logo

logo

logo

logo

logo

البساسيري (أبو الحارث-)

بساسيري (حارث)

Al-Basasiri - Al-Basasiri

البَسَاسِيري (أبو الحارث ـ)

(… ـ451هـ / …ـ1060م)

 

أبو الحارث أرسلان بن عبدالله المظفر البساسيري مملوك من أصل تركي كان مولاه من بلدة «بَسَا» في فارس، وإليها نسب (على غير قياس)، ثم صار مملوكاً لبهاء الدولة البُويهي. برز واشتهر أمره، فقدّمه الخليفة الإمام العباسي القائم بأمر الله (422-467هـ) على كثيرين من أمثاله، وتدرّج في المناصب حتى غدا الحاكم العسكري للجانب الغربي من بغداد عام 435هـ/1044م، ثم قائداً للجيش، فعظُم أمره وذاع صيته حتى صار بيده الحل والعقد. اشتبك مع قريش بن بدران العقيلي الذي دخل بغداد ونهبها وفيها ممتلكات البساسيري، كما كان على خلاف كبير مع ابن المُسلِمة رئيس الرؤساء وزير الخليفة القائم بأمر الله الذي سعى إلى الاتصال بالسلاجقة حين أدرك أن نهاية البويهيين قد دنت.

واضطر إلى مغادرة بغداد إلى الرحبة على الفرات حين علم أن زعيم السلاجقة طغرل بك في طريقه إلى بغداد. وهناك كانت بداية اتصال البساسيري بالفاطميين، فحاول أولاً الحصول على موافقة القاهرة على الذهاب إليها، لكن محاولته أخفقت لمعارضة الوزير اليازوري، عندئذ طلب دعم الخليفة المستنصر العبيدي الفاطمي (427-487هـ) لغزو بغداد وَوَضْعِ حدٍ للتوسع السلجوقي، فعيّنه الخليفة حاكماً على الرحبة وأرسل إليه مبلغاً من المال وكميات من الأسلحة والخيول وغير ذلك. وفي عام 448هـ/1056م تعاظمت الدعاية الفاطمية بإرسال الرسائل إلى أمراء العراق والجزيرة، وأقام البساسيري تحالفاً مع كلّ من دُبَيس بن علي الأسدي (ت474هـ) أمير بادية الحلة في العراق، وبعض القبائل العربية والجنود الأتراك المطرودين من بغداد على أيدي طغرل بك، وبذا تمكن البساسيري سنة 448هـ من إلحاق هزيمة كبيرة بالسلاجقة الذين يقودهم قتلمش ابن عمّ طغرل وحليفه قريش، وفرّ قتلمش إلى أذربيجان في حين أُسِر قريشٌ بعد جرحه، فانحاز إلى صف البساسيري، ثم مالبث طغرل أن عاد إلى مهاجمة الموصل واستولى عليها، ثم غادرها إلى نصيبين حيث انضم إليه فيها كلّ من دبيس وقريش، فعاد البساسيري إلى الرحبة برفقة الجنود الأتراك ومجموعة من قبيلة عُقيل، لكن قريشاً عاد إلى صف البساسيري إثر وصول شقيق السلطان السلجوقي إبراهيم ينَّال. ترك طغرل ينَّال في الموصل وعاد إلى بغداد، لكن ينَّال طمع في السلطنة فتمرد على أخيه واتصل بالبساسيري وبالدّاعي المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي في حلب، وتعهد بإقامة الخطبة للفاطميين، فطارده طغرل بك، واغتنم البساسيري الفرصة فيمّم شطر بغداد وقد خلت من السلاجقة، وتمكّن، سادس ذي القعدة سنة 450هـ، من دخول الجانب الغربي من المدينة، وعبر النهر وهاجم قصر الخليفة واستولى على شارات الخلافة وأرسلها إلى القاهرة، واحتفل بعيد الأضحى وعلى رأسه الألوية الفاطمية. وأمر بقتل الوزير ابن المُسلمة، في حين لجأ الخليفة القائم بأمر الله إلى مُهارش عمّ قريش صاحب الحديثة وعانة. واستولى بعدها البساسيري على واسط والبصرة من دون أن يتمكّن من ضم خوزستان (الأهواز) إلى سيطرة الفاطميين.

أخذ طغرل يعدّ العدّة للرجوع إلى بغداد، فحاول البساسيري في هذه الأثناء مفاوضة الخليفة مؤملاً منه التخلي عن السلاجقة، لكنه أخفق في مسعاه، في حين نجح طغرل في إطلاق سراح الخليفة، واجتمع به في النهروان، وعادا معاً إلى بغداد فغادرها البساسيري وأسرته باتجاه الكوفة، فطاردته كوكبة من فرسان طغرل وأرغمته على خوض معركة خاسرة، كبا فيها جواده الذي أصيب بسهم، فأُسر وقتله كاتب عمِيد المُلك الكُنْدُرِيّ وزير السلطان طغرل، سادس ذي القعدة، وأرسل رأسه إلى السلطان.

 

عبد الله محمود حسين

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

البويهيون، السلاجقة، طغرل بك، المستنصر الفاطمي.

 

مراجع للاستزادة:

 

-     ابن خلكان، وفيات الأعيان، تحقيق إحسان عباس، مجلد1 (دار الثقافة، بيروت).

-      سهيل زكّار، محاضرات في تاريخ الخلافة العباسية (جامعة دمشق 1975-1976).

-      حسن إبراهيم حسن، تاريخ الدولة الفاطمية (القاهرة).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 91
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1112
الكل : 39976055
اليوم : 40768

أوروزكو (خوسيه كليمنتي-)

أوروزكو (خوسيه كليمينتي ـ) (1883 ـ 1949)   خوسيه كليمينتي أوروزكو José Clemente Orozco مصور مكسيكي، زاول التصوير الزيتي والجداري والمائي والحفر، ويعدّ في رواد الفن المكسيكي المعاصر. وقد أسهم مع دافيد ألفارو سيكويروس Siqueiros ودييغو ريفيرا Rivera في وضع أسس مدرسة فنية مكسيكية اشتراكية ثورية لها مواقفها الواضحة من علاقة الفن بالمجتمع، إذ جعلت الفن في خدمة النضال السياسي للشعب المكسيكي، واستوحت الحضارة المكسيكية القديمة، ودعت إلى فن مباشر يخاطب الناس، ويطرح قضاياهم، وبدلت المفهومات الفنية التقليدية التي كانت سائدة، واستخدمت الفن الجداري بدلاً من اللوحة الزيتية ليساعدها على الوصول إلى الجماهير، وقدمت التقنيات الفنية الملائمة للفن الجداري، وملأت الساحات والأماكن العامة باللوحات النضالية التي تتمتع بالروح المكسيكية الخالصة. ولد أوروزكو في مدينة زابوتلان Zapotlan من مقاطعة ياليسكو Jalisco وتوفي في مدينة مكسيكو. انتقل مع أسرته عام 1888 إلى مدينة مكسيكو لينجز دراسته الأولى فيها، فدرس الهندسة الزراعية، ثم الرسم المعماري، وتخلى عن هذه الدراسة ليدخل كلية الفنون الجملية (سان كارلوس) في مكسيكو عام 1908 وبقي فيها حتى عام 1914. وقد شهدت المكسيك في هذه المدة ثورة مسلحة عارمة أطاحت حكم الدكتاتور دياز Diaz وامتدت تأثيرات الثورة لتشمل مرافق الحياة المكسيكية كلها. وأثرت في الفنون التشكيلية، وبدأ الفنانون يبحثون عن الفن الجديد الذي يتماشى مع الثورة. وقد تأثر أوروزكو بالأحداث، ورسم مجموعة من اللوحات المائية، والرسوم الانتقادية السياسية وأظهرت لوحاته تأثره بالفنان الإسباني غويا[ر] Goya الذي رسم «مآسي الحرب» قبله. ولكن أوروزكو ظل مكسيكياً في صياغته الفنية، وبعيداً عن التأثيرات الأوربية، وعبر في هذه الأعمال عن معاناة الشعب المكسيكي، الممتدة عبر قرون طويلة. وفي هذه المرحلة من تطور الفن المكسيكي، اتجهت النية لدى الفنانين إلى تجديد الفن وتطوير أساليبه تحت تأثير الأفكار الثورية، ولهذا قاموا بتأليف تنظيم ثوري باسم «نقابة المصورين والنحاتين والحفارين الثوريين في المكسيك» وأصدروا صحيفة «الماشيتا» التي تنطق باسمهم، وقد توصلوا إلى قناعة رئيسية بأن الفن الجداري هو الوسيلة الرئيسة ليكون الفن ثورياً، وليؤدي دوره المباشر في التأثير في الجماهير. ولهذا رفضوا فنّ اللوحة الزيتية، وقالوا إنها فن لا يتماشى مع الثورة، وإن الفن الجداري هو الفن الاشتراكي. سافر أوروزكو إلى الولايات المتحدة وأقام فيها مدة من الزمن مابين 1917-1919، ثم عاد إلى المكسيك. وفي هذه المرحلة المهمة تبلورت أهداف الفن الثوري المكسيكي، ودوره الأساسي، وبدأ الفنانون الثوريون يعملون في لوحات جدارية لها جذورها في الحضارات المكسيكية القديمة، (المايا) و(الأزتيك) وتعبر عن الحياة المكسيكية ومعاناة الفلاحين والطبقات المعدمة. نفذ أوروزكو أول لوحة جدارية في المدرسة الإعدادية الوطنية في المكسيك في المدة بين 1922 و1925 وقدم فيها أروع لوحات «الأمومة» التي صُوِّرت بروح جديدة بعيدة عن الفن التقليدي ومتوافقة مع المفهومات الثورية الجديدة، كما عالج موضوعات عدة منها: «علاقة النظام بالثورة» و«الحرية» و«يوم الحساب» و«رسم الثالوث المقدس الجديد» كما يراه على أنه الفلاح والعامل والجندي، وبرزت المعالجة الدرامية الإنسانية في عمله التي تصور حالة استلاب الإنسان وضياعه في واقع مأسوي. وقد أتيحت الفرصة لأوروزكو، ليرسم لوحات جدارية عدة في الولايات المتحدة في المدة مابين 1927و1934 وأهمها لوحة «بروميثيوس» في كلية يومونة في كليرمون (كاليفورنية) وقد قدم شخصية بروميثيوس الأسطورية، التي ترمز إلى المخلّص الذي يضحي من أجل الناس، ليحصل لهم على النار والحياة. وفي عام 1931 رسم لوحة جدارية مهمة لمدرسة «البحوث الاجتماعية» في نيويورك وهي لوحة «الطاولة المستديرة» ومثل فيها شخصيات عدة شهيرة مثل لينين وغاندي. عاد أوروزكو إلى المكسيك فرسم لوحات عدة تبلورت فيها شخصيته الفنية المستقلة، واللغة التعبيرية ذات البعد السياسي، والحالات المأسوية للإنسان المعاصر ومن أهمها: ـ «نكبة العالم» في مبنى كلية الفنون الجميلة في مكسيكو عام 1934. ـ «الشعب والقادة المخادعون» في جامعة غوادالاخار  عام 1936. ـ «الإنسان والنيران» في قصر الحاكم في عام 1939. ـ «هزيمة الجهل وموته، والشعب يصل إلى المدرسة» عام 1948 وهي لوحة ضخمة بمساحة 380 م2. كان أوروزكو فناناً مبتكراً بأسلوبه، وموضوعاته، وقد أراد أن يعبر فن التصوير عن الوضع الإنساني المأسوي، والإنسان المسحوق في أمريكة اللاتينية، وضياعه، وقد تنبأ بأن وراء ذلك كله قوة ثورية تنبثق وتبعث الحياة وتجددها.   طارق الشريف   مراجع للاستزادة:   - Dicitionnaire Universel de la  Peinture. (V.5) (Paris robert. 1975). - Art and Artist Thames and Houd Son Dictionary of Art and Artist (Herbert Read).
المزيد »