logo

logo

logo

logo

logo

بيران (جان-)

بيران (جان)

Perrin (Jean-) - Perrin (Jean-)

بيرّان (جان ـ)

(1870 ـ 1942)

 

جان بيرّان Jean Perrin فيزيائي فرنسي ولد في مدينة ليل (فرنسة) وتوفي في نيويورك. كان والده ضابطاً في المدفعية توفي حين كان جان بيران صغيراً فنشأ تحت رعاية أختيه الكبيرتين اللتين ألحقتاه بعد دراسته الابتدائية بالقسم الداخلي في إحدى ثانويات مدينة ليون Lyon، ثم انتقل بعدئذ إلى إحدى ثانويات باريس حيث أظهر تفوقاً في العلوم والآداب. وفي عام 1891 التحق بدار المعلمين العليا لدراسة العلوم، وعمل فيها محضِّراً فور تخرجه في عام 1895. وتزوج أخت أحد زملائه، وكانت من القليلات اللواتي حملن الشهادة الثانوية. وفي عام 1898 كلفته كلية العلوم في باريس تدريس مادة الكيمياء الفيزيائية، فكان عليه مهمة تأسيس هذا المقرر الصعب، وقد كلِّف في البدء إلقاء محاضرات ثم عُيِّن أستاذاً أصيلاً في عام 1910، واستمر في تدريس هذا المقرر حتى 1940.

جند بيران في أثناء الحرب العالمية الأولى، ضابطاً في سلاح الهندسة، وألحق بدائرة البحوث المتعلقة بشؤون الدفاع المدني، وقد اهتم، بوجه خاص، بمسائل الاستدلال بالصوت وأسهم في حلها بابتكار أجهزة مختلفة لالتقاط الصوت. وفي عام 1923 صار عضواً في الأكاديمية الفرنسية، ونال في عام 1926 جائزة نوبل على أعماله في إثبات البنية الجزيئية للمادة التي ضمنها كتابه «الذرات» Les atomes، الذي صار من الكتب التقليدية في العلوم. وكان له الفضل في إعداد قصر «المكتشفات» الذي تعرض فيه مكتشفات البحث العلمي في جميع الميادين، وقد أُسِّس بمناسبة معرض باريس الدولي عام 1937. وفي عام 1940، بعد أن احتل الألمان باريس، هاجر بيران إلى الولايات المتحدة حيث التقى ابنه فرنسيس؛ وتولى إدارة الجامعة الفرنسية في نيويورك، وهناك كانت وفاته، وقد أعيد رفاته إلى البانتيون[ر] في عام 1948.

يُعدّ بيران أحد الفيزيائيين الذين وضعوا بتجاربهم حداً للجدل فيما يتصل بالطبيعة الذرية للمادة. ففي عام 1895 نشر نتائج تجاربه الأولى التي أثبت فيها بوساطة كاشف الكهرباء electroscope أن الأشعة المهبطية cathod rays تتألف من إلكترونات، وأن الحقل المغنطيسي العرضاني يحرفها عن مسارها المستقيم. وقد اعتمد في تدريسه الكيمياء الفيزيائية على النظرية الذرية والنظرية الحركية مركِّزاً اهتمامه على التحريك الحراري[ر]، وكان من ثمرة ذلك نشر كتابه «المبادىء» Les principes في عام 1901.

وقد انصرف بيران كذلك إلى إيجاد دليل تجريبي قوي على وجود الذرات والجزيئات molecules، فلجأ إلى طرائق تجريبية مختلفة ليعيِّن بها عدد أفوغادرو[ر] Avogadro، فطبق أولاً قانون لابلاس[ر] الذي يعطي تغير كثافة غاز بتغير الارتفاع نتيجة لتأثير الثقالة؛ واستعان لهذا الغرض بحبيباتِ صمغ خاص معلّقةٍ في سائل عاير لزوجته ودرجة حرارته، كما توصل بالقياسات إلى تقدير المسافة الوسطى التي تقطعها حبيبة بين اصطدامين متتاليين نتيجة لحركتها البراونية Brownian muvement في سائل لزج، وعيَّن كذلك زاوية الدوران الوسطى لحبيبة بين اصطدامين متتاليين. وقد حصل في هذه الحالات الثلاث على قيمة لعدد آفوغادرو هي نحو 6.8 × 2310، وهي تقارب ما وصلت إليه تقديرات النظرية الحركية للغازات، أي 6.5 × 2310، أما القيمة المقبولة اليوم فهي 6.023 × 2310 ذرة في كل ذرة غرامية.

استطاع بيران أيضاً بمعاونة تلاميذه إثبات حقيقة الجزيئات بتجارب أخرى أظهر فيها أن طبقة السائل الرقيقة، التي تتألف منها فقاعة الصابون أو طبقة الزيت المنتشرة على سطح الماء، تتكون من طبقات متدرجة استطاع قياس ثخانتها، وبيَّن أنها مضاعفات عددٍ واحد هو لا شك قطر الجزيئات المتراصة التي تتألف منها أرق طبقة ممكنة. وقد وجد أن قطر الجزيْء هو من رتبة جزءٍ من مليون من المليمتر، ويتفق هذا مع التقديرات الأخرى.

عمل بيران بعد الحرب العالمية الأولى مع ابنه فرنسيس في مجال الإشعاع وتأثيره في التفاعلات الكيمياوية وفي مجال الفسفرة والفلورة، وكان قد نشر في عام 1901 مقالاً سبق فيه رذَرفورد[ر] Rutherford إلى تصور الذرة على شكل مجموعة شمسية مصغَّرة تدور فيها الإلكترونات حول نواة تتركز فيها معظم كتلة الذرة، إلا أن نظرية مكسويل[ر] Maxwell المثبتة في الإشعاع الكهرمغنطيسي وقفت حائلاً دون اعتماد هذا التصور الذي لقي القبول بعد ذلك، ولا سيما بعد أن أدخل بور[ر] Bohr مفهومات نظرية الكم Quantum theory، وأتى بفكرة المدارات المستقرة.

أما فرنسيس نجل بيران فقد عمل أولاً في مجال الكيمياء الفيزيائية ثم توجه نحو الفيزياء النووية، وطرح أول مرة فكرة إمكانية تحقيق تفاعل نووي متسلسل. وصار بين عامي 1951-1970 المفوض الأعلى للطاقة النووية في فرنسة وعضو أكاديمية العلوم 1953.

 

وائل الأتاسي

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ لوي دي برويْ، علماء واكتشافات، ترجمة محمد وائل الأتاسي (منشورات وزارة الثقافة السورية 1986).


التصنيف : الكيمياء و الفيزياء
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 692
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 554
الكل : 31172465
اليوم : 73855

الساذج (الفن)

الساذج (الفن ـ)   الفن الساذج art naïf تعبير يستخدم للدلالة على ما ينتجه أناس لم يتلقوا تعليماً مسبقاً في التصوير أو النحت أو العمارة، أناس عاديون متفرغون، وهواة يعملون في اختصاصات أخرى، بينهم الطبيب والمهندس وربة المنزل، وأنتجوا أعمالاً فنية تستحضر «الفن الفطري والفن الغريزي، والفن البدائي الجديد».
المزيد »