كولومبس في سياق المسرحية من مغامر علمي فرد إلى ممثل لطبقة اجتماعية صاعدة تناضل من أجل تحقيق عصر جديد. وفي عام 1970 قدم هاكس صياغة جديدة للنص بعنوان «كولومبس أو فكرة العالم على متن سفينة».

يُعد عام 1955 منعطفاً حاسماً في حياة هاكس؛ إذ تزوج في أثنائه الكاتبة آنّا إليزابِت ڤيدِه Anna Elisabeth Wiede وغادر معها جمهورية ألمانيا الاتحادية (الغربية) إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) حيث استقر في العاصمة برلين (الشرقية) بمعونة بريشت، وعمل معه في مسرحه «البرلينر أنسامبل» Das Berliner Ensemble واستمر بعد وفاته عام 1956 بالتعاون مع زوجته الممثلة الشهيرة هيلينا ڤايغل Helena Weigel حتى عام 1960، حين انتقل هاكس إلى مؤسسة «المسرح الألماني» Deutsches Theather مستشاراً وكاتباً مسرحياً بدعم من مديرها ومخرجها ڤولفغانغ لانغهوف Wolfgang Langhoff.

وعندما تعرضت مسرحيته «الهموم والسلطة» Die Sorgen und die Macht (عرضت عام 1962) لانتقادات حادة من جانب مسؤولين في الحزب الشيوعي الحاكم، تخلى عن عمله في «المسرح الألماني» وتفرغ للتأليف حتى أيامه الأخيرة. وكان قد عالج فيها موضوعاً اقتصادياً سياسياً من واقع البناء الاشتراكي في ألمانيا الديمقراطية بيَّن من خلاله التناقض بين الأخلاق الاشتراكية النابعة من الإيمان الإيديولوجي وبين الإصرار على المنفعة الذاتية في الواقع العملي.

على أثر هذه الأزمة، التفت هاكس بين عامي 1962-1966 إلى إعداد نصوص عالمية معروفة، من وجهة نظر فكرية وجمالية معاصرة، مثل «السلام» Der Frieden ت(1962) التي أخذها عن أريستوفانس[ر]، و«هيلينا الجميلة» Die schöne Helena ت(1964) عن مَيلاك Meilhac وهاليڤي Halévy وأوفنباخ[ر] Offenbach (وهي أوبريت لممثلين)، و«پولّي» Polly ت(1966) عن جون غاي[ر]، وقد لاقى الإعدادان الأول والأخير نجاحاً كبيراً بإخراج بِنّو بِسّون Benno Besson في «المسرح الألماني». وهذه الإعدادات جميعها تناهض فكرة الحرب مهما كانت مبرراتها. وفي مسرحيتي «مَرغريتِه في آيكس» Margarete in Aix ت(1966)، و«پريخاز» Prexaspes ت(1968) عاد هاكس إلى الاتكاء على أحداث تاريخية بتأويلات معاصرة، مطوراً منذ «السلام» أسلوباً في الكتابة عُرف لاحقاً على صعيد الموضوع والبنية واللغة الشعرية بـ«الكلاسيكية الاشتراكية». ولتجذير هذا التوجه الفكري الجمالي في مواجهة هجمة تيار الحداثة die Moderne في الستينيات عاد هاكس في ملهاة «أمفيتريِون» Amphitryon ت(1968) إلى الميثولوجيا الإغريقية، وكذلك في «أُمفالِه» Omphale ت(1969) في محاولة بحثٍ عن الكمال في العلاقات البشرية وفيما بين الجنسين في ظروف واقع الحياة العملية، على أثر انخراط المرأة كلياً في العملية الإنتاجية وفي مشروع بناء مجتمع المستقبل، العقلاني من جهة والمتوازن عاطفياً من جهة أخرى.

لم ينحصر اهتمام هاكس  بالكلاسيكية القديمة، بل أولى اهتمامه الكلاسيكية الألمانية، ولاسيما منها عقلانية غوته[ر]، وقد تجلى ذلك في عدة أعمال مسرحية، مثل: «عيد السوق السنوي في بلوندرسڤايلرن» Das Jahrmarktfest zu Plundersweilern ت(1973)، و«حوار في منزل شتاين عن السيد فون غوته الغائب» Ein Gespräch in Hause Stein über den abwesenden Herrn von Goethe ت(1974). وتعد الأخيرة من أهم أعمال المونودراما (نص لممثلة واحدة) حتى نهاية القرن العشرين، تهاجم فيه السيدة شتاين حبيبها الغائب غوته محاولة إظهار مساوئه ونقاط ضعفه شخصياً وأدبياً وسياسياً، في حين أن ما يتبدى عبر حوارها (مونولوجها مع زوجها الذي تمثله دمية صامتة لا تتحرك) هو ميزات عبقرية غوته وتفتحه على كل جديد يفيد العقل ومستقبل البشرية.

ومن أعمال هاكس المهمة الأخرى «موت سينيكا» Senecas Tod ت(1978)، و«الطيور» Die Vögel ت(1980) عـن أريستوفـانـس، و«الأطفال» Die Kinder ت(1984). وقد نال هاكس عدداً من الجوائز المهمة مثل: «جائزة لسينغ» (1956)، «جائزة ڤايسكوبف» (1965)، «الجائزة الوطنية» (1974 و1977).

وعلى الرغم من سقوط المعسكر الاشتراكي، فإن إيمان هاكس بجدوى الاشتراكية ـ بوصفها نظاماً اجتماعياً اقتصادياً سياسياً ثقافياً لمستقبل الإنسان ـ لم يهتز، لكنه توقف عن الإسهام في الحركة الأدبية في ألمانيا الموحدة، ولم يعبر عن آرائه إلا في حركة «المشهد اليساري» Die Linke Szene، وانسحب من أكاديمية الفنون الألمانية. وفي عام 2003 صدرت أعماله الكاملة التي ضمت مسرحياته وقصائده وقصصه للأطفال ومقالاته ولاقت اهتماماً كبيراً، وقد ترجمت بعض أعماله المسرحية والقصصية إلى عدة لغات أوربية. توفي هاكس بالقرب من برلين.

نبيل الحفار

 

 الموضوعات ذات الصلة:

 

الاشتراكية ـ ألمانيا ـ الدراما ـ الواقعية.

 

 مراجع للاستزادة:

 

- ANDREA JÄGER, Der Dramatiker Peter Hacks, vom Produktionsstück zur Klassizität (Marburg 1986).

- PETER SCHÜZE, Peter Hacks. Ein Beitrag zur Ästhetik des Dramas (Kronberg 1976).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الواحد والعشرون
رقم الصفحة ضمن المجلد : 315
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 719
الكل : 32213540
اليوم : 58786

السلاح

السلاح   السلاح arme لغة هو آلة الحرب، وأما اصطلاحاً فهو «كل مادة أو أداة أو آلة يُقاتَلُ بها، أو يُدْفَع بها العدو، سواء أكان هذا العدو إنساناً أم حيواناً أم خطراً من نوع آخر». ومن هنا يمكن القول إن أي مادة أولية من نوع النار أو الزيت المغلي أو الزرنيخ، بل والماء أحياناً، يمكن أن تكون أسلحة فعالة عند اللزوم. وينطبق الأمر كذلك على الأدوات المصنوعة من الحجر أو الخشب أو البرونز أو الحديد, والتي يمكن أن يصنع منها أسلحة عديدة مثل الهراوات والرماح والسيوف. وأخيراً فإن آلات القتال الميكانيكية مثل المجانيق والأكباش والزحافات قديماً، والطائرات والمدافع والغواصات حديثاً، هي من أهم أنواع الأسلحة القديمة منها والمعاصرة.
المزيد »