logo

logo

logo

logo

logo

ابن البناء المراكشي

بناء مراكشي

Ibn al-Banna al-Murrakushi - Ibn al-Banna al-Murrakushi

ابن البناء المراكشي

(نحو 654 ـ 721هـ/1256 ـ 1321م)

 

أحمد بن محمد بن عثمان الأزدي العدوي، أبو العباس المراكشي السبتي، والمعروف بابن البنّاء، لأن البناء كان مهنة أبيه. عالم متفنن في علوم جمة، برز على الخصوص في الرياضيات والفلك والتنجيم والعلوم الخفيّة، وكذلك في الطب.

درس ابن البناء اللغة العربية والنحو والقرآن والحديث والفقه، في مسقط رأسه مراكش. وكان من أساتذته قاضي الجماعة أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى، الشريف المراكشي، وأبو العباس أحمد بن محمد المعافري، وأبو عبد الله بن بشر، والصالح الأحدب وغيرهم.

ذهب إلى فاس، حيث أخذ علم الطب عن الحكيم المعروف بالمريخ، وأخذ علم الحساب عن عبد الله المعروف بابن حجلة، وعلم النجوم عن أبي عبد الله بن مخلوف السجلماسي نزيل مراكش.

كان ابن البناء يصوم كثيراً، ويعيش في عزلة تامة. وقد امتدح كتّاب سيرته أخلاقه النبيلة وحياته الفاضلة، وانتفع بعلمه جماعة من مريديه.

اتصل ابن البناء مدة من الزمن بأبي زيد عبد الرحمن الهزميري الصوفي، الذي أدخله في طريقته، وأعطاه ذكراً من الأذكار، ودخل به الخلوة مدة سنة.

كان يشتغل بالعلم والتعليم من بعد صلاة الفجر إلى قرب الزوال. تحدث عنه تلميذه عبد الرحمن بن سليمان اللجائي فقال: «كنت أقرأ عليه بمدرسة العطارين في مدينة فاس، وكان شيخاً وقوراً حسن السيرة، قوي العقل مهذباً فاضلاً حسن الهيئة، معتدل القدّ، أبيض اللون، يلبس الثياب الرفيعة، ويأكل المآكل الطيبة. كان محبوباً عند العلماء والصلحاء، حريصاً على إفادة الناس بما عنده. وكان قليل الكلام، لا يتكلم بهذر، ولا بما يكون خارجاً عن مسائل العلم. وكان إذا حضر في مجلس وتكلم سكت لكلامه جميع من فيه، وكان محققاً في كلامه قليل الخطأ فيه».

قال ابن الشاطر: «كان ابن البناء ينظر في أحكام النجوم، وأخذ في علوم أهل السنة واشتغل فيها، فكان آخذاً في الطريقتين بالحظ الوافر».

دُعي ابن البناء مرات عدة، من قبل السلاطين المرينيين للحضور إلى فاس، وكان من تلاميذه محمد بن يحيى ابن النجار التلمساني، الذي صار إماماً في علم النجوم وأحكامها، فاستلحقه السلطان أبو عمر تاشفين في خدمته.

أظهر ابن البناء شيئاً من التفوق على من سبقه من علماء الرياضيات من العرب في المشرق، وخاصة في حساب الكسور والجذور، وحل المعادلات من الدرجة الثانية. كما يعد واحداً من أهم الذين استعملوا الأرقام الهندية، في صورتها المستعملة عند العرب (1 ،2 ،3)، والمعروفة باسم أرقام الغبار.

وينسب لابن البناء 74 مؤلفاً، ورد بعض منها في مقدمة ابن خلدون، وكتاب «جذوة الاقتباس» لابن القاضي المكناسي، و«تاريخ الأدب العربي» لبروكلمان. ويذكر صاحب «كشف الظنون» أن لابن البناء، رئيس المتصوفة بمراكش، زايرجة (أداة تشبه الاسطرلاب تستعمل لاستخراج الطالع، جاء وصفها في كتاب أبجد العلوم للقنوجي، يستعملها عند ممارسته لعلم أحكام النجوم). ومن أشهر مؤلفاته: كتاب في الجبر والمقابلة سمي «الأصول»، وكتاب «تلخيص أعمال الحساب» الذي ترجم إلى الفرنسية ونشر عام 1874م، و«رفع الحجاب عن تلخيص أعمال الحساب»، ومقدمة على إقليدس الحكيم والمقالات الأربع.

وله كتاب «عمل الفرائض»، وكتاب «الفصول في الفرائض»، و«المكايل الشرعية» ورسالة «العمل بالصحيفة الزرقالية»، ورسالة على الكرة، ومختصر رسالة ابن الصفّار، ورسالة في ذكر الجهات وبيان القبلة، ورسالة في الأنواء، وجزء فيه صور الكواكب. وله قانون في معرفة الأوقات بالحساب، ورسالة في فصول السنة وترجل الشمس.

ومن مؤلفاته في العلوم الخفيّة: رسالة في تسمية الحروف، وخاصيّة وجودها في أوائل السور، ورسالة في طبائع الحروف، ورسالة في الفرق بين الخوارق الثلاثة: المعجزة والكرامة والسحر. وله من كتب الدين والفقه «الاقتضاب والتقريب للطالب اللبيب في أصول الدين»، ورسالة في الرد على مسائل مختلفة نجومية وفقهية.

وله في اللغة العربية، «كليات في العربية»، و«الروض المريع في صناعة البديع».

 

محمد زهير البابا

 

مراجع للاستزادة:

 

ـ ابن القاضي المكناسي، جذوة الاقتباس (طبع دار المنصور، الرباط 1973).

ـ ابن القاضي أبو العباس أحمد، درة الحجال في أسماء الرجال (دار التراث، القاهرة 1970).

ـ العباس بن إبراهيم، الإعلام بمن حلّ مراكش وأغمات من الأعلام (المطبعة الملكية، الرباط 1974).


التصنيف : التاريخ
النوع : أعلام ومشاهير
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 371
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 519
الكل : 31749423
اليوم : 24884

أنّنسكي (إنوكنتي-)

أنِنسكي (إينوكنتي فيودورفتش ـ) (1856 ـ 1909)   إينوكنتي فيودوروفتش أنِنسكي Innokenti Feodorovitch Annenski شاعر وناقد مسرحي روسي. ولد في مدينة سان بطرسبُرغ، وتخرج في كلية التاريخ وفقه اللغة في جامعتها (1879)، عمل مدرساً للغات القديمة والأدب القديم واللغة الروسية في المدارس الثانوية فيها، ودرّس الأدب المقارن في المعهد العالي لإعداد المدرسات، ثم عيّن مفتشاً للتعليم، وهكذا أمضى أنِنسكي حياته في بطرسبرغ حتى وافته المنية. كان مترجماً متمكناً مجيداً، نقل إلى الروسية مختارات من أشعار بودلير[ر] Baudelaire، ورامبو[ر] Rimbaud، وفيرلين[ر] Verlaine. وقد تأثر برؤية فيرلين الشعرية تأثراً واضحاً.
المزيد »