logo

logo

logo

logo

logo

الآمدي (الحسن بن بشر-)

امدي (حسن بشر)

Al-Amedi (Al-Hasan ibn Bicher-) - Al-Amedi (Al-Hasan ibn Bicher-)

الآمدي (الحسن بن بشر ـ)

(... ـ 370هـ/... ـ 987م)

 

أبو القاسم الحسن بن بشر بن يحيى الآمدي البَصري، عالم باللغة والأدب والنقد وشاعر. أصله من آمد حاضرة ديار بكر على الضفة اليسرى لدجلة والواقعة ضمن أراضي الدولة التركية اليوم.

ولد الآمدي في البصرة ومات فيها، قدم بغداد طلباً للعلم فأخذ عن الأخفش والزَجّاج وابن دريد وابن السرّاج وغيرهم، وكتب فيها لأبي جعفر هارون بن محمد الضبّي، ثم عاد إلى البصرة وكتب لبعض القضاة والكبراء، ولزم بيته في آخر حياته.

كان الآمدي شاعراً جيد الصنعة، اتسع في الآداب وبرّز في رواية شعر القدماء والمحدثين وأخبارهم، وألف بضعة عشر كتاباً في اللغة والأدب والنقد، وكانت عنايته موجهة إلى دراسة أشعار المتقدمين  خاصة ونقدها.

ومن مصنفاته: «نثر المنظوم» و«معاني شعر البحتري» و«الرد على ابن عمار فيما خطّأ فيه أبا تمام وكتاب في أن «الشاعرين لا تتفق خواطرهما»، وكتاب «فرق ما بين الخاص والمشترك من معاني الشعر»، وقد تكلم فيه على الألفاظ والمعاني التي يشترك فيها العرب ولا ينسب مستعملها إلى السرقة، وكتاب «إصلاح ما في كتاب عيار الشعر لابن طباطبا من الخطأ»، وكتاب «تبيين غلط قدامة بن جعفر في نقد الشعر»، وكتاب «الحروف في الأصول في الأضداد»، وله ديوان شعر يقع في نحو مئة ورقة.

ومن أشهر كتبه المطبوعة كتاب «المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء وكناهم وألقابهم» ذكر فيه المؤتلف والمختلف والمتقارب في اللفظ والمعنى، والمتشابه الحروف في الكتابة من أسماء الشعراء وأسماء آبائهم وأمهاتهم وألقابهم، وقد جعل الأسماء على حروف المعجم، وجعل الاسمين إذا كانا على صورة واحدة وحروفهما مختلفة في باب واحد ليعرف ويفرق بينهما بالنقط والشكل، وجعل الباب للأشهر منهما.

وقد اعتمد السيوطي على هذا الكتاب في ضبط أسماء الشعراء في كتابه «شرح شواهد المغني»، كما ورد ذكر الكتاب كثيراً في «خزانة الأدب» للبغدادي.

وأهم ميادين جهود الآمدي في التأليف ميدان النقد، وفيه كتب أكثر مؤلفاته. وأشهر كتبه النقدية كتاب «الموازنة بين أبي تمام والبحتري» الذي لم يقصره على الشاعرين وإنما وازن فيه بين أبي تمام وشعراء آخرين.

ويعدّ هذا الكتاب تتويجاً للحركة النقدية التي نشأت حول الشاعرين في النصف الأول من القرن الرابع الهجري. وكان سبب اختيار الآمدي لهما كونهما أغزر شعراء عصرهما نتاجاً، ولجودة شعرهما، ولأن الخصومة حول فنهما والمفاضلة بينهما بلغت أقصاها في القرن الرابع الهجري.

جمع الآمدي في الكتاب آراء نقّاد القرنين الثالث والرابع، وأضاف إليهما نظراته النقدية. وقد قسّم كتاب الموازنة إلى أجزاء، تضمن كل جزء ظاهرة من الظواهر النقدية تناول فيها سرقات الشاعرين الشعرية وأخطاءهما المعنوية واللفظية وأخطاء التراكيب كما تناول عيوبهما البلاغية، ثم عرض لذكر محاسنهما، وأهم أجزاء الكتاب الموازنة التفضيلية بين معانيهما المتشابهة في الفن الواحد.

وازن الآمدي بين الشاعرين على نحوٍ مدروس مؤيّد بالتفصيلات التي تلمّ بالمعاني والألفاظ والموضوعات الشعرية بفروعها المختلفة، وهذا يدلّ على قراءة متنعمة لشعريهما وإدراك معانيه الكليّة والجزئية لديهما، فاستطاع بذلك أن يصل إلى المعاني المتشابهة عندهما ويقيم الموازنة بينهما.

وقد تحرّى الآمدي الدّقة والحرص في تحقيق الشواهد التي أوردها وفي نسبة كل قول إلى  صاحبه، واعتمد على إيراد الأمثلة والتماس التعليل في الموازنة، كما اعتمد على ذوقه العربي السليم الذي ينزع فيه إلى مذاهب القدامى.

أخذ على أبي تمام غوصه على المعاني الغامضة وإسرافه في تعقبها ومباينته الشعراء القدامى في الأساليب والمعاني والصور.

وقد أراد الآمدي من الموازنة أن يترك للقارئ الحكم النهائي في المفاضلة بين الشاعرين، دون أن يفرض عليه أحكاماً قد لا يقرّها لإيمانه باختلاف مذاهب الناس في قبول الشعر ولأنه يجلّ ذوق القارئ ويرغب في أن يشركه في الحكم، غير أن القارئ الذي يمكن أن يطلق الحكم النقدي هو العارف بعلم الشعر وأغراضه عن طريق الدربة والممارسة الأدبية، إضافة إلى ما يجب أن يتحلى به من طبع سليم يقبل التثقيف ويحسّ بالجمال.

ومع أن الآمدي جاهد هواه كي لا ينسب إلى التعصب، فقد نسب إلى الميل مع البحتري والتعصب على أبي تمام، وقد اتهمه بذلك ياقوت الحموي في معجم الأدباء وابن المستوفي في كتابه «النظام في شرح ديوان أبي تمام» وابن الأثير في «المثل السائر».

ولكتاب «الموازنة» شأن كبير بين كتب النقد، ففيه خلاصة لكلّ ما أٌلّف في النقد قبل الآمدي، وفيه منهج نقدي واضح. والآمدي أول ناقد متخصص جعل من النقد الأدبي علماً يعرف به الشعر، وكان عماده في نقده ثقافة واسعة في الشعر واطّلاع عميق على معاني القدماء والمحدثين يمدّه بشواهد شعرية كثيرة مع تمثل للمعاني وفهم صحيح لها وقوة حافظة وقدرة على استحضار الشاهد في موضعه عندما تدعو الحاجة إليه، وذوق عربي سليم قادر على تمييز الحسن من الرديء في الشعر.

استطاع الآمدي في كتبه أن يصوّر الحياة الأدبية والنقدية في عصره، وفي العصر الذي سبقه، تصويراً دقيقاً، وكان يجنح دائماً إلى تغليب مذاهب القدامى. وقد اتفق مع آراء بعض النقاد الذين سبقوه، فوافق ابن طباطبا في نظريته بشأن الصدق الذي يحقق الجمال، كما وافق الجاحظ في جعل جمال النظم مقياساً للشعر الحسن.

تأثّر بنظرات الآمدي كثير من النقّاد بعده ولاسيّما في نظرية الكذب والصدق في الشعر والسرقات الشعرية، ولذلك كانت نظرة علماء البلاغة في القرن التالي ونقّاده نظرة إكبار له، لأنّ ذوقه وطريقته انتصرا في السياق البلاغي والنقدي في تاريخ الأدب.

نهلة الحمصي

 

الموضوعات ذات الصلة

 

البحتري ـ أبو تمام ـ قدامة بن جعفر.

 

مراجع للاستزادة

 

ـ إحسان عباس، تاريخ النقد الأدبي عند العرب (دار الثقافة، بيروت 1983).

ـ محمود الربداوي، الحركة النقدية حول أبي تمام (دمشق 1976).


التصنيف : اللغة العربية والأدب العربي
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 492
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 554
الكل : 29606387
اليوم : 61303

العلل الاستقلابية الحيوانية

العلل الاستقلابية الحيوانية   الاستقلاب (الأيض) metabolism هو مجموع التفاعلات الكيمياوية التي تحدث في الخلايا، وتؤدي إلى إنتاج الطاقة energy وتجديد الخلايا والنمو وإزالة الفضلات، وغير ذلك من وظائف الجسم، وتعمل الإنزيمات وسائط مهمة في حدوثها وتسريعها، وعلى هذا فإن الاستقلاب يؤدي إلى حالة استتباب homeostasis ضرورية للحفاظ على سلامة الجسم.
المزيد »