logo

logo

logo

logo

logo

إيمار

ايمار

Emar - Emar

إيمار

 

إيمار Emar موقع أثري في سورية بجوار بلدة مسكنة اليوم، على الجانب الغربي لنهر الفرات عند منعطفه الكبير نحو الشرق، وتقع على مسافة نحو 90كم إلى الجنوب الشرقي من حلب.

كان أول من اقترح مطابقة إيمار القديمة بموقع مسكنة الحالي جورج دوسان G.Dossin سنة 1938، وقد ورد ذكر إيمار في النصوص القديمة التي تعود إلى الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد، وفي العصر البيزنطي حملت اسم «بارباليسوس» Barbalissos ثم اختُصر الاسم في العصور الإسلامية ليصير «بالس».

التنقيبات الأثرية

في مطلع العشرينات من القرن العشرين قام الباحثان أرنست هرتزفيلد Ernst Herzfeld وفريدريك سار Fredrick Sarre بإجراء سبر في موقع مسكنة مدة قصيرة لتعرف طبيعته.

وفي عام 1929 نقبت بعثة أثرية برئاسة جورج سال George Salle وأوستاش دو لوري Eustache de Lorey في المنطقة الإسلامية من الموقع (بالس). وفي إطار الحملة الدولية لإنقاذ آثار حوض الفرات قامت بعثة فرنسية بالتنقيب الأثري في مسكنة الإسلامية مابين 1972-1976، وعثرت مصادفة على رقيم مسماري في الجهة الغربية منها، وأدى ذلك الاكتشاف إلى مجيء بعثة فرنسية متخصصة بالعصور الشرقية القديمة بإدارة جان كلود مارغرون J.C.Marguron. أجرت البعثة المذكورة عدة أسبار في مسكنة الغربية، إيمار، (الشكل 1) تمكنت بها من الكشف عن كثير من المعالم المعمارية التي تعود إلى مساكن وقصور ومعابد ترجع إلى إيمار القرن الثالث عشر ق.م، كما عُثر على عدد من الوثائق المسمارية المهمة، ولكن لم يُعثر في تلك التنقيبات على مخلفات تعود إلى عصر أقدم من العصر البرونزي الحديث. وقد تبيّن أنَّ إيمار العصر البرونزي الحديث بُنيت في بداية القرن الرابع عشر ق.م فوق مصاطب ومدرّجات مشرفة على الفرات. ومن الأمور المهمة التي أسفرت عنها التنقيبات ظهور شواهد كثيرة من العمارة الدينية والمدنية، منها معابد مستطيلة الأبهاء وذات مدخل محوري، وبيوت ذات ثلاث غرف في بناء منتظم على المصاطب. كما عُثر على كثير من الأواني الفخارية والمذابح والأختام الأسطوانية وغيرها مما يجده الزائر متحف حلب معروضاً في جناح حوض الفرات.

عاودت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية التنقيب في الموقع عام 1991، وبعد أربعة أعوام تقريباً تعرفت البعثة السورية على كسر من فخار العصور البرونزية القديمة، الدور الرابع، وفي 1996 صارت البعثة السورية بعثة مشتركة مع جامعة توبنغن الألمانية، وقامت بتوسيع التنقيب وتعميقه في منطقة كان الأثريون السوريون قد بدؤوا العمل فيها، وكانت المفاجأة المثيرة هي العثور على بقايا معمارية وأوانٍ فخارية كاملة وكسر أخرى، كافية للإقناع بأن الموقع استُوطن في العصر البرونزي القديم /الدور الرابع.

إيمار في النصوص المسمارية

ورد اسم إيمار في كثير من الوثائق الكتابية المكتشفة في بلاد مابين النهرين وسورية الشمالية (مثل كيش وإبلا)، كما ورد اسمها في قائمة المدن التي نجدها مكتوبة على جدران معبد الكرنك من عهد تحوتمس الثالث. وتشير نصوص إبلا إلى أن إيمار كانت مملكة سورية صغيرة، وقد أمكن التعرف من مضمون تلك الوثائق على أسماء بعض ملوك إيمار، كما تتحدث رُقم إبلا عن هدايا من الأثواب والقمصان والأحزمة، منحت شيوخ مدينة إيمار، وأقواس خشبية وجِعة وثوم وملابس أُرسلت هدايا إلى ملوك إبلا. وتشير النصوص إلى اتصالات دينية وثيقة بين الأسرتين المالكتين في إبلا وإيمار.

يرد ذكر إيمار أيضاً في نصوص ماري التي تعود إلى مطلع الألف الثاني ق.م، وتذكرها نصوص الطبقة السابعة في ألالاخ (تل عطشانة) التي تعود إلى الحقبة نفسها، وكذلك في الطبقة الرابعة من ألالاخ حيث اكتُشف تمثال لملكها إدريمي Idrimi منقوش عليه سيرته الذاتية التي تحوي قصة مغادرته إيمار وعودته إلى عرش آبائه في ألالاخ. وفي نصوص أغاريت (رأس شمرة) يرد خبر عن توسط ملك كركميش في نزاع بين رجل من إيمار وآخر من سيانو (الواقعة على الساحل السوري الشمالي). ومن المهم هنا الإشارة إلى الوثائق التي اكتُشفت في إيمار نفسها، إذ قدمت صورة عن حياة هذه المدينة. ويقول دانييل أرنو D.Arnaud، الذي ترجم تلك الوثائق، إنها ذات طابع حقوقي وإداري، وتتألف من عقود ومراسلات وقوائم أسماء أعلام وجداول، وهي مكتوبة بأسلوب معروف في سورية متأثر بالأسلوب الحثي، وعليها طبعات أختام أسطوانية مسطحة ذات عبارات لكتابة هيروغليفية حثية أحياناً وبابلية متأثرة كثيراً بـ«السامية» الغربية.

تاريخ المدينة

كانت إيمار مملكة صغيرة تضم ميناءً تجارياً مهماً يعد عقدة مواصلات تربط بلاد الرافدين بالممالك التي تقع إلى الغرب منها عن طريق الفرات أو الطريق البري (الشكل 2). وكانت السفن تفرغ حمولتها في هذا الميناء، ثم تنقل البضائع على الحمير أو الثيران إلى حلبا (حلب) عاصمة مملكة يمحاض أو إلى قطنة (المشرفة) على الطريق الصحراوي، وعلى العكس كانت البضائع تُنقل من حلب وقطنة إلى إيمار بالأسلوب نفسه. كانت إيمار على مايبدو، على علاقة طيبة مع إبلا في نهاية الألف الثالث ق.م ونافستها عليها ماري في بعض الأحيان. تبعت إيمار مملكة يمحاض في مطلع الألف الثاني ق.م، إذ كانت الميناء الرئيس لتلك المملكة على الفرات. ولما سقطت حلب بيد الحثيين كان حظ إيمار كحظ سيدتها يمحاض إذ صارت تابعة للمملكة الحثية في مطلع النصف الثاني من الألف الثاني. بقي للمدينة موقعها التجاري ميناءً على الفرات إلى أن داهمتها شعوب البحر فدمرتها نحو عام 1187ق.م، ولم تقم لها بعد ذلك قائمة إلا في العصر الروماني ـ البيزنطي حيث قامت فوق الأنقاض الشرقية للمدينة القديمة (إيمار) مدينة بارباليسوس ثم في العصر الإسلامي مدينة بالس.

شوقي شعث

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

إبلا ـ ألالاخ ـ الفرات ـ ماري.

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ دانييل أرنو، النصوص المسمارية التي عثر عليها خلال المواسم الثلاثة الأولى في مسكنة القديمة الغربية، ترجمة عدنان البني (الحوليات العربية السورية الأثرية 1975).

- Margueron J.C. Quatre campagnes de fouilles a Emar (1972-1974), Syria 52.pp.53-85 (1975).


التصنيف : التاريخ و الجغرافية و الآثار
النوع : سياحة
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 488
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 543
الكل : 29602675
اليوم : 57591

كارلفلت (إريك-)

كارلفِلت (إريك ـ) (1864 ـ 1931)   ولد الشاعر إريك آكسِل كارلفِلت Erik Axel Karlfeldt في بلدة فولشِرنا Folkärna في مقاطعة دالانا Dalarna وسط السويد، إحدى أجمل مناطق البلاد وأغناها بالفن والتاريخ، لعائلة من البرجوازية الصغيرة ومالكي الأراضي أعلنت إفلاسها عند تخرج ابنها الشاب في المدرسة الثانوية ما ترك أثراً باقياً في نفسه. درس بعد ذلك في جامعة أُبسالا (1892ـ1898) Uppsala وكانت أطروحة تخرجه عن الكاتب الإنكليزي هنري فيلدنغ H.Fielding.
المزيد »