logo

logo

logo

logo

logo

أوفنباخ (جاك-)

اوفنباخ (جاك)

Offenbach (Jacques-) - Offenbach (Jacques-)

أوفنباخ (جاك ـ)

(1819 ـ 1880)

 

جاك أوفنباخ Jacques Offenbach مؤلف موسيقى وعازف تشيلّو[ر.الكمان] cello فرنسي من أصل ألماني، ولد في كولونية وتوفي في باريس. تعود أصول والده، المنشد في كنيس كولونية، إلى بلدة أوفنباخ القريبة من كولونية، مما اضطر الأسرة إلى تحويل اسمها إلى أوفنباخ.

 تتلمذ جاك لوالدته في دراسة العزف على التشيلّو. وفي عام 1833 انتسب إلى المعهد الموسيقي (كونسرفاتوار) في باريس لدراسة التشيلّو والتأليف الموسيقي، ولكنه ترك الدراسة قبل مضي عام على بدئها لعدم انضباطه وطبعه الساخر. ثم بدأ يزاول مهنته عازفاً محترفاً في الفرق الموسيقية المسرحية، وبقي مخلصاً لآلته أكثر من عشرين عاماً.

باشر أوفنباخ التأليف الموسيقي بكتابة بعض المقطوعات الموسيقية الصغيرة. أما محاولته الأولى في تأليف الأوبريت فكانت أوبريت: «باسكال وشامبور» Pascal et Chambord التي أُخرجت عام 1839، لكنها لم تلق نجاحاً، وبقي بعدها ثماني سنوات يتابع مزاولة العزف من دون التأليف. وفي عام 1849، أسندت إليه قيادة فرقة موسيقية صغيرة لمسرح «الكوميدي فرانسيز» Comédie Française، وكانت الفرقة تعزف بين فواصل المسرحيات (في أثناء الاستراحة)، وترافق الأغاني التي تتضمنها التمثيليات. وقد ألف وهو في عمله هذا، أوبريت: «بيبيتو» (1853) Pepito، وأوبريت «أويايي» Oyayaie، أو «ملكة الجُزر» (1855) reine des îles، ولكن توفير الأداء الجيد لهما كان صعباً لذلك كان إقبال الجماهير عليهما ضعيفاً. وقام كذلك في هذه المرحلة، بإعادة كتابات موسيقية arrangement هزلية لبعض قصص الشاعر الفرنسي لافونتين La Fontaine، كما ألف أغنية «فورتونيو» Fortunio التي لاقت نجاحاً كبيراً.

حصل أوفنباخ على مسرح صغير في شارع الشانزيليزيه Champs-Élysées في باريس ليؤدي فيه أعماله المسرحية الساخرة على هواه، وافتتح المسرح بعرض أوبريت «المهرجون الباريسيون» les bouffes parisiens، وتابع عرض الأوبريتات الصغيرة ذات الفصل الواحد التي يؤديها ثلاثة ممثلين ومغنين على الأكثر. وقد لاقى معظم هذه الأوبريتات، نجاحاً باهراً فتحت أمام أوفنباخ أبواب مسارح باريس المهمة والمسارح الأوربية الكبرى. وكان يقوم في مسرحه الخاص بالتأليف، وقيادة الفرقة الموسيقية وتدريبها، وفي مساعدة الإخراج، وفي أعمال فنية أخرى، بنشاط متواصل. وكان من أسباب نجاحاته الباهرة اختياره أفضل الممثلين والموسيقيين لأداء أعماله، وتعاونه مع كتّاب اشتهروا بكتابة النصوص المسرحية الغنائية، ولاسيما في ابتداع النكتة والنقد والألغاز. ومن بين الأوبريتات التي أنتجها في هذه المرحلة: «أورفيوس في جهنم» (1858) التي تعدّ في روائع أعماله وقد عدّلها وزاد عليها بعد عدة سنوات، (ورقصة «الكان ـ كان» Can-Can الشهيرة في الاستعراضات المسرحية جزء منها)، و«هيلين الجميلة» (1864) و«ذو اللحية الزرقاء» (1866) barbe-bleue، و«دوقة جيرولشتاين الكبيرة» (1867) و«المهرج الحلاق» arlequin barbier وهي مسرحية إيمائية معدّلة عن أوبرا «حلاق إشبيلية» لروسيني Rossini. أثرت حرب عام 1870 في الحياة الاجتماعية الفرنسية، وأثارت مشاعر الكره للغرباء، ونال أوفنباخ بعض الأذى من جراء ذلك. فقد كان في نظر الفرنسيين غريباً، من أصل ألماني، مع أنه حصل على الجنسية الفرنسية قبل ذلك بسنوات عدة. واضطر إلى ترك باريس بعض الوقت، ثم عاد إليها ليتسلم بين عامي 1872- 1876، إدارة مسرح «المسرح الغنائي» Théatre de la Gaieté Lyrique ويعرض أعماله بإمكانات فنية أوسع من ذي قبل. إلا أن الأحوال قادته إلى كارثة مادية جسيمة، اضطرته إلى بيع قسم من ممتلكاته الخاصة، وقيامه، عام1877، بجولة فنية في الولايات المتحدة الأمريكية لعرض أعماله، واستطاع بذلك تسديد ديونه وتعديل أوضاعه المادية الصعبة.

ومع أن أوفنباخ كان يعاني داء النقرس goutte، فقد كان يعمل بجد ونشاط من دون انقطاع. وكان أن عقد العزم، منذ زمن، على تأليف نوع جاد من المسرحيات الغنائية كالأوبرا، فأجهد نفسه في تأليف أوبرا «حكايات هوفمان» les contes d'Hoffmann، وكان قد بدأ كتابتها قبل سنوات، ولكن المنية وافته قبل إنجازها، فأتم زميله غيرو (1837- 1892) E.Guiraud توزيعها الموسيقي orchestration، وعرضت أول مرة عام 1881، أي بعد أربعة شهور من وفاته. ثم أعيد عرضها أكثر من مئة مرة في عامها الأول. وتعد هذه الأوبرا كبرى مسرحياته الغنائية.

 يجمع النقاد على أن أوفنباخ صانع الموسيقى المرحة والساخرة الأول في الأوبريت. ولهذا أطلق عليه الفرنسيون لقب «ملك الأوبريت»، كما لقبه فاغنر Wagner باسم «موتسارت Mozart الشانزيليزيه». ويمكن مقارنته بزعماء الضحك والنقد مثل: تشارلي تشابلن Ch. Chaplin في السينما الصامتة، ونجيب الريحاني في السينما العربية. ولأعمال أوفنباخ من نوع الأوبريت قيمة فنية وتاريخية، إذ استطاع بلمساته الفنية النفّاذة أن يضفي على المجتمع الفرنسي جو المرح والسخرية والنقد في عهد الامبراطورية الثانية.

 كتب أوفنباخ ما ينوف على التسعين أوبريت، من أشهرها، إضافة إلى ما ذكر سابقاً، «الحياة الباريسية» (1866)، و«البيريشول» La Périchole  (1868)، وكتب كذلك خمساً من الباليهات ballet، والقطع الإيمائية pantomime مثل «الفراشة» (1860).

 

حسني الحريري

 

الموضوعات ذات الصلة:

 

الأوبرا ـ فرنسة.

 

مراجع للاستزادة:

 

-إميل فويلرموز، تاريخ الموسيقى الغربية، ترجمة صلاح برمدا (وزارة الثقافة، دمشق 1980).

- HENRI DE CURZON, Les gloires de la musique (ed. Lafitte Musica, Paris 1908).

- J.G.DEMOMBYMES, Histoire de la musique francaise (ed .Payot, Paris 1946).

- N.DU FOURCQ, Music-Hamlyn (Pub .G.Lim London 1978).


التصنيف : الموسيقى والسينما والمسرح
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 282
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 554
الكل : 31297371
اليوم : 45559

جابر بن أفلح

جابر بن أفلح (...ـ450هـ/...ـ1145م)   جابر بن أفلح الإشبيلي، فلكي أندلسي، عُرف في القرون الوسطى في الأدبيات اللاتينية باسم جيبير Geber، وربما اختلط اسمه باسم الكيميائي جابر بن حيان[ر]. ولد جابر في إشبيلية ونسب إليها، وتوفي في قرطبة. عاش في حقبة كان الشرق الإسلامي يفتقر فيها إلى أسماء بارزة في علم الفلك في القرنين الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين، ويذكر كثير من كتب التراجم أن لجابر بن أفلح تسعة مؤلفات في علم الفلك من دون ذكر أسمائها باستثناء اثنين.
المزيد »