logo

logo

logo

logo

logo

الأردن (الفنون والعمارة)

اردن (فنون وعماره)

Jordan - Jordanie

الأردن

الفن والعمارة

يرتبط الفن والعمارة في الأردن ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الفن وأنماطه في المنطقة العربية المجاورة كلها. وقد كان لنهر الأردن كبير الأثر في منطقة بادية الشام إذ مهّد لظهور حضارات تركت آثاراً كثيرة ومهمة في فنونها التشكيلية والمعمارية.

مبنى الدير في البتراء، القرن الأول الميلادي

فالأردن اليوم من البلاد الغنية بتراثها الفنّي الموغل في أعماق تاريخ الإنسان على الأرض من العصر الحجري الذي يعود إلى الألف الثاني عشر قبل الميلاد حتى كانت الأراضي الأردنية المتاخمة لنهر الأردن منطقة صيد، وتدل على ذلك أدوات الصوّان المكتشفة في مناطق مختلفة وكذلك في جبل الطبيق حيث وجدت رسوم محفورة على الصخر. كما وجدت في وادي الأردن منحوتات من العهد النطوفي الذي يعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد في موقع سيل الحمة قرب طبقة فحل، ومن العهد النيوليتي الذي يعود إلى الألف الثامن قبل الميلاد، وقد أظهرت الحفريات في موقع قرية عين غزال قرب عمّان أوابد نادرة من الألف السابع ق.م. هي تماثيل آدمية من الجص ومنها ما هو جذعٌ ذو رأسين.

ومن فنون العصر النيوليتي (عصر الحجر المصقول) في الأردن أيضاً فخاريات امتازت بزخارفها الهندسية وهي تقارب مثيلاتها الرافدية من عهد «عُبيد» في الألف الخامس ق.م.

وقد عثر في موقع تليلات الغسّول في وادي الأردن (4500 - 3000ق.م) على رسوم زخرفية ملوّنة على جدار مسكن مطلي بالجص. ويأتي عهد التعدين من الألف الثالث ق.م. الذي تعود إليه مكتشفات حفريات تل السلطان (منطقة جرش) وهي آثار مساكن مستديرة وأخرى مربعة. كما عثر في حفريات منطقة عمّان على آثار للفنون المصرية والإيجيّة والقبرصية تعود إلى الحقبة بين 1900، 1300ق.م.

قصير عمرة

وكانت الأراضي الأردنية بحق مهداً لحضارة لامعة وهي الحضارة النبطية التي امتدت من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعده، وتركت أوابد كثيرة أهمها عاصمتها البتراء.

ولقد تمت حتى اليوم دراسة نحوٍ من ثلاثة آلاف ومئتي معلم من معالم البتراء ومن ذلك قبور الأمراء والفرسان وبعض المعابد والأبنية العامة، وجميع تلك المعالم محفورٌ في الصخر ولها واجهات تمثل إبداعات العمارة العربية النبطية المتأثرة بالفنيّن الرافدي والهلنستي السوري، وكان العمود النبطي الابتكار المحلي لتلك العمارة. وقد تم الكشف عن بقايا زخارف جصيّة كانت تزين واجهات البتراء المنحوتة في الصخر، كما كانت الجدران الداخلية في بعض تلك المنشآت مغطاة بزخارف جصيَّة أيضاً، بعضها ملوّن أو يحمل صوراً للطيور والنباتات والحيوانات الخرافية.

تصوير جداري من قصير عمرة

وتعود إلى عهد الأنباط كذلك المعالم الباقية لمدائن صالح (العُلا) في شمالي الجزيرة العربية وهي قبور ذات واجهات ضخمة محفورة في الصخر ومتفردة الأسلوب، وعلى بعضها منحوتات طائر العقاب.

وامتازت صناعة الفخار في الأردن في العهد النبطي بالمهارة ونعومة الملمس ورقة الجدران، وكان الفخار يزيّن برسوم هندسية وبألوان كالأحمر والبني والأسود، كما راجت صناعة الأسلحة والحلي والزجاج في العهد النبطي.

وكان النحت النبطي متطوراً، ومن ذلك منحوتة الإله هيليوس ومنحوتة إيروس ورأس الإله هرمس وهي جميعها هلنسيّة أما نصب العزّى فهو مثال لفنون العرب قبل الإسلام لما في هذه المنحوتة من تحوير ورمزيّة وكتابة نبطية.

ضمَّ الامبراطور الروماني تراجان (ترايانوس)، في السنة 106م، المملكة النبطية إلى الامبراطورية الرومانية، وتم بعد ذلك وضع مخطط تنظيمي عام لمنطقة الأردن فظهرت جرش بمعابدها وملاعبها وأوابدها التي تتحدث عن العراقة والعظمة وأهمها المسرح الكبير والأعمدة الرومانية والقلعة. ومن تلك المرحلة أيضاً مسرح فيلادلفية (عمّان) المدرّج.

أما فن الفسيفساء الأرضي في شرق الأردن في العهد البيزنطي (القرنين الخامس والسادس الميلاديين)، فالمثال عليه ما وجد في مدينة مأدبا التي كانت مركزاً مهماً لهذا الفن. من أشهر القطع التي تم الكشف عنها لوحة تمثل خريطة الأرض المقدسة رسمت عليها مواقع الزيارات وكتبت أسماؤها بالحرف البيزنطي، ولوحة أخرى تمثل ملكات ثلاثاً ترمز إلى مدن مأدبا وغريغورية ورومة.

أمَّا التراث العربي الإسلامي الموجود في المملكة الأردنية فيتمثل في المواقع الأثرية في البادية السورية، فقد كان مداً أموياً أينعت الصحراء به واشتمل على القصور وأعمال الري واستصلاح الأراضي. ومن أشهر تلك القصور قصيّر عمرة وقصر المشتى.

بنى قصيّر عمرة الخليفة الوليد بن عبد الملك في القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي وكان مقراً لإقامة الخلفاء الأمويين في مواسم معينة ويقع في نهاية التعاريج الأخيرة لهضبة الأردن على مرتفع قريب من وادي بطوم. ويحوي القصر صوراً ما تزال بحالة جيدة وتعد وثيقة مهمة للفن العربي الإسلامي في بداياته حين كان متأثراً بالفنَّين البيزنطي السوري والساساني، وكان في مسيرته نحو إيجاد شخصيته المتميزة.

يتألف القصر من مجمَّعين، الأول بناء مخصص لسكنى الخليفة والحمّامات، والثاني قلعة صغيرة فيها غرف تطل على فناء كانت مخصصة للحاشية، وبين المجمّعين برج مراقبة، كما وجدت في الموقع آثار ساقية وناعورة وبئر.

وكانت قاعة القصر الكبرى تقسم إلى ثلاثة أقسام بقوسين كبيرين يمران بطول القاعة، وتلي تلك القاعة قاعة العرش تحيط بها غرف النوم.

يضاف إلى ذلك الحمَّامات وهي أربع غرف مقببة، وفيها أمكنة البخار والسخَّان وأحواض الغطس وكلها مجهزة بأنابيب فخارية لتوزيع المياه وصرفها.

تتوزع زخارف قصيّر عمرة على الجدران والأقواس والقباب وهي بين هندسية ونباتية وآدمية تمثّل في الغالب نساءً مستحمات، وهناك صورٌ لأبراج السماء ومشاهد الصيد. وقد فرشت أرضيات الغرف بالفسيفساء الهندسي.

وأما قصر المشتّى فهو من قصور البادية التي كانت للصيد والاستجمام، ويعود إلى منتصف القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي ويقع اليوم في المملكة الأردنية الهاشمية على مسافة 35 كيلومتراً جنوب عمّان.

يتألف القصر من سورٍ حجري مربع الشكل يبلغ ضلعه نحو 144 متراً يحوي ثلاثة أجزاء تفصل بينها جدران لم يبق منها سوى أساساتها. تتوزع الغرف في القصر بمجموعات تشكّل وحدات تحيط بفسحات سماوية في وسط كل واحدة منها بركة ماء. ولأحد مداخل القصر بهوٌ متبوع بفسحة سماوية وواجهة بثلاثة أقواس وفي صدر البهو ثلاثة محاريب.

وقد احتوى القصر على مسجد وعلى أبراج نصف دائرية في سوره الخارجي. أما الواجهة الجنوبية للقصر فتقع بين برجين وهي مزخرفة بمثلثات متقابلة في أطرٍِ من الزخارف الجصيّة البارزة (نقلت إلى متحف برلين في بداية هذا القرن).

الفن المعاصر والعمارة في الأردن

بذلت في الأردن في عقود القرن العشرين الأخيرة جهود حكومية لتشجيع الفن التشكيلي خاصة، وفتحت بعض صالات العرض أبوابها للتصوير والنحت والرسم والحفر والزخرفة، كما تابعت الفنون التطبيقية التقليدية والمهن اليدوية مسيرتها كالخط العربي والبسط والسجاد والجلديات والفخار والخزف والتطعيم بالصدف وتماثيل خشب الزيتون الصغيرة.

لقد أقام «المنتدى العربي» في الأردن أول معرض جماعي للفنانين الأردنيين سنة 1915م،

وتأسست «ندوة الفن الأردنية» سنة 1953م، وتأسست كلية الفنون الجميلة في جامعة اليرموك سنة 1980م. أما الجمعية الملكية للفنون الجميلة فقد تأسست في عمان سنة 1979م، وقامت ببناء المتحف الوطني الذي افتتح سنة 1980م، ويضم اليوم أعمالاً فنية للفنانين الأردنيين وأعمالاً للفنانين العرب.

وقد نشطت حركة العمران والبناء في الأردن منذ أوائل القرن العشرين وازدانت المدن الرئيسة بأبنية حكومية ومساكن خاصة مشيّدة بالحجر الأردني الجميل، وبرع المعمار الأردني بأساليب العمارة العالمية المعاصرة في محاولة لتطويعها للمناخ المحلي وتطعيمها بعناصر مستوحاة من التراث العربي.

إلياس الزيات

 

التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : موسيقى وسينما ومسرح
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 835
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 509
الكل : 31181070
اليوم : 6227

الطلاء المانع للانعكاس

الطلاء المانع للانعكاس   يتألف النظام البصري عادة من عدد من العناصر البصرية المنفذة للضوء، ويعكس كل سطح نحو 4% من الطاقة الواردة عليه، سواءً انتقل الضوء من الهواء إلى الزجاج أم من الزجاج إلى الهواء، وهذا يعني أن كل عدسة مثلاً ستعكس نحو 8% من الطاقة، وتزداد هذه القيمة مع زيادة قرينة انكسار العنصر البصري، لذلك فإن مثل هذه الخسارة غير مقبولة في الأنظمة الضوئية الحديثة، أضف إلى ذلك حدوث تشوه في الخيال الذي تشكله هذه الأنظمة بسبب الانعكاسات المضاعفة داخلها.
المزيد »