logo

logo

logo

logo

logo

بل (هاينريش-)

بل (هاينريش)

Boll (Heinrich-) - Boll (Heinrich-)

بُل (هاينريش ـ)

(1917ـ 1985)

 

نشأ  هاينريش بُل Heinrich Böll في وسط عائلي كاثوليكي بمدينة كولن، وكان والده نحاتاً ونجاراً. عمل بعد حصوله على الثانوية العامة في تجارة الكتب وبدأ بالدراسة في الجامعة، لكنه استدعي إلى جيش الرايخ عام 1939 وقضى ست سنوات جندياً على جبهات الحرب المختلفة، وجرح عدة مرات، وفقد والدته بسبب غارة جوية. وبعد الحرب عاد إلى دراسة الأدب الألماني، وعمل في الوقت نفسه في ورشة أبيه التي ورثها أخوه، ثم التحق بإحدى الوظائف الحكومية. بدأ منذ عام 1947 بنشر قصصه القصيرة في الصحف، إلى جانب كتابة المسرحية الإذاعية، ثم ترك الوظيفة وتفرغ للكتابة منذ عام 1951. وحصل في عام 1967 على جائزة غيورغ بوشنر للأدب، وعلى جائزة نوبل لسنة 1972. كما منح عام 1983 لقب بروفسور، ثم لقب مواطن شرف لمدينة كولن. كان عضواً في نادي القلم الدولي وفي أكاديمية اللغة والأدب الألماني.

إن لملابسات حياته كبير الأثر في أدبه وفكره، فهو مناهض للحرب لقناعته المبدئية بعدم جدواها. وانطلاقاً من موقفه بوصفه ليبرالياً يسارياً غير حزبي ومؤمناً بإنسانية مستندة إلى التعاليم الكاثوليكية، أصبح بُل ناقداً للتطورات اللاديمقراطية في ألمانية الغربية ومدافعاً عن الملاحقين سياسياً أو أصحاب الرأي الآخر وعن الأقليات داخل وطنه وخارجه، فأضحى شخصية مرموقة عالمياً في حركة الدفاع عن حقوق الإنسان. كانت أعماله المبكرة تعالج موضوعات الحرب والدمار الناتج عنها ومصائر العائدين منها. ففي قصته الطويلة الأولى «وصل القطار في موعده» (1949) Der Zug war pünktlich يصور الكاتب رحلة جندي إلى الجبهة الشرقية وهو مدرك لحتمية مصيره. وفي مجموعته القصصية «أيها الجوال متى ستعود إلى شبا؟» Wanderer kommst du nach Spa? يعرض صوراً عن مصائر الإنسان الصغير في المدن والمحطات المدمرة وفي المساكن البائسة أثناء الحرب وبعدها. وروايته الأولى «أين كنت يا آدم ؟» (1951) Wo warst du, Adam ? تصور آثار الحرب العبثية على الجنود والضباط وأسرى معسكرات الاعتقال. أما روايات المرحلة الثانية وقصصها ومسرحياتها فإنها تعالج أجواء الفقر والبؤس التي يعيشها العائدون من الحرب خارج إطار المعجزة الاقتصادية الألمانية. وما يسم أسلوب هذه المرحلة هو الحس الفكاهي بمفهوم ديكنز[ر] والخضوع الخاشع بمفهوم دستويفسكي[ر]. وأهم أعمال هذه المرحلة رواية «ولم ينطق بأية كلمة» (1953) Und sagte kein einziges Wort التي عالج فيها قضايا الزواج وأزمة السكن وشقاء المواطن المجتث من جذوره في المدن الكبرى. وهذه الموضوعات نفسها عاد إليها في رواية «بيت لا يجد من يحميه» (1954) Haus ohne Hüter ولكن من منظور شابين يراقبان حياة والدتيهما وسلوك كل منهما بعد سقوط والديهما في الحرب. أما قصته «خبز السنوات الماضية» Das Brot der frühen Jahre وهي قصة حب مغلفة  بالسخرية المرة تجري في الأوساط الراقية، فيقدم فيها إمكانية تحول الإنسان فكرياً نحو الأفضل. وروايته «لعبة بليارد في التاسعة والنصف» (1959) Billard um halb zehn هي نوع من تصفية الحساب مع ملابسات عصره وعلاقاته. تقع أحداث الرواية في يوم واحد من عام 1958، لكن تقنية الخطف خلفاً (الرجوع بالأحداث إلى الماضي) flashback وتداعي الذكريات تساعد المؤلف على رصد المرحلة القيصرية ثم جمهورية فايمار ثم المرحلة النازية فمرحلة ما بعد الحرب، وذلك بمتابعة مصير عائلة مهندس معماري من منطقة الراين. في مطلع الستينات بدأت أعمال بُل تتخذ منحى جديداً، بالتزام «جماليات ما هو إنساني» على نحو أشد وضوحاً. فقد عاد في أعماله الجديدة إلى الموضوعات الإنسانية الأساسية، كعلاقة الإنسان ببيته وجيرانه وبالوطن، والمال والحب، والدين والطعام، ناقداً المؤسسات العامة والخاصة التي تفرض على الفرد أخلاقياتها ومقاييسها فتحد من حريته وتؤطر إمكانية تفتحه الذاتي، وأخذت شخصية «اللامنتمي» الذي يعيش على هامش المجتمع تحتل الصدارة في أعماله. ففي رواية «آراء مهرج» (1963) Ansichten eines Clowns يقطع الابن الأصغر شنير علاقته بعائلته الثرية ليصبح مهرجاً، وعندما تنهار علاقته بحبيبته البرجوازية الصغيرة بسبب التقاليد الكاثوليكية المتزمتة يلجأ إلى الخمر. وفي رواية «صورة جماعية مع سيدة» (1971) Gruppenbild mit Dame يقدم قصة حياة سيدة في استقصاءات يجريها مؤلف متخيل معتمداً على آراء أكثر من عشرين شخصاً. الشخصية الإيجابية الوحيدة في الرواية هي السيدة بفايفر التي تعيش أيضاً على هامش مجتمع استهلاكي فاسد، لكنها على نقيض شنير، تجد مغزى حياتها في الحب.

تتسم أعمال بُل الأخيرة بعدوانية أشد إزاء موقف الدولة ومؤسساتها من أصحاب الرأي الآخر، ويبدو هذا جلياً في رواية «شرف كاترينا بلوم المثلوم» (1974) Die verlorene Ehre der Katharina Blum التي يعري فيها دور الصحافة المخرِّب ومواقف القضاء والشرطة من حياة الفرد الخاصة. وقد عالج بُل هذه الموضوعات في أجناس أدبية أخرى كالمسرحية الإذاعية والمقال والقصة القصيرة أيضاً.

 

نبيل الحفار

 

مراجع للاستزادة:

 

-MANFRED  BRAUNECK, Autorenlexikon Rowohlt Taschenbuch Verlag, (Hamburg 1984).

- HANNELLORE GÄRTNER, BI Schriftstellerlexikon VEB Bibliographisches Institut (Leipzig 1988).


التصنيف : الآداب الجرمانية
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 238
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 613
الكل : 31780100
اليوم : 55561

الإشعال في المحرك

الإشعال في المحرك   الإشعال في المحرك ignition هو عملية إطلاق شرارة على شكل قوس كهربائية بين قطبي شمعة الإشعال spark plug في حجرة احتراق المحرك، تتسبب في التهاب مزيج الوقود والهواء المضغوط واحتراقه ومن ثم في دوران المحرك. ويستخدم الإشعال بالشرارة الكهربائية في محركات الاحتراق الداخلي العاملة بالوقود الخفيف السائل أو الغازي. وللاستفادة القصوى من طاقة احتراق المزيج لا بد من إطلاق الشرارة بقوة كافية وفي لحظة معينة قبل وصول المكبس إلى نقطة العطالة العليا خلال شوط الضغط وبزاوية سبق مناسبة. ويقوم جهاز تسبيق الإشعال advance mechanism بمهمة تغيير هذه الزاوية لكي تتزامن مع عمل المحرك في مختلف سرعات دورانه وأحماله.
المزيد »