logo

logo

logo

logo

logo

أوبينييه (تيودور أغريبا دي-)

اوبينييه (تيودور اغريبا دي)

Aubigné (Théodore-Agrippa d'-) - Aubigné (Théodore-Agrippa d'-)

أوبينييه (تيودور أغريبا دي ـ)

(1552ـ 1630)

 

تيودور أغريبا دي أوبينييه، Théodore Agrippa d'Aubigné شاعر فرنسي ذو ثقافة وفكر واسعين، وكان هجّاء ظريفاً، ومؤرخاً، ولاهوتياً مجادلاً، وجندياً متمرساً بفنون الحرب. كان شاهداً على الحروب الدينية التي دارت رحاها بين الكاثوليك والبروتستنت، وشارك في معارك كثيرة منها، واضطلع بمهمات دبلوماسية خطيرة الشأن.

تأثر في طفولته وشبابه تأثراً كبيراً بالحرب الأهلية في فرنسة. ففي عام 1560، وكان له من العمر ثماني سنوات، عبر مع أبيه مدينة أمبواز Amboise فرأى رؤوس قادة البروتستنت آنذاك معلّقةً على عُمُدٍ، فأشهده أبوه عليها، وطلب إليه أن يقطع له عهداً بالثأر لهم. وقد ظلَّ طوال حياته مخلصاً لقضية البروتستنت ومدافعاً عنها. وفي عام 1562، وكان آنذاك يدرس في باريس، شهِدَ طرد البروتستنت منها. وفي عام 1568، عاد إلى كونتية (مقاطعة) سانتونج Saintongé Comte  بعد أن درس حقبة من الزمن في الكلية البروتستنتية في جنيف. ومن منزل الوصي عليه في هذه الكونتية جدل ذات ليلة، غطاء سريره حبلاً وهرب ليتطوّع في صفوف المقاتلين البروتستنت.

شارك أوبينييه عام 1583 في كل حملات هنري الرابع Henri IV، قبل أن يعتلي العرش، وظل إلى جانبه حتى عام 1593، يعمل جاهداً لثني مليكه عن عزمه اعتناق الكاثوليكية، إلاّ أن جهوده أخفقت. فانعزل في مايّزيه Maillezais. وتابع تأييده لجماعات البروتستنت التي طالبت الملك بضمانات سياسية وعسكرية، فمنحهم بعضاً منها بموجب مرسوم نانت L'edit de Nantes الصادر عام 1598. إلاّ أنّ دي أوبينييه عدّ الضمانات غير كافية، وأدان بشدة من حذا حذو الملك وتحوّل إلى الكاثوليكية من النبلاء وبعض رجال الدين. فكتب قصيدة هجائية لاذعة أسماها اعتراف سيّد سانسي La Confession du Sieur de Sancy ذمَّ فيها كل من تحوّل إلى الكاثوليكية وكل من حرَّض على ذلك، وسخر فيها من ادعاءات خصومه الكاثوليك اللاهوتية ونال من حججهم، وندّد «بالمناورات الخسيسة التي يمارسها نظام فاسد تنطقه وتديره أنامل عالية خفيّة».

له مجموعة كتب عنونها بـ «المأسويات» Les Tragiques تتألف من سبعة كتب تحتوي على عشرة آلاف بيت، عالجت موضوعات التاريخ والملاحم والهجاء والنقد والشاعرية المسيحية. بدأ بكتابتها عام 1577، وأنهاها بصورتها الأولية عام 1589، ثم نشرها عام 1616 في عصر خمد فيه ذكر البطولات البروتستنتية، وأصبحت في طيّ النسيان. واعتقد أنه بنشرها سيذكي جذوة الأحقاد الماضية وسيسعرها، بعد أن رأى ضرورة متابعة الكفاح لمقاومة تأثير اليسوعيين المتزايد في البلاط.

ولأوبينييه مجموعة شعرية أسماها «الربيع» Le Printemps يتغنى فيها بجمال خطيبته ديان سالفياتي Diane Salviati الروحي والجسدي. وقد فسخ خطبته لاختلاف المذهب (إذ كانت كاثوليكية). عبَّر في مقاطع شعرية Stances من هذه المجموعة عن يأسه بصوَرٍ راقية حارة العاطفة، وبنبرة وجدانية قد تكون فريدة من نوعها في شعر القرن السادس عشر.

نشر من عام 1617 إلى عام 1620 هجائية نثرية عنوانها «مغامرات البارون فونيست» Les Aventures du baron de Foeneste استلهمها من الأديبين رابليه[ر] Rabelais الفرنسي وسرفانتس[ر] Cervantes الإسباني.

وصنف كتاباً في تاريخ البروتستنت وكفاحهم منذ عام 1553 إلى عام 1602؛ بعنوان «التاريخ العام» Histoire Universelle. وقد مكّنه استقصاؤه التاريخي من إغناء كتاب الأغلال الحديدية Les Fers من سباعيته بالمعلومات التاريخية.

يصطبغ شعر دي أوبينييه بألوان ثورية واضحة المعالم، فقد ندّد في أعماله بالتباين العظيم بين تعاسة الشعوب وشقائها وانغماس الأمراء في اللذائذ والشهوات. توفي في جنيف عن عمرِ يناهز ثمانياً وسبعين سنة.

نبيل اللو

 

مراجع للاستزادة:

 

J.BAILBÉ, Agrippa d'Aubigné, poète des Tragiques (Caen 1968).

J.GALZY, Agrippa d'Aubignè (Paris 1965).


التصنيف : الآداب اللاتينية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 131
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1007
الكل : 59401425
اليوم : 33735

أبوليوس (لوشيوس-)

أبوليوس (لوشيوس -) (نحو 125-180ق.م)   لوشيوس أبوليوس Lucius Apuleius كاتب وفيلسوف وبلاغي لاتيني كبير، ولد في الجزائر من أبوين ينتميان إلى أسرة مرموقة وثرية، وقد أظهر أبوليوس منذ صغره ولعاً بكشف المعارف على مختلف أنواعها، فدرس البلاغة في قرطاجة، والفلسفة في أثينة، وأولى الطقوس والشعائر الدينية اهتماماً كبيراً، ولاسيما تلك التي كانت متبعة في عبادة آلهة مصر إيزيس Isis.
المزيد »