logo

logo

logo

logo

logo

التشريب

تشريب

Impregnation - Imprégnation

التشريب

 

التشريب impregnation عملية يتم فيها إدخال مواد في مواد أخرى، كما في إدخال بعض المواد الكيمياوية في الخشب لجعله أكثر مقاومة لمختلف العوامل الفيزيائية أو البيولوجية ولوقاية الخشب من تأثير تقلبات حرارة الجو ومن تأثير الحشرات والفطور والنار وغيرها. وتتم عملية التشريب بإدخال مواد كيمياوية مذابة في الماء أو في مذيبات عضوية في الخشب بطرائق مختلفة.

ولكي يكون التشريب ناجعاً يجب أن تنفذ محاليل التشريب إلى داخل أغشية الخلايا الخشبية إلا أن هذه المحاليل كثيراً ما تتوضع على السطح الداخلي لجدران الخلايا المذكورة فقط دون أن تتعداه.

إن للبنية المسامية للمادة المشرَبة والتي تمثلها البنية التشريحية للخشب علاقة كبيرة بسهولة أو بصعوبة التشريب، فالأخشاب الراتنجية، كخشب الصنوبر مثلاً، تكون صعبة التشريب لأنها لا تحتوي على أوعية يمكن أن تنفذ عبرها محاليل التشريب؛ أما الأشجار الكثيرة الأوراق، كالبلوط والزان والحور، فإن أخشابها تحتوي على أوعية تساعد على مرور المحاليل عبرها، ولهذا فإن تشريبها يكون سهلاً؛ هذا وإن الطبقات المحيطية من الخشب تكون أسهل تشريباً من الطبقات المركزية.

طرائق التشريب

تختلف طريقة التشريب الواجب اتباعها باختلاف الغاية من التشريب فقد تكون الغاية من التشريب حفظ سطح الخشب فقط، وقد تكون هذه الغاية حفظ طبقات الخشب المحيطية والداخلية معاً. وتختلف طريقة التشريب أيضاً باختلاف رطوبة الخشب أو جفافه، فإذا كان الخشب رطباً تستعمل للتشريب محاليل مائية، وإذا كان جافاً تستعمل محاليل محضَّرة بمذيبات عضوية، إذ إن هذه الأخيرة لا تسبب انتفاخ الخشب، وبهذا يُحال دون تغير شكله بعد تبخر المذيب.

تشريب الأخشاب الرطبة: يُجرى تشريب الأخشاب الرطبة بإحدى الخطتين الآتيتين:

1ً ـ الطريقة الأولى: تقطع الشجرة وتجرَّد من أغصانها، ثم توضع على الأرض وتعرض من جهة طرفها الأكبر قطراً لتأثير محلول مائي مطهر موضوع في خزان على ارتفاع عدة أمتار من سطح الأرض فينفذ هذا المحلول بفعل الضغط المائي السكوني pression hydrostatique في الخشب ويطرد النسغ ويحل محله. وتُنهى العملية حين نفوذ المحلول من طرف الشجرة الأصغر قطراً. ويتطلب تشريب المتر الطولي من عمود الخشب (24) ساعة تقريباً.

2ً ـ الطريقة الثانية: يجرَّد جذع الشجرة من قشوره ثم توضع على سطحه طبقة ثخينة من معجون مطهر فتنفذ المواد المطهرة في الطبقة السطحية من الخشب بالحلول osmose والانتشار diffusion، ويكون نفوذها بطيئاً إذ تتطلب حماية محيط العمود الخشبي بكامله مدة (4-5) أشهر.

تشريب الأخشاب الجافة: إن تشريب الأخشاب الجافة هو الأكثر تطبيقاً حينما يراد أن يكون نفوذ سائل التشريب عميقاً أو متوسط العمق، ويجب أن تراوح رطوبة الخشب حين تشريبه بين 8٪ و25٪ وذلك بحسب الحالة. ويكون تشريب الأخشاب الجافة إما سطحياً وإما متوسط العمق وإما عميقاً.

1ً ـ التشريب السطحي: يطبق محضَّر التشريب في هذه الحالة على الخشب مباشرة عن طريق الرذ pulverisation أو الطلي. وتتبع هذه الطريقة لوقاية سطح الخشب بالطلاء (الدهان) أو بالبرنيق vernis.

2ً ـ التشريب المتوسط العمق: تغمس قطع الخشب في هذه الحالة في محاليل مائية مدة قد تطول قليلاً أو كثيراً (يمكن أن تمتد هذه المدة إلى عدة أيام) وذلك تبعاً لتركيز محلول التشريب ولعمق طبقة الخشب المراد وقايتها. ويستعمل هذا النوع من التشريب كثيراً لتعقيم الخشب أو لجعله غير قابل للاحتراق، كما يستعمل لتشريب الخشب بمركبات فنولية لتحسينه ولإعطائه خواص معينة.

3ً ـ التشريب العميق: يطبق هذا التشريب حينما يراد تشريب الخشب تشريباً عميقاً ينفذ إلى كافة طبقاته، ويجري بإحدى الطريقتين الآتيتين:

طريقة بِتِل Bethell: توضع الأخشاب في الصاد الموصد autoclave ثم يُخلّى الهواء ويُدخل بعد ذلك محلول التشريب دون إيقاف التخلية. ومتى امتلأ الصاد الموصد بالمحلول المذكور يسمح بدخول الهواء للصاد الموصد لإعادة الضغط فيه إلى مقداره الطبيعي فينفذ قسم من محلول التشريب إلى داخل الخشب، ثم يُزاد الضغط في الصاد الموصد لحدود 4كغ/سم2 وبذلك يستمر نفوذ محلول التشريب في الخشب.

طريقة روبنغ Ruping: إن طريقة بِتِل السابقة تستهلك كمية كبيرة من محلول التشريب علماً بأن ما يتوضع من هذا المحلول في فراغات الخشب ليس له عملياً أي فائدة، لهذا يفضل اتباع خطة روبنغ التالية منعاً لاستهلاك كمية كبيرة من محلول التشريب:

يوضع الخشب في الصاد الموصد، ثم يرفع ضغط الهواء في داخل الجهاز المذكور حتى يصبح بحدود 4كغ/سم2 ثم يُدخل محلول التشريب ويرفع ضغط الهواء بعد ذلك ليصبح معادلاً لضعفي الضغط المذكور فينفذ محلول التشريب في الخشب ويضغط الهواء الذي في داخله، ومتى عاد الضغط في الصاد الموصد لمقداره الطبيعي يتمدد الهواء الداخلي فيطرد قسماً من المحلول المتوضع في فراغات الخشب. وتُنهى العملية بإعادة التخلية فتُستعاد بذلك كمية من محلول التشريب. وتدعى هذه الطريقة طريقة الخلايا الفارغة لأن فراغات الخشب لا تكون حاوية إلا على قليل من محلول التشريب، ولهذا فإن هذه الطريقة تسمح بتوفير نسبة من محلول التشريب تتراوح بين 40-50٪.

 

راتب محملجي

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

البرنيق.

 

مراجع للاستزادة:

 

- M.Dedieu, Technique de l’injection des bois (Maison de la chimie 1945).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : علوم
المجلد: المجلد السادس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 448
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1007
الكل : 59401425
اليوم : 33735

دي كوينسي (توماس-)

دي كوينسي (توماس -) (1785-1859م)   توماس دي كوينسي Thomas De Quincey كـاتب مقالات وروائي وناقد إنكليزي، اشتهر بجموح خياله وعمق تحليلاته في الأدب وعلم النفس والتاريخ. ولد في مانشستر وكان ضئيل الحجم معتل الصحة وبالغ الحساسية. ومع فقدانه والده وقع دي كوينسي تحت تأثير أخيه الأكبر وليم. وقد وصف هذه التجربة لاحقاً في «مشاهد من سيرة حياتي» Autobiographic Sketches عام (1853).
المزيد »